$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7063 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(11332)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(13) "52.90.131.200"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7070 (45) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(163) "/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%AA%D9%83-%D8%A3%D9%85-%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%9F/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(13) "52.90.131.200"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86bf5afb98aa826c-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_REFERER"]=>
    string(183) "https://hbrarabic.com/%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%ad%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%aa%d9%83-%d8%a3%d9%85-%d8%aa%d8%ad%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d8%aa%d9%83%d8%9f"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(13) "52.90.131.200"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.5" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(13) "162.158.87.32" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "35918" ["REDIRECT_URL"]=> string(59) "/هل-تحمين-شركتك-أم-تحمين-قريبتك؟/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711710017.918688) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711710017) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(16) "paid_subscribers" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7071 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7072 (2) { ["content_id"]=> int(11332) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

دراسة حالة: هل تحمين شركتك أم تحمين قريبتك؟

13 دقيقة
هل تحمين شركتك أم تحمين قريبتك؟
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تعرض دراسات الحالة التي تصيغها هارفارد بزنس ريفيو على هيئة قصص خيالية لمشاكل يواجهها القادة في الشركات الحقيقية وتقدّم الحلول التي يراها الخبراء. تستند هذه الحالة إلى دراسة حالة في كلية هارفارد للأعمال بعنوان: “معضلة المحلِل” من تأليف جوزيف باداراكو، وجيري أوسيم.

بعد أسبوع عمل طويل، كان كل ما أرادت مارغريت إسبينوزا فعله هو إغلاق حاسوبها. كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف من بعد ظهر يوم الخميس آخر أيام أسبوع العمل، وكانت قد أنهت لتوها يوم عملها كمديرة لخدمة الزبائن في شركة “سبرينغ فاير” (Spring Fire) المتخصصة بتصنيع المواقد التي لا ينبعث منها أي دخان وتُستعملُ في الهواء الطلق. غير أنها كان يُفترضُ بها الانضمام إلى مكالمتها العائلية عبر تطبيق زووم وهو تقليد كان أفراد عائلتها الموسعة قد بدأوه منذ ظهور الجائحة.

قالت مارغريت لنفسها إن الأمر سيكون ممتعاً كما هو الحال دائماً وراحت تبحث عن رابط الاجتماع في جدول مواعيدها. في معظم الأسابيع، كانت تتطلع قُدماً إلى هذا التجمع الافتراضي الذي كان يتسم بالفوضى حيث كانت ثماني أسر تنضم إلى الاجتماع، غير أنه كان طريقة لطيفة لمتابعة أخبار الجميع والانتقال من جو العمل إلى جو العطلة الأسبوعية.

حالما ظهرت وجوه أبويها وجديها وشقيقتها وخالاتها وأخوالها وأولادهم، شعرت بالسعادة لأنها انضمت إلى الاجتماع. ولكن بعد مرور 20 دقيقة على دخولها إلى المكالمة، لاحظت أن ابنة خالها ليندا غاربيز قد بدت مشتتة الذهن لا بل ومنزعجة أيضاً.

كان ما يجمعها بليندا هي الصداقة أكثر من صلة القربى. فقد كانت الفتاتان تجلسان معاً على الدوام خلال التجمعات العائلية منذ أن كانتا صغيرتين في العمر، وبقيتا على تواصل طوال فترة الدراسة الجامعية. أما الآن وقد باتتا كلتاهما في سن السادسة والعشرين، ورغم أن مارغريت كانت ما تزال في هيوستن، في حين كانت ليندا قد انتقلت إلى تولسا، إلا أنهما كانتا تتبادلان الرسائل النصية بانتظام.

بعثت مارغريت برسالة إلى ليندا الآن قائلة لها: هل أنت على ما يُرام؟ تبدين حزينة.

أجابت ليندا على الفور: الأمر يخص العمل فحسب.

كانت مارغريت تعرف الشركة التي تعمل فيها ليندا حق المعرفة. فهي كانت في الحقيقة من ساعدت ابنة خالها على الحصول على الوظيفة في شركة “كولتر ميتالز” (Colter Metals)، المتخصصة بصناعة قطع الغيار التي تدخل في تصنيع المراوح، والشفاطات، والمكابس. كانت “كولتر” تزوّد شركة مارغريت باثنتين من القطع الأساسية المستعملة في مراوح المواقد التي تصنّعها شركة “سبرينغ”.1 قبل عام من الآن، وعندما كانت مارغريت قد أدركت أن “كولتر” تعمل انطلاقاً من تولسا ورأت على صفحتها على موقد لينكد إن أن الشركة في طور تعيين موظفين، شجعت ليندا، الحاصلة على شهادة جامعية في المحاسبة، على تقديم طلب للعمل في قسم المحاسبة. كانت “كولتر” مورّداً قديم العهد وأساسياً، وكانت “سبرينغ” على وشك تجديد عقدها معها.

كانت مارغريت وليندا قد اتفقتا على ألا تتحدثا معاً عن العمل. فقد أرادتا إبقاء علاقتهما العائلية وصداقتهما بعيدتين عن المصالح التجارية لشركتيهما. وتمكنتا من المحافظة على هذا الالتزام. لذلك عندما ذكرت ليندا العمل، لم تستفسر مارغريت كثيراً عن الأمر. بل كتبت لها قائلة: “آسفة لسماع ذلك. إذا كان بمقدوري مساعدتك لا تتردي في طلب ذلك مني”.

بعد مرور ساعة، وعقب خروجها من مكالمة زووم، أصدر هاتفها المحمول أزيزاً ينبئها بورود رسالة نصية من ليندا: “هل نستطيع أن نتكلم؟” فما كان من مارغريت إلا أن سارعت إلى الاتصال بها فوراً. “حسناً”، قالت ليندا حالما ردّت على المكالمة. “إذا أخبرتك بأمر معيّن هل تعدينني بألا تخبري أحداً؟”2

وافقت مارغريت على ذلك وشرحت لها ليندا كيف أن “كولتر” قد سرّحت 30% من موظفيها صباح ذلك اليوم – ومعظم المسرحين يعملون في قسم الإنتاج – ما شكّل لها صدمة كبيرة.

“ألم تكن لديك فكرة أن هذا الأمر سيحصل؟” سألت مارغريت.

“كلا”، قالت ليندا وقد اغرورقت عيناها بالدموع كما بدا من صوتها المتهدج. “كنت أعتقد أن أمور الشركة تسير على ما يُرام، لكن أكبر زبون لدينا قد ألغى عقده معنا على ما يبدو”.

“كنت أعتقد أن “سبرينغ فاير” هي أكبر زبون لديكم”.

“أنتم في المرتبة الثانية”.

شعرت مارغريت بشيء من عدم الارتياح. فقد قفز ذهنها فوراً إلى ما يمكن أن يعنيه ذلك بالنسبة لشركتها. فقد كانت “سبرينغ فاير” متأخرة لمدة ستة أسابيع في تسليم الطلبيات، وكان الشتاء على الأبواب. وبصفتها مديرة خدمة الزبائن، كانت هي من يكتب نصوص التفسيرات التي تشرح سبب التأخر في تسليم الطلبيات. في وقت سابق من ذلك اليوم، كانت قد وضعت مسودة نص وعدت فيه بتسليم أي طلبية كانت قد سجّلت قبل نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني بحلول الأول من فبراير/ شباط. فهل سيؤدي الوضع المستجد في “كولتر” إلى الإخلال بالقدرة على الإيفاء بهذا الوعد؟3

“أنا جادة في عدم إخبار أي أحد يا ريتا”، قالت ليندا مستعملة الاسم الذي تطلقه العائلة على مارغريت تحبباً. “إذا شعرت “سبرينغ فاير” بالتردد ولم توقع على تجديد العقد، فإنني لا أعتقد أن “كولتر” ستبقى على قيد الحياة”.

“لكن السؤال هو هل ستتمكنون من تسليم المطلوب في التواريخ المذكورة في العقد بعدد موظفين أقل بنسبة 30%؟”

“لا أعلم”، أجابت ليندا. “لكنني أكثر قلقاً في الوقت الحاضر بخصوص وظيفتي”.

شعرت مارغريت بالذنب لأنها أفرطت في التركيز على “سبرينغ فاير”. بالطبع كانت قلقة على ابنة خالها أيضاً. لكن كان على ليندا أن تعلم أن مارغريت يجب أن تأخذ بحسبانها تأثيرات ذلك على شركتها وعلى وظيفتها هي.

حالات التأخير

صباح يوم الأحد التالي، وكان أول أيام العمل في الأسبوع، شعرت مارغريت بالارتياح لعودتها إلى المكتب. فموظفو “سبرينغ فاير” كان قد سُمِحَ لهم بالعودة وفق جدول زمني قائم على المداورة، وهي طلبت أن تداوم أيام الآحاد. كان بضعة موظفين فقط يحضرون إلى المكتب كل يوم، لكنها كانت تحب رؤيتهم، حتى لو كانت أعينهم فقط هي التي تظهر فوق الكمامات التي كانوا يضعونها على وجوههم.

أخرجت حاسبها الشخصي من حقيبتها ولوحت لزميلين من القسم المالي كانا يدردشان على بعد بضعة أمتار منها. وبما أنهما كانا يحافظان على مسافة الأمان بينهما، فقد كان بمقدورها أن تسترق السمع إلى حديثهما الذي كان للمصادفة يتعلق بتجديد العقد مع “كولتر”.

“عادوا إلينا بطلب جديد هذا الصباح”، قال أحدهما. “يريدون تمديد العقد لعام إضافي”.

“هل تعتقد أن مرتا ستوافق على التجديد؟” سأل الآخر، مشيراً إلى مرتا سبرينغر، مؤسسة الشركة ورئيستها التنفيذية.

“أعلم أنها تريد المحافظة على العلاقة معهم. وقائمة المورّدين البدلاء قصيرة أصلاً”.

فكرت مارغريت في لوحة مراقبة المخاطر التي كانت مرتا تعرضها عليهم في اجتماعهم العام الأسبوعي. رغم أن معظم المربعات كانت خضراء أو صفراء، إلا أن المربع الخاص بسلسلة التوريد كان أحمر اللون خلال الأسابيع القليلة الماضية. كان العديد من مستلزمات الإنتاج الرئيسة في الشركة يُشترى من خارجها، وكان الجميع يعلم أن ذلك يمثل أكبر خطر يتهدد الشركة. وكانت المحاولات السابقة لشراء ذات القطع التي تصنعها “كولتر” من الصين وبنغلادش قد فشلت: فهذه المنتجات كانت بالكاد تلبي المعايير الصناعية المطلوبة، وهي بالتأكيد لم تكن تلبي معايير الجودة في “سبرينغ فاير”. وبعد الكثير من عمليات البحث والبدايات الزائفة، كان مدير الإنتاج قد عثر على مورّد مناسب في المكسيك.4 لكن العديد من موظفي الشركة كانوا مترددين في استعمال ذلك الخيار، لأن “سبرينغ فاير” كانت تسوّق منتجاتها على أنها مصنوعة بالكامل في الولايات المتحدة الأميركية.

خلال الاجتماعات العامة للشركة، كان مدير المشتريات يشرح كل الخطوات المتخذة للتخفيف من آثار أي توقف محتمل في الإنتاج. وكانت مرتا تطرح الموضوع من زاوية مختلفة وتُطمئن موظفيها. “وجود وفرة في الطلبيات هو مشكلة جيدة”، كما كانت تقول مشيرة إلى الارتفاع الحاد والمشجع في المبيعات.5

لحسن الحظ، سارع زملاء مارغريت الآن إلى تغيير الموضوع. استهجن أحدهم الأمر قائلاً: “لا أعتقد أن الأمر مهم أصلاً. فنحن في وضع جيد جداً. هل رأيتم أرقام الأسبوع الماضي؟”

“كانت أرقاماً مذهلة، أليس كذلك؟ أتمنى فقط لو أننا كنا قادرين على شحن هذه الطلبيات قبل 2022!” ضحك الاثنان ثم ابتسما لمارغريت التي بالكاد بدرت منها ضحكة خافتة.

إذا كانت “كولتر” تعاني، فهل سيكون بوسع “سبرينغ فاير” تلبية الطلب؟ لا شك أن أزمنة التسليم ستؤجل مجدداً على الرغم من كل الجهد الكبير الذي يبذلونه، وهذا سيضر بسمعة الشركة. لم تكن الشركة الوحيدة الصانعة لهذا النوع من التجهيزات، ورغم أنها كانت توفر مروحة فريدة من نوعها حاصلة على براءة اختراع للتقليل من كمية الدخان المنبعث، إلا أنه لم يكن واضحاً ما إذا كان المستهلكون يقدرّون هذه الميزة التفاضلية.

في تلك اللحظة دخل باتريك كولين مدير التسويق ومدير مارغريت في الوقت ذاته إلى مكتبه على بعد بضعة أمتار وتحدث بصوت مرتفع من وراء كمامته: “هل استمتعت بعطلة نهاية الأسبوع يا مارغريت؟” فرفعت إبهامها في إشارة إلى أن الأمور كانت على ما يُرام. “هل ثمة ما يجب أن أعرفه قبل أن نغوص في التفاصيل؟”

ترددت قليلاً ثم هزت رأسها نافية.

هل الأولوية هي للعائلة؟

في تلك الليلة، بعثت مارغريت إلى والدتها برسالة قالت فيها: “أنجيلا، هل أنت قادرة على الحديث؟”

اتصلت بها والدتها على الفور عبر برنامج “فيس تايم” وقالت لها: “ما خطبك؟ ليس من طبعك أبداً الرغبة بالحديث على الهاتف”.

كان هذا الكلام صحيحاً. فوالدة مارغريت كانت دائما ما تستبقيها على الهاتف أكثر مما ترغب. لكنها كانت بحاجة ماسّة إلى من يسدي إليها النصيحة. ذكرت لها اتصال مساء الخميس مع ليندا وشرحت كيف أنها أمضت معظم عطلة نهاية الأسبوع وهي قلقة بشأن ما يجب عليها فعله. وصفت الشعور بالذنب الذي انتابها في المكتب في وقت سابق.

“هل تشعرين أنك مدينة بالولاء لباتريك والشركة؟”6 سألتها أمها. فباتريك كان قد جازف بتوظيفها قبل ثلاث سنوات وكانت هي عديمة الخبرة تقريباً في مجال خدمة الزبائن أو التسويق. ومن حينها، كان من أكبر مناصريها في السراء والضراء.

“أعتقد ذلك. رغم أنه إذا ساءت الأمور مع “كولتر” و”سبرينغ فاير”، فلا أعتقد أنه هو أو أي شخص آخر سيتساءل ما إذا كنت أعرف”.7

“ألا تعتقدين أنه سيعرف؟” سألت أنجيلا. “هو يعلم أن ابنة عمك تعمل هناك، أليس كذلك؟”

في الحقيقة، كانت مارغريت قد شعرت بسعادة غامرة عندما حصلت ليندا على الوظيفة وأخبرت باتريك بالأمر. وتذكرت الآن كيف ألقت نكتة على سبيل المزاح ذكرت فيها كيف أن من اللطيف أن يكون للشركة جاسوس لدى أحد الموردين. ضحكت وقتها لكنها طمأنت باتريك إلى أنها اتفقت هي وابنة خالها على عدم خوض أي حديث في العمل.

“أعرف يا أمي. وأعرف ماذا ستقولين. حتى أنك لست مضطرة إلى قول هذا الكلام”.

