تعتبر علاقتك مع مديرك عامل مهم يُنبئ بمدى خبرتك في العمل، فالعلاقات الجيدة تزيد من احتمالية حصولك على مهام مثيرة للاهتمام، وتلقيك آراء ذات مغزى فيما يخص أداءك، عدا عن التقدير الذي تحظى به لمساهماتك. أما العلاقات السيئة فإنها تعني العكس تماماً، ولهذا إليك الإجابة عن السؤال التالي: كيف أتعامل مع مديري الذي يكرهني؟
التعامل مع المدير الذي لا يحبك
إذا كانت علاقتك مع مديرك شائكة، أو باردة جداً، أو قائمة على الجفاء والبعد، أو مليئة بالقيود، فإن عملك –وبالتالي حياتك المهنية– سيكونان مليئان بالمعاناة بلا شك. لكن الخبر السار يكمن في أن هناك خطوات بوسعك اتخاذها لتحسين الأمور.
اقرأ أيضاً: هل يجعلك مديرك السام تسير على منواله؟
ابحث عن مصدر المشاعر التي يحس بها مديرك. لتنجح في هذه المهمة، حاول أن تتجاهل الشعور العاطفي المؤلم الذي تحس به جراء عدم محبة مديرك لك، وركز بدلاً من ذلك على فهم ما يحدث، بعد أن تنحّي شغفك وعاطفتك جانباً. وحتى قبل أن تخلص إلى أن مديرك لا يحبك، استكشف إمكانية أن تكون مخطئاً في تفسير سلوكيات المدير المتعجّلة والناجمة عن توتر ينتابه والتي تعتبرها أنت مقتاً شخصياً لك. حاول أن "تفضفض" وتخبر زميلاً أو زميلين من زملائك المؤتمنين بمشاعرك لترى إن كانا يتفقان معك في مخاوفك، أو قد يطمئناك إلى أن كل الأمور تسير على ما يرام.
أسباب الخلاف مع المدراء وطرق حلها
إذا اكتشفت وجود أدلة وبراهين على أن ثمة شيئاً غريباً في علاقتكما، ابحث عن السبب الجذري في ذلك. وفيما يلي بعض الأسباب الشائعة، وأفضل الطرق للتعامل معها:
1. مديرك يعتقد بأنك شخص غير كفء:
الحل البعيد المدى في هذه الحالة هو تحقيق النتائج وبناء سجل حافل من الأعمال عالية الجودة. لكن على المدى القصير، انتبه إلى أي إشارات ربما أنت ترسلها وتدل على أنك شخص غير متمكن. على سبيل المثال، لا تطرح الكثير من الأسئلة. قد يشير إغراق مديرك بوابل من الأسئلة إلى أنك لا تعرف ما تفعله. وعندما يصبح لديك إحساس واضح بالطريق الصحيح، عبّر عن فهمك للحالة وللمقاربة التي ستأخذها.
2. مديرك لا يحب أسلوبك:
قد يكون أداؤك رفيع المستوى، لكن مديرك لا يحبك لأن أسلوبك لا يروقه. في هذه الحالة، ستلاحظ بأن التصحيحات والتصويبات التي يخبرك المدير بها وملاحظاته لا تخص ما تنجزه أنت، وإنما الطريقة التي تنجزه بها. ويكمن سر معالجة هذا الصِدام في الأساليب في العثور على شيئين أو ثلاثة أشياء صغيرة بوسعك تغييرها وتُحدث فارقاً كبيراً.
اقرأ أيضاً: ماذا تفعل إذا كنت تعتقد أن مديرك يحاول استبعادك؟
3. مديرك لا يتفاعل معك:
إذا شعرت أن مديرك غير قادر على التفاعل معك شخصياً، فحاول إنشاء أي رابطة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تجمعكما معاً. حاول فتح حوار بطرح أحد الأسئلة التالية: "كيف كنت ستنظر إلى هذه الحالة؟"، "ما الخبرات التي اكتسبتها سابقاً وتحدد طريقة تفكيرك حالياً؟"، "ما الأشياء التي ترى بأنني لا أفكر فيها ولا أوليها الاهتمام المطلوب؟". اصغِ إلى مديرك وتعلم منه، وفكر في الكلام الذي تسمعه منه. ومن المهم أيضاً أن تطرح منظورك أنت عليه حتى تمنحه الفرصة ليطّلع على طريقة تفكيرك.
4. مديرك شخص يشعر بعدم الأمان:
إن الوضع الأصعب هو عندما تكون عدم محبة مديرك لك ناجمة عن كونك شخصاً ناجحاً وذكياً وواثقاً، بينما هو شخص غير آمن ويشعر بالتهديد. وليس هناك الكثير من الحلول والعلاجات المفيدة لبناء علاقة مع هذه الأنواع من المدراء. فتصرفك بما يوحي بأنك شخص أقل كفاءة ليس حلاً قابلاً للحياة على المدى البعيد. وتظاهرك بأنك أقل ذكاء قد ينفعك مع مديرك، لكنه يمكن أن يؤذي سمعتك في المؤسسة. وغالباً ما يكون التكتيك الأنجح هو في تقديم جزء من نجاحك وثقتك إلى مديرك. حاول أن تعثر على فرص لتسأله كيف سيعالج مشكلة معينة ومن ثم عبّر له عن امتنانك لمساهمته. "يبدو أن الحل الذي طرحته أنت سينجح. شكراً جزيلاً لآرائك القيمة؛ لقد ساعدتني في توضيح تفاصيل القضية وعرفت كيف أتعامل مع مديري الذي كرهني".
اقرأ أيضاً: