يعيد هذا العدد من هارفارد بزنس ريفيو العربية توجيه البوصلة إلى إعادة اكتشاف الذات بمنظار جديد. إعادة اكتشاف المؤسسات والشركات بعيداً عن المفاهيم والعقول التقليدية. فالبحث عن المدراء التنفيذيين مثلاً يمكن أن يتم من داخل المؤسسات بدلاً من استيرادهم من الخارج، وهذا مانجده في مقال الغلاف الذي يكشف "الحلقة المفقودة في تنمية الكفاءات القيادية" وطرق اكتشاف وتحويل القدرات الكامنة لدى موظفي الشركات إلى مؤهلات قيادية ناجحة. كما نعيد مع هذا العدد اكتشاف أساليب عملنا بمنظار غير تقليدي هو "الواقع المعزز" حيث نقرأ سلسلة مقالات مفصلة في باب (إضاءات) بعنوان "دليل المديرين إلى الواقع المعزز" و"لماذا تحتاج كل مؤسسة إلى استراتيجية للواقع المعزز"، وفيه أيضاً يتضح كم تحتاج المؤسسات لهذه التقنية التي باتت تسمح بإدارة الأعمال عن بعد وفي مختلف الظروف، وتوفر الجهد والمال لإدارة عمليات التشغيل بطريق لاتقوى عليها القدرة البشرية المجردة، كما أنه أصبح أداتنا لتحليل البيانات واتخاذ القرار في مختلف القطاعات. فمن هو المدير الذي سيكون الأسبق في تطبيق هذه التقنيات التي ستصبح قريباً وبشكل مفاجىء جزءاً لا يتجزأ من أدوات كل مدير وموظف، ويصبح من لايستخدمها أشبه بمن لايستخدم الانترنت اليوم.
تتقدم الأفكار الريادية والتكنولوجية اليوم، بينما ينقسم المدراء لقسمين في عالم الأعمال، فمنهم من هو متمسك بإسلوب قيادة تقليدي، في قيادة فريق عمله وتأهيله، وهؤلاء الذين يتحدث عنهم مقال مهم آخر في هذا العدد، بعنوان "عندما يتمادى المؤسسون" وفيه نكشف أنّ هنالك صنفاً من الرؤساء التنفيذيون لبعض الشركات الناشئة يمتلكون قدراً زائداً عن اللزوم من السلطة، ويقودون المؤسسة نحو غياب الشفافية والتطور. ومنهم أيضاً من تحدث عنهم مقال معمق آخر بعنوان "توقّف عن تكرار الرهان على استراتيجيتك الفاشلة" وفيه تحليل معمق لمن يتمسك بقرارات ومنتجات أصبحت خلف عجلة التطور. وبالمقابل هنالك مدراء سبقوا زمنهم في اقتراح أفكار قيادية مبتكرة مثل الرئيس التنفيذي لشركة كرونوس والذي يكتب في باب "كيف تمكنت من النجاح" عن خطته غير التقليدية بإطلاق سياسة إجازات غير محدودة للموظفين والتي جاءت بنتائج ناجحة خلافاً لما توقعه الكثيرون.