بعد دراسة المئات من الخُطَب والمحاضرات وجدت أن معظم مقدمي العروض المؤثرين يستخدمون الأساليب التي يستخدمها رواة القصص الناجحون، من خلال تذكير الناس بالوضع الراهن، ثم الكشف عن أفضل مسار، وتأسيس عقدة خلال العرض بحيث تستدعي الحل في النهاية. ولهذا عليك معرفة كيفية تنظيم عرض تقديمي على شكل قصة.
يساعدهم هذا الجذب في إقناع الجمهور بتبنّي أسلوب تفكير جديد أو التصرف بشكل مختلف، وذلك للانتقال من الوضع الراهن إلى الوضع المنشود. وباتباع بناء القصة الذي وضعه أرسطو (Aristotle)، المكون من 3 أجزاء (البداية، المنتصف، النهاية)، ينشئ مقدمو العروض المؤثرون رسالة يسهل استيعابها وتذكّرها وإعادة نقلها للآخرين.
وفيما يلي بيان كيف تبدو القصة المقنعة عند وضعها في مخطط بياني:
وفيما يلي بيان طريقة استخدام هذا الأسلوب في العروض التقديمية الخاصة بك:
كيفية تنظيم عرض تقديمي على شكل قصة
أحسِن صياغة البداية
ابدأ بوصف الحياة كما يعرفها الجمهور، فهذا سيدفعهم حتماً إلى الإيماء برؤوسهم موافقةً منهم على ما تقوله لأنك تعبر عما يفهمونه فعلاً. سيؤدي هذا الأمر إلى إنشاء رابطة بينك وبينهم، كما سيفسح المجال لهم كي يستمعوا إلى أفكارك بشأن تغيير الوضع الراهن.
بعد وضع أسس الوضع الراهن، قدِّم رؤيتك حول الوضع المنشود، فالفجوة بين الوضعين ستُحدث نوعاً من التوازن عند الجمهور، وهذا رائع لأنه ينتشلهم من دائرة الشعور بالرضا عن الوضع الحالي وعدم رغبتهم في تغييره للأفضل. على سبيل المثال:
الوضع الراهن: لم نستطع تحقيق أهدافنا المالية للربع الثالث، وذلك لأننا نعاني نقصاً في التوظيف، فضلاً عن استنزاف طاقة الموظفين الموجودين.
الوضع المنشود: ولكن ماذا لو استطعنا إيجاد حل لأسوأ مشاكلنا عن طريق اكتساب عميلَين نشطَين؟ حسناً، يمكننا ذلك.
احرص على توسعة المنتصف
والآن، بعدما أدرك جمهورك أن عالمهم غير متوازن، استمر في الانتقال بين النقيضين: الوضع الراهن والوضع المنشود.
لنعُد إلى استكمال الحديث عن الربع الثالث: الإيرادات منخفضة، ولكنك تريد تحفيز الموظفين من أجل تعويض الخسائر، إليك إحدى الطرق التي يمكنك فيها بناء منتصف العرض التقديمي:
الوضع الراهن: لقد تخلفنا عن توقعاتنا للربع الثالث بنسبة %15.
الوضع المنشود: يجب أن تكون أرقام الربع الرابع مستقرة من أجل سداد المكافآت.
الوضع الراهن: لدينا 6 عملاء جدد على جدول أعمالنا.
الوضع المنشود: اثنان منهم لديهم القدرة على تحقيق مزيد من الإيرادات أكثر مما يفعله أفضل عملائنا الآن.
الوضع الراهن: سيحتاج العملاء الجدد إلى إعادة تجهيز شاملة في عملية التصنيع.
الوضع المنشود: سنجلب خبراء من ألمانيا لتقديم المساعدة.
مع التنقل بين الوضع الراهن والوضع المنشود، سيجد الجمهور الوضع المنشود أكثر إغراء.
اجعل نهاية عرضك التقديمي فاعلة
لعلك لا تريد أن تكون نهاية عرضك التقديمي مصحوبة بقائمة من التوصيات والمهمات الواجب تنفيذها، ولكن بالتأكيد عليك أن تدرج في عرضك التقديمي دعوة للعمل، وأن تتأكد من جعلها مصدر إلهام يرغب الحاضرون في التصرف بناء عليه. صِف لهم ما أسمّيه "مرحلة السعادة الجديدة": إلى أي مدى سيكونون في عالم أفضل عندما يتبنون أفكارك.
لذلك إذا كنت تختتم الحديث عن الربع الثالث المذكور أعلاه، يمكنك تناوله بهذه الطريقة:
الدعوة إلى العمل: سيتطلب الأمر عملاً إضافياً من جميع الأقسام لتحقيق الأرقام الموضوعة للربع الرابع، ولكن يمكننا تسليم المنتجات إلى عملائنا الجدد البارزين في الموعد المحدد ودون أخطاء.
مرحلة السعادة الجديدة: أعلمُ أن كل شخص منكم ينحت في الصخر، ولكن لا تستسلموا. هذه فرصتنا لنتكاتف معاً كفريق للبطولة، وإذا نجحنا في هذا العمل فستصبح الأمور أسهل. ما الجائزة التي سنحصل عليها إذا حققنا أهدافنا للربع الرابع؟ مكافآت، ورصيد إضافي للإجازات في نهاية العام.
ومن خلال تحديد المكافآت المستقبلية ستتمكن من معرفة كيفية تنظيم عرض تقديمي على شكل قصة، فأنت توضح للناس أن تأقلمهم مع العمل سيستحق الجهود التي سيبذلونها، وسيلبي احتياجاتهم وليست احتياجاتك فقط.
هذه هي المقالة الرابعة من سلسلة مقالات مدونة نانسي دوارتي حول تصميم العروض وتقديمها، استناداً إلى نصائح من كتابها الجديد "دليل هارفارد بزنس ريفيو للعروض التقديمية المقنعة" (HBR Guide to Persuasive Presentations).
اقرأ أيضاً: