ماذا تعلمت الشركات التي بادرت لإدخال نظارة آبل فيجن برو في أعمالها؟

9 دقيقة
نظارة آبل فيجين برو
shutterstock.com/Ringo Chiu
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تمثل نظارة آبل فيجن برو (Apple Vision Pro) أهم تجربة حتى الآن في مجال “الحوسبة المكانية”، التي يرى مؤيدوها أنها تبشر بالعصر القادم للتكنولوجيا، وأنها تحوّل يشبه ظهور الحوسبة المحمولة. ولكن ما الذي تفعله الشركات التي تتبنى نظارة آبل الجديدة مبكراً، وما الذي تهدف إلى تحقيقه من استثماراتها في هذه التكنولوجيا الجديدة؟ تتناول المقالة جهود شركات لوز (Lowe’s) وإي إل إف كوزموتيكس (e.l.f. Cosmetics) وهانيفا (Hanifa) ومؤسسة بي جي أيه تور (PGA Tour) لفهم استراتيجية هذه الشركات في هذا الصدد. ثمة بالطبع مزايا مؤكدة لتبنّي هذه التقنية مبكراً، لكن هناك أيضاً حواجز دخول، بما في ذلك الخبرة والمنافسة ومشكلات الظهور بسبب صغر حجم المنصة حالياً والقيود التي يفرضها استخدام منصة واحدة.

طرحت آبل نظّارة الواقع الافتراضي آبل فيجن برو (Apple Vision Pro) مؤخراً في الولايات المتحدة وسط مزيج من الحماسة والتشكيك. أثار المشككون في الجهاز الجديد تساؤلات حول الغرض منه والجمهور المستهدف، خصوصاً أن سعره 3,500 دولار أميركي.

يجب على المرء أن يرى السياق الأوسع لفهم هذه الضجة التي أثارها الجهاز: تمثل النظارة الجديدة بالنسبة للكثيرين أهم اختبار حتى الآن لمجال جديد من التكنولوجيا يُدعى “الحوسبة المكانية”، التي يعتقد أنصارها أنها يمكن أن تبشر بحقبة جديدة من الحوسبة. يجب على قادة الشركات أن يهتموا بنظارة آبل فيجن برو، ليس من أجلها نفسها، بل من أجل قدرات الحوسبة المكانية التي تقدمها والإمكانات التي قد تتيحها لأعمالهم ومنتجاتهم في المستقبل.

توظف الحوسبة المكانية الذكاء الاصطناعي والتصور الحاسوبي والواقع المعزز والافتراضي وغيرها من التكنولوجيات لدمج التجارب الافتراضية في إدراك الشخص للعالم المادي وبالتالي خلق شكل من أشكال الحوسبة التي تعمل في بيئة ثلاثية أبعاد، وتتيح للأشخاص، بفضل التقدم في البرمجيات والأجهزة والبيانات والتواصل، التفاعل فيما بينهم ومع التكنولوجيا بطرائق مبتكرة، كما أنها تمنح الآلات قدرات جديدة على التعامل مع عالمنا المادي. ومن خلال إضافة طبقة افتراضية إلى تجربة المستخدم في العالم المادي، تسمح للصور والأصوات والتسارعات التي يعالجها الجهاز بالإسهام في إدراك المستخدم في الوقت الحقيقي. في بيئة الحوسبة المكانية، تمثل أعيننا مؤشر ماوس الكمبيوتر وتعمل إيماءاتنا أداة للنقر على الأزرار.

من منظور الأعمال، للحوسبة المكانية القدرة على توسيع نطاق الحوسبة لتشمل كل ما يمكن رؤيته ولمسه وإدراكه، ما يبشر بتحول يشبه التحول الذي جاء مع دخول عصر الهواتف الذكية.

