تعلَّم ملء فجوات التوظيف في سيرتك الذاتية

5 دقائق
فجوات التوظيف
الصور الفوتوغرافية/غيتي إميدجيز

ملخص: كيف يمكن للمرشحين للوظائف التعامل مع الفجوات المحتملة في سيرهم الذاتية وتجنبها في المستقبل، خاصة أولئك العاطلين عن العمل في الوقت الحالي؟

  • جرب هذه الخطوات: اكتب كل مشروع خصصت وقتاً له بين المناصب المدرجة حالياً في سيرتك الذاتية أو منذ أن أصبحت عاطلاً عن العمل.
  • اقرأ الأوصاف الوظيفية للمناصب التي ترغب في التقدم إليها وحدد أي روابط بين خبراتك والمهارات التي يبحث عنها مدراء التوظيف.
  • اسأل نفسك: "هل اكتسبت أي مهارات تتوافق مع متطلبات الوظيفة؟"
  • تذكر أن هدفك هو إعادة صياغة خبراتك بطريقة تساعد أصحاب العمل على الربط بين المنصب الذي يحاولون ملأه والمهارات التي تتمتع بها.

 

لطالما تمثّل هدف الموظفين في الانتقال بين درجات السلم الوظيفي ببطء والعمل لدى صاحب عمل واحد دفع تكاليف تأمينهم، وسرد قائمة مسمياتهم الوظيفية المتعاقبة في سيرهم الذاتية. لكن هذا الهدف لم يعد واقعياً، فالمسار المهني المتوقع أصبح وضعاً استثنائياً وليس الوضع الطبيعي هذه الأيام.

كما أن سوق العمل يتغير بوتيرة مذهلة، والابتكار السريع يعني خلق قطاعات جديدة كل عام، تلك القطاعات التي تتطلب مرشحين أذكياء يمكنهم التعلم بسرعة وتكييف خبراتهم مع مناصب جديدة سائدة.

علاوة على ذلك، يجد المهنيون الذين بلغوا منتصف مساراتهم المهنية وأولئك الذين لا يزالون في بداياتها العديد من المسارات التي يمكنهم اتباعها لكنهم يترددون في الوقت نفسه بشأن المسار الذي عليهم اختياره. فعندما أجرينا استقصاءً على أكثر من 1,000 مهني في مؤسسة سكول16 (School16)، وجدنا أنهم كانوا يسعون وراء مناصب غير تقنية في مجال التكنولوجيا؛ حيث أعرب 90% منهم عن اهتمامهم في ثلاثة تخصصات مختلفة تماماً على الأقل، بما فيها المبيعات وتسويق المنتجات وتجربة المستخدم والتصميم.

وتوضّح لنا تلك الحقيقة السبب الذي يدفع العديد من الموظفين إلى العمل لفترات قصيرة جداً في العديد من الشركات التي يُدرجونها في سيرهم الذاتية، وقد توجد فجوات توظيف قصيرة بين تلك الفرص أيضاً. وأصبحت فجوات التوظيف أكثر شيوعاً في أثناء الجائحة نتيجة تسريح العمال وإيقاف التوظيف في الكثير من القطاعات.

ومع استمرار تحوّل الأسواق بطرق عشوائية، من المهم أن يفهم المرشحون للوظائف كيفية التعامل مع فجوات التوظيف وكيفية تجنبها في المستقبل، خاصة أولئك العاطلين عن العمل في الوقت الحالي.

املأ فجوات التوظيف الحالية في سيرتك الذاتية

يفترض كثير من المرشحين للوظائف أن مدراء التوظيف يفضلون الأشخاص الذين شغلوا عدة مناصب على مدى فترات طويلة، لكن ذلك غير صحيح تماماً، بل يبحث أصحاب العمل عن المرشحين الذين يمكنهم إثبات مهاراتهم في حل المشكلات وسرد القصص التي تثبت قدراتهم على تحقيق النجاح. ويمكنك في الواقع إثبات تلك المهارات سواء كنت مرتبطاً بعقد عمل طويل الأجل وتعمل من الساعة التاسعة إلى الساعة الخامسة أم لا. فقدراتك بالنسبة لهم لا تقتصر على المهام التي تؤديها في منصب ما، بل يمكنك إثبات خبراتك في أداء تلك المهام بالإضافة إلى المبادرات التي شاركت فيها وتعلمتها خارج نطاق "وظيفتك" الأساسية، شرط عرض تلك الخبرات بشكل صحيح.

ولكن من ناحية أخرى، يمكنك حذف بعض المشاريع أو فترات العمل القصيرة من سيرتك الذاتية حتى تتمكن من تعزيز بحثك عن وظيفة وتملأ بعض الفجوات فيها. ربما شاركت في مسابقة للشركات الناشئة في أثناء الدراسة أو ساعدت صديقاً في إعداد حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لمتجر إتسي (Etsy) الجديد. وإذا مارست (أو ما زلت تمارس) نشاطات مثيرة للاهتمام بين الوظائف تتيح لك تطوير مهارات جديدة، فلا تتردد في تضمينها.

جرب هذه الخطوات: اكتب كل مشروع خصصت وقتاً له بين المناصب المدرجة حالياً في سيرتك الذاتية أو منذ أن أصبحت عاطلاً عن العمل. واقرأ الأوصاف الوظيفية للمناصب التي ترغب في التقدم إليها وحدد أي روابط بين خبراتك والمهارات التي يبحث عنها مدراء التوظيف. اسأل نفسك: "هل اكتسبت أي مهارات تتوافق مع متطلبات الوظيفة؟"

تذكر أن هدفك هو إعادة صياغة خبراتك بطريقة تساعد أصحاب العمل على الربط بين المنصب الذي يحاولون ملأه والمهارات التي تتمتع بها.

على سبيل المثال، لنفترض أن أحد المشاريع في قائمتك هو مدونة صوتية (بودكاست) أعددتها في أثناء دراستك في الكلية. قد تعتقد أن هذا المشروع لا علاقة له ببحثك عن وظيفة، لكنه قد يضيف الكثير من الخبرات إلى سيرتك الذاتية بالفعل عند صياغته بشكل جيد. ويمكنك تسليط الضوء على مهام أخرى مثل استقطاب زوار لبرنامج ما، وإعدادهم للمقابلات الشخصية، والتأكد من قضائهم أوقاتاً ممتعة في أثناء التسجيل وبعده. وتُظهر تلك التجارب مهارات التواصل والإنتاج التي تحظى بالتقدير في مجموعة متنوعة من القطاعات.

تجنب فجوات التوظيف المستقبلية في سيرتك الذاتية

إذا فقدت وظيفتك مؤخراً وكنت قلقاً بشأن المدة التي قد يستغرقها العثور على وظيفة جديدة في سوق العمل اليوم، فتوجد طريقتان لملء فجوات السيرة الذاتية المتوقعة في أثناء البحث عن وظيفة أكثر ديمومة. نصيحتنا لك: ابدأ مشروعاً شخصياً. سيقدّر معظم أصحاب العمل حقيقة أنك شخص عصامي، فابتكار مشروع ما من العدم هو أمر مثير للإعجاب بالفعل.

يمكنك العمل على مشاريع متنوعة، لكن من الأفضل أن تحدد ماهية الوظيفة التالية التي ترغب في شغلها لكي تركز في مشروعك على المجال نفسه. ما القطاع الذي تعمل فيه؟ ما المناصب التي تثير حماسك للعمل؟ ما المشاريع التي يمكن أن تساعدك على بناء المهارات المطلوبة لتلك المناصب؟

ستجد أمامك بعد ذلك خيارين اثنين.

الخيار الأول: المغامرة

أسهل طريقة لملء فجوة سيرتك الذاتية بسرعة هي أن تصبح مبدعاً. لنفترض أنك فقدت وظيفتك مؤخراً بصفتك مديراً للمشاريع، ولا تزال مهتماً بهذا المجال من الأعمال، لكن موجة تسريح العمال في قطاعك تثير قلقك.

فكّر في المهارات التي يمكنك الاستفادة منها في أثناء البحث عن منصب آخر. ربما اكتسبت من وظيفتك الأخيرة بعض الرؤى الثاقبة التي يمكنك مشاركتها مع أشخاص آخرين في مجالك. يمكنك البدء في إنشاء محتوى (سواء كان مكتوباً أو على شكل منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي) حول أفضل الممارسات التي يمكن للشركات والموظفين والباحثين عن عمل استخدامها. وستحظى في غضون بضعة أشهر بما يكفي من المواد لتحوّلها إلى برنامج تدريبي تشاركه مع جهات التواصل لديك.

يمكنك أن تصبح منسّقاً مجتمعياً أيضاً أو تستضيف أحداثاً للأشخاص المهتمين بمجال خبرتك. ويوجد اليوم العديد من الطرق التي قد تساعدك على اتخاذ تلك الخطوة الأولى، من تنظيم لقاء افتراضي إلى إنشاء مجموعات مخصصة للقطاع على منصتي سلاك وفيسبوك. ويُعد تطبيق كلاب هاوس (Clubhouse) أحدث وسيلة للأشخاص المهتمين ببدء منظومات جديدة، وهو أحد تطبيقات التعارف الاجتماعي للدردشة الصوتية للمدعوين فقط.

باختصار، يكمن السر في أن تحدد مجال التسويق الذي تضلع فيه وأن تستخدمه كأداة لمساعدة الآخرين، وأن تضيفه إلى سيرتك الذاتي ليُظهر مدى إبداعك وروح القيادة والمبادرة التي تتمتع بها، سواء نجحت أم لا، فضلاً عن أن تلك الخطوة ستوسّع شبكة علاقاتك (وفرصك).

الخيار الثاني: توسيع شبكة العلاقات

إذا لم تكن مهتماً بالمغامرة بمفردك، وكنت أكثر تركيزاً على شغل وظيفة جديدة في أقرب وقت ممكن، فعليك التدرب على التواصل مع الأشخاص، لا سيّما الأشخاص الذين لا تعرفهم. على سبيل المثال:

لنفترض أنك مهتم بمجال التسويق وتم تسريحك من العمل مؤخراً، وتأمل الانضمام إلى شركة ما كمساعد في تنمية الجماهير، لكن خبرتك تتمحور في مجال المبيعات. وتتذكر من جهة أخرى أنك عملت مع فريق التسويق بين الحين والآخر لإعطائهم ملاحظات على المنتجات ونسخة موقع الويب.

فما الذي يجب عليك فعله؟

تتمثّل الخطوة الأولى في إعداد قائمة تضم جميع أصدقائك وعائلتك ومعارفك الذين يديرون شركات صغيرة أو يعملون فيها. أرسل لهم بريداً إلكترونياً تعرض فيه مساعدتهم في الأنشطة التسويقية المختلفة، مثل زيادة المتابعة على وسائل التواصل الاجتماعي أو حثّ المؤثرين على مشاركة منتجاتهم. وإذا كان عدد الأشخاص الذين تعرفهم قليلاً، فابحث عن علامات تجارية صغيرة تبيع منتجات تلقى استحسانك على إنستغرام، واعرض مساعدتها على الوصول إلى جماهير جديدة من خلال تعريفها بالمجتمعات التي تنتمي إليها أو المجموعات التي يمكنك مساعدتها في الوصول إليها عبر الإنترنت.

قد تتفاعل معك بعض العلامات التجارية أو الأفراد وتحظى بعد ذلك بمجموعة من العملاء الذين يدركون أهمية القيمة التي تضفيها إلى الفريق. وهي تجربة قيّمة يمكنك تضمينها في سيرتك الذاتية حتى لو لم تحصل على أي أموال لقاء هذا العمل.

وتُعدّ استراتيجية تقديم الخدمات للعملاء تلك إحدى الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها على أي قطاع وأي منصب تقريباً.

باختصار، مع استمرار تغير ديناميات قوى العمل، يدرك مدراء التوظيف الأذكياء أن المهارات الملموسة تُكتسب من خلال مزيج من خبرة العمل الطويلة والتعلم الذاتي والمشاريع الجانبية والعمل المستقل. لكن لا تنس أن بيدك زمام التحكم بسيرتك الذاتية ومسارك المهني الذي تعرضه على أصحاب العمل المرتقبين. فإذا كنت واثقاً من القيمة التي تقدمها للآخرين، فسيعتبر مدراء التوظيف خبراتك تلك أحد أصولك المهمة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي