ملخص: تغير أسلوب العمل وكذلك أسلوب القيادة، إذ يواجه القادة ضغوطاً جديدة لتحقيق مستويات أداء أفضل والتكيف سريعاً مع تغير المتطلبات. تشارك المؤلفة في هذه المقالة نصائح 3 خبراء في القيادة وتحدد المهارات الست التي يحتاج إليها القادة للنجاح: 1) القدرة على فهم عواطف الموظفين والتكيف معها، 2) القدرة على تكييف أسلوب التواصل والقيادة، 3) التفكير المرن، 4) الاستماع إلى وجهات النظر وفهمها والتنسيق بينها 5) مهارات الزعزعة الاستراتيجية 6) التمتع بوعي ذاتي مرن. لا يتمحور اكتساب مهارات القيادة الرئيسية الست هذه حول نموك الشخصي فحسب، بل حول تشكيل مستقبل العمل وإلهام المحيطين بك أيضاً.
لقد تغير أسلوب العمل وكذلك أسلوب القيادة.
تقول مؤسسة شركة كاتالايز أسوشيتس (Catalyze Associates) المتخصصة في تطوير القدرات القيادية، كريستين ليند: "أفضل القادة في القرن العشرين هم الذين كانوا يستمعون إلى أسئلة فرقهم ويجيبون عنها، ويقودون عملية صياغة الرؤية والاستراتيجية، لكن أفضل قادة القرن الحادي والعشرين هم الذين يطرحون الأسئلة، إنهم يلتمسون الملاحظات ووجهات النظر الجديدة ويطرحون استفسارات تعبر عن رغبتهم في فهم المزيد حول أنفسهم وفرقهم وبيئة العمل".
كان لجائحة كوفيد-19 أثر عميق ودائم في ديناميكيات القيادة، كما يشير المختص في علم السلوك في كلية ستيفن إم روس للأعمال بجامعة ميشيغان جيفري سانشيز بوركس، ويقول: "أسهمت التجارب التي خاضها الناس خلال فترة الإغلاق العام في تشكيل هوياتهم، سواء كنا نتحدث عن طالب دخل الجامعة للتو أو خريج يبحث عن وظيفة أو موظف يستعد لتولي دور إداري، أو والدين يحاولان التوفيق بين العمل عن بعد ورعاية الأبناء، ولذلك على القادة التكيف مع هذه الديناميكيات ومع الاحتياجات والتحديات المختلفة التي تواجهها فرقهم".
وتضيف الأستاذة المشاركة في قسم السلوك التنظيمي في كلية كينان فلاغلر للأعمال، شيمول ملواني، إن هذا التحول يمتد إلى ما هو أبعد من التجارب الفردية، وتقول: "نواجه تحولات تكنولوجية هائلة بسبب الذكاء الاصطناعي، وتزداد حاجة الموظفين إلى المرونة وامتلاك غاية في العمل وتحقيق التوازن بينه وبين حياتهم الشخصية، في عصر تجد الشركات نفسها مضطرة للتعامل مع استقطاب القيم"،
ونظراً لهذه التغيرات، يسلط الخبراء الضوء على ست مهارات قيادية أصبحت ضرورية في مكان العمل اليوم ويقدمون نصائح عملية حول كيفية تطويرها.
1. إنشاء النافذة العاطفية (Emotional Aperture)
النافذة العاطفية هي مصطلح ابتكره سانشيز بوركس للإشارة إلى القدرة على فهم عواطف الموظفين والتكيف معها، يوضح قائلاً: "يجب أن تفهم التفاعلات بين أفراد فريقك وحالتهم المزاجية وعواطفهم"، هل الجميع على وفاق أم إن هنالك توترات غير ظاهرة؟ وهل هم متفاهمون تماماً أم لا؟ وهل يستطيع الجميع التعبير عن وجهات نظرهم دون تمييز بينهم؟
ينتبه القادة الناجحون إلى هذه الإشارات حتى يفهموا أكثر أسلوب أفراد الفريق في معالجة المعلومات والتعامل مع المخاطر والحفاظ على الالتزام. يؤدي هذا الوعي المتزايد إلى بناء علاقات أقوى وتعزيز اتصالات أعمق، ما يؤدي بدوره إلى تعزيز استبقاء الموظفين والتزامهم الوظيفي: "من خلال تعزيز علاقتك بالموظفين ستحصل على الكثير من المعلومات القيمة التي تساعدك على استبقائهم مدة أطول وتحفيزهم على المشاركة في العمل أكثر".
كيف تنسجم مع الديناميكيات العاطفية لأفراد فريقك؟
يقول سانشيز بوركس إن تطوير هذه المهارة يتطلب ممارسة وجهداً مدروساً، ويوصي بالاستعانة بالموارد التي تركز على ديناميكيات المجموعة والمشاعر الجماعية، كما تحسّن ممارسات التأمل الذاتي وعيك بمرور الوقت، ومنها تسجيل يومياتك حول تفاعلات الفريق وتفسيراتك لها.
تنصحك كريستين ليند بفحص الحالة العامة للفريق، جرب هذا التمرين خلال اجتماعكم التالي: اطلب من كل فرد أن يدون 3 جوانب يحبها في عمله وتحفزه و3 جوانب تصيبه بالإحباط، وبعد جمع الأجوبة، خذ بعض الوقت لمراجعة التعليقات ودمجها معاً، ثم اعرض على المجموعة الموضوعات المشتركة التي استخلصتها. تحدث عن الإيجابيات والمشكلات المستعصية، وكن منفتحاً وصريحاً، فالشفافية ترفع معنويات الفريق وتساعد على بناء الثقة بين أفراده. تقول ليند: "قد لا تتمكن من حل المشكلات كلها، لكن اتباع هذا الأسلوب يظهر لأفراد الفريق أنك مهتم بهم، فهم يريدون أن تكون أصواتهم مسموعة".
يضيف سانشيز بوركس: "تدرب على فهم مشاعر الآخرين خارج العمل أيضاً"، حاول مراقبة المحادثات في الأماكن العامة مثل المقاهي، وركز على الدلالات الشعورية للمتحدثين وردود فعلهم وأساليب التواصل التي يستخدمونها، انتبه إلى التفاصيل الصغيرة في العلاقات والإشارات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد وحتى الصمت. راقب الآخرين بهدف محدد، وهو فهم العلاقات والعواطف وديناميكيات المجموعة، ويقول سانشيز بوركس: "استمتع بالأمر".
2. التواصل التكيّفي
أي أن تعرف الوقت والطريقة المناسبين لتعديل سلوكك وأسلوبك في القيادة ليناسبا الموقف والأطراف المعنيين. يكيف القائد الناجح أسلوبه لمواكبة التحدي وتعزيز الأداء العام للفريق، يقول سانشيز بوركس: "يجب أن يعرف القائد كيف يحفز أفراد فريقه فكرياً وعاطفياً، إذ لا يكفي أن يفهم مشاعرهم بل يجب أن يستثمر هذا الفهم في التأثير فيهم وتوجيههم".
من خلال فهم المشاعر الجماعية ستعزز قدرتك على حل المشكلات وبناء العلاقات ضمن الفريق، لأنك ستقدم لأفراده رؤية مقنعة تتماشى مع مشاعرهم، وبعبارة أبسط: لحالة المزاجية العامة مهمة.
على سبيل المثال، إذا كنت تود أن يتحد أعضاء فريقك للعمل على مشروع أو هدف تنظيمي ما، فعليك الحفاظ على حالتهم المزاجية الإيجابية لأنها تساعد كل عضو في الفريق على التركيز والسعي إلى إنجاز المهمة، ولكن عند مواجهة تحدٍ معقد يرتبط باستراتيجية العمل، امنحهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم ولو كانت متضاربة، فهذا يمدك بأفكار مختلفة، ويضيف سانشيز بوركس: "التنوع في المشاعر يحفز الإبداع".
كيف تحسّن قدرتك على تعديل أسلوبك في القيادة بحيث يواكب التحدي ويتلاءم مع الأطراف المعنيين؟
"لقد عفا الزمن على القاعدة الذهبية التي تقول إن عليك معاملة الآخرين كما تحب أن يعاملوك فلدينا الآن قاعدة بلاتينية تقول: عامل الآخرين كما يودون أن تعاملهم".
يتطلب هذا تضافر الجهود لبناء العلاقات، سواء كنت فرداً في الفريق أو قائداً له، خصص وقتاً للمحادثات الثنائية لفهم ما يشغل زملاءك ومعرفة أولوياتهم ونظرتهم إلى العالم. ومارس التعاطف وابذل جهداً حقيقياً لفهم وجهات نظر زملائك ومشاعرهم، تقول ليند: "لا تسيطر على الحديث، بل اطرح عليهم الأسئلة وأصغِ إليهم".
كما توصي ليند باستخدام أدوات مثل تقييم ديسك (DISC assessment) وهو مقياس للسلوكيات الشخصية أو استطلاع ليفو (Lifo survey) الذي يدرس أساليب العمل الفردية، حتى تعرف معلومات أكثر عن شخصيات أفراد فريقك، وتقول: "تتيح لك مثل هذه الأدوات رؤية المحيطين بك من منظور جديد، ففي حين يركز البعض على العمل وإنجاز المهام يركز آخرون أكثر على العلاقات والتواصل".
يشير سانشيز بوركس إلى أننا غالباً ما نحاول بصورة عفوية تحسين مشاعر زملائنا، من خلال تشجيعهم أو تهدئتهم، وفي بعض الأحيان قد يكون تفهم هذه المشاعر كافياً، وعن ذلك يقول: "سيساعد إدراك الطرف الآخر أنك تتفهم مشاعره دون أن تحاول تغييرها على بناء الثقة بينكما".
يمكن أن يكون التأمل الواعي مفيداً أيضاً، حدد بوضوح الأهداف التي تريد تحقيقها والانطباع الذي تريد تركه لدى الآخرين قبل الاجتماع أو الحوار المهم، ثم راجع مدى نجاحك في تحقيق هذه الأهداف وفكر في التعديلات الضرورية للمرة القادمة. تساعد هذه الممارسة على تطوير الوعي الذاتي والقدرة على التكيف.
3. التفكير المرن
عندما يعجز المرء عن التنبؤ بما سيحدث وتعتريه حالة من عدم اليقين، فإنه يميل فطرياً إلى اتباع أسلوب تفكير جامد، ما يحد قدرته على تقييم الحلول المختلفة للمشكلات، لكن القيادة الفعالة في الأوقات الصعبة تتطلب التوفيق بين الأولويات المتزاحمة ودراسة الأفكار المتعارضة، تقول شيمول ملواني: "يجب أن يتقبل القادة التناقض".
يعني هذا تقبل الغموض، والتماس وجهات نظر جديدة وفهم السياق الأوسع للموقف. وفقاً للأبحاث، عندما يُظهر القائد تقبلاً للآراء الجديدة فإنه يشجع أعضاء الفريق على الإدلاء بأفكارهم بحرية أكبر، ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات مدروسة أكثر وتحقيق نتائج أفضل، وتقول ملواني: "يجب اغتنام حالة عدم اليقين لتحقيق النجاح، بدلاً من الخوف منها وتجنبها".
كيف تعزز مرونتك الذهنية؟
يمثل التعامل مع المجهول تحدياً قد يكون مخيفاً أحياناً، تقول كريستين ليند: "لا بد أن تواجه عثرات غير متوقعة ويجب أن تكون جاهزاً للتكيف معها وتعديل خططك إن لزم الأمر".
وتضيف أن القادة في الماضي كانوا يحاولون جاهدين التوصل إلى حلول للمشكلات كلها لكن الوتيرة السريعة للتغير التكنولوجي تتطلب اتباع نهج مختلف، فكما هي الحال عند استخدام الذكاء الاصطناعي ، يركز نهج حل المشكلات الآن على صياغة الأسئلة الملائمة بمهارة بدلاً من الاعتماد على الذاكرة لحفظ المعلومات كلها، وتقول: "تتطلب القيادة الفعالة من القائد أن يطرح الأسئلة المناسبة".
يقول سانشيز بوركس إن طرح الأسئلة الملائمة يتيح لك تجاوز منظورك المتشدد وتبنّي احتمالات وطرق تفكير مختلفة تماماً.
توصي شيمول ملواني بممارسة أنشطة تعزز المرونة الذهنية مثل وضع خريطة ذهنية، وهو أسلوب يتيح تخطيط الأفكار وتنظيم المعلومات وفق مخطط شبيه بالمخطط الانسيابي يُظهر العلاقة بين هذه الأفكار والمعلومات، ويمكنك تدوين ملاحظات الاجتماعات أو المناقشات الجماعية أو جلسات توليد الأفكار في شكل خريطة ذهنية. تقول ملواني: "يدفعك هذا الأسلوب إلى استخدام إبداعك، ويقدم لك تمثيلاً مرئياً للأفكار يساعدك على اكتشافها وتحديد الروابط التي تجمع بينها والتي قد لا تكون واضحة على الفور".
4. الاستماع إلى وجهات النظر وفهمها وإيجاد أرضية مشتركة بينها
تُظهر الأبحاث باستمرار أن من يكون في موقع سلطة تقل قدرته على التعاطف ويصبح منظوره أضيق، فلا عجب إذاً في أن قادة الشركات يعتمدون غالباً على آرائهم ويتجاهلون وجهات نظر الآخرين، لكن ممارسة الإدارة الفعالة في أي مستوى تتطلب منك التماس وجهات النظر المختلفة وجعل المعلومات الجديدة جزءاً من نهجك.
تعتبر هذه المهارة الإدارية ضرورية أيضاً لمهام مثل التفاوض وإدارة المخاطر والتفكير الاستراتيجي وحل النزاعات، تقول ملواني: "عندما تضع نفسك مكان شخص آخر، ستصغي إليه باهتمام أكبر وتتبنى منظوراً أوسع من أجل البحث عن الحلول الممكنة".
كيف تعزز فهمك لوجهات النظر المختلفة؟
راجع المواقف السابقة دائماً وفكر في المواقف المستقبلية التي يمكنك تحسين النتائج فيها من خلال فهم وجهات نظر الآخرين، تقول ملواني إن الهدف من ذلك هو التحقق من أفكارك ومعرفة أفكار الآخرين. راجع افتراضاتك فما يمثل أمراً مفروغاً قد يكون من أكثر الجوانب المبهمة لديك.
تنصحك ملواني أيضاً بتوسيع شبكة علاقاتك، داخل المؤسسة وخارجها، لتضم أشخاصاً تختلف وجهات نظرهم عن وجهات نظرك، والتمس ملاحظاتهم وملاحظات الآخرين ممن يمكنهم مساعدتك على اكتشاف تحيزاتك وتحدي أفكارك.
ثمة طريقة فعالة أخرى، وهي قراءة الروايات فعندما تقرأ رواية ترى العالم من وجهة نظر شخصياتها التي تمثل خلفيات وأعراق وجنسيات مختلفة، وتشير الأبحاث إلى أن قراءة روايات متنوعة توسع فهمك لوجهات النظر والتحديات المختلفة التي يواجهها الناس في حياتهم، تقول ملواني: "كلما قرأت أكثر تعززت لديك مهارة فهم وجهات النظر المختلفة".
تضيف كريستين ليند أن النمو يتطلب منك فهم الإشارات التي ترسلها من خلال أسلوبك في التعامل مع الآخرين وفهم نظرتهم إليك، وتقول: "في بعض الأحيان قد تكون الصعوبات التي تواجهها في تنمية قدرتك على فهم الآخرين معروفة، لكنها تتمثل أحياناً في تفاصيل صغيرة قد لا تنتبه إليها".
5. مهارات الزعزعة الاستراتيجية
تنطوي هذه المهارة على تحدي الوضع الراهن، فبدلاً من الالتزام بالعادات الراسخة، يجب على القادة تحديد الممارسات التي عفا عليها الزمن ونقدها لاستكشاف أفكار جديدة يمكنها تحسين النتائج. تقول ملواني: "لا يتمحور الأمر حول كسر القواعد، بل حول نقد الممارسات القديمة والتركيز على التعلم والتحسين المستمر".
هذه الاستراتيجية فعالة على وجه الخصوص في تعزيز الشمول والإنصاف ضمن الشركة والفريق، ويتطلب بناء بيئة أشمل وأكثر انفتاحاً أن يعيد القادة النظر في ممارساتهم وقواعدهم الراسخة.
كيف تزيد قدرتك على تحدي الوضع الراهن؟
تنصحك ليند بالاستعانة بأفكار الآخرين ووجهات نظرهم لتتوفر لديك احتمالات جديدة، وتذكر أن موظفي الخطوط الأمامية والزملاء في الأقسام المختلفة ينتبهون إلى أمور قد تغفل عنها، تقول ليند: "يجب أن تفكر في طريقة تمكنك بوصفك قائداً من الاستعانة دائماً بمخيلتهم للتوصل إلى أفكار، وبذلك ستوسع نطاق تفكيرك وتشعِر الآخرين بأن إسهاماتهم مهمة".
توصي ليند بتخصيص آخر 10 دقائق من الاجتماعات الأسبوعية لتسأل الجميع: ما هي جوانب العمل التي يمكننا تحسينها؟ فهذه الممارسة تشجع أعضاء الفريق على تجهيز اقتراحاتهم مسبقاً. حتى لو لم تكن تدير الاجتماعات رسمياً، فبإمكانك الإسهام في بناء ثقافة الابتكار من خلال تقديم أفكار للتحسين، تقول ليند: "وضع الاستراتيجية مسؤولية مشتركة".
وأخيراً، شجع فريقك على تعلم مهارات جديدة، وتجربة المشروعات والتعلم من حالات الفشل، شجع نفسك أيضاً على مواجهة تحديات جديدة وإجراء التجارب في عملك، تقول ليند: "استلهم من مجال تطوير البرمجيات واعتمد نهجاً مثل نهج أجايل المرن، الذي يتمثل في الاختبار والمحاولة والتكرار".
6. الوعي الذاتي المرن
لمّا كنتَ تتولى دوراً قيادياً، فعليك أن تكون مستعداً ومتاحاً دائماً لدعم موظفيك، سواء فيما يتعلق بمشكلات العمل أو احتياجاتهم المرتبطة بالصحة النفسية. يقول سانشيز بوركس: "يُتوقع من القادة تحييد مشاعرهم لكنهم بشر أيضاً، ويمكن للدور القيادي أن يضعهم في حالة من العزلة".
يتضمن الوعي الذاتي التعرف إلى حدودك ومعرفة الوقت المناسب لطلب الدعم، ومن خلال اكتساب هذه المهارة القيادية المهمة ستتمكن من إدارة الضغوط التي تواجهك وتصبح قدوة لفريقك، وعندما تعي احتياجاتك وحدودك فإنك تظهر قوتك وقدرتك على الاعتناء بنفسك، ما يسهم في خلق بيئة عمل إيجابية.
تقول شيمول ملواني: "يواجه القادة التحديات نفسها التي يواجهها أي شخص آخر، مثل إدارة العمل والضغوط ومتطلبات الحياة، ولكن من المتوقع منهم أن يتحملوا عبء التحديات التي تواجهها فرقهم أيضاً".
كيف تعزز قوتك العاطفية وثباتك الذهني؟
يجب أن تحيط نفسك بشبكة دعم قوية حتى تتمكن من دعم فريقك بصورة فعالة، وتوصي شيمول ملواني بالاستعانة بموارد داخل العمل وخارجه، مثل الموجهين والمستشارين ومجموعات الأقران، وتقول إن وجود أفراد يمكنهم تقديم النصائح البناءة أمر لا يقدر بثمن، خاصة إذا كان بإمكانهم المساعدة على إجراء تعديلات فورية.
تقترح كريستين ليند ممارسة بسيطة لكنها فعالة: اطلب الملاحظات بانتظام من 6-8 أشخاص يعرفونك جيداً في العمل، مديرك وأقرانك ومرؤوسيك المباشرين، اسألهم: ما الذي أتقنه في عملي؟ ما هو الجانب الذي يمكن أن أحسنه؟ امنحهم أسبوعاً للتفكير، ثم راجعهم لمعرفة آرائهم.
اختر مجالين لتركز عليهما ثم تابع مع زملائك بأسئلة محددة مثل: منذ 5 أشهر، أخبرتني أن أعزز مهارة الاستماع وأنا أحاول ألا أقاطع محاوري وألا أستخدم هاتفي خلال حديثه، فهل ترى أنني تحسنت في هذه الناحية؟
توصي ليند بتكرار هذه العملية مرتين إلى ثلاث مرات في السنة. قد تخشى أن الاعتراف بنقاط ضعفك سيجعلك تبدو أقل كفاءة، لكن ليند تقول: "من خلال هذا السلوك فإنك تقدم في الحقيقة مثالاً يحتذى على كيفية تلقي الملاحظات، وهو سلوك يجعلك تبدو أقوى ويُظهر إنسانيتك".
يقترح سانشيز بوركس أن عليك تأمل الرياضيين المفضلين لديك وأن تستلهم من أسلوبهم في إدارة حالتهم الجسدية والذهنية لتقديم أفضل أداء، ويقول: "لا يمكن لأدائك أن يكون في ذروته دائماً، ويجب أن تعرف متى تقلل الجهد وكيف تتعافى وكيف تبني قدرتك على التحمل".
لا يتمحور اكتساب مهارات القيادة الرئيسية الست هذه حول نموك الشخصي فحسب، بل حول تشكيل مستقبل العمل وإلهام المحيطين بك أيضاً. يواجه القادة ضغوطاً جديدة لتحقيق مستويات أداء أفضل والتكيف سريعاً مع تغير المتطلبات، وتقول شيمول ملواني: "أصبحت القيادة اليوم أصعب لكنها ممتعة أكثر أيضاً، إذ ثمة فرص أكثر لإحداث تغيير حقيقي وأثر إيجابي دائم".
اقرأ أيضاً: