لماذا عليك التعامل مع مديرك وزملائك كما لو كانوا عملاء؟

shutterstock.com/13_Phunkod

شارك

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

سُئل مدرب السباح الشهير مايكل فيلبس المخضرم بوب بومان عن سبب عدم تدريبه لفيليبس على السباحة البطيئة لمسافات طويلة التي كانت جزءاً من النظام التدريبي لبعض المنافسين الآخرين، فأجاب: “لا أريده أن يسبح ببطء في المنافسات، فلماذا أدربه على السباحة البطيئة؟”.

يحضرني هذا المبدأ كثيراً عندما أُسأل عن الفرق بين التواصل مع العميل والتواصل داخلياً مع فريق العمل.

أجيب بأن الأمر سيان، سواء كنت تتحدث إلى مساعدك أو مديرك أو رئيس الشركة، يجب أن تفترض أن الجميع عملاؤك وأن تطبّق الدرجة نفسها من الاحترافية في كل محادثة بغض النظر عمن تتحدث إليه.

يحقق التعامل مع مديرك وزملائك كما لو كانوا عملاء أمرين مهمين: 1) يُظهر لأفراد فريقك أنك تحترمهم لدرجة أنك تعاملهم بالمستوى نفسه من الاهتمام والاحترام الذي تعامل به كبار الشخصيات الآخرين؛ 2) يقدم ذلك تدريباً ممتازاً للممارسة العملية الحقيقية عندما تتحدث إلى الزبون أو العميل، وهو المبدأ نفسه الذي اتبعه بومان بتدريب مايكل فيليبس على السباحة، فأنت تعرف الإجراءات الصحيحة لأنك تدربت عليها سابقاً.

عندما كنت موظفاً مصرفياً في مؤسسة جولدمان ساكس البنكية، كانت القاعدة هي التعامل مع المسؤولين التنفيذيين والمدراء الإداريين كما لو كانوا عملاء. عندما تطرح سؤالاً، احرص على أن يكون سؤالاً ذكياً، وعندما تقدم دراسة ما، خصص بعض الوقت للتفكير في هدفك الرئيسي منها والتفاصيل الداعمة لها والإجراءات التي تستند إليها. اعمل بنسبة 110% دائماً، سواء كنت تتحدث إلى مساعدك أو الرئيس التنفيذي لمؤسسة عميلة.

إذا عملت وفقاً لهذا المبدأ دائماً فستثُبت أنك ذكي وقادر وكفء وسيثق بك مدراؤك ويتيحون لك التعامل المباشر مع العملاء. وفي حال كنت معتاداً على التعامل مع زملائك على أنهم عملاء سيرتفع مستوى أدائك تلقائياً مع مرور الوقت، فالإنسان يسعى عادةً ليكون عند حسن ظن الناس به.

في حملة إعلانية حديثة لشركة دلتا للطيران (Delta) وردت الجملة الآتية: “لا تتغير خدمة العملاء لدينا بتغير أسعار النفط”. وبعبارة أخرى المنتج لا يتغير؛ أي أنه لا يتغير بناءً على تكلفة المواد الأولية. يجب أن يكون إنتاجك أو الطريقة التي تتفاعل بها مع الآخرين ثابتة أيضاً بغض النظر عن المكانة أو اللقب أو حتى إذا كنت تعمل أم لا. سيوفر هذا النهج فرصاً لممارسة مهارات التعامل مع الآخرين وصقلها. قد تكون الممارسة غير ضرورية لأشخاص مثل لاعب كرة السلة الشهير ألين إيفرسون، لكنها طريقة رائعة لصقل مهاراتك وتجربة استراتيجيات التواصل المختلفة وإثبات أنك “جاهز للتعامل مع العملاء” في أي لحظة.