شغلي الشاغل: مقابلة مع دين كونتز

3 دقائق
دين كونتز
Annie Tritt

يُعتبر دين كونتز واحداً من أكثر الكُتاب غزارة وأكثرهم رواجاً في العالم، مع ما يقرب من 140 رواية باسمه. لطالما كانت الكتب ملاذه خلال مرحلة الطفولة الصعبة، حيث كرّس حياته طوال العقود الخمسة الماضية لخلق عوالم خيالية من مختلف الأنواع الأدبية لقرّائه المخلصين، فكان يكتب ستة أيام في الأسبوع، من الساعة 6:30 صباحاً حتى وقت العشاء.

هارفارد بزنس ريفيو: من أين تستمد طاقتك الإبداعية وقدرتك على مواصلة الكتابة؟

دين كونتز: يرجع الفضل إلى الكتب وما مثلته لي في صغري من أهمية، فأنا أنتمي إلى أسرة فقيرة جداً، ووجدت في الكتب مهرباً وتعلمت منها أن هناك حياة أخرى مختلفة عن تلك التي أعيشها، رأيت من خلالها كيف أن العالم يتيح مستوى آخر من النجاح، وكان ذلك حافزاً كبيراً لتغيير مصيري. ولطالما شعرت بالحماس تجاه الإمكانات التي توفرها الكتب، وآمنت أن الكتابة عن موضوع واحد في كل الروايات سيكون ضرباً من الجنون، وهو ما يفضله الناشرون في الواقع، بل كنت ألجأ دائماً إلى إجراء تغيير في المواضيع. فطرق موضوعات لم أطرقها من قبل هو الترياق الشافي من الملل، حتى إن خفت الفشل فيه.

"أكثر ما يسعدني أن أكتب فقرة تعبّر عما أردت قوله بالضبط، وبأسلوب تعبيري أؤمن أنه سيلقى صدىً لدى القرّاء".

استخدمتَ أسماءً مستعارة في بداية مسارك المهني، متى أدركت أن لاسمك شهرة واسعة؟ في بداية مشواري الأدبي كلما أقدمت على الكتابة في موضوع مختلف بعض الشيء، كان الوكلاء والناشرون يقولون لي: "يجب أن يكون لديك اسم مستعار". واتبّعت نصائحهم آنذاك لأنني لم أكن أمتلك أي خبرة. ثم لاحظت تدريجياً السمعة التي اكتسبتها الكتب التي تحمل اسمي. لم أكن المؤلف الأكثر مبيعاً للكتب آنذاك، إلا أننا كنا نتلقى 30 أو 40 رسالة إعجاب في الأسبوع، بدلاً من ثلاث أو أربع رسائل، وهو ما دفعني إلى اتخاذ قرار أنا وزوجتي بإعادة شراء حقوق جميع كتبي في أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات من القرن العشرين. كانت فترة عصيبة، إلا أن حماسنا طغى على كل المشاعر، ولم يكن هدفنا مجرد وهم.

عندما تحقق إحدى رواياتك نجاحاً ملموساً، فهل تتعرض لضغوط لتكرار هذا المستوى من النجاح؟ كان أول أعمالي التي تحصل على المركز الأول في فئة الكتب الورقية رواية بعنوان "منتصف الليل" (Midnight). وأذكر أن الناشرة اتصلت بي حينها وقالت مهنئة: "لدي أخبار رائعة"، ولكنها أردفت محذرة قبل أن أعبّر عن فرحتي قائلة: "اسمع.. يجب أن تفهم شيئاً: أنت لا تؤلف كتباً تحصد المركز الأول، وهذا شيء لن يتكرر أبداً". ولم تلبث أن حققت أربعة من كتبي المركز الأول، لكنها ظلت تردد التحذير نفسه في كل مرة. لم أواجه أي ضغوط لتأليف كتب تحقق مستوى النجاح ذاته، إلا أنني شعرت بضرورة أن أثبت جدارتي. أخيراً قلت لنفسي: "يجب أن أتعامل مع ناشر يؤمن بقدرتي على تكرار النجاح الساحق".

كيف تعمل مع المحررين؟ أعرف أن بعض الكتّاب يرفضون تلقّي التوجيهات من المحررّين. وعلى الرغم من أنني حريص جداً في أسلوب الكتابة الذي اتّبعه، حيث أعُيد كتابة كل صفحة 20 أو 30 مرة قبل أن أنتقل إلى الصفحة التالية حتى أخرج بمسودة خالية من الأخطاء تماماً، فإنني أعرف أن المحرر الجيد قادر على اكتشاف أخطاء لا يمكنني ملاحظتها أو حتى التفكير فيها أو إجراء تعديلات بسيطة، ولا يوجد سبب يمنعني من الاستماع إلى نصائحه بعقل منفتح. فالمحرر الجيد يجبرك على شرح الأسباب الداعية إلى كتابتك للأحداث بطريقة معينة، وإن عجزت عن ذلك، سيدرك أنك قمت بخداعه ويتعين عليك إعادة كتابة هذه الأجزاء مجدداً.

بصفتك كاتباً مهووساً بالكمال، كيف تتمكن من إنهاء أعمالك الأدبية؟ في كل مرة تطالع فيها هذه الصفحة أو تلك، ستجد طرقاً أخرى لصياغة الجمل بشكل أفضل، وهناك أيضاً قوة دافعة تشجعك على هذا السلوك. أنا لا أعمل بالضرورة على كتابة 10 صفحات من القصة يومياً، وإنما أعمل على تحسين جودتها.

هل تتوقع التقاعد؟ لا يسعني تخيّل حياتي دون الكتابة، فالكتابة جزء من هويتي. وأعتقد أن الموهبة نعمة وهبة غير مكتسبة، ولا بدّ لنا من الحرص على استغلالها قدر الإمكان.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي