7 خطوات لمعالجة المشكلات التي تواجه الشراكات التجارية بين الأفراد

3 دقيقة
معالجة مشكلات الشراكات
الرسم التوضيحي: ترافيس كونستانتاين

لا تخلو أي شراكة طويلة الأمد، سواء شخصية أو مهنية، من التحديات. يمكن أن يؤدي طرح القضايا الرئيسية للنقاش في الوقت المناسب وإجراء محادثات مفتوحة ومباشرة يسودها الاحترام إلى تقليل الإحباط وتسهيل التغيير المطلوب. يقدم مؤلفو هذا المقال 7 خطوات يجب اتخاذها من أجل لتعامل مع الشراكات التجارية المضطربة التي تواجه الصعوبات.

يعرف العديد من الأشخاص من خلال تجاربهم الشخصية المؤلمة أن الشراكات التجارية، مهما كانت واعدة في بدايتها، يمكن أن تصل إلى مرحلة تسودها النزاعات والخلافات الحادة، وفي الواقع يتعثر نحو 50 إلى 80% من الشراكات في السنوات الأولى من تأسيسها.

يفشل العديد من الشركاء في التعامل مع هذه المشكلات بطريقة إيجابية وبنّاءة، إما بسبب رغبتهم في تجنب الدخول في نزاعات أو بسبب أملهم في زوال المشكلات من تلقاء نفسها أو بسبب استعدادهم للتصعيد والدخول في صراع، لكن هذه السلوكيات تحمل مخاطر كبيرة ويمكن أن تزيد الأمور سوءاً. إذا شعرت أن شراكتك التجارية مضطربة وتواجه صعوبات، فإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

ابدأ الآن

إذا كنت تقرأ هذا المقال، فربما تكون شراكتك التجارية مضطربة وتواجه بعض الصعوبات، أو ربما وصلت إلى وضع أسوأ بكثير. مهما كان وضع شراكتك أو حجم التحديات التي تواجهها، فلا تؤجل معالجة هذه المشكلات؛ إذ إنه من المرجح أن تزداد صعوبة معالجتها مع مرور الوقت.

حتى لو لم تستثمر أفضل فرصة للتصدي لهذه التحديات في الماضي، فلا يزال أمامك وقت للتغلب عليها إذا بدأت الآن. من المهم طرح المشكلات من أجل مناقشتها وحلها بأفضل طريقة، وألا تتركها لتتفاقم وتخرج عن نطاق سيطرتك.

اطلب المساعدة

عندما تمر الشراكة التجارية بمأزق، يزداد خطر استسلام الشركاء للروايات السلبية وتوجيه اللوم بعضهم لبعض، ما يمثل تهديداً حقيقياً للشراكة، وبإمكانك الاستعانة بمرشد أو مستشار أو مدرب أو وسيط موضوعي وغير متحيز ويحظى بثقة الطرفين لحل المشكلات.

يمكن أن يساعد إشراك طرف ثالث محايد في إنشاء بيئة آمنة للحوار، ما يؤدي إلى تخفيف التوتر الذي يشعر به الشركاء ويقلل أنماط السلوك السلبية (مثل الاستهزاء والسخرية أو الغضب والانفعال أو الصمت والانسحاب)، ويمكن أن يساعد الطرف الثالث أيضاً في إزالة الطابع الشخصي للمشكلات التي تحتاج إلى معالجة. بالطبع، يجب أن يحظى هذا الطرف المحايد بثقة الشركاء جميعهم وأن يكون مسؤولاً أمام الشراكة بأكملها، وليس أمام شريك أو عدة شركاء فحسب.

تحدّث مباشرة

التواصل المباشر والفعال ضروري ما لم يوجد تهديد باللجوء إلى القضاء. وسائل التواصل الإلكتروني، مثل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو غيرها، ذات قدرة ضعيفة على نقل المشاعر العاطفية والمعاني العميقة، وهي بالتالي تؤدي إلى زيادة مخاطر سوء الفهم والتصعيد. قد لا تكون المحادثة المباشرة مرغوبة دائماً، لكنها في الحقيقة وسيلة تعزز تحمل المسؤولية والتعاون والاحترام المتبادل والتواصل البنّاء.

وضّح النوايا والأهداف

تضعف القدرة على التفكير السليم تحت وطأة الانفعال الشديد، ويمكن أن يؤدي الإفصاح عمّا يهدف إليه كل شخص إلى التواصل بصدق وتعزيز الطمأنينة وتخفيف التوتر وتوضيح الأمور المبهمة، ربما تَمثل هذا الهدف في استعادة رونق الشراكة السابق أو تحسين العلاقة لإعادة العمل إلى المسار الصحيح أو تفعيل مبدأ المساءلة المتبادلة لضمان تنفيذ الالتزامات، أو ربما كان التوصل إلى طريقة لإنهاء الشراكة بسرعة وبأقل الخسائر.

بغض النظر عن النوايا والأهداف، فمن الضروري الإفصاح عنها صراحة وبما يحقق المنفعة المشتركة ويحفز الآخرين على التعاون الفعال. لا يُعد التركيز على الغايات الفردية، مثل التركيز على إجبار الطرف الآخر على التوقف عن استغلالك، بداية مبشرة لأي حوار أو تفاعل.

فليستمع كل منكما إلى الآخر

إذا كنت غاضباً، فمن المرجح أن الطرف الآخر غاضب أيضاً؛ من حق كل شخص أن يروي قصته ويحظى بالإنصات، ومن المهم أن نلتزم منذ البداية بالتركيز على الأحداث وتجربة كل شخص وعدم توجيه الاتهامات أو الافتراضات المسبّقة.

من المفيد أيضاً الاتفاق على السلوكيات المرغوبة، مثل الالتزام بعدم مقاطعة الحديث أو بعدم الصراخ، والاستمرار في المشاركة في الحوار حتى إذا احتدم النقاش.

حدد أهم المسائل الجوهرية

في ظل التوتر الواضح الذي قد يسيطر على الحوار، من المهم التركيز على أهم المسائل الجوهرية التي تسبب المشكلات. بعبارة أخرى: ما المسائل الرئيسية التي تتيح معالجتها بفعالية التغلب على ما لا يقل عن 80% من التحديات التي تواجه الشراكة؟ عليك التعاون مع شركائك لتحديد النقاط الحساسة والمشكلات المهمة ومعالجتها بطريقة مدروسة لتخفيف تبعاتها السلبية على مسيرة العمل وعلى العلاقة بينكم.

كن متعاطفاً

يتضمن ذلك التعاطف الذاتي والتعاطف مع شركائك. لا يخفى على أحد صعوبة الشراكات التجارية لأنها محفوفة بالتحديات والصعوبات بالفعل. حتى إذا كنت تشعر بالغضب والإحباط وانعدام الثقة تجاه شركائك، فمن المرجح أنهم يعانون أيضاً ضغوط الموقف الراهن إلى جانب الأسباب الكامنة وراء أي سلوك سيئ ربما يصدر منك أو منهم أو من كلا الطرفين. في النهاية، بسبب طبيعتنا البشرية ولأننا غير معصومين من الخطأ، فمن الطبيعي أن نشعر بمجموعة كاملة من المشاعر والعواطف الطبيعية.

أخيراً، نتفهم تماماً صعوبة المرحلة التي تمر بها شراكتك التجارية، ونبدي لك خالص تعاطفنا؛ إذ ندرك صعوبة الأمر وقساوته من خلال تجربتنا الشخصية. لا تخلو أي شراكة طويلة الأمد، سواء شخصية أو مهنية، من التحديات.

كما أننا نعي أهمية طرح القضايا الرئيسية للنقاش في الوقت المناسب وإجراء محادثات مفتوحة ومباشرة ومحترمة من أجل تقليل الإحباط وتسهيل التغيير المطلوب. في أفضل السيناريوهات، يمكن أن يساعد كل من الحوار والأدوات المذكورة أعلاه في بناء العلاقة والثقة المتبادلة في قدرة الشركاء على معالجة النزاعات بطريقة إيجابية وبنّاءة وتحسين الأمور.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي