لدينا مثل عربي يقول "قدر الشراكة مايغلي"، وهو مستخدم بألفاظ مختلفة في معظم الدول العربية، وماهو في الواقع إلا جزءاً من موروث عقلية الـ "وان مان شو" التي اعتدنا عليها، فالتاجر لايحب الشريك، والرياضي عندنا يعاني من مشكلة الأنانية واحتكار الكرة، والكاتب والصحفي لا يحبان العمل ضمن فرق عمل، وكذلك في الفن، فنادراً ما استطعنا الخروج من عباءة البطل الأوحد. في هذا الوقت تتسارع الدراسات والأبحاث للحديث يوماً بعد يوم عن ذكاء المجموعات وكيمياء الفرق، وكيف يمكن أن تؤثر تشكيلة الفريق في ذكاءه، كما نلاحظ في مقالة "ما الذي يجعل فريق العمل أذكى؟" في هذا العدد، كما بات الحديث عن تطبيق أسلوب "أجايل" لإدارة الفرق الرشيقة ومتكاملة الذكاء، هو النموذج الجديد الذي يثير اهتمام معظم قطاعات الأعمال. غير أننا إن تساءلنا؛ كيف ولماذا انتشر مفهوم أجايل بهذا الشكل مؤخراً؟ الجواب؛ هذه إحدى نتائج تعلمنا من الآلة. فقد ولد هذا المفهوم مع انتشار علم تطوير البرمجيات، وحينها رأى المبرمجون أن جوانب البرامج المتعددة والمتنوعة الاختصاص، تتطلب القدرة على التعامل معها بخبرة وتخصص في كل مجال من مجالاتها، وفي ذات الوقت السرعة في إنجاز المهام، وهكذا ولد هذا المصطلح من تشكيل فرق للعمل من المبرمجين الذين يتخصص كل واحد منهم بزاوية من زوايا البرمجة، ويتحركون بما يشبه التنظيم الذاتي لإنجاز العمل بتنسيق عال وسرعة تواكب سرعة تطور التكنولوجيا؛ بمعنى آخر مسابقة التكنولوجيا أو على الأقل مواكبتها أو التعايش معها إو إدارتها.
تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.
جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .