في بعض المؤتمرات التي تحضرها، قد تكون لديك أجندة واضحة هي التعارف مع الآخرين. حيث تكون لديك قائمة بالأشخاص الذين ترغب في لقائهم. ولا شك أنك ستشعر بالإحباط عندما يلتصق شخص ما بك، ويمنعك من الحركة، والانتقال للحديث إلى أشخاص آخرين. ولكن في أحيان أخرى، قد تكون "أنت" هو الشخص غير الواثق مما يريد. فربما لا تعرف أحداً من الحاضرين، أو أنك في شركة جديدة أو في قطاع جديد ولا تعرف من ينبغي عليك التحدث إليه، فكيف يمكنك معرفة أن الشخص يريد إنهاء الحديث؟
4 طرق لمعرفة أن الشخص المقابل يريد إنهاء المحادثة معك
هذا هو الوقت الذي قد يتعرض فيه أفضل الناس بيننا حتى إلى خطر التحول إلى شخص "يدبق الآخرين". تلقيت مؤخراً رسالة إلكترونية طرح فيها المرسل السؤال الصريح التالي: "بما أنني لا أريد إلصاق نفسي بشخص آخر باعتباري شخصاً جديداً في المكان/المؤتمر/الاجتماع، فكيف أجري عملية التعارف؟ وما النصيحة التي تقدمها إلى وافد جديد تماماً إلى هذا العالم؟" فيما يلي 4 طرق تضمن لك عدم البقاء لثانية واحدة أطول من اللزوم مع أي شخص خلال محادثة تهدف إلى التعارف.
راقب لغة جسد الشخص الواقف أمامك
من الضروري جداً أن تراقب الشخص الآخر بحثاً عن أي إشارات أو أدلة على ما إذا كان ذلك الشخص مستمتعاً بالحديث معك ويرغب في مواصلته أم لا. إذا كان الجواب "نعم"، فبوسعك المضي قدماً؛ وإذا كان الجواب "لا"، فلا تحاول تعقيد المشكلة من خلال الالتصاق به أكثر. فقد يكون ذلك الشخص مضطراً ببساطة إلى الذهاب إلى الحمام، وأنت لا تريد تلويث سمعتك بأن تجعله ينظر إليك بوصفك الشخص الذي لم يتمكن من الهروب منه. راقب الإشارات التي تدل على رغبته في إنهاء الحديث، مثل النظر إلى ساعته أو النظر إلى هاتفه الذكي لمعرفة الوقت؛ أو تقديم إجابات قصيرة مختصرة بشكل دراماتيكي من قبيل: "نعم، هذه فكرة عظيمة" عوضاً عن تقديم قصة تحتوي على قدر أكبر من التفاصيل؛ أو شد جسمه، ما يشير على الأرجح إلى أنه يستعد للرحيل؛ وتحديداً الوضعية التي يضع قدميه بها. فإذا كانت قدماه موجهتان بعيدة عنك، فهذه إشارة قوية إلى رغبته في المغادرة في أسرع وقت ممكن.
تعلم كيف تراقب وقتك
أثناء حديثك مع الآخرين، يمكن لإحساسك بالزمن أن يتشوه. ونعلم جميعاً أنه من الشائع أن يميل الناس إلى الحديث بطريقة مفككة في حالة التوتر، لكن يصعب علينا الانتباه إلى هذه الظاهرة عندما تحصل معنا شخصياً، لأن المرء يفقد الإحساس بالمدة الزمنية التي كان يتحدث خلالها. وتماماً كما تتدرب على المقابلات الإعلامية، حاول العمل مع صديق موثوق والبدء بقياس الزمن في أحاديث تدريبية مشابهة لأحاديث التعارف. حاول اختبار الشعور بالزمن عندما تتحدث على مدار 30 أو 60 ثانية في كل مرة. في المراحل الأولى من الحديث، لا تحاول تجاوز هذه المدد. وعندما تثق أن الحديث يسير على ما يرام، لا مانع وقتها من الدخول في حوارات أعمق. ولكن في المراحل الأولى من الحديث، لا تحاول إغراق شريكك في المحادثة بمعلومات زائدة عن اللزوم.
امنح الشخص الآخر الوقت الكافي ليعبّر عن نفسه
من الصعب على أي إنسان يتحدث إليك أن يشعر بالملل إذا كان يتحدث عن نفسه. تدرب على طرح الأسئلة المفتوحة التي تجذب انتباه شريكك في الحديث، إضافة إلى طرح الأسئلة الاستفسارية التي تسمح لكما بخوض حديث أعمق. فسؤال مثل "منذ متى وأنت تعيش في نيويورك" هو سؤال لطيف، لكن سؤالاً من قبيل "لماذا انتقلت إلى نيويورك" سيقود على الأرجح إلى إجابة أكثر إثارة للاهتمام، وإلى اتجاهات جديدة في الحديث. لتكن إجاباتك قصيرة في بادئ الأمر، وامنح شريكك في الحديث وقتاً أطول. حاول أن تكون النسبة هي 70% من الوقت له و30% لك أو 60% له و40% لك. فهذا الأمر سوف يمكنك من فهم من يكون ذلك الشخص، وما اهتماماته، وعندما تنتقل دفة الحديث إليك – وخاصة أن معظم الناس المنسجمين معك سيدركون في نهاية المطاف بأنهم كانوا أكثر من يتحدث – فإنك ستكون قادراً على تركيز النقاش على المجالات الأكثر جذباً لاهتمام ذلك الشريك، الأمر الذي سيقود إلى رابطة أقوى معه.
قدّم نفسك بطريقة مثيرة للاهتمام
الأسئلة التي يمكن طرحها في الأحاديث العابرة محدودة، لذا، تأكد من حصولك على إجابات ممتازة عن هذا النوع من الأسئلة. ففي أي مؤتمر تحضره، سوف تُطرح عليك ألف مرة أسئلة من قبيل: "ما هي الأمور التي عملت عليها مؤخراً؟" و"ما الجديد في حياتك؟". ومن غير المنطقي أبداً أن تقدم إجابات ضعيفة مثل: "لا جديد" أو "أفعل نفس الأمور التي أفعلهامنذ زمن". فهذه الإجابات تجعلك تبدو شخصاً مملاً، وهي تثني أي شخص عن الرغبة في مواصلة الحديث معك. عوضاً عن ذلك، تدرب على الإجابات التي تقود الطرف الآخر إلى الشعور بشيء من التشويق، أو تشجّع الناس على طرح المزيد من الأسئلة. يمكنك القول مثلاً "لقد عدت للتو من رحلة إلى البرازيل"، الأمر الذي قد يقود إلى نقاش ممتع حول السفر أو العطلات. أو "أنا أعمل على مشروع عظيم نحاول فيه تغيير طريقة تواصل الموظفين مع بعضهم في جميع أنحاء العالم". عندها سيكون لدى معظم الناس ما يكفي من الفضول لمعرفة المزيد عنك ومتابعة الحديث معك.
إذا شعرت بشيء من التوتر في أي مناسبة تحضرها أو كنت لا تعرف أحداً هناك، من السهل عليك الوقوع في براثن الأنماط السيئة للتعارف. فالقلق والتوتر يمكن أن يؤثرا على طريقتنا في الحكم على الأمور ويجعلانا ساهين عن الإشارات التي يرسلها الآخرون. فإذا اتبعت الاستراتيجيات الأربع المذكورة أعلاه ستتمكن من معرفة أن الشخص يريد إنهاء الحديث، وستضمن أن يكون حديثك الهادف إلى التعارف ممتعاً وإيجابياً لك ولشريكك في الحديث.
اقرأ أيضاً:
- لماذا قد يؤدي التعهيد الجماعي للأفكار إلى نتائج سيئة؟
- تعلّم فن السؤال للحصول على الإجابة والمساعدة التي تريد
- كيف تحول الحوار مع الآخرين إلى حوار مثمر؟
- كيف تجيب عن سؤال غير قابل للإجابة؟
- لماذا قد يؤدي استهداف راتب معين إلى إفساد التفاوض حول الوظيفة؟