“ما الذي سأقوله أيتها الذكية؟”

“العائلة لها الأولوية”.

فوجئت مارغريت عندما هزت أمُها رأسَها بالنفي. “صحيح أن هذا كان شعارنا على الدوام. لكنني لم أقصد القول إن العائلة لها أولوية عليك أنتِ”، قالت أنجيلا. “ويمكن أن تفقدي أنتِ حتى وظيفتك إذا لم تتمكنوا جميعاً من تلبية هذه الطلبيات، أو إذا اكتشفت “سبرينغ فاير” أنك كنتِ تعلمين بهذه المشكلة ولم تحركي ساكناً. لا أعتقد أنه كان من المنصف أن تخبرك ليندا بالأمر. كنتما قد اتفقتما على عدم خوض أي حديث بخصوص العمل”.

صُدِمَت مارغريت. فقد كانت واثقة أن أمها ستطلب منها الإيفاء بوعدها. إذا لم تفِ كولتر بالتزاماتها، سيكون لشركة “سبرينغ فاير” الحق في إلغاء العقد والتعامل مع المورّد الموجود في المكسيك. وهذا سيكون أمراً مثيراً للصداع، بطبيعة الحال، لكن الشركة ستكون على ما يُرام. وعلى افتراض أن باتريك ومرتا لم يغضبا منها، فإنها على الأقل ستحافظ على وظيفتها.

“إذن نحن لن نعلم بالضبط ما الذي سيحصل؟”، سألت مارغريت أنجيلا. “هل أستطيع خيانة ليندا؟”8

“كلا، ليس بالضرورة. كل ما أقوله هو أن الأمر أعقد من مجرّد الاختيار بين ليندا وشركتك. إذا كان الاحتفاظ بهذا السر يعني مخاطرتك بسمعتك، فإنني أعتقد أنك تعرفين موقفي”.

أرسل أو لا أرسل؟

في تلك الليلة، كتبت مارغريت مسودة رسالة إلكترونية إلى باتريك ومرتا عنونتها على النحو التالي: “معلومات مهمة حول شركة “كولتر ميتالز””.

“بسبب صلة عائلية بشركة “كولتر” (باتريك على دراية بها)، علمت يوم الخميس أن الشركة قد اضطرت إلى تسريح نسبة مهمة من موظفيها وقد لا تكون قادرة على تلبية الالتزامات المبيّنة في عقد التجديد، واعتقدتُ أن “سبرينغ فاير” يجب أن تعرف بالأمر قبل توقيع العقد. أنا أخبركما بهذه المعلومات على سبيل الثقة، لذلك أطلب منكما عدم نسبها إليّ في أي محادثات مع “كولتر””.

قرأت مسودة الرسالة عدة مرات، لا بل وسمحت لنفسها بتخيل الشعور الجميل الذي سينتابها عندما تضغط زر “الإرسال”، ولاسيما أنها تعرف أن أصحاب المراتب العليا في الشركة سيقدّرون لها تحذيرها لهم بخصوص هذا الخطر. قفزت كلمة “بطلة” إلى رأسها لوهلة. لكنها سرعان ما محت الرسالة، وأزالت عنوان البريد الإلكتروني لمرتا من خانة “إلى”، وكتبت: “باتريك هل بوسعنا أن نتحدث؟ الأمر عاجل نوعاً ما”.

بينما كانت تهم في تحريك مؤشر فأرة الكمبيوتر نحو زر “الإرسال”، فكّرت في ليندا. هذه النقرة يمكن أن تنهي صداقتهما وأن تؤدي إلى مشكلة عائلية. فهل يستحق الأمر كل ذلك؟

[su_expand more_text=”المزيد” less_text=”الأقل” height=”50″ link_color=”#66abe8″ link_style=”button” link_align=”right”]

ملاحظات على دراسة الحالة

1- لا تزال المواقد “التي لا ينبعث منها أي دخان” تصدر بعض الدخان، لكنها تقلل من كميته عبر التصاميم الهندسية التي تتحكم بتدفق الهواء. وبعضها، مثل مواقد “سبرينغ فاير”، يستعمل المراوح.

2- هل من المنصف طرح هذا السؤال على شخص لا يعرف ما الذي أنت على وشك قوله؟

3- هل تبعث الطلبيات المتراكمة بإشارة إلى المستهلكين أن منتجاً ما مطلوب بقوة وبالتالي مرغوب أكثر، أم أنها تشكّل مصدر إحباط للمتسوقين الذين قد يشترون ما يحتاجون إليه من مكان آخر؟

4- في أعقاب تفشّي جائحة كوفيد-19، حث الخبراء الشركات على جعل سلاسل توريدهم أكثر مرونة من خلال تحديد نقاط الضعف وتنويع قواعد توريداتهم.

5- هل من الذكاء بمكان أن تطلب الرئيسة التنفيذية من فريقها التركيز على زيادة الطلبيات مع التقليل من شأن أخطار عدم القدرة على تلبية الطلب المحتمل؟

6- إلى أي مدى يجب أن نشعر بالواجب تجاه شركاتنا؟ وهل نتوقع أن تبادلنا شركاتنا الولاء بولاء مشابه؟

7- هل تقلل معرفتها بأن أمرها لن يُفتضح من التزامها بكشف الأمر؟

8- هل خرق ليندا الاتفاق بعدم الحديث عن العمل يعني أن مارغريت ليست بحاجة إلى الإيفاء بوعدها بالتزام الصمت؟

[/su_expand]

رأي الخبراء

هل يجب على مارغريت إخبار مديرها بما تعرفه عن شركة “كولتر ميتالز”؟ 

ستيسي بيك (Stacey Peck): خبيرة حلول في “سبنسر ستيوارت” (Spencer Stuart).

يجب أن تكون أولوية مارغريت هي حماية نفسها وحماية شركتها.

إذا استمرت في التزام الصمت، فإنها يمكن أن تعرّض مستقبل “سبرينغ فاير” للخطر ويمكن أن تتسبب بخسارتها هي وزملائها لوظائفهم. فشركتها و”كولتر ميتالز”، وموظفو الشركتين سيكونون في مركب واحد يغرق. ولا أحد يريد ذلك.

من المؤكد أن ليندا قد وضعتها في موقف صعب، ومن المفهوم أن مارغريت قلقة من أن إبلاغ الآخرين بالمعلومات المتعلقة بتسريح موظفي “كولتر” سيكون خيانة لثقة ابنة خالها. لكنني أعتقد أنها ملزمة بإخبار باتريك بما تناها إليها. وأعتقد أنها تستطيع فعل ذلك بطريقة لا تضرّ بعلاقاتها العائلية.

فعوضاً عن أن تبعث برسالة إلكترونية، يجب عليها أن ترفع السماعة وتتصل بمديرها. ودون إخباره بالطريقة التي حصلت بها على المعلومات، بوسعها أن تقول له إنها سمعت شائعة تشير إلى أن “كولتر ميتالز” تعاني وأن تقترح عليه الاستفسار عن الأمر. من المهم أن تعترف أنها لا تمتلك جميع الحقائق وأن قيادة “كولتر” ربما لديها خطة طوارئ. ولكن يجب على “سبرينغ فاير” أن تبحث في الأمر قبل تجديد العقد. وحتى لو شك باتريك أن مارغريت قد حصلت على المعلومات من ليندا، فإنها ليست مضطرة إلى توريط ابنة خالها صراحة.

