مهما كانت الفكرة رائعة، فإنها لن تسوّق نفسها بنفسها. يجب على المبتكرين إقناع المستثمرين والداعمين المحتملين بأفكارهم ومعالجة أي انتقادات قد توجه إليها قبل أن يلتزموا بها وينفذوها، سواء كانت حول منتج جديد أو عمليات أو مشاريع أو تكنولوجيا أو خدمات أو سياسات أو تغييرات مؤسسية جديدة، ويتعين عليهم ترويج الأفكار عبر العثور على الموارد وطلب مشورة الخبراء وتأمين الدعم لأفكارهم، إلى جانب ضرورة إقناع زملائهم بالدفاع عنها في الاجتماعات التي لا يمكنهم حضورها.

غالباً ما يستفيد من ينجحون في بناء الزخم لأفكارهم والبدء بتنفيذها من النصائح العملية لترويج الأفكار:

  1. التماس عدد كبير من الآراء والاستماع باهتمام إلى مجموعة متنوعة من وجهات النظر. ثم دمج جوانب من كل رأي من هذه الآراء في خطة المشروع، كي يرى أصحابها موضع وجهات نظرهم أو اقتراحاتهم بدقة.
  2. استعد جيداً. كن مستعداً تماماً للاجتماعات والمناقشات الفردية. اجمع أكبر قدر ممكن من البيانات الموثقة من أجل فهم الموقف بالكامل، كي تتحدث بثقة بناءً على قاعدة معلومات واسعة. يجب أن تدرك اهتمامات من تتحدث إليهم، ومن ثم تخصيص رسالتك على النحو الذي يتلاءم معها.
  3. أجرِ جولات ميدانية. من الضروري مقابلة الأفراد شخصياً لتقديم لمحة أولى عن فكرتك، من المفيد دائماً التواصل مع كل شخص على حدة قبل الاجتماعات الأساسية، وتزويده بمعلومات مفيدة حول ما تنوي أنت والآخرون مناقشته في الاجتماع، وبذلك تحضّره (وتدربه) من أجل فهم وجهة نظرك، وتطلع على وجهات نظر الآخرين كي تعدل اقتراحك وفقاً لها.
  4. قابل النقاد على انفراد واستمع إلى مخاوفهم. تُعد الاجتماعات الفردية مهمة خصوصاً عندما تتوقع تلقي المعارضة أو النقد لفكرتك. يمكن أن تصبح التفاعلات ضمن المجموعة عدائية بسرعة، لذا تجنب المواقف التي يمكن أن يتحد فيها النقاد ضدك، أو حيث يتحول موقف مجموعة أفراد من داعم إيجابي إلى سلبي بسبب استماعهم إلى بعض الانتقادات الصاخبة. إياك وجمع منتقديك المحتملين كافة في مكان واحد على أمل عقد اجتماع إحاطة واحد للجميع مرة واحدة، تمكّن مثل هذه التجمعات النقاد في المقام الأول من التعرف بعضهم إلى بعض واكتشاف اهتماماتهم المشتركة، فيتحدون في مجموعة واحدة لمعارضة اقتراحك.
  5. وضِّح فوائد فكرتك. يجب أن تزود مؤيديك بحجج قوية تدعم فكرتك، وفكِّر في تدريبهم عليها ليكونوا مستعدين في الاجتماعات التي قد يواجهون فيها استفسارات حول مشروعك، وسلط الضوء على القيمة أو الفوائد التي ستجلبها فكرتك لهم ولأصحاب المصلحة الآخرين. ضع في اعتبارك أن ترويج فكرة ما هو عملية تتكون من خطوتين على الأقل؛ الهدف هو إقناع مجموعة واحدة من الأشخاص بفكرتك كي يتمكنوا بدورهم من إقناع الآخرين بها. من خلال تزويد مؤيديك بالأدوات والحجج اللازمة، ستقلل المخاطر التي يتعرضون لها وتمكّنهم من الدفاع بفعالية عن فكرتك داخل شبكات معارفهم أو الفئات المستهدفة.
  6. كن محدداً. لتكن طلباتك واضحة، مع ربط فكرتك بمبادئ أوسع لا تقبل الجدل. لا تعرض فكرتك على أشخاص رفيعي المستوى حتى تتاح لك فرصة اختبارها في سياقات أخرى وتحسين أي جوانب غير واضحة؛ ضع في اعتبارك أنه كلما ارتفعت رتبة المسؤول، كان وقته ثميناً ومحدوداً أكثر، وبالتالي يجب أن يكون اجتماعك مركّزاً أكثر. استعن بالأقران لإجراء مناقشات أولية واسعة النطاق حول الفكرة، ثم اطلب من كبار المسؤولين التنفيذيين إجراءً واحداً بسيطاً.
  7. أظهِر أنك قادر على الإنجاز. يميل الناس إلى الناجحين؛ في المراحل المبكرة من العملية، قدِّم أدلة وضمانات تثبت جدوى المشروع وقدرته على النجاح، ومع تقدم المشروع، أثبت قدرتك على الإنجاز من خلال الوفاء بالتزاماتك وتلبية المواعيد النهائية.