1. إيقاف التوظيف وخفض النفقات                

عندما يزدهر الاقتصاد، ترى موظفين جدداً ينضمون إلى شركتك كل أسبوع.  لكن عندما تتسم التوقعات الاقتصادية بالضبابية، تبدأ الشركات بتقليص تعيين موظفين جدد وخفض بعض النفقات مثل السفر والمكافآت. في حال قررت شركتك الحدّ من النفقات أو التوظيف في العديد من الأقسام (أو جميعها)، فتلك إشارة على محاولتها إدارة أوضاعها المالية.

تستخدم الشركات استراتيجية أخرى لخفض التكاليف، وهي تعيين عاملين بعقود بدلاً من موظفين بدوام كامل للمشاريع المُهمة. وحين لا تنجح هذه المحاولات مجتمعة، تتخذ الشركات غالباً الخطوة التالية وهي التسريح الجماعي للعاملين لتقليل نفقاتها وزيادة الإيرادات المتوقعة للشركة.

ما يمكنك فعله: انتبه لحالة التوظيف والتغييرات في سياسة النفقات. إذا لم تكن واثقاً من قدرتك على متابعتها، فاسأل مديرك في أثناء أحد لقاءاتك الثنائية معه. وفي حال أخبرك أن الشركة توقفت عن التوظيف، فاسأله عن أثر ذلك في فريقك وعملك ومهامك.

وبالمثل، إذا لاحظت أن قيادة الشركة طلبت من فريقك التوقف عن العمل في بعض المشاريع المهمة، فتواصل مع مديرك لتوضيح الأسباب. هذه القرارات هي الخطوة الأولى غالباً للتخلص من عدد من الوظائف أو الفِرق. ألقِ نظرة على الأقسام الأخرى في أثناء هذه اللقاءات. قد تكون قادراً على الانتقال داخل الشركة ونقل مجموعة مهاراتك إلى وظيفة أخرى أقل عرضة للخطر. ابحث عن الوظائف الضرورية لتحقيق الإيرادات على المديين القصير والطويل.

2. إلغاء البرامج والمنتجات

عندما تكون السوق مضطربة، تقرر عدة شركات إيقاف برامج أو مبادرات أو السعي لتحقيق أهداف أقرّتها في بداية السنة المالية. على سبيل المثال، قد يقرر المسؤولون التنفيذيون وقف تطوير منتجات جديدة أو التوقف عن تسويق بعض المنتجات أو الخدمات التي تولد إيرادات قليلة. وعندها تتأثر الفِرق التي تعمل على تلك البرامج أو المبادرات. وتزداد الأمور صعوبة عندما تتبع البرامج لعدة أقسام في الشركة، ما يعني أن إيقافها سيؤثر في وضع الموظفين في أقسام متعددة. حتى لو كنت تعمل ضمن أكثر من فريق، فقد تتعرض لخطر التسريح في حال أوقفت الشركة جزءاً كبيراً من مهامك.

ما يمكنك فعله: انتبه لمدى ارتباط مهامك بأهداف الشركة. لن تكون قادراً على التنبؤ بكل البرامج التي ستلغيها الشركة، لكن معرفة دورك في تحقيق أهداف الشركة ورؤيتها ستساعدك على معرفة إن كنت ستتأثر أم لا.

3. التغيير في أساليب الإدارة

من مهام مديرك البقاء على اطلاع دائم بعملك، ولكن في بعض الأحيان، قد يشير التغيير في سلوكه إلى تسريح وشيك. على سبيل المثال، في حال بدأ مديرك الذي كان لا يتدخل في تفاصيل عملك باتباع سلوك الإدارة التفصيلية فجأة، وأبدى اهتمامه بمشروع تعمل عليه، ومَن تتواصل معهم، وما خطواتك القادمة، فعليك أن تفهم أنها إشارات تحذيرية. يشير هذا التغيير في أسلوب التواصل إلى أن مديرك يستعد لتحمّل أعباء وظيفتك عندما تغادر، ويحتاج إلى معرفة تفاصيل عملك.

في ظل الظروف المالية الصعبة، يُوضع المدراء في موقف صعب، إذ عليهم أن يوازنوا بين ولائهم لفِرقهم ومسؤولياتهم الإدارية، وقد يواجهون صعوبة في إجراء محادثات صادقة ومفتوحة معك حول ما يحدث. فقد يلغي مديرك اجتماعاته الدورية معك أو يؤجلها، أو يعطيك إجابات غير واضحة عن الأسئلة الصعبة. قد يكون ذلك غير مقصود أو لأنه على علم بالتغييرات القادمة. وهنا عليك ملاحظة إذا ما كان يشرح لك الأسباب الكامنة وراء تغيير سلوكه بوضوح.

ما يمكنك فعله: أفضل استراتيجية هنا هي الوضوح وطرح الأسئلة الصعبة. في حال لاحظت هذه التغييرات، اسأل مديرك بأدب عما إذا كانت لديه أي ملاحظات حول أدائك في الفترة الأخيرة وإن كان قلقاً حول مستقبل الفريق. اسأله عما إذا كانت القيادة تناقش تسريح العاملين بوصفه خياراً محتملاً. وفي حال لاحظت تردداً أو عدم وضوح في إجابته، فقد حان الوقت للبحث عن وظيفة أخرى.

4. توجهات عمل الشركة وأنماطها

تخفّض شركات عدد موظفيها كل عام تقريباً في نفس الفترة بناءً على خططها الاستراتيجية حتى لو كان الاقتصاد مستقراً، على سبيل المثال، إذا أدركت الشركة أنها بحاجة إلى دمج الإدارات أو الأقسام لتصبح أكثر فعالية وكفاءة، فقد تتخذ قراراً بالتسريح. يطبّق بعض الشركات ذلك كل عام في نفس الفترة تقريباً، ويعيد بعضها النظر في بنيته التنظيمية على مدار العام. وتزيد ضبابية الوضع الاقتصادي الطين بلة، وتؤدي إلى تسريح جماعي للعاملين، وبخاصة مع وجود أقسام من الشركة لا تعمل على ما يرام أو دُمجت مع وحدات أعمال أخرى بسبب بحث الشركة عن المزيد من الفرص لتوفير المال.

ما يمكنك فعله: فكر في أهداف الشركة المتعلقة بالإيرادات التي تتجاوز نطاق قسمك. وعليك معرفة مواعيد تسريح شركتك للموظفين وكيف فعلت ذلك سابقاً، وما الأقسام التي تأثرت، وما الأهداف الجديدة التي وضعتها. سيساعدك ذلك على معرفة الفترة التي من المرجح أن تفكر فيها الشركة في عمليات الدمج أو إعادة الهيكلة التنظيمية. وفي حال تزامنت السنة المالية للشركة مع السنة التقويمية، فمن المحتمل أن تنفذ الشركة هذه القرارات في الربع الرابع من العام أو الربع الأول من العام الذي يليه.

5. تضخم الأجور

الشركات الناشئة التي تسعى للحصول على التمويل والشركات العامة الأكبر حجماً منها التي تنفق أكثر من 30% من إجمالي الإيرادات على الأجور والرواتب أكثر عرضة من غيرها لخطر تسريح الموظفين. عندما تضطر هذه الشركات إلى تخفيض النفقات في ظل الاقتصاد غير المستقر، فإن تخفيض الأجور والرواتب والمزايا والضرائب المرتبطة بها هي الطريقة الأسهل والأسرع لتقليل نفقات التشغيل بدرجة كبيرة. صحيح أن الشركات تخصص ميزانياتها بطريقة تترك مجالاً للاضطرابات أو زيادات الإنفاق غير المتوقعة، لكنها لسوء الحظ، تلجأ أولاً إلى إلغاء التعويضات والمزايا في معظم الأحيان.

ما يمكنك فعله: في حال كنت تعمل في شركة عامة مقرها الولايات المتحدة، فابحث عن تقاريرها المالية والتشغيلية الربع السنوية أو السنوية على نظام إدغار (EDGAR) التابع لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية. ثم ابحث عن إجمالي نفقات الرواتب. يمكنك تقسيم هذا الرقم على إجمالي الإيرادات في التقرير وضرب الناتج بـ 100 للحصول على النسبة المئوية الدقيقة التي تنفقها الشركة على التعويضات والمزايا. إذا كانت النسبة أكبر من 30% من إجمالي الإيرادات، فمن المرجح أن تفكر الشركة في تسريح العاملين، لا سيما في ظل الاقتصاد المتعثر.

لسوء الحظ، إذا كانت الشركة التي تعمل بها خاصة، فليس عليها الإبلاغ عن المعلومات المالية أو الإفصاح عنها للجمهور. في هذه الحالة، يتعين عليك معرفة إذا ما كانت قيادة الشركة تظهر مؤشرات أخرى على وجود مشكلة مالية. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل في شركة ناشئة، فلاحظ دورة التمويل المقررة القادمة. فإذا وجدت تأخيراً في استلام الأموال أو فشل صفقة مع مستثمر صاحب رأس مال مغامر، فقد يشير ذلك إلى تسريح وشيك.

من الصعب تجاوز محنة التسريح. أفضل شيء يمكنك فعله حالياً هو التواصل وأن تكون على دراية بكل تغيير في الشركة. وكلما كنت متيقظاً، كان من الأسهل التنبؤ بموعد بدء التحضير لخطوتك التالية. صحيح أن التسريح مؤلم، لكن تذكّر أنه لا يتعلق بقيمتك وأهميتك المهنية. لكنه خطوة تتخذها الشركة لمحاولة الحفاظ على استقرارها المالي قدر الإمكان.