ذكّرتني هذه الحالة بالصداقات التي كونتها مع مجموعة من الأشخاص في مكان العمل قبل عدة سنوات. كنا ثمانية أشخاص، ورغم أننا انتقلنا منذ ذلك الوقت إلى مواقع أخرى أو غيّرنا الشركات التي نعمل فيها، إلا أننا بقينا مقرّبين من بعضنا البعض. إحدى هؤلاء الأصدقاء هي عضوة في الفريق القانوني في مؤسستي ما يعني أنها مطلعة على أخبار وتطورات ليس بوسعها البوح بها إلى الآخرين. وهناك اتفاق غير مكتوب بيننا يقضي ألا نعرّض مسيرتينا المهنيتين أو صداقتنا للخطر من خلال تبادل المعلومات السرية، ونحن لم نخل بهذا الاتفاق أبداً. ليندا خرقت الاتفاق الذي أبرمته مع مارغريت ولا يمكنها أن تتوقع منها إخفاء المعلومات المهمة بالنسبة لشركتها ووظيفتها.

لعل ليندا تبالغ في تصوير عمليات التسريح في “كولتر” وتضخمها أكثر من حقيقتها. ولكن إذا ما رغبت مارغريت في معرفة ما إذا كان ذلك حقيقياً، فإنها بحاجة إلى اتخاذ إجراءات معيّنة تشمل إخبار ليندا إنها شعرت باضطرارها إلى البوح بالمعلومات، حتى لو اضطرت إلى أن تعاني في سبيل تحاشي توريطها. سيكون الحديث بين السيدتين صعباً، لكنها يجب أن تكون واضحة وصريحة. بوسعها أن تشرح كيف أنها لم تذكر اسم ابنة خالها قط وأن تعترف أن العديد من سلاسل التوريد قد تعرّضت للزعزعة خلال الجائحة، لذلك من الطبيعي تماماً أن يتوجه الزبائن بالأسئلة إلى المورّدين بخصوص مع إذا كان هناك أي شيء قد يمنعهم من الإيفاء بوعودهم، حتى دون وجود أسباب محددة لطرح هذه الأسئلة.

أنا شخص يؤمن بأهمية العلاقات، ولن أتعمد فعل أي شيء يضر بعلاقة تجمعني بصديق أو قريب. ولكن في هذه الحالة، أعتقد أن مارغريت يمكن أن تفعل الشيء الصائب فيما يتعلق بليندا و”سبرينغ فاير” كليهما. فمصالحهما أقل تنافراً مما تعتقد.

ميتا ماليك (Mita Mallick): رئيسة قسم الشمول والمساواة والتأثير في شركة “كارتا” (Carta)

لا يجب على مارغريت أن تنبس ببنت شفة لباتريك أو مرتا أو أي شخص آخر في “سبرينغ فاير”.

أتفهم حالة الإغراء التي تشعر بها بخصوص البوح بالمعلومات التي أعطتها إياها ليندا، لكن فعل ذلك لن ينعكس عليها بصورة إيجابية وقد يتسبب لها بمتاعب هي بغنى عنها.

واجهتُ وضعاً مشابهاً مرّتين. ففي مطلع حياتي المهنية، صادقت امرأة عملت في قسم الموارد البشرية في ذات الشركة. خرجنا معاً لتناول طعام العشاء وفي نهاية السهرة الطويلة وبعد أن تملكها التعب أخبرتني إن الشركة تخضع لعملية إعادة هيكلة وإن إحدى صديقاتي المقربات سوف تسرّح من عملها. وكما هو حال ليندا، طلبتْ مني زميلتي عدم البوح بأي شيء. عانيت ولم أعرف ما الذي يتوجب عليّ فعله، لكنني قررت في نهاية المطاف الاحتفاظ بالمعلومة لنفسي، وأنا سعيدة لأنني اتخذت ذلك القرار. تأجلت عملية إعادة الهيكلة لمدة ثلاثة أشهر إضافية، ورفيقتي غادرت الشركة قبل ذلك التاريخ. ولو كنت قد أخبرتها بما أعرفه – وهي معلومات تبيّن أنها غير دقيقة – لكن ذلك قد تسبب لها بالكثير من التوتر غير الضروري.

في مرحلة لاحقة من مسيرتي المهنية، عندما كنت أعمل في شركة متخصصة بالسلع الاستهلاكية المعلبة، أخبرني شخص في دائرة معارفي أن إحدى وكالات التسويق التي نعمل معها عن كثب قد دُعيتْ إلى تقديم عرض للعمل مع أكبر منافسينا. (كانت معايير تضارب المصالح تمنع تلك الوكالة من مزاولة الأنشطة التجارية معنا نحن الاثنتين). وثقت في المعلومة، ولكنني مجدداً ترددت في التحرك بناء عليها. في نهاية المطاف، أخبرَنا ممثلو وكالتنا أنه قد أتيحت لهم الفرصة للدخول في عملية تقديم المقترحات لدى منافستنا وقد تحدثوا إلى الشركة لكنهم امتنعوا عن المضي قدماً في العلاقة التجارية. وكما هو الحال من قبل، لو كنت قد أبلغت شركتي بهذه المعلومات، لكان ذلك قد تسبب بإرباك لا داعٍ له.

علمتني تجربتي أن من الأفضل الانتظار وترك الأمور تأخذ مجراها، ولاسيما إذا لم أكن واثقة من دقة المعلومات. وخلال الجائحة، تكون الأوضاع عادة ضبابية. والقادة يخططون ويغيرون خططهم الموضوعة من جديد، ويبدلون اتجاههم، ويطردون الموظفين، وأحياناً يعيدون توظيفهم. ربما يكون السبب هو أن فريق القيادة في “كولتر” يشعر أن مصلحة الشركة تقتضي تسريح الموظفين الآن، لكنه يعتزم إعادة العديد منهم في وقت لاحق. ليست ليندا في موقع قيادي بارز وقد لا تكون مطلعة على الصورة الكاملة. ومن الممكن أيضاً أن يكون الخوف من خسارتها لوظيفتها سبباً في منعها من رؤية الوضع بوضوح.

إذا قالت مارغريت المعلومات التي تعرفها واستعملتها “سبرينغ فاير” لاتخاذ قرار، مثل اللجوء إلى شركة التوريد المكسيكية، ولكن كانت حقائق ليندا خاطئة أو غير كاملة وتفاقمت المشاكل في “كولتر” فإن ذلك الأمر سيترك تبعات خطيرة على أسواق الشركة.

كذلك الأمر، لو كنتُ مكان باتريك وأخبرتني موظفة لدي بمعلومات سرية عرفتْهَا من قريبتها وكانت قد وعدتْ بعدم الكشف عنها، فإن ذلك سيدفعني إلى التوقف عند هذا الأمر. وكنت سأتساءل ما إذا كان بوسعي أن أثق بقدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات السرية التي تخص “سبرينغ فاير”. وماذا لو انعكست الأدوار، وخططت “سبرينغ فاير” لعدم الاستمرار في إنتاج المنتج الذي يعتمد على القطع التي تصنّعها “كولتر ميتالز”؟ هل ستخبر مارغريت ليندا بما تعرفه؟ قد يتكون لدى باتريك انطباع مفاده إنها لن تظهر ولاءها إلا عندما يكون ذلك مريحاً أو مفيداً لها.

أحد الأمور التي بوسع مارغريت فعلها هو تشجيع ليندا على التحدث إلى إدارة “كولتر” بخصوص قول الحقيقة إلى “سبرينغ فاير”. فأحد واجباتك كشريك ومورّد جيد هو أن تخبر زبائنك بأي مشكلة تطرأ، سواء تعلّق الأمر بنفاد مخزون قطعة ما، أو اندلاع حريق في مخزنك، أو ضغوط مالية ناجمة عن خسارة عقد ما. أراهن على أن مرتا ستتجاوب بإيجابية مع هكذا صراحة.

إذن يجب على مارغريت أن تلتزم الصمت حالياً. وأذكّرها أن الوظائف والشركات تأتي وتذهب، لذلك من الأفضل لها أن تركّز وقتها وجهدها على العلاقات التي تريد المحافظة عليها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!