5 مصطلحات عن الذكاء الاصطناعي تجعلك تفهم تطبيقاته في مجال الأعمال

4 دقائق

في 11 مايو/أيار 1997، بدأت مباراة غير اعتيادية في لعبة الشطرنج من ست جولات، ضمت الحاسوب الخارق الذي صنعه فريق "آي بي إم" (IBM) واسمه "ديب بلو" (Deep Blue)، وبطل العالم السابق في الشطرنج "كاسباروف"، وانتهت بفوز "الآلة" على "البشر" في حدث تغلب فيه الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري لأول مرة في التاريخ.

يُقصد بالذكاء الاصطناعي قدرة الآلات على أداء المهمات والوظائف التي تؤديها عادة الكائنات الواعية الذكية. من أمثلة هذه المهمات ما يؤديه الإنسان عادة مثل القدرة على التفكير والتحليل، واكتشاف العوامل المشتركة أو الاختلالات، واستخراج المعاني، والتعميم، والتعلم من التجارب السابقة.

الذكاء الاصطناعي، على غرار باقي تطبيقات التكنولوجيا الحديثة، يتطور باستمرار منذ ابتكر عالم الحاسوب جون مكارثي هذا المصطلح في خمسينيات القرن الماضي، وهو مستخدم في مجال الأعمال الربحية على نطاق واسع، إذ تعتمد عليه شركة "إير بي إن بي" (Airbnb)، على سبيل المثال، في تحديد أفضل الأسعار الممكنة للعملاء، مع ضمان أكبر عدد ممكن من الطلبات على المنازل المعروضة للإيجار، وذلك من خلال التنبؤ بالفترات التي ينخفض فيها الطلب وتخفيض السعر تبعاً لذلك، أو رفع السعر في الأوقات التي يتوقع فيها ازدياد الطلب مثل فترات الأعياد والعُطل.

فيما يلي 5 من أشهر المصطلحات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مع تطبيقاتها في مجال الأعمال الربحية:

1. التعلم العميق (Deep Learning)

أحد فروع الذكاء الاصطناعي يضم مجموعة من تكنولوجيات التعليم مستوحاة من بنية الدماغ البشري وكيفية عمله، ويهدف إلى تزويد الآلات بالقدرة على تكوين الإدراك بالعالم المادي؛ لذلك يمكن تشبيه أنظمة التعلم العميق بالشبكات العصبية في القشرة المخية للدماغ البشري حيث يحدث الإدراك في مستواه الأعلى، ففي الدماغ، يعدّ العصبون خلية تنقل المعلومات الكهربائية أو الكيميائية، وهذه المعلومات تكوّن شبكة عصبية عندما تتصل بالعصبونات أو الخلايا العصبية الأخرى؛ أما في الآلات، تكون العصبونات افتراضية، وهي في أساسها بعض التعليمات البرمجية التي تُجري ارتباطات إحصائية، وبالتالي فإنّ تركيب سلسلة كافية من هذه العصبونات الافتراضية معاً يؤدي للحصول على شبكة عصبية افتراضية؛ فمثلاً، في مختبر فيسبوك للذكاء الاصطناعي، بُني نظام للتعلم العميق له القدرة على الإجابة عن أسئلة بسيطة لم تكن قد طُرحت عليه من قبل، كما إنّ "القيادة الآلية" في السيارات، و"ذي إيكو"، المتحدث الذكي لدى "أمازون"، يعتمدان على التعلم العميق.

2. تكنولوجيا التعزيز البشري (Human Augmentation)

تكنولوجيا حديثة تهدف لتوسيع حدود القدرات البشرية جسدياً وإدراكياً، وتقوم على العديد من التكنولوجيات الأخرى مثل الهندسة الوراثية، وطب النانو، والطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، والتكنولوجيا العصبية (Neurotechnology). من أمثلة هذه التكنولوجيا نذكر الهياكل الخارجية المُصممة لتحسين الأداء الوظيفي لدى المصابين بالشلل، ومشروع رائد الأعمال الشهير إيلون ماسك الذي يقوم على دمج الحواسيب في الدماغ البشري لرفع مستوى الذكاء. بدأ بعض الأفراد الطموحين بالفعل في اعتماد هذه التكنولوجيا، إذ يوجد من زرع شريحة إلكترونية في يده تساعده في فتح الأبواب عن بعد وتشغيل محرك السيارة والقيام بعمليات الدفع اللا تلامسي (Contactless Payments) وغير ذلك من المهام البسيطة التي يُتوقع أن تتوسع شيئاً فشيئاً في المستقبل القريب.

3. الوادي الغريب (Uncanny Valley)

مصطلح يعبّر عن التحول الحاصل في شعور البشر تجاه الروبوتات التي تشبه الإنسان، إذ يكون شعور البشر حيال واقعية الروبوتات التي تحاكي تصرفاتنا عاطفياً ومفعماً بالقبول، إلى أن يصل الشبه إلى عتبة معينة يتحول فيها التعاطف إلى نفور واشمئزاز لدرجة الخوف والبكاء عند البعض، لا سيما صغار السن. ابتُكر المصطلح من طرف أستاذ الروبوتية الياباني "ماساهيرو موري" عام 1970 عقب تمثيله لهذه الظاهرة في منحنى بياني، ويرجع تفسير هذه الظاهرة إلى حقيقة أنّ البشر لا يحبذون الروبوتات التي تبدو وكأنها تنبض بالحياة، لأنهم يرون ذلك غزواً يهددُ تفردهم وتميزهم. في مجال الأعمال، ومع دخول الروبوتات الخدمية حيز الخدمة، فعلى خبراء التسويق مراعاة الجوانب السياقية التي تحفز استجابات المستهلكين أو تحد منها. على سبيل المثال، قد تتفوق الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى حد كبير في زيادة المبيعات، ولكن يمكنها أيضاً أن تقوض الجهود المبذولة لمساعدة الأشخاص على التحكم في السلوكيات السلبية كإدراج بيانات السعرات الحرارية في قوائم المطاعم لإثناء الأشخاص عن خياراتهم السيئة المتعلقة بالطعام. وبالنظر إلى الشعور بالانزعاج الذي يمكن أن تسببه الروبوتات، ينبغي للشركات تجنب إجبار المستهلكين على التعامل مع الروبوتات الشبيهة بالبشر والسماح لهم باختيار مَن يخدمهم بحرية.

4. مراجع تحيزات الخوارزميات (Algorithm Bias Auditor)

مصطلح يعبّر عن أحد المسميات الوظيفية التي من المتوقع أن تظهر في مجال الموارد البشرية بين عاميْ 2020 و2030، ويُعنى شاغل هذا المنصب بقيادة فريق من المختصين يسهر على التدقيق في عمل كل خوارزمية تستخدمها الشركة عبر مختلف منشآتها، ويتتبعها ويراقب مدخلاتها وأثرها على الأداء البشري، كما يعمل مع فريق الدعم التكنولوجي لتطوير تطبيقات أعمال جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي أو تحديث التطبيقات الحالية؛ وهنا يظهر مسمى وظيفي حديث آخر هو "مسؤول بيانات الذكاء الاصطناعي" (AI Data Responsible).

5. واجهة التخاطب بين الدماغ والكمبيوتر (Brain-Computer Interface. BCI)

تُسمى أيضاً "واجهة التحكم العصبي" (Neural Control Interface. NCI)، وهي تكنولوجيا حديثة تتيح من الاتصال المباشر بين الدماغ البشري والكمبيوتر دون الحاجة إلى استخدام أعضاء أخرى مثل اليدين أو تحريك العينين، ويتم الاتصال من خلال إصدار الأوامر للكمبيوتر (أو أي جهاز إلكتروني) باستخدام نشاط الدماغ فقط. يمكن لواجهات التخاطب بين الدماغ والكمبيوتر الاتصال بالدماغ داخلياً أو خارجياً، فهي تقرأ نشاط الدماغ وتحوله إلى معلومات، ويمكنها أيضاً إرسال معلومات إلى الدماغ؛ ويعود أول ظهور فعلي لهذه التكنولوجيا إلى تسعينيات القرن الماضي عندما نجحت مجموعة من الباحثين في زرع أول واجهة تخاطب في دماغ إنسان.

تنقسم واجهات التخاطب بين الدماغ والكمبيوتر إلى فئتين: جراحية وغير جراحية. يتم زرع الواجهات الجراحية في الدماغ مع توصيل أقطاب كهربائية صغيرة بالعصبونات لقياس نشاطها، وهذا النوع من الواجهات، كشريحة شركة "نيورالينك" (Neuralink)، يتطلب إجراء جراحة بالمخ، حيث يثقب الأطباء الجمجمة لزرع الجهاز وتقوم روبوتات جراحية عالية الدقة بربط الأقطاب الكهربائية الدقيقة للغاية بالعصبونات. تلتقط هذه الواجهات بيانات أفضل ويمكن زرعها في مناطق مختلفة من الدماغ، وقد كانت فعالة في علاج إصابات الحبل الشوكي والتحكم بالأطراف الصناعية وعلاج الاكتئاب. لا تتطلب واجهات التخاطب بين الدماغ والكمبيوتر غير الجراحية إجراء أي عمليات جراحية ولكنها تعتمد على إشارات أكبر قدر من الضوضاء الصادرة من مخطط كهربية الدماغ وأجهزة الأشعة تحت الحمراء التي تُرتدى على الرأس، ويُستخدم الذكاء الاصطناعي لعزل إشارات الدماغ التي تلتقطها أجهزة واجهات التخاطب بين الدماغ والكمبيوتر، وتجميع الإشارات وإعادتها مرة أخرى إلى الدماغ.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي