تقرير خاص

كيف يمكن للحكومات والشركات والمؤسسات الأكاديمية أن تمسك بأسباب نجاح النظام البيئي للأبحاث وتواجه التحديات؟

7 دقائق
نجاح النظام البيئي للأبحاث
www.shutterstock.com/peampath2812

لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية البحث العلمي في القرن الحادي والعشرين؛ فالبحث يساعدنا على الفهم واتخاذ قرارات أفضل وتوسيع معارفنا، ويساعد أجيال المستقبل على فهم المزيد من الأشياء المهمة حقاً في الوقت الحالي. بالطبع، يجب أن يتمتع البحث دائماً بالجودة العالية والنزاهة، وينبغي أن يمتلك الباحثون حرية العمل على ما يلهمهم في مجال تخصصهم والاستقلالية في تطبيق مهاراتهم في محيطهم بما ينفع المجتمع كله من أجل ضمان معرفة أسباب نجاح النظام البيئي للأبحاث.

لقد قلب وباء "كوفيد-19" العالم رأساً على عقب، ومجال البحث لم يكن استثناءً. لكنه في المقابل ساعدنا على اكتشاف العيوب وتحديدها في النظام البيئي البحثي وإطلاق النقاش حول كيفية تصحيحها. وعلى وجه التحديد، نتحدث عن معاناة العلماء واستنزاف طاقاتهم بسبب الأنظمة البالية والبيروقراطية. بالإضافة إلى خسارة بعض البلدان الكثير من علمائها بسبب التخبط في بنيتها التحتية والبيروقراطية التي غالباً ما تعيق الباحثين عن أداء عملهم الفعلي. ينبغي أن يعمل العلماء والتقنيون والباحثون في بيئة تحفز أبحاثهم وتدعمها، ويجب على الأنظمة والبنية التحتية تسهيل ذلك. وشأنهم شأن غيرهم من العاملين في العديد من المجالات، فهم يواجهون نقطة انعطاف استراتيجية، والآن هو الوقت المناسب لإجراء إصلاحات جذرية.

لمناقشة هذه المواضيع، عقدت "إم آي تي تكنولوجي ريفيو" العربية بالاشتراك مع "هارفارد بزنس ريفيو" العربية، مؤخراً ندوة افتراضية بعنوان "منظومة البحث العلمي: كيف يجعل الأكاديميون والحكومات شركات الأبحاث أكثر صلة؟"، أدارتها سولفي نكلس، محاورة في "هارفارد بزنس ريفيو" العربية. واستضافت فيها كلاً من الأستاذ خوسيه إغناسيو لاتوري، كبير الباحثين بمركز بحوث الكوانتوم في معهد "الابتكار التكنولوجي" (TII) بأبوظبي، وأوت فيلسبرغ، كبير مسؤولي البيانات في حكومة إستونيا، والأستاذ رمسيس جاليجو، كبير مسؤولي التكنولوجيا في (CyberRes)، والأستاذ في كلية الأعمال بمعهد "إمبريزا"، والدكتورة نجوى الأعرج، كبيرة الباحثين في مركز بحوث التشفير في معهد "الابتكار التكنولوجي" (TII)، والدكتور جودفري جاستون، المدير التنفيذي لمعهد "الإلكترونيات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" بجامعة "كوين" في بيلفاست، والدكتور فيليب بودن، كبير المحاضرين في الابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال والاستراتيجية في كلية الإدارة بجامعة "إم آي تي".

وقد تناولت الندوة المشهد البحثي الحالي في العالم وما يمكن فعله لتحسينه، مع التركيز على قضايا مشاركة القطاعين الحكومي والخاص في تمويل البنية التحتية، وسياسات البيانات واللوائح التنظيمية، بالإضافة إلى النظام البيئي للأبحاث، والمسائل المتعلقة بالبيروقراطية، والوصول إلى المواهب وتوافرها، والتنوع والشمولية.

مسؤولية دعم الأبحاث وبناء نظامها البيئي

قال الأستاذ رمسيس جاليجو: "إننا نعيش في أوقات صعبة مليئة بالتحديات، وإذا أرادت حكومات العالم تعزيز الاقتصاد أو جعل العالم أكثر أماناً أو محاربة مرض ما أو تعزيز أمننا القومي، فإنها بالطبع مسؤولة عن دعم الأبحاث. ولكن من أجل إجراء الأبحاث على النحو الصحيح، لا بد من توفير التمويل اللازم. فالبحث العلمي يتطلب وقتاً وجهداً ومالاً". واعتبر أن المشكلة ليست في توفر المواهب والكفاءات، بل في توفر الإرادة لتمويل الأبحاث.

وأضاف جاليجو أن تطوير نظام بيئي للأبحاث يوفر ميزتين: المنهجية والتنظيم؛ فالمنهجية تعني الأتمتة والتنسيق والحوكمة وغيرها، أما التنظيم، فيعني أن نكون جزءاً من نظام أشمل يهدف إلى حل مشكلة لتحقيق الصالح العام.

كما تناول الأستاذ جاليجو فكرة المثلث الذهبي لجذب المواهب والمؤلف من ثلاثة أضلاع: الأشخاص والعمليات والتكنولوجيا، واقترح ربطها بمثلث آخر يضم: الثقافة والهيكلية والاستراتيجية المناسبة.

وأوضح الأستاذ خوسيه لاتوري أن هناك تبايناً بين مواقف الحكومات والشركات حيال دعم البحث العلمي؛ ففي حين تسعى الشركات وراء الربح، فإن غاية الحكومات هي رفاهية المواطنين. وقد تكون هناك مواجهة بين الرؤيتين، التي تتجلى بوضوح عندما تكون الشركة قادمة من بلد آخر.

كما أشار إلى فكرة النضال من أجل السيادة التكنولوجية؛ فالعديد من الدول تدرس تمويلها للأبحاث بناء على حسابات سياسية في جانب منها بالإضافة إلى الجانب العلمي. فالبحث ينتج المعرفة والمعرفة قوة حقيقية. لذا، فإن القوة في القرن المقبل ستقاس بمستوى التقدم في مجالات، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والبيولوجيا وغيرها. ورأى لاتوري أن تطوير نظام بيئي للأبحاث يندرج ضمن واجبات الحكومة، وهو أمر ليس من السهل إنجازه؛ فالنظام البيئي ينطوي على تطوير المواهب وجذب الكفاءات وتوفير التمويل للشركات الناشئة وغير ذلك. ولا يمكن لتوافر التمويل وحده أن يمكّنك، على سبيل المثال، من تحقيق التقدم في مجال الحوسبة الكمومية. وأكد أن الأمر لا يتعلق بإحداث ضجة إعلامية وإنتاج أرقام، بل بالاعتماد على الأشخاص المناسبين وتزويدهم بالتمويل اللازم لترجمة أفكارهم على أرض الواقع.

البيروقراطية خطر يقوض عمل الباحثين

وتناول لاتوري مشكلة البيروقراطية وخطورتها، أي عندما يمضي الباحث يومه في نقاشات مع قسم الشؤون القانونية أو المشتريات أو الموارد البشرية. وبالتالي، فإن 80% من وقته سيكون دون إنتاجية. لذلك شدد على أهمية توفير بيئة مناسبة تتيح للباحثين أداء عملهم. وضرب مثالاً على ذلك في عدم تمكن العديد من البلدان من تطوير لقاح مضاد لفيروس "كورونا" على الرغم من ضخ الكثير من الأموال. فالأمر يتعلق حقاً ببناء نظام بيئي يمكِّن من توليد المعرفة في بلد ما، حتى يستطيع ذلك البلد المشاركة في النظام البيئي العالمي للأبحاث. وأكد أن عمله الهادف لبناء حاسوب كمومي في دولة الإمارات يمثل خطوة نحو إنتاج المعرفة وتطوير المهارات. ودعا المواطنين الإماراتيين إلى إدراك أهمية ما تقوم به بلادهم في مجال البحث العلمي ووصفه بأنه أمر مذهل.

واتفق معه جاليجو حول خطورة البيروقراطية، واستذكر قولاً لألبرت أينشتاين، الذي عرّف الجنون بأنه المواظبة على تكرار نفس الخطوات وتوقع نتائج مختلفة. وبناء على ذلك، تساءل: "كيف سنتخلص من البيروقراطية إذا كنا نكرر نفس الأشياء؟ لا بد من التعامل مع المشكلة من منظور مختلف".

تجارب إستونيا وجذب المواهب

وقال أوت فيلسبرغ: "إن تجربة إستونيا على مدى عشرين عاماً في مجال الرقمنة تثبت أهمية تجنب المشاريع الضخمة لأنها غالباً ما تنتهي بالفشل البطيء. لذلك تعلمنا في وقت مبكر أنه من الأفضل إجراء الاختبارات على مشاريع محلية صغيرة الحجم؛ فرغم أنها قد تفشل، لكن فشلها سيتضح سريعاً وبالتالي ستكون تكلفتها أقل". كما أكد أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات البحثية. ورأى أن الدورة المثمرة لهذا التعاون تبدأ لدى القطاع الخاص وتتجسد في هيئة مشكلة تواجهه سواء كانت ذات صلة بالذكاء الاصطناعي أو الأمن السيبراني أو غيرهما.

واعتبر أنه ينبغي على الحكومة التدخل عند الضرورة لتوفير الموارد أو البيانات حين يكون الوصول إليها محدوداً. وأشار إلى أن إستونيا قد أنشأت "إدارة موافقة" التي تمنح الباحثين وصولاً إلى بيانات المستخدمين في حال موافقتهم.

وبين أنه في حين لا تمتلك إستونيا الكثير من التمويل أو القوى العاملة، لكنها تتمتع بعقلية نظام بيئي رشيقة ومبتكرة ومنفتحة على التعاون، كما تمتلك إمكانات الوصول إلى البيانات وقدرة كبيرة على نقل الأفكار من المختبر إلى التطبيق والاستخدام. وأوضح أن إجراء الأبحاث ليس محصوراً في الجامعات، بل يمكن تقديم المنح البحثية للشركات المنفتحة على التعاون والمهتمة بالأبحاث.

وحول الحمائية التي تمارسها الدول الأوروبية بخصوص مشاركة البيانات، رأى فيلسبرغ أنه في عصرنا هذا الذي يوفر قدرات أكبر للتواصل والتعاون، فإن فرض قيود على الوصول إلى البيانات والحمائية الوطنية بشأنها هو أسلوب ضيق الأفق يحد من الفائدة الكبرى للتعاون العابر للحدود.

وختم حديثه بقول لمارك توين: "إذا كنت تريد تغيير المستقبل، فيجب عليك تغيير ما تفعله الآن". وأوضح أن إستونيا تستثمر الآن في استخدام الحلول الذكية لتحسين نوعية الحياة في المستقبل.

ما هو النظام البيئي للأبحاث؟

عرّفت الدكتورة نجوى الأعرج النظام البيئي للأبحاث بأنه جهد تعاوني بين الجامعات ومعاهد البحث والقطاع الصناعي والمؤسسات الخاصة وهيئات التمويل. ويهدف إلى تحقيق التعاون بين هؤلاء اللاعبين لتحديد أولويات الأبحاث على مستوى البلدان وعلى المستوى العالمي أيضاً، بطريقة تسد الفجوات التكنولوجية وتطور تقنيات سيادية من أجل تحسين التأثير المجتمعي أو تحسين التقنيات أو البنى التحتية الحيوية وغيرها.

وأشارت إلى عاملين مفقودين من الأنظمة البيئية للأبحاث:

  1. عدم وجود تعاون بين النظم البيئية المختلفة لقياس تأثير الأبحاث التي تنتجها.
  2. النقص في المواهب؛ فقد حددت الكثير من البلدان أولويات الأبحاث الخاصة بها، ولكن هناك شح في المواهب. لذا لا بد من إعادة تشكيل المناهج في الجامعات بما يزودنا بالمهارات الجديدة التي نحتاجها سواء في علم الكوانتوم أو التشفير أو التعلم الآلي أو الروبوتات.

ولخصت الأعرج أهم 3 عوامل لازدهار النظام البيئي للأبحاث:

  1. القدرة على جذب المواهب، والاحتفاظ بها.
  2. أهمية أن يتمتع النظام البيئي بالتنوع والشمولية، وبالتالي، أهمية امتلاكه وصولاً عالمياً يتيح تشكيل فرق تتعاون مع الخبراء من مختلف المؤسسات الأكاديمية ومع الأنظمة البيئية الأخرى حول العالم. وأوضحت أن الدراسات قد أثبتت أن التنوع في الفرق البحثية يجعلها تنتج مخرجات أفضل ذات تأثير أكبر.
  3. وصول مباشر إلى التمويل دون التعقيدات الإدارية، إذ أشارت إلى أن الكثير من ألمع العقول يمضون 90% من وقتهم في إتمام الإجراءات الإدارية اللازمة للحصول على التمويل.

وقالت إنها من المحظوظين لأن إدارة معهد "الابتكار التكنولوجي" (TII)، تدرك أهمية إتاحة المجال للباحثين للتركيز على الجانبين البحثي والأكاديمي عوضاً عن الجانب الإداري، ما يمكنهم من استثمار الوقت والجهد بكفاءة وفعالية أكبر. واتفق معها بودن في أن النظام البيئي الذي يخفف من البيروقراطية يجذب الكفاءات من مختلف أنحاء العالم. وأكد همية التعاون الدولي رغم إقراره بالعامل الجيوسياسي الذي قد يعيق هذا التعاون.

من وادي السيليكون إلى "وديان" أخرى

اعتبر الدكتور فيليب بودن أن البحث هو أحد المدخلات في عملية الابتكار، ولذا، فإن الجامعات تلعب دوراً أساسياً في ذلك. لكن عندما ننظر إلى النظم البيئية الحالية، فإنها تميل إلى أن تتركز في مناطق صغيرة. وأورد أمثلة على ذلك: "إم آي تي"، بلفاست، الإمارات، وادي السيليكون. وشرح منظور "إم آي تي" للنظام البيئي، وقال إنه يختلف عن الشكل الحلزوني الثلاثي الذي يضم الحكومات والشركات والجامعات. فهو يضم خمسة أصحاب مصلحة هم الحكومات والشركات والجامعات بالإضافة إلى رواد الأعمال (والشركات الناشئة) ورأس المال المغامر (الجريء). واعتبر أن اجتماع أصحاب المصلحة الخمسة هؤلاء هو أمر أساسي لتحقيق النجاح، كما يحدث في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.

وأشار بودن إلى الاعتقاد الذي كان سائداً في الماضي بأنه من المستحيل اللحاق بركب الابتكار التكنولوجي لمانشستر بإنجلترا، والذي ثبت خطؤه لاحقاً. وهذا يشبه الشعور السائد اليوم بأن وادي السيليكون سيبقى قبلة الابتكار في العالم إلى الأبد. لكن في الواقع، يقول الكثيرون إننا ربما قد وصلنا إلى وادي الذروة. ورأى أن الأمور ستتغير في القرن الحادي والعشرين فقد شهدنا جهوداً رائعة في مجال الأمن السيبراني في بلفاست وبرشلونة وإستونيا والإمارات. واعتبر أن هناك فرصة حقيقية للعديد من المناطق حول العالم حتى تتحول إلى مراكز للابتكار خلال العقد القادم.

بين البحث والابتكار

تحدّث الدكتور جودفري جاستون عن خبرته في بناء نظام بيئي خاص بالأمن السيبراني في بيلفاست بأيرلندا الشمالية. وتساءل عن الاختلاف بين البحث والابتكار، إذ أوضح أن البحث ينطوي على استخدام كميات كبيرة من الأموال لإنتاج عدد قليل من الأفكار، في حين ينطوي الابتكار على الاستفادة من عدد قليل من الأفكار لإنتاج كميات هائلة من الأموال. واعتبر أن البحث والابتكار هما عمليتان مختلفتان تماماً عن بعضهما البعض، ومن المجحف الانتظار من الأكاديميين القيام بالابتكار وريادة الأعمال بالإضافة إلى عملهم الكثيف في مجال التدريس والبحث.

وبيّن أن إنتاج الابتكارات يستدعي الاعتماد على المهارات ومعاهد الأبحاث، وهذا هو مفتاح تأسيس الشركات الناشئة وإقامة الشراكات مع القطاع الصناعي ومن ثم جذب المزيد من المواهب، وهكذا ندخل في حلقة مكتملة من النجاح تجذب المزيد من المهارات إلى المنطقة.

ورأى جاستون أن هناك أشكالاً مختلفة للنموذج الخماسي الذي تحدّث عنه بودن، وأن النظم البيئية للأبحاث تختلف باختلاف المنطقة. وأكد أن العامل المشترك بين النظم البيئية الأكثر نجاحاً هو وجود شخص مسؤول عن إدارة النظام البيئي وتنسيق جهود مختلف الأطراف.

ما هي عوامل نجاح النظام البيئي في بيلفاست؟

قال جاستون إنه قبل 10 أعوام لم يكن هناك أي شركة أمن سيبراني في منطقة بيلفاست، في حين تضم اليوم أكثر من 100 شركة توظف حوالي 2500 شخص. وأرجع جاستون نجاح النظام البيئي في بلفاست إلى ثلاثة أسباب:

  1. الامتياز في البحث العلمي.
  2. الابتكار هو المحرك الأساسي لكامل النظام البيئي.
  3. بلفاست منطقة صغيرة ما يوفر إمكانية القيام بالأمور على نطاق صغير، وهو ما يجعل نجاح النظام البيئي للأبحاث فيها أسهل منه في وادي السيليكون مثلاً، حيث هناك تحديات في توفير المهارات والعثور على مكاتب منخفضة التكلفة. لذا، وفقاً لجاستون، فإن النظام البيئي يقع أحياناً ضحية نجاحه، وهذا ما نشهده اليوم من مغادرة الكثيرين لمنطقة وادي السيليكون.

وقد اتفق بودن مع هذا التحليل، قائلاً: "إن المال يتدفق على مناطق أخرى خارج وادي السيليكون، خصوصاً بعد الوباء الذي أظهر للأشخاص إمكانية العمل من المنزل وعن بعد ومن مناطق متباعدة".

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي