كيف تضع الحدود في آخر أيام لك في العمل؟

4 دقائق
وضع حدود على طلبات العمل

ملخص: من المهم أن تدرك أن وضع الحدود في أيامك الأخيرة في العمل لا يقل أهمية عن وضعها في أثناء عملك كموظف يتقاضى أجراً في الشركة. ويعرض المؤلف 6 استراتيجيات حول كيفية وضع حدود على طلبات العمل المتزايدة في الأيام الأخيرة من العمل وكيفية تجنب طلب المساعدة خلال عملية الانتقال: 1) عدّل ذهنيتك. 2) ضع خطة لإنهاء المهام. 3) حافظ على وقتك من خلال تدوين كل مهامك. 4) ارفض أداء الطلبات أو أعد توجيهها. 5) اغتنم الفرصة لتطوير عادات جيدة. 6) اترك العمل بسجل نظيف.

يُعتبر ترك المنصب الحالي لتولي منصب جديد أمراً مثيراً للاهتمام، إذ إنك ستكون متفائلاً بشأن منصبك التالي وتتطلع إلى خوض بداية جديدة.

لكن قد يعتري العديد من المهنيين بعض الإحساس بالذنب في ظل عملية الانتقال، إذ يشعر العديد من عملائي الذين أشرف على تدريبهم بالضيق لظنهم أنهم يتركون فريقهم دون أي إشراف أو مساعدة. كيف يمكن للشركة تسيير العمل دونك؟ من الطبيعي أن تقلق من أنك تخذل زملاءك عند اتخاذك قراراً بترك العمل، إذ لا أحد يرغب في أن يخيب آمال الأشخاص الذين يهتم لأمرهم.

وقد يكون الشعور بالذنب لترك العمل أقوى لدى أولئك الذين يلقّبون بالمناضلين سريعي التأثر، أي أولئك الذين تكون أفكارهم وأحاسيسهم أعمق. يمتلك المناضلون سريعو التأثر عصبونات انعكاسية أكثر نشاطاً تدعى أيضاً عصبونات التعاطف، وهو ما يعني أنهم يستشعرون الألم والاستياء الذي يشعر به الآخرون ويعالجونه بعمق أكبر.

وللتعامل مع مشاعر الانزعاج، يعرض العديد من المناضلين سريعي التأثر تعويضات مبالغ فيها من خلال محاولة أداء مهام أكثر من اللازم في أيامهم الأخيرة في العمل. نتيجة لذلك، ينتهي بهم الأمر إلى تحميل أنفسهم فوق طاقتهم أو المبالغة أحياناً في منح الوعود، وهو ما يجعلهم يقدمون أداءً متدنياً، ما يترك الفريق في مأزق أكبر دون قصد. علاوة على ذلك، رأيت العديد من المهنيين يعرضون المساعدة بعد تركهم العمل، ليشعروا بالانزعاج والاستياء عندما تصلهم رسائل بريد إلكتروني تحمل معها طلبات عمل جديدة من أصحاب عملهم السابق.

كيفية وضع حدود على طلبات العمل

ومع استعداد ربع إلى أكثر من نصف الموظفين لتبديل وظائفهم بعد الجائحة، من المهم أن تدرك أن وضع الحدود في أيامك الأخيرة في العمل لا يقل أهمية عن وضعها في أثناء عملك كموظف يتقاضى أجراً في الشركة. وإليك كيفية وضع حدود على طلبات العمل المتزايدة في الأيام الأخيرة من عملك وكيفية تجنب طلب المساعدة خلال عملية الانتقال:

1) عدّل ذهنيتك

تؤثر عواطفك على ردود أفعالك، وبالتالي من المهم أن تتحكم بأي شعور مضلل بالذنب. يوصف المهنيون ذوو الإنجازات العالية، وخاصة المناضلون سريعو التأثر أنهم أشخاص طموحون يسعون إلى تطوير أنفسهم. لذلك، اعتبر انتقالك خطوة طبيعية في تقدمك الوظيفي، وليس صك اتهام لتفانيك ولتميز شخصيتك، فذلك دليل تقدم وليس دليل تراجع.

وبالمثل، راقبوا الأنا الأعلى لديكم. صحيح أنك شخص مهم للشركة، لكن لن يتوقف العمل دون وجودك. قد يواجه الفريق بعض الانتكاسات المؤقتة بالفعل، لكنها لن تكون مدمرة أو كارثية. بالإضافة إلى ذلك، قد يُتيح تركك العمل فرصة لانضمام شخص آخر وتوليه المنصب والتألق فيه.

وقد تكون كتابة ملاحظة من نفسك المستقبلية إلى نفسك في الحاضر ممارسة مفيدة للتخلص من الشعور بالذنب. على سبيل المثال، قد تطمئنك نفسك في المستقبل أنك اتخذت القرار الصحيح، أو تذكرك أنك ستنسى كل المشاعر التي تغلب عليك في الوقت الحالي في غضون بضعة أشهر.

2) ضع خطة لإنهاء المهام

قيّم مشاريعك الحالية من منظور عملي. وحدد أهم المهام التي يجب عليك إكمالها بمجرد أن تعرف أنك ستترك العمل، ثم اعمل بشكل عكسي بدءاً من يومك الأخير لتحدد الأحداث الرئيسية. لن تتمكن من إنجاز كل شيء في الوقت المتبقي لك. لذلك، امنح الأولوية لمهمة إحداث التأثير وجعل عملك في وضع مستقر يمكّن الآخرين من توليه من بعدك. قد يعني ذلك تقييم حجم ونطاق بعض المنجزات لجعلها قابلة للتنفيذ.

ثم ضع خطة حول كيفية إبلاغ مختلف أصحاب المصلحة بتركك العمل والوقت الذي ترغب في مناقشة ذلك الموضوع معهم، إذ سيجنّبك ذكر أدق التفاصيل إضاعة الوقت أو نشر الأخبار بدافع الخوف. ومن المهم أن تتوصل مع مديرك في العمل إلى قرار حول هوية الشخص الذي سيتولى أداء واجباتك. استخدم مخططاتك لتقيّم مدى قدرتك ورغبتك في المساعدة في عملية الانتقال في ضوء أولوياتك الأخرى، إذ ليس من المعقول أو من غير الممكن أن تشارك في مقابلات الموظف الجديد إذا كنت تعمل على مشروع آخر بارز وحساس تجاه عامل الوقت ويجب عليك إكماله قبل أن تترك العمل.

3) حافظ على وقتك من خلال توثيق كل مهامك

يُعتبر تقديم تدريب لخليفتك إحدى أفضل الممارسات، لكن من المهم أن تكون فطناً وأن تفكر باستراتيجية بشأن كيفية تقديم التدريب حتى لا تضطر إلى تكرار المعلومات أو بذل جهود مضاعفة. بمعنى آخر، ضع خطة انتقالية تذكر فيها مشاريعك الحالية والمواعيد النهائية القادمة بالتفصيل، إضافة إلى مستوى خبرة شاغل الوظيفة الجديد (حول تفضيلات العميل أو معلومات التواصل معه على سبيل المثال). سجّل مقاطع الفيديو التي توثق كيفية تنفيذ العمليات وخصص وقتاً لكتابة إجراءات التشغيل الموحدة المتعلقة بسير العمل المهم. سيجنبك تذكر تفاصيل عملك قبول الطلبات التي تضع عبئاً إضافياً على وقتك من خلال منح خليفتك مكتبة من المواد التدريبية التي يمكنه الرجوع إليها.

4) ارفض الطلبات أو أعد توجيهها

قد يواصل زملاؤك طرق بابك لتؤدي مهاماً جديدة، حتى في أيامك الأخيرة. ومن المهم إذا حصل ذلك بالفعل ألا تتطوع لإكمال المهمة بهدف إبعادها عن طريقك، بل اعرض عليهم تدريبهم على كيفية إكمالها بأنفسهم أو تدريبهم على كيفية وضع خطة لتنفيذ أي عملية. تمكّنك تلك الخطوة من وضع الحدود وتمكين زملائك من تولي زمام الأمور ليصبحوا أكثر استقلالاً، وهي المهارة التي يجب عليهم تنميتها في غيابك.

قد تمر أيام تضطر فيها لرفض أي طلبات تتلقاها، كأن تقول:

  • لا يمكنني قبول هذا الطلب مع اقتراب آخر يوم عمل لي.
  • أرجو أن تتقبل اعتذاري لأنني لن أكون موجوداً هنا للإشراف عليه.
  • أقدر تفكيرك بي، لكني سأضطر إلى رفض الطلب لإكمال التزاماتي الحالية.

5) اغتنم الفرصة لتطوير عادات جيدة

لا تنتظر إلى حين تبدأ العمل في منصبك الجديد لتضع الحدود الصحيحة التي كنت تنوي وضعها من قبل. وتذكّر أنك تملك فرصة منخفضة المخاطر اليوم للتدرب على وضع الحدود الصحيحة، إذ إنك لن تتعرض للفصل من عملك في آخر أيام عمل لك. وبالتالي، حان الوقت اليوم لتضع ضوابط حول بعض الأمور، مثل إنهاء العمل في ساعة معينة أو عدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني في عطلات نهاية الأسبوع، وهو ما يمكّنك من نقل ثقتك المكتسبة حديثاً إلى مكان عملك التالي.

6) اترك العمل بسجل نظيف

من المستحسن أن تبقى على اتصال مع مديرك وزملائك، لكن احرص على عدم توجيه دعوة غير محددة المدة لتلقي الاستشارات أو لتقديم المساعدة بعد يومك الأخير في الشركة. قد تكون الإجابة عن بعض الأسئلة أمراً مقبولاً. اختر تاريخاً (من أسبوعين إلى 4 أسابيع بعد تركك العمل مثلاً) لن تكون متاحاً بحلوله؛ إذا استمرت الأسئلة بعد ذلك التاريخ، فقد تضطر إلى إرسال ملاحظة أخيرة تشرح فيها عدم قدرتك على الرد بغية التركيز على منصبك الحالي وتتمنى لهم فيها كل التوفيق.

تذكر أن وضع حدود على طلبات العمل في الأيام الأخيرة من عملك هو تعبير عن اللطف واحترام لنفسك وللآخرين. كما أن نجاحك في تجاوز الشعور المؤقت بالضيق المتمثّل في رفض الطلبات ووضع الحدود سيحفظ لك ماء وجهك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي