معضلة النمو 

1 دقيقة
shutterstock.com/Suppachok N

تحقيق النمو هدف مغرٍ تسعى خلفه غالبية الشركات، لكن التحدي الحقيقي يتمثل في تحويل هذا النمو إلى مسار مستدام. قد يبدو النمو السريع مبهراً، لكنه كثيراً ما يخفي وراءه اختلالات هيكلية، أو اندفاعات قصيرة الأجل لا تصمد أمام تقلبات السوق وتغيّرات أذواق المستهلكين. تكمن الصعوبة الأساسية في أن النمو المستدام لا يتطلب زيادة في الإيرادات فحسب، بل يتطلب توازناً مع الجودة والكفاءة والقدرة على التكيف؛ فالشركات التي تركز حصراً على التوسع السريع دون تعزيز بنيتها التنظيمية تجد نفسها عاجلاً أو آجلاً أمام فجوة بين طموحها وقدرتها التنفيذية. أضف إلى ذلك أن الأسواق لا تبقى ثابتة؛ فتفضيلات العملاء تتغير والتكنولوجيا تتطور بسرعة أُسيّة والمنافسة تزداد ضراوة، وما ينجح اليوم قد لا يصلح للغد. ولذلك، يحتاج النمو المستدام إلى رؤية بعيدة المدى، واستثمارات ذكية في الابتكار، وقيادة تتقن التوازن بين الجرأة والحذر. من جهة أخرى، قد يولّد النمو المفرط ثقافة داخلية تفتقر إلى الانضباط، ويجعل فرق العمل تلهث خلف الأرقام بدلاً من بناء قدرات حقيقية؛ وهنا يتفوق من يدرك أن النمو ليس سباق سرعة، بل ماراثوناً يتطلب نفساً طويلاً وإدارة واعية.

يحتوى هذا العدد على بعض التجارب التي سلّطت الضوء على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء "حكومة المستقبل". لا تقتصر هذه التجربة على تطوير الخدمات الحكومية، بل تتعداها إلى تبني نموذج إداري مرن يستشرف التحديات القادمة، ويستند إلى ثقافة الابتكار والتحول الرقمي. تقدم دولة الإمارات اليوم مثالاً عملياً على توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لبناء منظومة حكومية أكثر كفاءة وشفافية، تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتضع الإنسان في قلب السياسات المستقبلية.

 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي