من المعروف أنه كلما علت رتبتك في سلم السلطة ازداد ميل المحيطين بك إلى مجاملتك والتملق لك على نحو مبالغ فيه أحياناً، ومن المعروف أيضاً أن السلطة تغيّرك فعلاً؛ فهي تغير تصوراتك وأحكامك وسلوكياتك. غير أن الأمر الذي لا ندركه على الدرجة نفسها من الوضوح هو أن السلطة لا تغيرك فحسب، بل تغير المحيطين بك أيضاً، فامتلاك السلطة يعني أنك ستصبح هدفاً لتوقعات الآخرين وتقديراتهم، وعندما تتولى دوراً قيادياً لن ينظر الآخرون إليك بوصفك فرداً بعد الآن، بل رمزاً للسلطة. قد يبالغ الناس في تقدير قيمة أفكارك، ويقللون من تقدير قيمة أفكارهم. وقد يقدمون إليك ملاحظات أقل صدقاً ودقة. وقد يكونون أقل استعداداً للتكلم صراحة والوثوق بتصوراتهم، وأقل ميلاً إلى المجازفة، بل قد يتجاهلون إساءاتك وأخطاءك. وقد يعقدون آمالاً غير واقعية بشأن ما يمكنك تحقيقه، أو على العكس من ذلك، قد ينظرون إليك بعين الشك، ويراقبونك لمعرفة إن كنت جديراً بمكانتك.
ما هي النتيجة؟ تؤدي الطرق التي يستجيب بها الأشخاص لنفوذك إلى تغييرك من دون أن تدري، وإذا لم تكن مدركاً لهذه العلاقة المتغيرة، فقد تقع فريسة للمزالق التي يأتي بها نفوذك، ما يقوّض قدرتك على فعل ما هو مناسب لمؤسستك وتحقيق أهدافك النهائية. تبيّن الدراسات أنه عندما يسيء القادة استخدام نفوذهم يفقد المرؤوسون تحفيزهم واندفاعهم، كما يتراجع عزمهم على تقديم أفضل إسهام ممكن إلى مؤسستهم.
يوضح هذا المقال 5 مزالق رئيسية للنفوذ لاحظناها خلال عملنا بوصفنا مدربات تنفيذيات. ويمكن لهذه المزالق أن تعرّض القادة على المستويات كافة للخطر، فكلما طالت فترة وجودك في دور قيادي، زادت احتمالية أن تصبح هذه المزالق أشد تأثيراً وخطراً. وفي حين أنك لا تستطيع التحكم في كيفية استجابة الناس لك، فمن الممكن أن تتحكم في سلوكك وتطبّق الاستراتيجيات اللازمة لتخفيف العواقب السلبية لديناميات السلطة. تتلخص مهمتك في أن تستخدم نفوذك على النحو الذي يوافق مصلحتك، لا على النحو الذي يعاكسها.
مزلق المنقذ
عندما ينظر الآخرون إليك على أنك شخص يتمتع بالسلطة، فقد يضعك هذا أمام مزلق تقديم النصائح بصورة متكررة، وامتلاك الإجابات كلها، وتقديم المساعدة بصورة مفرطة. ويتجسد هذا الأمر بأن تتحول إلى منقذ يواجه التحديات كافة ما يؤدي إلى تعطيل دور فريقك، أو أن تتحول إلى متبجح يطرح رأيه على الدوام حتى في المسائل التي تقع خارج نطاق خبراتك. تتضمن أعراض مزلق المنقذ محاولتك حل مشاكل الجميع، وتدخلك في إدارة المشاريع والمنتجات بأسلوب الإدارة التفصيلية، وتقديم الاقتراحات غير الضرورية أو الخارجة عن نطاق خبرتك ومهاراتك.
لماذا يمثل هذا المزلق مشكلة؟ عندما تنشغل بإنقاذ الآخرين، تصبح واثقاً من براعتك على نحو مبالغ فيه. ستؤدي حاجتك إلى أن تكون مفيداً أو متحكماً في كل شيء إلى تحويلك لنقطة ضعف حاسمة تهدد منظومة العمل كلها. إضافة إلى ذلك، ستفوتك فرصة الحصول على معلومات وإسهامات قيّمة من الآخرين، ما يحد من قدرتهم على المشاركة أو التطور، وقد يسبب شعورهم بأنهم أقل اعتماداً على الذات، أو يضعف إحساسهم بالمسؤولية.
لكي تتعامل مع مزلق المنقذ الذي يرافق النفوذ، وتوازن خبراتك بحيث لا تخرج الأمور عن السيطرة، يمكن أن تلجأ إلى الممارسات الآتية التي قد تساعدك:
- اسأل قبل أن تجيب. حاول أن تعتاد توجيه سؤال واحد قبل تقديم إجابة.
- كن صادقاً مع نفسك. ما هو عدد الأفكار والاقتراحات التي طرحتها في اجتماع مع زملائك ونفذتموها فعلاً؟ اطلب من زملائك أن يقيموا فائدة اقتراحاتك دون أن يتضمن التقييم ذكراً لأسمائهم.
- عندما يكون الآخرون أكفاء لكنهم يتعاملون بحذر إزاء هدف أو مهمة معيّنة، أصغ جيداً إلى مخاوفهم وادعمهم ليعملوا على حل المشاكل بفعالية. تعزز هذه السلوكيات الداعمة دافعية الموظفين وتطورهم، وتنأى بك عن أداء دور المنقذ.
مزلق القناعة بالوضع الراهن
عندما تكون القائد، غالباً ما تصبح الخبير الرئيسي؛ أي الشخص الذي يمتلك الإجابات كافة. غير أن مزلق القناعة بالوضع الراهن، على النقيض من مزلق المنقذ، إذ يتمثل في تراجع الفضول. وبما أنك تعتقد أنك تعرف كل شيء، فسيقل عدد الأسئلة التي تطرحها، حيث تفترض أنك تفهم المشاكل، وتتراخى في طلب آراء الآخرين. وتنظر إلى الصمت بوصفه دليلاً على الموافقة، وتفترض أن الموافقة ليست مجرد امتثال لرأيك، بل هي إجماع عليه.
إن الوقوع في مزلق القناعة بالوضع الراهن يعني أن تفوتك فرصة الحصول على الحقيقة لأنك لم تسعَ إلى تعميق النقاش. ولم تتساءل: "هل فاتني شيء ما؟" أو "ما هي الجوانب التي قد أكون أغفلتها؟" عندما يأتي إليك شخص ما طلباً للمساعدة، ستقدم له الإجابة بدلاً من أن تسأله: "ما هي الحلول التي جربت تطبيقها؟" أو "أين تكمن المشكلة في رأيك؟".
لماذا يمثل هذا المزلق مشكلة؟ تعرّضك القناعة بالوضع الراهن لخطر عدم الحصول على المعلومات والبيانات التي تحتاج إليها لاتخاذ قرارات صائبة. كما أنك لا تساعد فريقك على اكتساب مهارات التفكير النقدي وحل المشاكل بالاعتماد على الذات.
للتعامل مع مزلق القناعة بالوضع الراهن المترافق مع السلطة، ومكافحة التراخي الذي قد يمنعك من الحصول على معلومات مهمة للغاية، يمكنك اللجوء إلى الممارسات الآتية التي قد تساعدك:
- طوّر عادة توجيه الأسئلة التي تكشف عن الافتراضات والقيم والمعتقدات الضمنية في النقاش. اطرح أسئلة من قبيل: "ما هي افتراضاتنا؟" أو "ما هي الأسئلة التي لم نوجهها بعد؟" أو "ما هي الجوانب التي يرى أصحاب المصلحة الخارجيون أو المنافسون أو العملاء أننا لم نأخذها بعين الاعتبار بعد؟".
- قاوم القناعة بالوضع الراهن من خلال 5 أسئلة تبدأ بـ "لماذا" في نقاشاتك؛ عندما يوجه إليك شخص ما سؤالاً، أو يطرح عليك مشكلة، اسأله "لماذا"، وكرره حتى تصل إلى السبب الجذري للمشكلة، أو إلى أعمق تفصيل ممكن فيها.
- شارك ما تتعلمه بصورة استباقية مع الآخرين، حتى لا تصبح القناعة بالوضع الراهن هي الحالة الأساسية، وكي يتحول التعلم المستمر إلى قيمة راسخة.
- كن حاضراً. يمكن أن تكون القناعة بالوضع الراهن من أعراض تشتت التركيز الذي ينتج عن تعدد المهام وقلة الانتباه. ضع هاتفك جانباً عندما تتحدث مع الآخرين. وإذا كنت في اجتماع، فأغلق أجهزتك، ووجّه الأسئلة إلى الآخرين. سيعزز هذا حضورك، ويؤدي بدوره إلى زيادة فضولك، ومن ثم، سيظهر للآخرين أن ما يقولونه والأفكار التي يطرحونها هي أشياء مهمة بالنسبة لك.
مزلق التجنب
يتيح موقع السلطة اختزال بعض الأمور، ومع أنه يمنحك استقلالية أكبر وخيارات وفرصاً أكثر، فإنه أيضاً يتيح لك تجنب المهام البغيضة من خلال تكليف الآخرين بها أو حتى تجنبها بالكامل إذا أمكن. وقد تتجنب خوض الحوارات الصعبة أو تقديم ملاحظات قاسية، أو تتجاهل نزاعاً بدأ يتفاقم في فريقك، وتغفل السلوكيات الفظة لأن الإشارة إليها صراحة تسبب الإحراج.
لماذا يمثل هذا المزلق مشكلة؟ إن تجنب الجوانب البغيضة في دورك قد يخفف أعباءك على المدى القصير، لكنه يضعفك. سيؤدي تجنب المهام الصعبة في نهاية المطاف إلى إضعاف قدرتك على تنفيذها بنفسك. وستشهد تراجعاً في قدرتك على تجاوز المواقف التي تسبب الإزعاج والتعامل مع النزاعات، والإصغاء بعقل منفتح إلى وجهات النظر المتعارضة.
يوجه القائد الذي يختار مهامه بناءً على رغباته أيضاً رسالة إلى الآخرين مفادها أن تحمّله مسؤولياته في دوره أمر اختياري، فيرى الآخرون أنه لا يمكن الاعتماد عليه، ومن المعروف أن هذا يقوّض الثقة بالقادة وفي نهاية المطاف يقوّض الثقة بالمؤسسة التي تسمح لقادتها بالعمل وفقاً لرغباتهم.
للتعامل مع مزلق التجنب المترافق مع السلطة، ومواجهة التحديات بدلاً من التهرب منها، يمكن أن تلجأ إلى الممارسات الأتية التي قد تساعدك:
- اسأل نفسك بشأن الواجب الذي يحتّمه عليك دورك هذا. ماذا يتطلب هذا الدور؟ أهذا الأمر جزء من عملي؟ هل من واجبي أن أنفّذ هذه المهمة؟
- اسأل نفسك بشأن تكلفة إحجامك عن تنفيذ هذه المهمة بالنسبة لك، وللآخرين، ولفريقك، وللشركة. إذا أخفقت في معالجة هذه المشكلة، فماذا ستكون العواقب؟ هل تشكّل قدوة للفريق في تجنب المشكلات، وهل سيحمّلك ذلك تكاليف كبيرة على المدى الطويل؟ هل تجنّب هذه المشكلة يخفف عنك عبء العمل أم يزيده؟
- غيّر طريقة تفكيرك، وبدلاً من النظر إلى التوتر باعتباره يعوقك عن العمل انظر إليه على أنه يحفزك لتحسين أدائك. تؤثر نظرتك إلى التحدي في درجة التوتر الذي يسببه لك، ومن خلال تطوير عقلية تعتبر التوتر مفيداً، وأن التعامل مع المواقف الصعبة سيجعل منك قائداً أقوى، ستصبح أقل ميلاً إلى تجنب المهام البغيضة.
- نحن نتجنب الأشياء التي نشعر بأننا غير مؤهلين لفعلها. ضع قائمة بالمهام المنوطة بدورك، التي تفضل أن تتجنبها أو تميل إلى المماطلة فيها. استعن بمدرب أو مرشد للتعامل مع هذه القائمة، وتحديد المهارات المطلوبة لتنفيذ هذه المهام. واطلب من هذا المرشد أن يحمّلك مسؤولية إحراز تقدم في هذه المهارات.
مزلق الصديق
قد تكون السلطة غير مريحة، ويمكن للقادة الذين يكافحون من أجل امتلاك السلطة التي يمنحها لهم مركزهم أن يجدوا أنفسهم فريسة لمزلق الصديق مع مرؤوسيهم المباشرين. يمكن تعريف مزلق الصديق بأنك تضع نفسك موضع القرين في تصرفاتك عندما لا تكون كذلك. يبالغ هؤلاء القادة في الاعتماد على قوتهم الشخصية، ويتخلون عن السلطة المخولة بموجب منصبهم، في محاولة لكسب محبة الآخرين، والتخفيف من تأثير نفوذهم. نشهد حدوث هذا الأمر عندما يحصل شخص ما على ترقية تضعه في منصب يتولى فيه إدارة قرينه السابق. قد يواجه القائد الجديد صعوبة في مساءلة الأشخاص أو اتخاذ القرارات. كما قد يكشف لهم عن بعض المعلومات السرية أو يفضل البعض على غيرهم، وهي كلها سلوكيات تثير الارتباك والفوضى.
لماذا يمثل هذا المزلق مشكلة؟ لا تقتصر إساءة استخدام السلطة على ارتكاب الأخطاء المباشرة بحد ذاته، بل هي أيضاً الإخفاق في اتخاذ الإجراءات المناسبة والتدخل عند الحاجة. عندما لا يجسّد القائد قوة منصبه لا يعرف المحيطون به ما يتوقعون منه، ما يقوّض قدرتهم على التركيز والتنفيذ، كما أن عدم ممارسته صلاحياته بالكامل يترك فراغاً يملؤه في أغلب الأحيان العضو المهيمن في الفريق، وهو ليس بالضرورة الأعلى كفاءة، ما قد يؤدي إلى التوتر والنزاع.
كي تتمكن من التغلب على مزلق الصديق المترافق مع السلطة، وتمارس صلاحيات منصبك بالكامل، يمكن أن تلجأ إلى الممارسات الآتية التي قد تساعدك:
- تذكّر جيداً الأسباب التي أدت إلى ترقيتك إلى هذا المنصب، فمن المرجح أنك تمتلك المهارات اللازمة لتلبية متطلبات دورك هذا. اكتب قائمة بالأسباب التي تجعلك الشخص المناسب لهذه الوظيفة، وعلّقها أو ألصقها في مكان يتيح لك الرجوع إليها في أي وقت.
- حاول أن تتصالح مع السلطة التي تتمتع بها. نحن نعلم أن الكثير من الأشخاص لا يشعرون بالارتياح إزاء السلطة، لأنهم شهدوا سوء استخدامها مرات عديدة. فكر في الأشخاص الذين تعرفهم في حياتك الشخصية أو الشخصيات العامة ممن يستخدمون سلطتهم بفعالية. ما هي الأشياء التي يفعلونها، وتجعلهم فعالين إلى هذه الدرجة؟ هل ثمة سلوكيات أو مواقف يمكن أن تتدرب على ممارستها؟
- ضع قائمة بنقاط قوتك كلها، وكيفية الاستفادة منها في دورك. عندما تتعامل مع نقاط القوة لديك بأنها أمر مسلّم به، فمن السهل أن تستخدمها على نحو اعتباطي، بدلاً من استخدامها على نحو مدروس. يمكن لأي من نقاط القوة، بما في ذلك حسن التعامل مع الآخرين، أن تتحول إلى عائق عند المبالغة في استخدامها.
- احرص على تنظيم العلاقات والمسؤوليات الجديدة ضمن الفريق وتحديدها بوضوح، فكر في الاعتماد على إطار عمل ينظم عملية اتخاذ القرار في مشاريع معينة. تؤدي هذه النقاشات المدروسة إلى إزالة الشكوك والارتباك حول كيفية استخدامك للسلطة المخولة لك بموجب منصبك الجديد.
مزلق التوتر
القيادة عملية مرهقة بطبيعتها، حيث يرزح القادة تحت ضغوط هائلة لتحقيق نتائج جيدة. ويؤدي التغير التكنولوجي السريع وظروف الأسواق المتقلبة إلى خلق حالة دائمة من انعدام اليقين وكذلك انعدام الاستقرار. كما يجد الكثير من القادة أنفسهم محاصرين بين الموظفين والقيادة العليا، ويحاولون التوفيق بين المواعيد النهائية والمنجزات وخفض الميزانية ودوران العمالة.
وعدم إدارة هذا التوتر تجعله مؤذياً، ولن يبقى محصوراً بالقائد بل يصيب أيضاً المحيطين به مباشرة؛ سواء كنت ترسل الرسائل الإلكترونية في منتصف الليل، أو ترد على الطلبات بفظاظة، أو تتدخل في أصغر التفاصيل بسبب التوتر، فأنت تولّد "توتراً غير مباشر" وتنقل حالتك العاطفية هذه إلى الآخرين. يتضخم هذا الأثر نتيجة السلطة التي تتمتع بها، فالجميع يمرّون بيوم عصيب بين الحين والآخر، لكن عندما تكون مديراً قد تعتقد أنك متجهم قليلاً فحسب، لكنك تبدو غاضباً جداً بالنسبة للآخرين.
لماذا يمثل هذا المزلق مشكلة؟ سيحاول مرؤوسوك أن يتفادوا التعرض للآثار المباشرة لتوترك من خلال تخفيف وقع الأخبار السيئة التي ينقلونها إليك، أو عدم إبلاغك أن الأمور لا تسير على ما يرام حتى فوات الأوان. يعجز الناس عن التفكير بوضوح وبطريقة إبداعية في جو خانق ومرهق، ومن المثير للقلق أنه ثبت أن التوتر غير المباشر يزيد خطر إصابة الموظفين بمرض الشريان التاجي.
للتعامل مع هذا المزلق المترافق مع السلطة، وإدارة توترك حتى لا تنقله إلى الآخرين، يمكن أن تلجأ إلى الممارسات الآتية التي قد تساعدك:
- طوّر مجموعة من النشاطات المخصصة لإدارة التوتر، مثل التأمل المساعد على اليقظة الذهنية الكاملة، وتقنيات التنفس أو الاسترخاء، والعلاج النفسي الإدراكي السلوكي، أو غير ذلك من الأساليب التي تستهدف الذهن والجسد في الوقت نفسه.
- خفف توترك واعمل على إدارته من خلال تحسين روتينك اليومي. خذ قسطاً من الراحة بين الاجتماعات، ومارس الرياضة، وتناول طعاماً جيداً، وخصص فترات استراحة قصيرة بعد فترات العمل المضنية. من خلال إدارة طاقتك، لن تحسّن صحتك النفسية فحسب، بل ستحسن إنتاجيتك وإنتاجية فريقك أيضاً.
- لا بد من التعرض إلى التوتر بين الحين والآخر، ولهذا يمكنك أن تؤجل كتابة الرسائل الإلكترونية الصعبة، أو الرد على الطلبات الصعبة، إلى أن تجد بعض الوقت للتفكير، أو تناقش الموضوع الذي يؤرقك مع شخص آخر، أو تذهب في نزهة قصيرة مشياً على الأقدام. كما يمكنك أن تقتصر على استخدام البريد الإلكتروني أو غيره من أشكال التواصل خلال ساعات العمل فقط (من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساء، على سبيل المثال)، وهذا لا يعبّر عن احترام حدود الآخرين فحسب، بل يتيح لك المزيد من الوقت للتفكير والابتعاد عن عواطفك أيضاً.
إن الوقوع في هذه المزالق حتمي إلى حد ما، وهذه من سلبيات السلطة المخولة بموجب المنصب. فمنصبك يفرض عليك أن تمتلك الإجابات، وتقدّم رأيك بناءً على خبرتك. كما أن منصبك يتيح لك تجنب بعض "الأعمال المضنية" حتى تستطيع التركيز على دورك القيادي. يجب أن تكون متعاوناً مع فريقك، إلى حد ما، ولا تتعامل معه بأسلوب مستبد شديد الحزم، حتى تكون مصدراً للإلهام والدعم.
غير أنه من السهل أن تنزلق نحو هذه المزالق. وإذا لم تكن حريصاً ويقظاً، فقد يؤدي أي من هذه المزالق إلى تقويض مصداقيتك وفعاليتك في القيادة. إذا تلقيت تعليقات بأنك وقعت في مزلق إحدى ديناميات السلطة هذه، أو لاحظت أنك تبالغ في الاعتماد على الراحة التي يوفرها لك منصبك، فنحن ندعوك إلى أن تجرب استخدام الأداة المناسبة من الأدوات التي اقترحناها. عندما تعزز أسلوبك في ممارسة سلطة منصبك، فستعمل على تمكين المحيطين بك، وتخلق بيئات منتجة وتقدم نتائج أفضل للمؤسسة.