يمكن أن تضيف أقسام المشتريات في الشركات قيمة كبيرة على مستوى المصادر المهمة للميزة التنافسية، ويعتمد أحدث تقرير لشركة بوسطن كونسلتنغ غروب بعنوان "الربح من المصدر" الذي شارك في تأليفه كل من كريستيان شوه وولفغانغ شنيلباشر وألينكا تريبلات ودانييل وايز، على أبحاث الملكية ومجموعة من التجارب العملية، لتقديم نظرة شاملة حول الأهمية المتزايدة للمشتريات باعتبارها قوة خفية للرؤساء التنفيذين لتحقيق أقصى قدر من الابتكار والجودة والاستدامة والسرعة وتقليل المخاطر.
باتت إدارة الأعمال في أعقاب جائحة فايروس كورونا المستجد عملية شاقة تتطلب الكثير من الجهد والوقت، وتؤدي الاضطرابات المستمرة في سلسلة الإمداد ومعدلات التضخم المتزايدة وأزمات الطاقة إلى تفاقم تأثير الجائحة، وربما يساعد إدراك أصحاب الأعمال بعدم وجود حلول فورية للخروج من هذه التحديات في وضعها على المسار الصحيح لإعادة توجيه الشركات بما يتماشى مع متطلبات المستقبل، وفي غضون ذلك، سينتقل توجه القادة نحو قسم المشتريات الذي تم تجاهله لفترة طويلة بهدف تعزيز علاقتهم مع مورديهم.
جوهرة الابتكار الخفية للرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط
لطالما كان الابتكار جوهر النمو المستدام ومركزه بالنسبة للشركات عبر مختلف قطاعات الأعمال، وفي الوقت نفسه، يضخ الموردون استثمارات كبيرة في مجال البحث والتطوير؛ ما يوفر لهم رؤية أفضل لمجالات أعمالهم التنافسية، ويمكن أن يؤدي بناء علاقات تعاونية بين الشركات ومورديها إلى ابتكارات متطورة بشكل مشترك، ما يمنحهم جميعاً مزايا أفضل في السوق.
وبينما يظل الابتكار أولوية للجميع، يمكن أن يتحول إلى سيف ذي حدّين عند التضحية بالجودة، ويمكن للشركات التي تعمل لضمان أعلى معايير الجودة تطبيق هدف "صفر عيوب" في كل مرحلة من مراحل دورة حياة المنتج بداية من التصميم مروراً بعمليات الإنتاج والتوزيع ووصولاً إلى التعاون مع الموردين باعتبارهم شركاء أساسيين، ونادراً ما يعبر العملاء عن عدم رضاهم عن المنتج للموردين، وبدلاً من ذلك يحوّلون شكواهم إلى العلامة التجارية التي تبيع لهم المنتج النهائي، ومن خلال تجربتنا، فإن احتمالية حدوث مشكلات تتعلق بالجودة تقل عندما تبني الشركات تحالفات ذات فائدة مشتركة مع مورديها الرئيسيين.
تعزيز أوجه التعاون مع الموردين يضمن معدلات نمو أسرع بمقدار مرتين
في عصر "التسليم في نفس اليوم"، حيث يتوقع العملاء الحصول على المنتجات فوراً، تظهر ما يعرف بـ "عقيدة السرعة" بين الرؤساء التنفيذيين، ولتحقيق ذلك، يتعين على الشركات العمل من كثب مع مورديها لإعادة هيكلة عملية الشراء، وإعادة تصميم سلسلة الإمداد، وإعادة هندسة عملية تطوير المنتج، ويتطلب هذا التعاون تحولاً من العقلية التقليدية التي تنظر إلى المشتريات على أنها وظيفة مسؤولة فقط عن الإشراف على عقود الموردين، ومع استحواذ معدل الإنفاق على العمليات الخاصة بالموردين على 20% من إجمالي الإيرادات، يجب على صنّاع القرار إعطاء أهمية أكبر لعمليات المشتريات.
وأخيراً، يتمثل أحد الدروس المهمة التي يجب على قادة الأعمال استخلاصها من الاضطرابات العالمية الناجمة عن جائحة كورونا أن الرئيس التنفيذي للمشتريات وفريق المشتريات بأكمله -بصفتهم المسؤولين عن علاقات الشركة مع الموردين- هم أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى لمستقبل الشركة، والحقيقة هي أن هذا القسم الحيوي في أي شركة قد تم تجاهله لفترة طويلة جدُا، والآن، حان الوقت لقادة الأعمال لكي يعملوا على تغيير هذا المسار؛ حيث يقدم كتاب (الربح من المصدر) خارطة طريق لمساعدة قادة الأعمال في الحصول على قيمة استثنائية من مورديهم من خلال تمكين الرئيس التنفيذي للمشتريات، وفريق المشتريات من الإسهام في تحقيق نمو جديد في الإيرادات والأرباح.