إذاً ما الآثار المترتبة على ذلك بالنسبة للشركات؟ وكيف تحاول التفاعل مع هذه الحدود الجديدة؟ يمكن للمتبنين الأوائل لمنتج آبل الجديد وغيره من الأجهزة الأخرى القائمة على الحوسبة المكانية إعطاء فكرة للشركات حول إمكانات الجهاز ومعرفة ما قد يكون فعالاً أو لا. لقد بدأت الشركات التي تعمل على تطوير تطبيقات أصلية لنظام فيجن أو إس (visionOS)، وهو نظام التشغيل الذي تعمل به نظارة آبل فيجن برو، اكتساب دروس مهمة بالفعل.

من هم المتبنون الأوائل وماذا تعلموا؟

عندما طُرحت نظارة فيجن برو منذ أسابيع، طرحت شركات مثل لوز (Lowe’s) وإي إل إف كوزموتيكس (e.l.f. Cosmetics) تطبيقات أصلية مصممة على نحو خاص للعمل مع هذا الجهاز الجديد. أما العلامات التجارية الأخرى التي تبنّت هذه التجربة في وقت مبكر، مثل شركة هانيفا (Hanifa) للألبسة، فهي بالفعل في طور صياغة تجارب جديدة للعملاء. تعطينا تطبيقات نظام فيجن أو إس الأصلية هذه لمحة عن الكيفية التي يمكن أن تُحدث بها الحوسبة المكانية ثورة في الأعمال وخدمة العملاء والترفيه والعمل في المستقبل.

شركة لوز (Lowe’s)

أطلقت شركة لوز، وهي شركة معروفة في مجال تحسين المنازل، تطبيقاً يُسمى لوز ستايل ستوديو (Lowe’s Style Studio) يستخدم قدرات الحوسبة المكانية الغامرة في نظارة فيجن برو للسماح للمستخدمين بتصميم مطابخهم واستكشافها وتجديدها بطريقة أكثر واقعية وتفاعلية. فبدلاً من الاعتماد على الشاشات الثنائية الأبعاد أو الصور الثابتة لبدء عملية التجديد، بات بمقدور أصحاب المنازل الآن معاينة مطابخهم من خلال بيئة غامرة ثلاثية الأبعاد، وبمجرد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على خطط التجديد، يمكنهم مشاركة تصاميمهم مع الأشخاص المهمين أو المقاولين أو مصممي الديكور الداخلي.

وفقاً للشركة، صُمم تطبيقها للاستفادة من إمكانات نظارة آبل فيجن برو الفريدة مثل كاميرا العمق الحقيقي وتتبع الإيماءات.

تقول نائبة الرئيس التنفيذي والرئيسة التنفيذية للتحول الرقمي ومديرة أنظمة المعلومات في لوز، سيمانتيني غودبول، إن حياتنا ومنازلنا ثلاثية الأبعاد بطبيعتها، لكن الأدوات التي كانت متاحة لنا لتصميم هذه المساحات وتصورها اقتصرت إلى حد كبير على تمثيلات ثنائية الأبعاد على الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر، وهي تعتقد أن هذه الأساليب التقليدية تفتقر إلى العمق والواقعية اللازمين لفهم المساحة بطريقة واقعية.

وأوضحت غودبول أن الهدف من إطلاق تطبيق لوز ستايل ستوديو على نظّارة فيجن برو مواكبة التطورات التكنولوجية وتلبية توقعات العملاء المتطورة من خلال الاستثمار في التكنولوجيات الناشئة للحد من الاحتكاك في مجال تحسين المنازل.

لإنشاء تطبيق لنظارة فيجن برو -وهي تكنولوجيا لم تعمل الشركة بها سابقاً- ليكون جاهزاً في يوم الإطلاق، كان على لوز دمج أعضاء فريق تكنولوجيا الهاتف المحمول في فريق مختبرات الابتكار. تقول غودبول في هذا الصدد: “مكّننا ذلك من استكمال خبرة أعضاء فريق مختبراتنا في التصور الثلاثي الأبعاد والحوسبة المكانية وتصميم الألعاب بخبرة أعضاء فريق تكنولوجيا الهاتف المحمول في تصميم واجهة المستخدم وتجربة المستخدم في نظام آي أو إس بالإضافة إلى فهمهم العميق لعمليات لوز التجارية المتعددة القنوات”.

ترى لوز ميزة تجارية في أن تكون سبّاقة في مجال الحوسبة المكانية، فهي تدرك أن تحسين المنازل فئة فريدة من نوعها ومعقدة في قطاع البيع بالتجزئة، إذ غالباً ما يتطلب معرفة متخصصة وخبرة وفهماً عميقاً للمساحات المادية، كما أن تحسين المنازل يمكن أن يكون شخصياً جداً بالنسبة للعملاء. وتعتقد الشركة أن الحوسبة المكانية قد تساعد عملاءها على التعامل مع تعقيدات التصميم واتخاذ قرارات أفضل لتحسين المنزل.

شركة إي إل إف كوزموتيكس (e.l.f. Cosmetics)

طرحت شركة إي إل إف كوزموتيكس تطبيق يور بيست إي إل إف (your best e.l.f.) على نظارة فيجن برو، ما وضعها بين أولى العلامات التجارية في مجال التجميل التي تنفذ ذلك. استكشفت الشركة بالفعل فرصاً جديدة لعلامتها التجارية من خلال تجاربها مع منصة روبلوكس (Roblox) للعالم الافتراضي وحضورها النشط على منصة تويتش (Twitch) لخدمة البث المباشر التفاعلية للمحتوى ومنصة تيك توك (TikTok)، وترى في إطلاق تطبيقها على نظّارة فيجن برو فرصة للاستفادة من الحوسبة المكانية ورسم مسار جديد في إشراك المستهلكين. وقد أكدت الرئيسة التنفيذية للتحول الرقمي في الشركة، إيكتا شوبرا، أن التجريب والتعلم من صميم عمل الشركة، وأن ابتكار تجارب على نظّارة فيجن برو تطلب منها اختبار التجارب وتعلمها وتخصيصها لتناسب المجتمع.

بالنسبة للميزة التجارية في المبادرة إلى تبني هذه التكنولوجيا مبكراً، تقول شوبرا إن الشركة ترى الحوسبة المكانية جزءاً من رحلة العلامة التجارية ورؤيتها لزعزعة المعايير وتشكيل الثقافة وربط المجتمعات، وتضيف: “هناك إمكانات أكبر في الحوسبة المكانية لأنه إذا كان المستخدمون يقضون ساعات طويلة في التفاعل مع الجهاز، يمكن للعلامة التجارية أن تكون جزءاً من تلك التجربة والرحلة.  وبالنسبة للعلامات التجارية في مجال التجميل، فهي تخلق تجربة تتجاوز بيع المنتجات، لتخلق تجربة للمستخدمين تسمح لهم بالتواصل بصورة أعمق مع العلامة التجارية وقيمها”.

مؤسسة بي جي أيه تور (PGA Tour)

أطلقت مؤسسة بي جي أيه تور (التي تنظّم بطولات الغولف الاحترافية) تطبيق بي جي أيه تور فيجن (PGA Tour Vision) المخصص لنظّارة فيجن برو. يتضمن التطبيق خريطة مكانية ثلاثية الأبعاد للحفرة السابعة في ملعب بيبل بيتش لينكس للغولف في كاليفورنيا، وهو موقع بطولة أيه تي آند تي بيبل بيتش برو -أيه إم (AT&T Pebble Beach Pro-Am) الاحترافية للغولف. سيُحدّث التطبيق أسبوعياً ليشمل المزيد من الحفر في الفترة التي تسبق بطولة بلاير تشامبيونشيب (Player’s Championship) للغولف. يقول النائب الأول لرئيس العمليات الرقمية في بي جي أيه تور في بيان صحفي: “يسمح تطبيق بي جي أيه تور فيجن المخصص لنظّارة فيجن برو لعشاق الغولف بتجربة الحضور افتراضياً في بعضٍ من أشهر ملاعب الغولف في العالم بغض النظر عن موقعهم الفعلي”.

يستخدم التطبيق مقاطع فيديو ثنائية الأبعاد ونماذج ثلاثية الأبعاد تُنشأ من بيانات اللقطات المباشرة التي تُسجّل في الوقت الحقيقي في أثناء البطولة، ليأتي بعد ذلك دور الحوسبة المكانية، التي تُمكّن التطبيق من عرض نماذج ثلاثية الأبعاد باستخدام البيانات المباشرة في الوقت الحقيقي. ويقول نائب رئيس تطوير المنتجات الرقمية في المؤسسة، إريك هانسون: “لقد تمكنا من تطبيق الدروس المستفادة من تجاربنا السابقة في الواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع الممتد في تطوير تطبيق بي جي أيه تور فيجن”.

وأضاف هانسون: “الهدف الرئيسي للتطبيق هو توسيع قاعدة مشجعينا، وتوفر هذه المنصة فرصة للتفاعل مع المشجعين بطريقة جديدة. تُقام بطولة الغولف على مساحة تتراوح من 0.4 إلى 0.8 كيلو متر مربع، ونغير المسارات أسبوعياً. من الصعب على أي مشجع إدراك تجربة لعب الغولف في أحد هذه المسارات لأنه لا يستطيع رؤية سوى جزء صغير من كل حفرة على شاشة التلفاز. تتيح الحوسبة المكانية للمشجعين الدخول افتراضياً إلى حلبة المنافسة ورؤية منظور اللاعب لكل حفرة في ملعب الغولف. في الوضع الغامر للتطبيق، يُوضع المشجع افتراضياً على نقطة الانطلاق في بداية كل حفرة حتى يتمكن من رؤية ما يختبره اللاعب عندما يسدد ضربة البداية”.

هانيفا (Hanifa)

اُشتهر اسم هانيفا في عالم الموضة أول مرة خلال جائحة كوفيد عام 2020 بعد إطلاقها أول عرض أزياء افتراضي. وقد أثار هذا العرض، الذي تضمن بدلات أنيقة وأزياء عصرية أخرى بدت عبر الشاشات وكأنها تمشي في الواقع، ضجة كبيرة عبر الإنترنت وعالم الموضة. تقول مؤسِّسة هذه العلامة التجارية الفاخرة، أنيفا مفيومبا: “علامتنا التجارية ملتزمة بتخطي المألوف في عالم الموضة، لذلك نعتزم تقديم أفكار جديدة باستخدام نظّارة فيجن برو الجديدة”.

على الرغم من أن التطبيق القائم على الحوسبة المكانية لا يزال قيد التطوير، تهدف هانيفا إلى أن تكون في طليعة العلامات التجارية التي تتبنى هذه التقنية الجديدة. وتوضح مفيومبا أن جهود هانيفا تنطوي على دمج العناصر الرقمية في المساحات المادية، وبالتالي توفير إمكانات جديدة للتجارب والتفاعلات الغامرة، ويشمل ذلك تعزيز تجارب العملاء وإنشاء صالات عرض افتراضية وعرض المنتجات بطرق مبتكرة.

مع ذلك، لا تزال هذه مجرد تجارب، وليس من الواضح بعد ما الاستراتيجيات التي ستكون أكثر فعالية أو ما المعرفة التي ستحتاج إليها العلامات التجارية والشركات للاستفادة من الحوسبة المكانية لخدمة المستهلكين على نحو أفضل، لكن ثمة قواسم مشتركة في كيفية تعامل هذه الشركات مع هذه المهمة، فمن ناحية، تفكر في كيفية عمل الكمبيوتر المكاني بصفته وكيلاً لمستخدمه. وفي حين يجب على المطورين إنشاء تطبيقات تدعم العمق والإيماءات والتأثيرات والمشاهد الغامرة، يجب عليها من ناحية أخرى أيضاً أن تأخذ في الاعتبار المستخدمين الذين سيتفاعلون مع تطبيقاتها وكيفية ارتدائهم لنظارة فيجن برو.

حواجز الدخول

عند إطلاقها، أعلنت شركة آبل أن أكثر من 600 تطبيق صُمم خصوصاً لنظارة آبل فيجن برو وسيكون متاحاً في آب ستور. مع ذلك، تكييف التطبيقات العادية التي تعمل بنظام آي أو إس المصممة للأجهزة المحمولة أصلاً للعمل مع فيجن برو ليس مهمة سهلة. لذلك أنشأت آبل منصة جديدة كلياً تُدعى فيجن أو إس سيميوليتر (visionOS Simulator) لتسهيل تطوير التطبيقات على نظارة فيجن برو، حيث يتوافر لمطوري البرامج خيارات التطوير في النوافذ أو الأحجام أو المساحات، وهذه الخيارات تقدم بُعداً جديداً كلياً للمطورين تجب مراعاته عند إنشاء تطبيقات لنظّارة فيجن برو.

يواجه مطورو البرمجيات تحديات في هذا الصدد، بدءاً من التصميم للإدخال بإيماءات اليد وصولاً إلى معالجة ثغرات المعرفة اللازمة للفريق. بالنسبة للمعدات اللازمة، سيحتاج المطورون إلى جهاز ماك بوك برو (Macbook Pro) مزوَّد بمعالج إم 2 آبل سيليكون (M2 Apple Silicon)على الأقل. بالإضافة إلى ذلك، هناك تكلفة نظارة فيجين برو نفسها. سيكون على الشركات أن تقرر إذا ما كانت مستعدة لتبني تطوير محتوى أصلي ثلاثي الأبعاد ومحتوى مكاني أصلي، والنظر فيما إذا كانت الفوائد المحتملة لتطوير تطبيق لأول جهاز قائم على الحوسبة المكانية من آبل تفوق تكاليف الاستثمار في البحث والتطوير.

تتضمن حواجز الدخول لتطوير تطبيقات الحوسبة المكانية لنظارة فيجن برو ما يلي:

  • الخبرة التكنولوجية: قد يكون العثور على مطوري برمجيات يتمتعون بالمعرفة والمهارات والخبرة في الحوسبة المكانية أو المعرفة في تطوير محركات الألعاب مثل يونيتي (Unity) أو فيجن أو إس صعباً أو مكلفاً، خاصةً للوافدين الجدد إلى هذا المجال.
  • منافسة التطبيقات: المتبنون الأوائل لنظارة فيجن برو هم أول من يحصل على حصة سوقية على المنصة الجديدة، ولديهم أيضاً فرصة للتعلم من تجاربهم المبكرة وتكييف استراتيجياتهم ومنتجاتهم مع التغيرات في السوق. مع ذلك، لا يزال بمقدور الشركات التي تقرر الانتظار والتعلم من تجارب المتبنين الأوائل للإصدار الأول من فيجن برو تعويض تأخرها من خلال الاستفادة من أفضل الممارسات الراسخة وخبرة المطورين المتمرسين وقاعدة مستخدمين أكبر من مالكي نظّارة فيجن برو. ربما طُرحت نظارة فيجين برو مع 600 تطبيق، ولكن ثمة 1.8 مليون تطبيق في متجر آبل للتطبيقات. قد يصبح هذا المشهد التنافسي أهم عندما تدعم أجهزة آيفون المستقبلية المزيد من القدرات المكانية أو في الإصدارات المستقبلية لنظارة فيجين برو، بالإضافة إلى بدء العديد من المنصات مثل ميتا (Meta) دعم تقنيات الفيديو المكاني والتجارب المكانية التي يمكن نقلها.
  • الاكتشاف والظهور: اعتباراً من 29 يناير/كانون الثاني من هذا العام، كان هناك نحو 200 ألف طلب مسبّق لشراء نظّارة فيجن برو وفقاً لتقرير موقع ماك رومرز (MacRumors) الذي يُعنى بتقديم التقارير والأخبار والإشاعات المتعلقة بشركة آبل. كانت آبل قد توقعت أن تبيع نحو 350 ألف نظارة عام 2024، في حين تبلغ مبيعات آبل من أجهزة الآيفون عادة نحو 200 مليون جهاز سنوياً. تجب مراعاة التكاليف الأولية والاستثمار المطلوب في فِرق التطوير عند اتخاذ قرار بشأن إنشاء تطبيق لنظارة فيجن برو وتطويره وتسويقه.
  • المنصة المغلقة: قد يعني تطوير تطبيق حصراً لنظام فيجن أو إس أن التطبيق سيكون مقيّداً في بيئة نظام آبل. قد يحد ذلك من مدى وصول التطبيق، خصوصاً مع وجود نظارات أخرى للواقع الافتراضي مثل ميتا كويست (Meta Quest)، التي يُقال إنها ستبدأ ببطء بدعم تقنية الفيديو المكاني، ولكن قد يكون طرح الدعم بطيئاً. يجب أن يأخذ المتخصصون في مجال الأعمال بعين الاعتبار التفضيلات الحالية لجمهورهم المستهدف وأين يمكن أن يتحولوا في المستقبل عند التخطيط لاستراتيجية الحوسبة المكانية. قد يستخدم الجمهور بمرور الوقت أجهزة متعددة، وقد تصبح تجارب الحوسبة المكانية متعددة المنصات يمكن الوصول إليها من أجهزة مختلفة.

مثلما هي الحال مع أي تكنولوجيا جديدة، أهم عائق أمام التكنولوجيا هو معرفة أفضل طريقة لاستخدامها. تقدم نظارة آبل فيجن برو ميزات جديدة تدعم المشاهد الثلاثية الأبعاد وقدرات الحوسبة المكانية والتجارب الغامرة. والأمر منوط بالمتبنين الأوائل ومطوريهم وشركائهم لتحديد أفضل الممارسات والتطبيقات والطرق الإبداعية لتطوير التطبيقات التي ستكون الخيار الأول للمستخدمين.

ما القيمة التجارية لتبنّي الحوسبة المكانية مبكراً؟

ستستفيد الشركات التي تبادر مبكراً إلى تبني الحوسبة المكانية ونظارة فيجن برو بعدة طرق. ستمنح الشركات التي تقرر البدء مبكراً وتبتكر تطبيقات الحوسبة المكانية لنظارة فيجن برو اليوم نفسها ميزة تنافسية بالإضافة إلى وضع نفسها في موقع الريادة في قطاعها.

ولديها فرصة للتأثير في تطوير هذا المجال التكنولوجي الجديد وسنّ أفضل الممارسات وتوجيه المراحل المبكرة من تطوير تجارب العملاء وتحقيق الدخل منها بفعالية. كما يمكن للمتبنين الأوائل لنظارة فيجن برو تعزيز الولاء للعلامة التجارية من خلال توفير تجارب فريدة في مجال جديد وعلى جهاز جديد. إنها فرصة للشركات التي ربما واجهت صعوبة في استخدام الهاتف المحمول أو وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على السبق في العصر القادم من تكنولوجيا الحوسبة.

لقد حان الوقت الآن لقادة الأعمال للبدء ببناء فرق عمل صغيرة ورشيقة واستكشاف قدرتها على الإبداع، الأمر الذي قد يفتح لهم مصادر جديدة لتدفق الإيرادات. ربما هناك بعض الجوانب السلبية في أن تكون أول المتبنين لتكنولوجيا جديدة، لكن فوائد تبني الحوسبة المكانية قد تفوق الجوانب السلبية بكثير.

يبحث البشر منذ عقود عن الطريقة الأسهل والأبسط للتفاعل مع التكنولوجيا في حياتنا اليومية. لا تزال الحوسبة المكانية في بداياتها، ولدى قادة الأعمال فرصة للتجربة والتعلم في أثناء تجاربهم مع التركيز على تطوير منصة الحوسبة التالية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .