كيف يمكن لمطوري البرمجيات المستقلين مساعدة شركتك متوسطة الحجم؟

4 دقائق
مساعدة مطوري البرمجيات لشركتك

ملخص: وفقاً لـ "إدارة المعلومات التعاونية على الإنترنت" (آي سي آي إم إس) (ICIMS)، تم شغل 60% فقط من الوظائف في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة بين عامي 2016 و2019، مقارنة بـ 12 موظفاً لكل 10 وظائف شاغرة في جميع الوظائف الأخرى. ولا توجد مؤشرات على تضاؤل هذه الفجوة؛ فهناك حالياً 1,365,500 وظيفة شاغرة لمطوري البرمجيات في الشركات الأميركية، بينما يتخرج 65 ألف مطور برمجيات في الكليات كل عام. في ظل الطلب على العمل المستقل، لدى الشركات المتوسطة الحجم فرصة كبيرة لتسخير قدرات القوة العاملة حسب الطلب. ففي عالم التحول الرقمي، حيث هناك ندرة في العاملين المهرة، أثبتت نماذج استقطاب المواهب المرنة أنها أداة إنقاذ للشركات التي تخشى التخلف عن الركب في سباق التسلح الرقمي، فماذا عن مساعدة مطوري البرمجيات لشركتك متوسطة الحجم؟

 

زادت جائحة "كوفيد-19" من الحاجة الملحة إلى مبادرات التحول الرقمي للشركات من جميع الأحجام. واضطرت الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي لا تمتلك ميزانيات للاستثمار في عدد كبير من الابتكارات، إلى التركيز على ما هو أكثر أهمية والقيام باستثمارات ذكية وفعالة في التكنولوجيات الرقمية. وفي معظم الحالات، تمحورت هذه الاستثمارات حول أدوات الإنتاجية الجديدة والبنية التحتية للاتصالات للربط بين الفِرق التي تعمل عن بُعد وتمكينها. ولكن مع توجه المؤسسات إلى إجراء تحول رقمي بشكل أسرع من منافسيها، تسببت في حدوث نقص في عدد الموظفين.

ندرة المهارات الرقمية ليست شيئاً جديداً، لكنها تفاقمت بفعل الجائحة، وأصبحت الآن العامل الأكثر أهمية الذي يقيد الشركات الصغيرة والمتوسطة. وفقاً لـ "إدارة المعلومات التعاونية على الإنترنت" (ICIMS)، تم شغل 60% فقط من الوظائف في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة بين عامي 2016 و2019، مقارنة بـ 12 موظفاً لكل 10 وظائف شاغرة في جميع الوظائف الأخرى. ولا توجد مؤشرات على تضاؤل هذه الفجوة؛ فهناك حالياً 1,365,500 وظيفة شاغرة لمطوري البرمجيات في الشركات الأميركية، بينما يتخرج 65 ألف مطور برمجيات في الكليات كل عام.

مساعدة مطوري البرمجيات لشركتك متوسطة الحجم

كانت الشركات المتوسطة الحجم تكافح في فترة ما قبل الجائحة لتوظيف أفضل المواهب في مجال التكنولوجيا والاحتفاظ بها، عالقة في فراغ بين ناحيتين. فهي تتنافس من ناحية مع شركات مثل "جوجل" و"أمازون" و"مايكروسوفت" التي تمتلك كل منها الموارد اللازمة لتقديم رواتب كبيرة ومزايا جذابة وخيارات أسهم. ومن ناحية أخرى، تنافسها الشركات الناشئة المتحمسة بقوة، وتجذب الموظفين من خلال إغرائهم بفرصة أن يكونوا جزءاً من شيء في مراحله الأولى وقد تمنحهم أيضاً حصة في الشركة.

لذلك، فإن الشركات المتوسطة الحجم، لا سيما تلك التي لم تكن رقمية من البداية، أمام مهمة صعبة تتمثل في الاحتفاظ بالموظفين المتميزين. وما يزيد الأمور سوءاً هو التكلفة المتزايدة لتوظيف الكوادر التكنولوجية، وهي تكلفة لا تمتلك شركات عديدة الميزانية لتحملها.

المستقلون هم الحل لسد الفجوة في المهارات

بالنظر إلى أنه لا يوجد ما يكفي من العاملين بدوام كامل، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة تبحث بشكل متزايد عن قوة عاملة حسب الطلب. فبدلاً من دفع رواتب عالية والتنافس مع الآلاف من الشركات الأخرى، تستعين هذه الشركات بموظفين مرنين للعمل على أساس كل مشروع على حدة وعلى نحو فعال من حيث التكلفة. يحسن هذا فرص الوصول إلى المواهب التي لا تتمتع الشركات الصغيرة بالقدرة على جذبها لتوظيفها بشكل دائم، مع الإبقاء على النفقات العامة منخفضة.

هذا لا يعني جلب عاملين مستقلين للعمل في مكتب فعلي. للاستفادة الحقيقية من الاقتصاد التشاركي للعمالة الماهرة تقنياً، تحتاج الشركات إلى الاستفادة من مجموعة المواهب العالمية. ففي النهاية، ستصبح الفوائد المتأتية من قوة العمل المرنة لا لزوم لها إذا تم البحث عن هؤلاء العاملين ضمن مسافة تتيح لهم التنقل المريح. فمن الصعب تصديق أنه يمكن العثور على أفضل فريق لمشروع يهدف إلى إجراء تحول رقمي ضمن نطاق 20 ميلاً.

من المذهل مقارنة النسبة المئوية للزيادة في المرشحين المناسبين عند الانتقال من الاعتماد على المرشحين المحليين فقط إلى المرشحين الذي يعملون عن بُعد. ففي بعض الحالات، تبلغ نسبة الزيادة في توفر المرشحين المناسبين 430% عندما يشمل البحث المرشحين الذين يعملون عن بُعد. بالنسبة إلى الشركات الطموحة التي تتطلع إلى تقديم أفضل ما لديها، فإن التعاون مع فِرق تعمل عن بُعد ومكونة من عاملين حسب الطلب يتيح لها الوصول إلى أفضل المواهب بمجال التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم.

العمل عن بُعد لا ينجح دائماً

بالطبع، لا تتمتع جميع القطاعات برفاهية القدرة على العمل بفعالية بقوة عاملة عن بُعد. في جميع الشركات، نادراً ما يكون الاعتماد المفرط على فِرق تعمل عن بُعد بالكامل ومكونة من عاملين مستقلين لإنجاز المشاريع بمفردهم فعالاً. إذ يمكن أن يكون هذا النهج مكلفاً ويسلب المشاريع من أصحاب المصلحة الذين لديهم معرفة وثيقة بالشركة التي تتطلع إلى إجراء تحول رقمي.

من الصعب أيضاً الاستعانة بمصادر خارجية للاختراع والابتكار، كما أنه يمكن أن يكون باهظ التكلفة، وبالتأكيد من الصعب قياسهما على نحو فعال، لا سيما إذا تم السعي إليهما من خلال العاملين المستقلين الذين لا يشاركون من كثب في الأعمال الداخلية للشركة. لذا، من الأفضل ترك تطوير الملكية الفكرية للفِرق الداخلية التي تمتلك الوقت والفهم المحدد بعمليات الشركة. فقيمة أعضاء الفريق الذين يعملون حسب الطلب تصبح عالية للغاية عندما يتم استخدامهم لاستكمال عمل الخبراء في التحول الرقمي. من الأفضل الاستعانة بالعاملين المستقلين لإنجاز المهام التي ترتكز على العمليات، بدلاً من الإشراف على الأمور الاستراتيجية.

قد يكون من الصعب أيضاً ضبط جودة العمل المستقل ومدى ملاءمته. حتى إذا كنت تعرف كل عامل على المستوى الشخصي وتثق به، فإن التنسيق بينهم لضمان الالتزام بالمعايير اللازمة يمكن أن يكون صعباً للغاية. وفي أي شراكة تقيمها الشركات الصغيرة والمتوسطة مع مواهب تعمل حسب الطلب، يجب البدء بدعم كل مشروع رقمي بعمليات ضمان جودة فعالة لضمان الاستمرارية والتسليم في الوقت المحدد وتحقيق نتائج رفيعة المستوى.

العاملون يختارون بشكل متزايد الأدوار المستقلة

على الرغم من أن ما حدث العام الماضي (عام 2020) أدى إلى حالة من القلق وعدم التيقن فيما بين العاملين المستقلين، فإن الأخبار السارة بالنسبة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة هي أن "الاقتصاد التعددي" آخذ في التعافي. وسواء كان ذلك بسبب الانتعاش الاقتصادي العالمي الواسع النطاق أو الإقبال المتزايد على منح قوة العمل المرونة والاستقلالية في أثناء تطبيق الحظر الشامل، فإن العمل المستقل عائد من جديد.

في الواقع، قال 58% من العاملين غير المستقلين الذين كانوا حديثي العهد بالعمل عن بُعد في أثناء الجائحة إن العمل المستقل هو المستقبل. حتى إننا شهدنا ظهور قطاع منصات العمل المستقل، الذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 15.3% بحلول عام 2026. هذا يعني أنه بدلاً من أن يقتصر وجود العاملين المهرة في القطاع الرقمي على شركة واحدة، يتم توزيع هذه المواهب بشكل أكثر إنصافاً على الشركات التي تحتاج إليها.

في ظل الطلب على العمل المستقل، لدى الشركات المتوسطة الحجم فرصة كبيرة لتسخير قدرات القوة العاملة حسب الطلب. ففي عالم التحول الرقمي، حيث هناك ندرة في العاملين المهرة، أثبتت نماذج استقطاب المواهب المرنة أنها أداة إنقاذ للشركات التي تخشى التخلف عن الركب في سباق التسلح الرقمي.

وفي نهاية الحديث عن مساعدة مطوري البرمجيات لشركتك متوسطة الحجم، إن العالم مليء بالخبراء الرقميين الموهوبين، كل ما في الأمر أنهم يتجهون نحو مجموعة مختارة من الشركات. ولكن من خلال إعادة تنظيم الطريقة التي يتم بها توفير المواهب، ووضع أهداف على المدى الطويل لبناء المزيد من تلك المواهب، يمكن أن تُتاح للمؤسسات من جميع الأحجام الفرصة لتحديد مستقبلها الرقمي.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي