تقرير خاص

مجموعة إيدج تحوّل الإمارات إلى لاعب عالمي في صناعات الدفاع والتكنولوجيا

12 دقيقة

في ظل التحول المستمر الذي يشهده المشهد الأمني العالمي، تتجه الأنظار إلى الشركات العاملة في قطاع الأمن والدفاع وما تقدّمه من إسهامات في تطوير القطاع وأحدث الابتكارات التي تضيفها، وتحظى الشركات الكبرى بأهمية مضاعفة، مثل مجموعة إيدج الإماراتية التي استطاعت في فترة قصيرة أن تصبح واحدة من أكبر 25 شركة في العالم للتوريدات العسكرية.

أُسست مجموعة إيدج في عام 2019، عبر دمج أكثر من 20 شركة إماراتية في مجالات التقنيات المتقدمة والتكنولوجيا، واستطاعت خلال هذه الفترة القصيرة إطلاق أكثر من 115 منتجاً وحلاً أمنياً، 27 منتجاً منها في عام 2023 فقط، وتكوين أكثر من 75 شراكة استراتيجية عالمية مع كبار اللاعبين في الصناعة، ووصول خدماتها إلى 30 دولة حتى الآن عبر 5 قارات مختلفة.

أجرت هارفارد بزنس ريفيو مع نائب الرئيس الأول للاستراتيجية والتميّز بالمجموعة، أحمد الخوري، مقابلة للحديث عن رؤية المجموعة بشأن تحويل دولة الإمارات إلى مُصنّع ومُطوّر للأنظمة الدفاعية بدلاً من استيرادها، وتوظيف أحدث التقنيات التي تتبناها المجموعة، إلى جانب الحديث عن كيفية إسهامها في "مشروع 300 مليار" الذي حددته وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لرفع مشاركة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2031، وكيفية مساعدة الدول الشريكة في بناء أنظمة الدفاع لديها للتكيف مع مشهد الدفاع الذي يزداد تعقيداً.

1. أُسست مجموعة إيدج عام 2019، لتضم أكثر من 20 شركة في 4 قطاعات رئيسية. في البداية، ما دوافع تأسيس المجموعة؟

كان الهدف الرئيس من تأسيس مجموعة إيدج هو تطوير حلول سريعة وجريئة ومبتكرة لقطاع الدفاع، بل أكثر من ذلك؛ إذ كانت رؤيتنا تتمثل في جلب الابتكارات والمنتجات والخدمات المتطورة إلى السوق، ووضع دولة الإمارات لتكون مركزاً عالمياً رائداً لتطوير الصناعات المستقبلية، وإنشاء مسارات واضحة داخل القطاع للجيل القادم من المواهب ذات المهارات العالية لتحقيق الازدهار.

وباعتبارنا مجموعة رائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، فقد مكّننا دمج شركات الدفاع تحت مظلة مجموعة واحدة، وهي إيدج، من وضع استراتيجيات تعكس خطتنا الطموحة لتسريع النمو، والتعاون بفعالية أكثر، وتركيز جهودنا على البحث والتطوير، ورفع قدراتنا، والتقدم بسرعة، وتقديم الخدمات لعملائنا الرئيسيين.

2. ما الذي يعنيه وجود مؤسسة في دولة الإمارات تركز على تصنيع الأنظمة الحديثة، وتهدف إلى تحويلها إلى منتِج ومطوّر بدلاً من مستورد؟

كان تأسيس مجموعة إيدج نقطة تحوّل في القطاع لدولة الإمارات، فمن خلال التحول من مستورد إلى مصنِّع ومطوِّر للأنظمة المتقدمة، فإننا لا نعزز الاعتماد على قدراتنا محلياً فحسب، بل نعزز أيضاً مكانتنا بوصفنا قوة متقدمة في مجال التكنولوجيا والدفاع.

تدعم هذه الخطوة أيضاً الاستقلال التكنولوجي، ما يقلل، بدوره، الاعتماد على المصادر الخارجية للقدرات الدفاعية الحيوية، ويمكّننا من التحكم في الموارد من حيث الابتكار والأمن والاستقلال الاستراتيجي.

إن تحوّل دولة الإمارات العربية المتحدة إلى دولة مصنّعة ومطوّرة يمكّنها من الإسهام في المشهد العالمي للتكنولوجيا المتقدمة. وتعكس إيدج التزام الإمارات بالابتكار والأمن القومي والتأثير العالمي، ما يمهد الطريق لدور مؤثر ومستدام ذاتياً في قطاعات التكنولوجيا والأمن المتقدمة.

3. كيف توائم إيدج استراتيجياتها مع الأهداف الرئيسية لـ "مشروع 300 مليار" الذي حددته وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لرفع إسهام القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031؟

تسهم رؤية إيدج إلى حد كبير في تحقيق أهداف هذا المشروع، إذ نعمل على تطوير قاعدة صناعية دفاعية في دولة الإمارات لخلق قيمة محلية من خلال إدخال تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطويرها، وتنمية القدرات السيادية، ووضع الإمارات بوصفها لاعباً عالمياً جاداً في صناعة التكنولوجيا المتقدمة. وبهذه الطريقة، تدعم إيدج المنتجات والحلول المتقدمة تقنياً والمصنوعة في دولة الإمارات، ما يدعم بدوره مبادرة "اصنع في الإمارات".

لقد اعتمدنا أفضل الممارسات من القطاع الخاص، وتعلمنا من منافسينا، وركزنا على عملية التطوير المستمر لضمان تقديم أفضل المنتجات لعملائنا. ونصدّر منتجاتنا "المصنوعة في دولة الإمارات العربية المتحدة" عالمياً للإسهام في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، إضافة إلى توطين المنتجات التي كانت تُستورَد سابقاً من مصادر خارجية، مثل مركبة ربدان 8X8 القتالية للمشاة (Rabdan IFV)، وإنتاج أحدث الذخائر الموجهة بدقة من شركة الطارق (AL (TARIQ PGMs.

4. تصدّر الحديث عن الحرب الإلكترونية والتهديدات السيبرانية المشهد في الآونة الأخيرة. كيف تساعد إيدج في مواجهة هذه التحديات من خلال أنظمتها المتطورة، خاصة مع وجود أكثر من 16 منتجاً وحلّاً في مجالات الحرب الإلكترونية ضمن منتجات المجموعة؟

تُعد الحرب السيبرانية من المجالات الرئيسية ذات الأولوية بالنسبة لنا. تتطوّر التهديدات في المجال السيبراني وتزداد تعقيداً، ما يجعل من الضروري إنشاء دفاعات قوية وتدابير استباقية لحماية المعلومات الحساسة، والحفاظ على السلامة التشغيلية، وضمان الأمن القومي. ولا تقتصر أهمية هذه الحلول على حماية الشبكات الحكومية فقط، بل تحمي أيضاً البنية التحتية الحيوية والمؤسسات الخاصة في جميع أنحاء دولة الإمارات والمنطقة.

وعلى نحو مماثل، احتلت الحرب الإلكترونية مركز الصدارة في الاستراتيجيات العسكرية الحديثة، إذ تشكّل الهيمنة في الطيف الكهرومغناطيسي أهمية بالغة لنجاح الاتصالات والملاحة والاستهداف في أثناء العمليات العسكرية. وتتيح شركة سيجنال (SIGN4L)، إحدى شركات إيدج، مجموعة من المنتجات التي تدعم اكتشاف اتصالات العدو وإشارات الرادار واعتراضهم والتشويش عليهم ما يوفر ميزة كبيرة في الطيف الكهرومغناطيسي.

5. ركزت إيدج مؤخراً على تطوير الأنظمة المستقلة. كيف تفيد هذه الأنظمة قطاع الدفاع؟

أعطت إيدج الأولوية بصورة استراتيجية لتطوير الأنظمة المستقلة عبر المجالات الجوية والبرية والبحرية، مع إدراك تأثيرها التحويلي في صناعة الدفاع. لقد أطلقنا 11 حلاً مستقلاً جديداً في معرض آيدكس 2023 (IDEX 2023)، بما في ذلك سفن سطحية ذاتية التحكم (USV) ومركبات قتالية روبوتية (RCV) ومركبات جوية من دون طيار، ما يعزز التزامنا بهذا المجال.

نستثمر أيضاً في الشركات الرائدة في الصناعة لتعزيز قدراتنا في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، استحوذنا على حصة أغلبية في شركة ميلريم للروبوتات (Milrem Robotics)، وهي الشركة الرائدة في أوروبا في مجال تطوير الأنظمة الذاتية والروبوتات ومقرها إستونيا. وفي الآونة الأخيرة، استحوذنا أيضاً على حصة أغلبية في أنافيا (ANAVIA)، وهي شركة متخصصة في تصميم أنظمة الإقلاع والهبوط العمودي المتعددة الاستخدامات (VTOL) وتصنيعها وتطويرها ومقرها سويسرا. إضافة إلى ذلك، فإن استحواذ إيدج على شركة فلاريس (Flaris)، وهي شركة طيران مقرها بولندا، سيُمكن الشركة من جلب التقنيات التجارية المبتكرة إلى طليعة صناعة الدفاع.

ومن خلال الاستثمار في الأنظمة الذاتية وتطويرها، تقدم إيدج حلولاً مبتكرة تعمل على تعزيز قدرات قوات الدفاع وكفاءتها وسلامتها.

6. تطورون مجموعة من أحدث الذخائر الموجهة بدقة (PGMs). هل يمكن مشاركتنا المزيد عنها وأهميتها في الحروب الحديثة؟

تضم محفظة إيدج من الذخائر الموجهة بدقة عائلة ثندر (Thunder)، ومن الذخائر الموجهة القصيرة المدى والفعّالة من حيث التكلفة عائلة الطارق (AL TARIQ).

ترجع أهمية الذخائر الموجهة بدقة التي طورتها إيدج إلى عدة أسباب: أولاً، أنها فعالة من حيث التكلفة، فمن خلال مرافق التصنيع المتقدمة لدى إيدج وطبيعة تحويل الذخائر الجوية للأغراض العامة إلى أسلحة دقيقة التوجيه، فإنها توفر للمستخدمين النهائيين حلاً دقيقاً جداً للضربات الأرضية بجزء صغير من التكلفة مقارنة بالبدائل.

ثانياً، تسمح صواريخنا الموجهة بدقة، مثل الطارق إل آر ( AL TARIQ-LR)، للمستخدمين النهائيين بالاشتباك مع الأهداف على مسافات أكثر أماناً وعبر منطقة أوسع، وتوفر دقة أكبر، كما تُقلل العبء اللوجستي والوقود المستهلك.

من المهم في جميع ساحات القتال تقليل الأضرار الجانبية وتعظيم التأثير في أثناء دمج التكنولوجيا المتطورة. وتوفر التكنولوجيا التي تقف وراء الذخائر الموجهة للمستخدمين النهائيين الثقة في تحقيق نجاح المهمة من خلال الحلول التي تدعم الدقة.

7. ما المبادرات التي تتخذها إيدج لضمان قابلية التشغيل البيني بين أنظمتها وحلولها الدفاعية المختلفة؟

تمتد قدرات التشغيل البيني لدينا عبر العديد من المجالات والمبادرات داخل مجموعة إيدج. وعموماً، تركز إيدج بقوة على التآزر بين كياناتها ومنتجاتها. فعلى سبيل المثال، تنتج شركة لهب للذخائر الخفيفة التابعة لشركة إيدج (Lahab Light Ammunition)، وهي الشركة الوحيدة المُصنعة للذخائر في دولة الإمارات، الذخيرة التي توضع في الأسلحة النارية لشركة كراكال (Caracal)، إحدى شركات إيدج أيضاً. وبالمثل، تنتج شركة لهب للأنظمة الدفاعية (Lahab Defence Systems) الذخائر الجوية ذات الأغراض العامة التي تستخدمها شركتا الطارق وهالكون.

في شهر سبتمبر/أيلول، كشفت شركة ميلريم للروبوتات، التابعة لشركات إيدج، وهي المطور الرائد في أوروبا للروبوتات والأنظمة المستقلة، عن مركبة أرضية من دون طيار (THeMIS Combat) مجهزة بذخيرة التسكع المحتشدة هالكون هانتر تو- إس (HALCON HUNTER 2-S). وبالمثل، يضمن نظام صواريخ سكاي نايت (SKYKNIGHT) المضاد للصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون إمكانية التشغيل البيني للدفاع الجوي. ولحماية متعددة الطبقات، يشكل سكاي نايت جزءاً من نظام الدفاع الجوي سكاي نيكس سكاي نايت (Skynex SKYKNIGHT).

وتنطبق إمكانية التشغيل البيني في إيدج على منصاتنا وحلولنا الشاملة، ما يتيح مجموعة كاملة من الموارد، إذ تمتلك إيدج العديد من مبادرات إدارة الموارد، مثل قابلية التشغيل البيني للوقود وتوحيد الذخيرة.

8. باعتبارك المدير العام لمجموعة رائدة في قطاعات الدفاع، ما التحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع محلياً ودولياً؟

إن التحدي الإقليمي الرئيسي الذي يواجهنا هو ترسيخ مكانة دولة الإمارات لتكون مركزاً عالمياً رائداً للصناعات المستقبلية، وتطوير الملكية الفكرية والكفاءات الصناعية المحلية لتصبح الإمارات لاعباً رئيسياً في السوق العالمية. ولمواجهة هذا التحدي، نعمل على إعداد جيل مستقبلي واعد يضم أفضل المواهب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وإنشاء مسارات وظيفية واضحة داخل قطاع التكنولوجيا المتقدمة، وتحسين مهارات الموظفين، والتعاون مع الشركات عبر القطاعين الخاص والعام.

وفيما يتعلق بقطاع الدفاع الدولي، تتطلب التهديدات اليوم أن تكون الصناعات الدفاعية في طليعة التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الأنظمة والحلول والتصنيع لمواكبة المشهد الأمني السريع التطور. وفي إيدج، نعالج هذه المشكلة من خلال التركيز بقوة على القدرات المستقلة، والأسلحة الذكية، والحرب الإلكترونية، والتقريب بين ابتكارات السوق التجارية والقدرات العسكرية، والاستثمار في البحث والتطوير التعاوني، وبناء شراكات استراتيجية باستمرار.

بالإضافة إلى ذلك، نتعامل مع هذه التحديات من خلال مكتبنا الإقليمي في البرازيل، الذي يخدم سوق أميركا اللاتينية، ومكتب ملاذ بالإمارات، الذي يربط إيدج بالنظام البيئي الدفاعي في تركيا، ما يسمح لفريقنا بفهم التحديات الإقليمية الخاصة بهم فهماً أفضل وكيفية معالجتها على نحو صحيح من خلال محفظتنا الحالية.

9. ما نقاط الضعف في قطاع الدفاع التي تحاولون استهدافها بمنتجاتكم؟

إحدى أولوياتنا الاستراتيجية العديدة في إيدج هي الإسهام في بناء القدرات السيادية، إذ إن القطاع في أمسّ الحاجة إليها، مع الإسهام في النمو الاقتصادي من خلال توسيع محافظ منتجاتنا المخصصة للتصدير وتنويعها. ولتحقيق هذه الأهداف، ركزت برامجنا واستراتيجياتنا التطويرية على 3 مجالات رئيسية تتطلب أكبر قدر من النمو في سوق الدفاع:

أولاً، تعزيز القدرات الذاتية والحلول التنافسية عبر الجو والبر والبحر بهدف إنشاء أنظمة مطلوبة يمكنها تحييد التهديدات باستخدام القدرات الذاتية، مع ميزات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. وثانياً، التركيز على تقنيات الحرب الإلكترونية، بما في ذلك الاتصالات الآمنة والتدابير المضادة للتعامل مع التهديدات. وأخيراً، نسعى للحصول على أسلحة متقدمة ستشهد تطوير الجيل القادم من الأسلحة الذكية.

10. السوق مليئة بالمنافسين الراسخين، ما القيم والمنتجات التي أضافتها إيدج لتكون لاعباً أساسياً في السوق؟

تُولي إيدج الأولوية للتقنيات الناشئة وتوطين الملكية الفكرية لتشجيع الابتكار وجذب عملاء السوق الرئيسيين، إذ نعمل باستمرار على خلق منتجات مبتكرة لتلبية احتياجات العملاء المحددة، وتلبية المتطلبات الإقليمية الفريدة من خلال التكنولوجيا السليمة والحلول الدفاعية، مع ضمان قدرتنا التنافسية عند مقارنتها بالمنافسين من حيث المواصفات والأداء والأسعار. وفيما يتعلق بتطوير المنتجات وتصنيعها، فإننا نتمتع بالمرونة الشديدة، ما يسمح لشركة إيدج بتزويد عملائها بالمنتجات المناسبة في جداول زمنية صارمة وبأسعار تنافسية.

11. من الملهم جداً رؤية عبارة "صنع في الإمارات العربية المتحدة" على منتجات تنتمي إلى تقنيات متقدمة في صناعة معقدة. كيف يستجيب شركاؤكم في البلدان الأخرى لذلك، خاصة أنكم أعلنتم عن تلقي طلبات بقيمة 5 مليارات دولار، 35% منها من الصادرات الدولية؟

اشتهرت دولة الإمارات العربية المتحدة تاريخياً بأنها مستورد للمنتجات الدفاعية والعسكرية، وتتطلع الآن إلى تغيير وضعها من مجرد مستورد لتصبح أيضاً لاعباً يستثمر ويتعاون ويصدّر. إن علامة "صنع في الإمارات العربية المتحدة" الموجودة على منتجاتنا الفريدة لها بالفعل وزن كبير في الساحة العالمية. لقد استجاب شركاؤنا الدوليون بحماس وثقة للحلول التكنولوجية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد حظي التحول من اعتبارنا مستهلكين إلى منتجين في هذه الصناعة المعقدة بالاحترام والثقة، ما أسهم ليس فقط في نمونا الاقتصادي، ولكن أيضاً في تعزيز سمعتنا شريكاً موثوقاً ومبتكراً في المشهد العالمي. ومع هذا التحول، يتطلع شركاؤنا العالميون إلى العمل معنا بشأن تطوير تقنيات جديدة.

12. ما أهمية الشراكات الدولية والإقليمية لمجموعة إيدج، وكيف تسهم في نمو المجموعة ونجاحها؟

إن بناء القدرات المحلية في قطاع الدفاع أمر أساسي لأي دولة، وما يميزنا في هذا الصدد هو شراكاتنا. تعد الشراكة من أجل تبادل المعرفة والمشاريع المشتركة والتعاون المشترك في مجال الصادرات من مجالات التركيز الحاسمة لمجموعة إيدج، إذ نهدف إلى تعزيز قدراتنا الدفاعية السيادية المحلية وتنمية بصمتنا فيما يخص الصادرات الدولية. وفي نهاية المطاف، نهدف إلى الابتكار في العلاقة بين القطاعين العسكري والخاص، ما يسمح للتكنولوجيات الناشئة بتحديد هويتنا.

تتيح شراكاتنا أيضاً إمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية، ما يسمح لنا بعرض تقنياتنا المتطورة على نطاق أوسع. إضافة إلى ذلك، فإن التعاون مع شركاء من مناطق مختلفة يؤدي إلى تحفيز الابتكار، ما يضمن بقاءنا في المقدمة في مشهد الدفاع والأمن السيبراني السريع التطور.

وتلعب الشراكات أيضاً دوراً حاسماً في تخفيف المخاطر -اقتصادياً واستراتيجياً- وهو ما لا يفيدنا فحسب، إنما يؤثر إيجاباً على الاقتصادات الإقليمية. وأخيراً، فإن تشكيل تحالفات استراتيجية مع اللاعبين الرئيسيين يعزز الصناعة، ويخلق أوجه التآزر التي تدفع النجاح المتبادل.

13. ما الأسواق التي تستهدفها إيدج غير السوق المحلية والسوق الخليجية؟

نركز على أسواق متخصصة محددة، ومنفتحون تماماً على التعاون مع أي شركة دفاعية مستعدة لترخيص تقنياتها أو مشاركتها. ومنذ التأسيس، وضعت مجموعة إيدج استراتيجية قوية لدخول الأسواق (Go To Market) تركز على العديد من البلدان والأسواق الرئيسية في جميع أنحاء العالم، ما يسمح لنا بتركيز جهود فرق المبيعات الدولية لدينا على بيع منتجاتنا بناءً على متطلبات العملاء المحددة. وبصرف النظر عن السوق المحلية ودول مجلس التعاون الخليجي المجاورة، فإننا نستهدف أيضاً الدول في إفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية التي تفتقر إلى الصناعات الدفاعية المحلية الناضجة.

وفي الآونة الأخيرة، افتتحنا مكتباً إقليمياً جديداً في العاصمة الفيدرالية للبرازيل، برازيليا، إذ تقدم الأسواق في قارة أميركا الجنوبية العديد من الفرص لتطوير الأعمال الدولية، وتبادل المعرفة، وتحقيق المزيد من الازدهار. كما افتتحنا مكتباً مخصصاً في دولة الإمارات باسم ملاذ (MALATH) بهدف تحفيز المشاركة التجارية الجديدة بين شركتي إيدج وساها إسطنبول (SAHA)، ما يُمثل فصلاً جديداً في التعاون الإماراتي التركي في قطاعي التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، ويعزز بدوره إيجاد فرص نمو أكبر في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

14. في رأيك، ما الاتجاهات الرئيسية التي ستشكّل مستقبل الأمن والدفاع، وكيف تستعد إيدج لمعالجتها؟

يُحدث الذكاء الاصطناعي (AI) تأثيراً تحويلياً على قطاع الدفاع، إذ يعزز تحليل البيانات وصنع القرار والعمليات المستقلة. ونحن نستفيد من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ونستثمر في تطويرها، وندمجها في مجموعة منتجاتنا، لتحسين كفاءة أنظمتنا ودقتها واستجابتها، وذلك خلال التعاون مع الشركاء المناسبين محلياً ودولياً.

تحمل الحوسبة الكمومية تحديات وفرصاً أيضاً للأمن القومي، وتعمل إيدج وكاتم (KATIM)، إحدى شركات إيدج الرائدة في تطوير منتجات وحلول الاتصالات الآمنة المبتكرة، على معالجتها بطرق فعالة للبقاء في الطليعة. إن قدرة أجهزة الكمبيوتر الكمومية على كسر خوارزميات التشفير السائدة تهدد أمن الاتصالات والمعلومات الحساسة وأنظمة الدفاع والبنية التحتية الحيوية. لذلك، تستثمر شركة كاتم في أنظمة التشفير الآمنة، والتشفير ما بعد الكمي، وطرق التشفير البديلة، ما يضمن سلامة أنظمة الأمن القومي في عصر ما بعد الكم.

15. كيف تتكيف إيدج مع الاحتياجات المتطورة لصناعة الدفاع لضمان استمرار أهميتها وقدرتها التنافسية؟

تستثمر إيدج بكثافة في البحث والتطوير (R&D) للبقاء في طليعة التقدم التكنولوجي، مع التركيز بصورة خاصة على التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذاتية والأمن السيبراني.

ونعطي الأولوية لتنمية رأس المال البشري لتعزيز ثقافة الابتكار وتطوير مجموعة المواهب المستقبلية، إذ تختار إحدى المبادرات الرئيسية لمجموعة إيدج، وهي إيدج إجنايت (EDGE IGNITE)، مهندسي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ذوي الإنجازات العالية من الجامعات المحلية وتوفر لهم تدريباً شاملاً عبر العديد من الشركات داخل المجموعة. ويعزز هذا التدريب الشامل خبراتهم في المجالات الحيوية.

نعزز أيضاً التعاون وبناء الشراكات الاستراتيجية وعمليات الاستحواذ لتوسيع معرفتنا وتعزيز قدراتنا التكنولوجية، بهدف ضمان أن نهجنا القوي الذي يركز على العملاء يقدم حلولاً مخصصة تلبي احتياجاتهم المحددة.

16. كيف تعمل إيدج على تعزيز الابتكار داخل فرقها؟

ملتزمون بصقل مهارات الموظفين الحاليين وتعزيز الابتكار في جميع أنحاء المجموعة. تمتلك إيدج منشأة مخصصة للمعرفة وبناء الفريق، يمكن للمجموعة بأكملها الوصول إليها، وتهدف إلى تعزيز مبادرات الابتكار المفتوح، وتعزيز آلية التفكير العملي، وتشجيع ورش عمل التفكير التصميمي. لذا، يُعد مركز إيدج للتعلم والابتكار (LIF) مركزاً تكنولوجياً مُتقدماً يجمع بين النظرية والتكنولوجيا والممارسة تحت سقف واحد.

يسعى مركز إيدج للتعلم والابتكار إلى تمكين موظفينا من أن يصبحوا منارة في دولة الإمارات لاعتماد تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وقد صُممت البرامج لدعم رحلة التطوير الوظيفي ولتكون مركزاً للتعلم والابتكار والعرض. يربط المركز التحول الرقمي والتميز التشغيلي والثورة الصناعية الرابعة بالعالم الرقمي، ما يمكّن فرقنا بمجموعات المهارات والقدرات الأساسية لتحقيق النجاح.

بالإضافة إلى ذلك، لدينا برنامج إيدجيناس (EDGENIUS)، وهو عبارة عن منصة عبر الإنترنت تنظم حملات ومسابقات تتماشى مع أولويات أعمال إيدج، وتدعم ثقافة الابتكار لدينا عبر المجموعة، وتحدد الأفكار والمقترحات الجريئة الطرح ، كما تُكافئ المواهب المبتكرة، وتسهّل إجراء عملية ابتكار داخلية فعالة.

17. خلال 5 سنوات من تأسيس إيدج، ما أكثر الإنجازات التي تفتخر بها؟

على مدار السنوات السابقة التي تعاونا خلالها مع بعض أكبر الأسماء في القطاع، وصلنا إلى معالم مهمة وشعرنا بلحظات فخر. وبالإضافة إلى إطلاق 27 منتجاً متميزاً في عام 2023، كوّنا أكثر من 75 شراكة استراتيجية عالمية مع كبار اللاعبين في الصناعة.

كما ذكرت سابقاً، تلقينا طلبات بقيمة 5 مليارات دولار أميركي في عام 2022، 35% منها في الصادرات الدولية، ما يمثل زيادة بنسبة 500% على أساس سنوي. وفيما يتعلق بشراكاتنا الحالية والحديثة، فإننا نتعاون مع شركات بارزة في السوق، إضافة إلى شركات صغيرة ومتوسطة الحجم.

من اللحظات التي نفخر بها أيضاً هي افتتاح مكتب لاتام (Latam) الإقليمي في العاصمة البرازيلية، برازيليا، وهو أول مكتب دولي لمجموعة إيدج خارج دولة الإمارات العربية المتحدة.

تغطي البصمة العالمية لمجموعة إيدج الآن 30 دولة عبر 5 قارات هي أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، وأوروبا، وإفريقيا، وآسيا. لقد أسسنا خريطة الطريق القوية لتطوير المنتجات لدينا على مخطط صناعي قوي، الذي شهد زيادة في عدد منتجاتنا إلى أكثر من 160 منتجاً، وهي زيادة كبيرة بمقدار 4 أضعاف منذ انطلاقنا في عام 2019.

حققنا العام الماضي قفزات عدة تتضمن إجراء العديد من عمليات الاستحواذ التي عززت محفظتنا الاستثمارية. لقد أدى استحواذنا على حصص أغلبية في شركات مثل أنافيا وميلريم للروبوتات وفلاريس إلى إحداث عملية متكاملة تتعلق بالقدرات الحالية للمجموعة، وتعزيز الاستثمار في مستقبل المجموعة على حد سواء.

كما حققنا نمواً على المستوى المحلي أيضاً عبر استحوذنا على حصة بنسبة 100% في شركة اعتماد القابضة، وهي شركة متخصصة في تقديم الحلول والخدمات التقنية، ووحدنا قدراتها في إطار مجموعة الأمن الداخلي المنشأة حديثاً. كما استحوذنا على صندوق التنمية الإستراتيجية (SDF)، وهي شركة استثمارية مقرها في أبو ظبي. وقد أدت هذه الخطوات إلى تسريع هيمنتنا في قطاع الحلول الأمنية المحلية مع تنويع عروضنا.

في النهاية، ما رؤيتكم للمضي قُدماً؟

للمضي قدماً نحو مستقبل واعد ومستدام، نواصل دمج ابتكارات السوق التجارية مع القدرات العسكرية، باستخدام التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لنصبح مجموعة رائدة عالمياً في هذا المجال، لا سيما في مجالات الحلول الجوية والبرية والبحرية المستقلة، والأسلحة الذكية، والحلول السيبرانية بما في ذلك الحرب الإلكترونية والاتصالات الآمنة. وتماشياً مع أهدافنا، سنواصل تقديم المنتجات والخدمات بسرعة وتوسيع صادراتنا.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي