منهج اللامستحيل

2 دقائق

تندرج كل البرامج التي يتابعها العالم في مصفوفة الجاهزية للمستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن رؤية واحدة رسمتها القيادة بهدف الوصول لتصنيف أفضل دولة في العالم، كما نصت على ذلك رؤية "مئوية الإمارات 2071" والتي ستتوج الذكرى المئوية لتأسيسها.

ويعتبر "برنامج خبراء الإمارات" الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أحد الأركان الرئيسية في هذه الرؤية وواحداً من العديد من البرامج والمبادرات الطموحة التي تسير جنباً إلى جنب في تناسق مبدع. ولا يمكن للمتابع أن يقرأ تصدّر دولة الإمارات المركز الأول عربياً والترتيب الثاني عشر عالمياً في تقرير التنافسية الرقمية 2019 والذي نشره مركز التنافسية العالمي في المعهد الدولي لتطوير الإدارة (آي إم دي) السويسري بمعزل عن هذه الرؤية، حيث حققت الإمارات في هذا التقرير المركز الأول عربياً في محور "الجاهزية للمستقبل".

وتعبّر هذه الجاهزية عن النظرة الكلية لمصفوفة المبادرات والبرامج التي ترسم ملامح رؤية "مئوية الإمارات 2071"، والتي سيكون تنفيذها على خمسة مراحل تمتد كل واحدة منها عشر سنوات، تبدأ بمرحلة "تجهيز جيل المهمّة" وصولاً إلى التصنيف العالمي كأفضل حكومة في العالم، وأسعد شعب في العالم، وأفضل اقتصاد في العالم، وأفضل تعليم في العالم، وقد بدأت حكومة دولة الإمارات بإعداد ملامح استراتيجية أول عشرة أعوام منه، تبدأ فور الانتهاء من رؤية الإمارات 2021.

يأتي برنامج خبراء الإمارات الذي تشرفت بمهمة التوجيه العام له في مرحلته الأولى ليكون النواة لتأسيس جيل المهمّة، إذ سيكون الخريجون الأوائل من البرنامج هم حجر الأساس في بناء شبكة من الرواد على مدار السنوات المقبلة، والذين نأمل أن يصبح المتميزون منهم مدربين في الدورات القادمة من البرنامج والبرامج الوطنية الأخرى لإنشاء وتطوير المهارات المتقدمة لصناع المستقبل وتمكينهم من إحداث تأثير في القطاعات الحيوية التي ستشهد تغيرات هائلة.

ونتطلع إلى تخريج خمس دفعات بحلول عام 2022 للوصول إلى 100 خبير يجتمعون مرة واحدة على الأقل سنوياً ليؤلفوا معاً الأساس لبناء شبكة متماسكة من الخبرات الوطنية المتميزة التي ستدفع عجلة التنمية والجاهزية للمستقبل.

إن أساس تحقيق التنافسية عالمياً يقترن في وقتنا الحالي بالتركيز على مفهوم التخصص الذي يحقق الازدهار الاقتصادي والتطور الاجتماعي. وبرنامج "خبراء الإمارات" هو أحد خطواتنا الطموحة في هذا الجانب لإعداد كوادر وطنية شابة متمكنة في مجالاتها وعلى فهم عميق بتخصصاتها القطاعية، وهو ما سيساهم في تحفيز الإبداع ورفد اقتصاد المعرفة في إطار خطط الدولة المستقبلية.

منهج اللامستحيل يبدأ من صروحنا التعليمية لتوفير أفضل مستويات التعليم للجيل القادم من خلال التركيز على تطوير مهارات العصر لدى الطلبة، وتوفير تعليم فردي وشخصي يوازي ميول ومهارات كل طالب، وصولاً إلى أن يكون خريجو التعليم في الدولة من أفضل‏ الطاقات البشرية في العالم بحلول عام 2071، يتحلون بالهوية الوطنية والقيم الأخلاقية الإماراتية الإيجابية.

ننطلق في ذلك، وقد أثبتنا صدراتنا في تبني تكنولوجيا المستقبل من ذكاء اصطناعي وبلوك تشين وغيرها من التقنيات المتقدمة، وتحويلها إلى منهج تعليمي أكاديمي ومنهجٍ في الحياة اليومية للتعليم المستمر، حيث تهدف "مئوية الإمارات 2071" إلى أن تكون جامعات الدولة ضمن أفضل 100 جامعة في العالم، عبر تعزيز الشراكة بين القطاع الأكاديمي وقطاعات العمل المختلفة، وتبني أفضل أدوات التكنولوجيا والمختبرات العملية في الجامعات، والتركيز على رفع معدلات الأبحاث وبراءات الاختراع في مجالات الأبحاث التطبيقية، إضافة إلى ‏المساهمة في تحويل هذه الأبحاث إلى شركات ناشئة. ‏

وجاءت نتائج تقرير التنافسية الرقمية 2019 لتؤكد تصدر الإمارات في محور المعرفة.

فقد حققت الدولة المركز الأول عالمياً في مؤشر "توفر الخبرات الدولية"، وسنركز في المرحلة الأولى على جذب أفضل العقول والمهارات البحثية من حول العالم، لإيجاد حلول وأبحاث تسهم في دفع الجهود العلمية في الدولة وتعزيز استدامة التنمية للأجيال القادمة.

وسيتم تحقيق رؤية الإمارات الواعدة من خلال الاستثمار في تطوير المهارات، وترسيخ القيم الاحترافية، وتحفيز المواطنين على إيجاد وظائفهم الخاصة، من خلال ريادة الأعمال أو ‏الالتحاق بوظائف المستقبل.

لقد أثبتت المؤشرات الدولية للتنافسية والجاهزية للمستقبل ومؤشرات السعادة، أن دولة الإمارات تستطيع بلا شك إثبات طموحاتها بالأرقام والمؤشرات الظاهرة للعيان، حينما نعلن أننا نتبنى "اللامستحيل" منهجاً مستمراً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي