ملخص: كيف يمكنك توجيه زميلك الذي يشعر أنه لا يستحق منصبه ولا أجره، وهو ما يسمى بمتلازمة المحتال؟ في الواقع، قد يواجه المدرب صعوبة في مساعدة المصاب بمتلازمة المحتال على إدراك نقاط قوته وموهبته وإنجازاته وإبداعه إذا لم يكن هو نفسه قادراً على رؤيتها. ولكن لحسن الحظ، هناك استراتيجيات يمكن أن يستخدمها المرشد لتقديم الدعم. أولاً، تطبيع مشاعر المصاب بمتلازمة المحتال. إذا أسرّ لك أحد الزملاء بأنه يعاني من متلازمة المحتال، فدعه يعرف أن هذا الشعور شائع وطبيعي؛ ابتسم وقل له "إن 70% من الناس حولك يشعرون بنفس الشيء". ويتمثل نهج آخر في تحدي حديثه الذاتي السلبي بالبيانات والأدلة الملموسة على أدائه الممتاز. احرص على تذكيره بكفاءته وبأنه في الواقع مؤهل للوظيفة. من المفيد أيضاً مشاركة تجربتك الخاصة مع المصاب بمتلازمة المحتال. أخيراً، لا تسمح للمصاب بمتلازمة المحتال أن يعزو نجاحه لك أو لعوامل خارجية.
تؤثر متلازمة المحتال على الجميع تقريباً بين حين وآخر؛ فنبدأ بالتشكيك في كفاءتنا ومؤهلاتنا، وقد نعتقد أننا قُبلنا في الوظيفة عن طريق الخطأ، ما يؤدي بنا إلى الشعور بالقلق والتوتر. نعاني في صمت، ونترقب أن يكتشفنا الآخرون ونُضطر أخيراً إلى المغادرة.
عادة ما يكون هذا الشعور مؤقتاً، وغالباً ما يظهر بوضوح مباشرة بعد تلقي ترقية أو بدء وظيفة جديدة أو الدخول إلى مكان عمل ننتمي فيه إلى أقلية بشكل واضح. ويصبح هذا الشعور مزمناً في بعض الحالات، ويبدأ بالتأثير على الأداء ويخفّض من جودته.
تم تحديد متلازمة المحتال وإعطاؤها اسمها من قبل عالمي النفس بولين كلانس وسوزان إميس في دراستهما على النساء الموظفات في البيئات المهنية. يعاني الموظفون المصابون بمتلازمة المحتال من مشاعر الشك الذاتي والنقص والقلق الدائم من اكتشاف نقاط ضعفهم في مكان العمل بطريقة تؤثر على عملهم وتفاعلهم مع الآخرين، وحتى لو كان لديهم نجاحات وإنجازات، يمكن أن يعانوا من متلازمة المحتال. تؤثر هذه المتلازمة بشكل خاص على النساء والأقليات في مكان العمل بسبب الثقافات الهرمية والذكورية التي تسهم في هذه المشاعر.
كيف يمكن إرشاد شخص مصاب بمتلازمة المحتال؟ في الواقع، قد يواجه المرشد صعوبة في مساعدة شخص ما على إدراك نقاط قوته وموهبته وإنجازاته وإبداعه إذا لم يكن هو نفسه قادراً على رؤيتها. فيما يلي بعض استراتيجيات الإرشاد التي يمكن أن تساعد:
تطبيع مشاعر المصاب بمتلازمة المحتال
إذا أسرّ لك أحد الزملاء بأنه يعاني من متلازمة المحتال، فدعه يعرف أن هذا الشعور شائع وطبيعي؛ ابتسم وقل له "إن 70% من الناس حولك يشعرون بنفس الشيء". دعه يعلم أن الكثير من المشاهير الناجحين قد اعترفوا بأنهم عانوا في وقت ما من متلازمة المحتال، بمن فيهم الحائزون جوائز نوبل والرئيس التنفيذي للعمليات في شركة فيسبوك، شيريل ساندبيرغ، والممثلون مثل توم هانكس وتينا فاي ولاعبة التنس المشهورة سيرينا ويليامز، وبالتأكيد، مؤلفا هذه المقالة. ذكّره بأنه لا أحد يعرف كل شيء، وأن الذين لا يعانون من متلازمة المحتال ليسوا أكثر ذكاءً أو كفاءة أو قدرة من البقية، وأنهم في كثير من الحالات أكثر قدرة على التظاهر ببساطة بأنهم يعرفون المزيد. بالنسبة للنساء على وجه الخصوص، من المفيد تذكيرهن بأن الرجال قد يبدون أكثر ثقة في معالجة الأشياء، لكنهم في الواقع لا يعرفون أكثر منهن.
تحدي الحديث السلبي الذاتي
غالباً ما يصدر عن المصابين بمتلازمة المحتال تقييمات شاملة تقلل من شأن قدراتهم أو أدائهم. انتبه إلى هذه التعليقات التي تقلل من قيمة المرء، على سبيل المثال: "أنا غبي جداً، لقد أفسدت العرض التقديمي" أو "أنا لا أصلح لهذا العمل".
في هذه الحالة، من المهم تحديهم ونقض ما يقولونه عن أنفسهم بناءً على الحقائق والأدلة الملموسة على تميزهم. الفت انتباهه إلى تقدمه المهني ونقاط قوته. على سبيل المثال، يمكن تحدي كلامه بالقول: "غبي؟ ماذا تقصد بذلك بالضبط؟ لو كنت غبياً حقاً، لكنا جميعاً في ورطة الآن. لم أسمع أحداً عبّر عن استيائه من العرض التقديمي. ربما تقصد أن هناك بعض التحسينات التي ستجريها على العرض في المرة القادة". وعندما يقول "أنا لا أصلح لهذه الوظيفة"، تحدَّ تفكيره وقل له مثلاً: "أنت تقول إن أعضاء اللجنة الأذكياء الذين اختاروك للوظيفة ليسوا أكفاء؟ هل هذا ما تقصده حقاً؟"، أو "أنا لا أفهم لماذا تقول ذلك. لقد رأيت إنجازاتك وتقدير الآخرين لها، فكيف تقول أنك لا تصلح لهذه الوظيفة؟".
قدم الكثير من التأكيدات
يدرك المرشدون الجيدون متلازمة المحتال وهم مهيأون لمواجهتها بسرعة بالكثير من التأكيدات والتشجيع. يستطيع المرشد العارف من خلال الفكاهة وإظهار الامتنان العثور على فرصة للتعبير عن إيمانه بزميله، وتذكيره بنقاط قوته وإنجازاته وأنه كفؤ لهذه الوظيفة. واغتنام الفرصة المواتية ومساعدته على تذكر تقدمه وإنجازاته.
تذكر أن هناك بعدين للتأكيد؛ شخصي ومهني. أكّد القيمة الإنسانية لزميلك بصفته بشراً، وذلك من خلال تقدير قيمه المتأصلة وتقبلها دون أي شرط. ثانياً، أكد مهنيته من خلال إبراز إنجازاته والاحتفاء بها.
تعمّد مواجهة تهديد الصورة النمطية
عند إرشاد النساء أو أصحاب البشرة الملونة الذين يواجهون تحديات في بيئة عمل يهيمن عليها الذكور أو البيض، ذكرهم أن مهاراتهم لا ترتبط بجنسهم أو عرقهم. في الواقع، يمكن أن يدفع التهميش في العمل الموظف للشعور بمتلازمة المحتال لا محالة، بغض النظر عن مدى ثقته بنفسه وذكائه ومؤهلاته. لكن الأبحاث تكشف أن القلق بشأن الأداء القائم على تهديد الصورة النمطية يمكن تخفيفه من خلال تذكير الموظف بأن المهام الرئيسية لا تتأثر بالجنس أو العرق ومساعدته على تطوير كفاءة ذاتية عالية في عمله. على سبيل المثال، شجع زميلتك على التقدم لشغل منصب قيادي في شركة رأس المال المغامر، وقل لها بأنها ستكون أول امرأة تُقدم على ذلك. ثم عبّر عن أملك في أن تدرك تلك المرأة أنها بنفس فعالية الرجل -ويمكن أن تكون أكثر فعالية- كقائدة في شركة رأس المال المغامر، وعبر عن ثقتك بنجاحها.
شارك تجاربك الخاصة
مثل معظم الناس، لا بد أنك مررت بأوقات مختلفة عانيت فيها من متلازمة المحتال خلال مسيرتك المهنية. تحدث عنها مع من تحاول تقديم الدعم له. يمكن أن يساعده ذلك في إدراك أنه حتى مرشده الناجح والنموذج الذي يُحتذى به قد عانى من هذه المشاعر وربما لا يزال يعاني منها، وأنه من الممكن التغلب عليها.
لا تسمح للمصاب بمتلازمة المحتال أن يعزو نجاحه لك أو لعوامل خارجية
انتبه إلى ميل المصاب بمتلازمة المحتال إلى منح عوامل أخرى، مثل الحظ أو الإعداد المكثف أو حتى مرشده، الفضل بنجاحاته المهنية. تميل المرأة أكثر في هذا الصدد إلى إرجاع نجاحاتها إلى الحظ أو دور زملائها في الفريق أو حتى مرشدها الموثوق والتقليل من أهمية موهبتها وإنجازاتها. لذلك عندما يمنحك زميلك المصاب بمتلازمة المحتال الفضل في نجاحه، عبر عن امتنانك لمجاملاته ثم أبرز بعبارات واضحة له أنه يستحق كل الثناء والفضل واشرح السبب.
إذا أردت أن تكون مرشداً ممتازاً، فابدأ بافتراض أن العديد من المتدربين قد يمرون بنوبات من الشك الذاتي والشعور بمتلازمة المحتال من حين لآخر، لذلك من المهم التحلي بالصبر والدعم والتأكيد الثابت لمساعدتهم على رؤية أنفسهم وإدراك نقاط قوتهم وقدراتهم من خلال نظرتك.