عندما كانت آن مور في طريق ارتقائها إلى منصب الرئيسة التنفيذية لشركة تايم إنك (Time Inc)، حيث لم يكن من الشائع أن تتسلم النساء مناصب الإدارة العليا في الشركة، اكتسبت ولاء زملائها ومرؤوسيها من خلال مشاركة أحد امتيازات عملها في وظيفة ناشرة مجلة؛ المقاعد المتميزة في أهم الأحداث الرياضية في نيويورك. على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، اُختير موريس ليفي رئيساً تنفيذياً لشركة ببليسيس (Publicis) على الرغم من أنه كان يشغل منصباً متواضعاً نسبياً داخل الشركة، ويرجع هذا القرار جزئياً إلى تفانيه الشديد في خدمة الشركة، وهو ما أظهره عندما اشتعلت النيران في المقر الرئيسي للشركة في باريس، حيث اقتحم بشجاعة المكاتب المحترقة لإنقاذ وثائق العملاء المهمة.

حتى مع المهارات المناسبة، لا يتحول المتفوقون تلقائياً إلى قادة، فهم بحاجة إلى تسخير القوة التي يكتسبونها من تجاوز ما يتطلبه وصفهم الوظيفي وإتقان مهارات إضافية أسميها “الإضافات”. فيما يلي الإضافات الست الأفضل التي يحتاج إليها المتفوقون ليصبحوا قادة.

1. روح الزمالة. تعني روح الزمالة العالية مساعدة المجموعة بأكملها على تحقيق النتائج حتى إن لم تكن مسؤولاً، على سبيل المثال، من خلال النيابة عن عضو غائب في الفريق أو حضور حدث خاص لست مطالباً بحضوره أو الإسهام بالأفكار والمعلومات في مشروع شخص آخر. على الرغم من طبيعتها غير الملموسة، فروح الزمالة معترف بها معياراً رسمياً للترقية في مؤسستي، كلية هارفارد للأعمال، إذ تُعدّ القدرة على إظهار روح الزمالة مؤشراً على قدرة الفرد على التعامل مع مسؤوليات قيادية أكبر داخل مؤسسة ذات هيكل إداري مسطح أو لا مركزي.

2. فتح الأبواب. قوة التواصل. يوسّع من يرتقون إلى مستوى القيادة شبكة علاقاتهم باستمرار، ويبدون فهماً عميقاً للآخرين يمكّنهم من تحديد ما يثير اهتمامهم ومنحهم إياه، وبالتالي “يفتحون الأبواب” أو يسهلون الاتصالات المهمة. في مشهد الشركات المتشابك الحالي، يحظى الأفراد الذين يتفوقون في التواصل بتقدير كبير ويُعدّون مشاركين أساسيين في الاجتماعات، وينتشر تأثير مهارتهم في التواصل بسرعة كبيرة؛ فكلما زادوا اتصالاتهم، جذبوا عدداً أكبر من جهات الاتصال الجديدة.

3. توفير موارد إضافية. يحمل فعل العطاء، خاصة عندما يكون غير متوقع، قوة كبيرة. يمكن لتوزيع مبالغ مالية صغيرة أو فرص مميزة داخل المؤسسة تعزيز النوايا الحسنة إلى حد كبير، ولكنني بالتأكيد لا أقصد الرشوة أو تجاوز أي حدود أخلاقية. لكن أي شخص لديه إمكانية الوصول إلى بعض الموارد يمكنه التوصل إلى طرق مشروعة قائمة على المهام لتوزيعها. على سبيل المثال، تمويل وجبات العشاء لفرق المشاريع المجتهدة أو توفير تمويل مبدئي لتغطية نفقات الابتكارات الواعدة. يمكن أن يكون لاستخدام الموارد الشخصية أيضاً، مثل التبرع لجمعية خيرية يفضلها الزملاء، تأثير أكبر بكثير على بناء علاقات إيجابية.

4. تأطير المشكلات ومعالجتها. أخذ زمام المبادرة لتحديد مشكلة ما ومعالجتها قبل أي شخص آخر هو دليل على السمات القيادية. تتمثل إحدى “الإضافات” المهمة لأي مسعى في تحديد الفرص الجديدة أو المشكلات التي لم تُحل، ثم تحفيز المناقشات حولها. في البيئات المعاصرة حيث التنظيم الذاتي هو النهج السائد في العمل، يعدّ الأفراد الذين يأخذون زمام المبادرة لوضع جدول الأعمال قادة محتملين، فلا أحد يحتاج إلى إذْن للقيادة؛ مَن ينظمون أنفسهم هم قادة بطبيعتهم.

5. الالتزام القوي. يعتقد البعض خطأً أن الالتزام يُقاس بعدد ساعات العمل، لكن الالتزام الحقيقي يتعلق بالجودة لا الكمية. تتضمن هذه الإضافة الحيوية الحماس أو الشغف الذي يظهره القادة المحتملون تجاه مهمتهم وتركيزهم الفريد عند أداء كل مهمة من العمل. يفضل الموظفون أن يقودهم قادة ملتزمون، لا الذين ينشغلون دوماً بمشاريع أخرى أو يوضحون أن الجوانب الأخرى من حياتهم أهم لديهم من عملهم.

6. الدبلوماسية الخارجية. يمكن أن تساعد المشاركة الفعالة في المجالس المدنية أو القضايا غير الربحية في تنمية المهارات القيادية، خاصة إذا كان للمؤسسة التي يعمل فيها الفرد اهتمام راسخ في القضية. يمكن تعزيز قوة الفرد داخل مؤسسته بالمشاركة في الجمعيات المهنية أو شبكات القطاع، إلى جانب مشاركة المعلومات بين هذه المجموعات وفريق الفرد، وسيكون له أثر إيجابي داخل المؤسسة حين يكون ممثلاً جيداً أو سفيراً للمؤسسة في البيئات الخارجية.

يمكن أن تشير المهارات الإضافات التي يبديها الفرد إلى إمكانية الوثوق به لتولي مسؤوليات كبيرة مثل اتخاذ القرارات الرئيسية أو التحكم في الأصول، إذ تثبت قدرته على أداء العمل الضروري بغض النظر عن المتطلبات الرسمية، وتعكس هذه “الإضافات” أيضاً التزام القائد برفاهية الآخرين والمؤسسة بأكملها.

في الوقت نفسه، تحمل الإضافات جانباً من عدم المساواة؛ في الواقع، يمكن استخدام هذه الإضافات بسهولة أكبر في الوظائف التي يتمتع الفرد فيها بحرية التصرف في الميزانية أو يتعامل مع العملاء أو الزبائن، وفي المقابل، يتمتع الأفراد الذين يؤدون أدواراً روتينية أكثر تركّز على النطاق الداخلي بفرص تلقائية أقل لإظهار سمات القيادة. تضم هذه المجموعة في كثير من الأحيان النساء، اللاتي يتركزن أكثر من الرجال بكثير في الوظائف الاعتيادية مثل شؤون الموظفين والعلاقات العامة والمشتريات. علاوة على ذلك، لا تملك النساء اللاتي يتقيد وقتهن بالالتزامات العائلية الوقت الكافي دائماً لممارسة هذه المهارات الإضافية،

ولكن ليست كل هذه المهارات بعيدة المنال عن متناول القادة المحتملين الطموحين. فالإضافات مثل “الالتزام القوي” أو “الزمالة” تقع إلى حد كبير ضمن سيطرة الفرد، وتسهم في تعزيز مجتمع عمل أفضل للجميع.

إذا استطعنا مناقشة الغرض من هذه “الإضافات” ونهجها بشفافية أكبر، فمن المحتمل أن يصبح اكتسابها متاحاً للجميع دون استثناء. لذلك اِعتبر هذه القائمة دليلاً عملياً حول طريقة اكتساب هذه الإضافات وفائدتها ودعوة إلى تغيير وجهة نظرنا ونهجنا تجاهها.