إليك الحل فيما يتعلق بإمكانية مغادرة شركة العائلة تحديداً.
سؤال من قارئ: أجريت تغييراً في مجال عملي بعد عامين من العمل في مجال الخدمات المالية في أحد أكبر البنوك الأميركية، إلا أنني لست متأكدة من أن التغيير كان صحيحاً. أستمد الكثير من قيمة نفسي من العمل، وكنت سعيدة جداً في العمل لدى البنك، حيث كنت جزءاً من فريق مؤلف من عضوين واكتسبت كثيراً من الخبرة والتعلم من المدراء والمرشدين. وعملت لفترات مؤقتة في مدينتي مومباي ونيويورك. وقررت في سن الثانية والعشرين رفض الحصول على ترقية من أجل الانضمام إلى شركة عائلتي القائمة منذ 90 عاماً والمتخصصة في بيع المجوهرات بالتجزئة. وهيأت نفسي لمواجهة التحديات. ولكن بعد ستة أشهر، وجدت فجوات كبيرة بين توقعاتي والواقع. وواجهت صعوبة في إثبات نفسي. لا تدعم البيئة في الشركة الابتكار أو روح المبادرة، ويوجد عدد قليل جداً من الأنظمة والهياكل القائمة، على عكس عالم الصيرفة. وأواجه تدخلاً من الآخرين وردوداً قليلة أو معدومة من الأشخاص الذين يتمتّعون بالسلطة المطلقة. وبدأت أشك في قدرتي على التعلم والنمو هنا. وحصلت في الآونة الأخيرة على فرصة دولية في شركتي السابقة. تبدو الوظيفة مثيرة للاهتمام للغاية، وما أثار فضولي أكثر هو أنني سأعمل وأتعلم تحت إشراف مرشدي. لكن ينتابني خوف من أن أكون قد تخلّيت بسرعة عن هذا المسعى الريادي في حال عدت إلى البنك، ولهذا فسؤالي هو:
هل يمكنني مغادرة شركة العائلة التي انضممت إليها مؤخراً لأغتنم الفرصة التي منحتني إياها شركتي السابقة؟ ما الذي يجب علي فعله؟
:يجيب عن الأسئلة المتعلقة بإمكانية مغادرة شركة العائلة تحديداً
دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
ويندي وود: متخصصة في علم النفس الاجتماعي في "كلية مارشال لإدارة الأعمال" (Marshall School of Business) في جامعة جنوب كاليفورنيا ومؤلفة كتاب "العادات الجيدة والعادات السيئة: علم صنع التغييرات الإيجابية المستدامة" (Good Habits, Bad Habits: The Science of Making Positive Changes That Stick).
ويندي وود: ما أثار اهتمامي هو أنها وصفت الشركة العائلية بالعمل الريادي، لأنه لم يكن ريادياً بالنسبة إليّ على الإطلاق. بدا الأمر كما لو أنها كانت تحاول العمل مع أسرتها في مؤسسة راسخة، لكن المؤسسة كانت تفتقر إلى وجود هيكل تنظيمي وعمليات الإرشاد التي اعتادت عليها، ومثّل هذا الافتقار إلى الهيكل التنظيمي تحدياً حقيقياً بالنسبة إليها. ولا يبدو أنها حصلت على كثير من الإرشاد أو المساعدة في تطوير مهاراتها أو التقدم.
أليسون بيرد: ربما ظنّت أنها ستصبح رائدة أعمال عند عملها لدى شركة قائمة منذ 90 عاماً وأنها ستقدم أفكاراً جديدة لها، إلا أنها تعرّضت للرفض، وهو أمر شائع في الشركات العائلية القائمة منذ فترة طويلة، فقد يُنظر إليها على أنها الطفلة الصغيرة التي تحاول فرض أفكار إبداعية لا أحد يرغب في الحصول عليها.
دان ماغين: لقد ذكرت أن عمرها 22 عاماً، وبالتالي، لا تزال شابة بالفعل.
دان ماغين: لقد حررت كثيراً من المحتوى حول الشركات العائلية والذي نُشر في مجلة هارفارد بزنس ريفيو في السنوات الأخيرة، وتتمثّل إحدى النصائح التي غالباً ما يقدمها الاستشاريون إلى الشباب الذين يمتلكون فرصة الانضمام إلى شركات عائلاتهم في العمل في شركة أخرى أولاً.
أليسون بيرد: ولفترة طويلة.
دان ماغين: لفترة أطول من عامين. أعني أنها ستمتلك خبرة أفضل بكثير في العمل في شركة العائلة عندما تبلغ الثلاثينيات أو حتى الأربعينيات من عمرها، وذلك بعد أن تكتسب مهنة بارزة في الصيرفة، وهو ما يسمح لها في تولي منصب قيادي في شركة العائلة. لقد انضمت إلى الشركة العائلية في وقت مبكر جداً من حياتها، وأعتقد أن عودتها إلى البنك واكتسابها مزيداً من الخبرة ثم الانضمام إلى الشركة العائلية لاحقاً سيكون أفضل بالنسبة إليها من عدة نواح.
أليسون بيرد: وأعتقد أنه من الضروري أن تتواصل مع أفراد أسرتها والمدراء الآخرين في الشركة حول ماهية منصبها الحالي وماهية دورها في المستقبل، وأنواع المناصب التي يجب عليها أن تشغلها ضمن الشركة أو في شركات أخرى لكي تحقق غايتها.
ويندي وود: من المثير للاهتمام أنها لم تقدم لنا كثيراً من المعلومات حول ماهية دورها في الشركة العائلية. لقد تخلت عن منصبها في البنك لصالح العمل لدى شركة لبيع المجوهرات بالتجزئة. ومن المفترض أن يكون منصبها مرتبطاً بالقطاع المالي في هذه الشركة العائلية. هل يرتبط هذا المنصب بالمهارات التي اكتسبتها في البنك؟ أم أنهم يتوقعون منها أن تؤدي مهاماً مختلفة؟ ليس من الواضح كيف ترتبط الوظيفتان ومجموعتا المهارات هنا.
دان ماغين: الأمر الذي يثير اهتمامي في سؤالها هو عمرها، لا أحد يفكر في الوظيفة المثالية في عمر الثانية والعشرين، وإنما نفكر في مقدار ما نتعلمه وكيفية تطوير مهاراتنا، ويبدو أنها عملت في مدينتين مختلفتين عندما تحدّثت عن الفرص التي أتيحت لها في البنك، كما أنها كانت تمتلك مرشدين، وينتظرون منها الانضمام إلى الشركة مجدداً. ويبدو أن المرشدين استثمروا كثيراً في تنميتها. ومن الصعب على أي شركة المنافسة في هذه الأمور. وأعتقد أنها محقة في اعتبار الفرصة في البنك أنها فرصة أفضل للتعلم والنمو.
أليسون بيرد: وحقيقة أن البنك عرض عليها فرصة العمل في هذا المنصب الجديد تعني الكثير، فمن الواضح أنها كانت موظفة ذات قيمة كبيرة، ويمكنها تعلم الكثير وتنمية مهاراتها هناك، أكثر مما قد تحصل عليه في شركة العائلة.
دان ماغين: لكنها قد تفقد فرصة الحصول على تخفيض على المجوهرات.
أليسون بيرد: ربما تظن أنها وجدت فرصة عظيمة في إشراك الشباب وإضفاء الحيوية إلى صناعة المجوهرات الراقية في هذه الشركة العائلية القائمة منذ 90 عاماً. وأنا متأكدة من أنها تمتلك أفكاراً رائعة حول المجوهرات التي قد تستهوي الفتيات بعمرها، ولكن يبدو أنه من الأفضل بالنسبة إليها اكتساب مزيد من الخبرة وبناء سمعتها خارج الشركة والعودة إلى الشركة العائلية في وقت لاحق بعد اكتسابها خبرة تتيح لها تولي منصب إداري.
ويندي وود: من الضروري أن تكتسب مزيداً من الخبرة أولاً. لكن التحدي في الشركات العائلية يكمن في أنها لا تستطيع الدخول في نزاع مع الأشخاص الذين تعمل معهم، خاصة إذا كانت ترغب في العمل لدى الشركة في المستقبل. وبالتالي، لا بدّ لها من أن تجد طريقة لترك العمل في شركة عائلتها دون إثارة غضب أفراد العائلة والحفاظ على روابط إيجابية معهم، ذلك أن ديناميات الأسرة معقدة للغاية.
دان ماغين: هل يجب عليها أن تطلب الحصول على تفسير حول سبب عدم السماح لها بتطبيق التغييرات في شركة العائلة؟ هل تعتقدين أن رفض الإدارة مقترحاتها ينطوي على فرصة للتعلم؟
ويندي وود: يبدو أنها لا تحصل على الكثير من الإشراف المباشر. وتحتاج إلى البحث عن مزيد من المعلومات حول كيفية إدارة الشركة العائلية في الماضي وعن أهدافها ومحور تركيزها إلى حين تكتسب فهماً أفضل لكيفية الابتكار وتنمية الشركة عند الانضمام إليها لاحقاً. لا أعرف إن كانت تود فعل ذلك الآن.
دان ماغين: هل يوجد احتمال أنها تشعر بالقلق من ألا تتمكن من الانضمام إلى شركة العائلة في المستقبل في حال تركت العمل فيها؟
ويندي وود: من الطبيعي أن يتملّكها هذا القلق لأنها تفكر في العودة إلى وظيفتها القديمة في البنك. ومن الواضح أنها تعرف أن الفرص قد تتكرر، وأن بإمكانها العودة ومواصلة التعلم، خاصة إذا تعاملت مع هذه الفرصة على نحو جيد.
أليسون بيرد: كيف يمكن لها خوض هذه المحادثة مع أفراد أسرتها؟
ويندي وود: أعتقد أن بإمكانها الإشارة إلى مقدار الإرشاد والتعلم الذي تحظى به في الوظيفة الأخرى، ويمكنها بعد ذلك أن تشرح أهمية هذا الإرشاد في جعلها أحد الأصول الهامة لشركة العائلة في المستقبل. يمكنها خوض المحادثة على هذا النحو، وأن تجعل هذه الفرصة تحقق النفع للطرفين.
أليسون بيرد: إذا كانت تتوقع الحصول على تجربة ريادية في هذا المنصب الجديد في شركة عائلتها، فمن الواضح أنه يوجد فجوة في التوقعات، ذلك أن نمو معظم الشركات العائلية بطيء، ولا ترغب في الابتكار أو التطور بسرعة، خاصة عندما تتلقى مقترحات من موظف يبلغ عمره اثنين وعشرين عاماً فقط. نعتقد أنه من الضروري أن تجري محادثة صريحة مع بعض أفراد أسرتها وأن تستكشف وجود أي فرص للمرونة، ومن المحتمل أن تجد بعض المناصرين لها. إلا أننا نعتقد أن تجربة البنك والفرصة التي يوفرها لها الآن تبدو مثالية لها في هذه المرحلة من حياتها المهنية، ذلك أنها ستحصل على الإرشاد ومهمات دولية وعلى فرص للتعلم والنمو. ونعتقد أن بإمكانها الانضمام إلى شركة عائلتها في المستقبل طالما أنها توضح لهم أن هذه الفرصة ستعود بالنفع على كلا الطرفين.
اقرأ أيضاً: