أدرك تماماً أن مهاراتي الإملائية ضعيفة، لكني تلقيت تنبيهين حول هذه الحقيقة. فقد أشار أحد القراء في تعليق على هذه المادة بالذات إلى أنني كتبت كلمة "موائمة" بدلاً من "مواءمة"، وكتبت "توخّى الحذر" بدلاً من "توخَّ الحذر"؛ وأعرب عن خيبة أمله وقال إنه حريّ بي ألا أقع في هذه الأخطاء الساذجة، وهو محق. وقبل أسبوع فقط، تلقيت رسالة إلكترونية من أحد المعجبين المستائين من خطأ إملائي آخر في الصفحة الرئيسية لموقعي. أعترف أن هذه الأخطاء محرجة بالفعل.
كنت من القلائل الذين شعروا بسعادة غامرة عندما اختُرع التدقيق الإملائي التلقائي، فأنا أبذل جهداً مضاعفاً في هذا الجانب، لكن على الرغم من جهودي وإدراكي لهذا الضعف، لا تزال مهارتي الإملائية ضعيفة جداً.
من المجالات الأخرى التي أعاني فيها الضعف: الجوانب الحسابية من عمليات الاندماج، والتركيز على التفاصيل، وإنجاز المهام التي لا تثير شغفي أو اهتمامي، ودفع الفواتير في الوقت المناسب، والتفاوض. نتيجة لذلك، تركت العمل المصرفي وأنشأت شركتي الخاصة للتدريب على التواصل لأنني متحدثة بارعة ولم أعد أرغب بعد الآن في التعامل مع تحليلات نمو القيمة أو تدهورها بعد عمليات الاندماج أو الاستحواذ، ووظفت مساعداً افتراضياً لإدارة تفاصيل جدول أعمالي وسفري ومهامي الإدارية، وفوضت إلى زوجي دفع الفواتير والتعامل مع المسائل القانونية وقضايا الترخيص والتفاوض على العقود وغير ذلك (لقد ساعدني كثيراً).
عندما يُطرح علينا سؤال: "ما نقاط ضعفك" في المقابلات الشخصية، غالباً ما نُعدّ إجابة تعترف ببعض العيوب الطفيفة لكنها تظهر أننا مؤهلون ومتميزون جداً. صحيح أن هذا السؤال يتيح لنا تزيين إمكاناتنا، لكن من المهم في الواقع أن نعترف بصدق بنقاط ضعفنا ونواجهها.
إذا لم تكن بارعاً في وظيفتك، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في تغيير مسارك المهني، فأداء المهام التي لا تتقنها مثير للتوتر ومرهق جداً. كان العمل في الاستثمار البنكي يسبب لي قلقاً شديداً كل يوم، كنت أدرك أني لا أستغل كل إمكاناتي، لكني شعرت بالتخبط والارتباك دائماً، وهذا القلق الداخلي هو أحد أسوأ ما تقضي به أيامك.
إذا كنت تتقن جوانب معينة من وظيفتك ولكنك تعاني صعوبة في مجالات أخرى، فمن الضروري أن تعترف بنقاط الضعف هذه قبل أن يكتشفها الآخرون ثم ضع استراتيجية لمعالجتها. لديك 3 خيارات لكيفية التعامل مع نقاط ضعفك:
- واجهها بشجاعة: اعترف أنك بحاجة إلى إتقان المجالات التي تعاني الضعف فيها كي تتمكن من أداء وظيفتك بفعالية؛ ربما تحتاج إلى تعلم مبادئ المحاسبة أو دراسة فنّ الترويج الناجح في المبيعات أو تدريب نفسك على التعبير عن آرائك في الاجتماعات إذا كان هذا ما يتطلبه الأمر للحصول على ترقية في مؤسستك. ابحث عن مرشدين أو اعمل ساعات إضافية أو ابقَ حتى وقت متأخر. اطلب من مديرك أن يكلفك بمهام متوسعة المجال أو اتبع دورة تدريبية. تحمل مسؤولية التعلم وتطوير نفسك لتحقيق النجاح الذي تصبو إليه، ولا تكذب على نفسك أو تلطّف الواقع؛ فالأمر لا يتعلق بمقابلة عمل فحسب، بل بمصدر رزقك؛ يجب أن تكون بارعاً في عملك.
- استعن بمصادر خارجية أو فوّض مهامك: إذا لم تكن مضطراً إلى إتقان المهام التي لا تجيدها شخصياً، يقترح مستشار الأعمال المعروف، ماركوس بكنغهام، أن تركز على مواطن قوتك، وهذه إحدى مزايا أن تكون رائد أعمال، فأنا أقرر ما أفعله بنفسي وما أفوضه للآخرين ليؤدوه نيابة عني. إذا كنت تعتقد أنه بإمكانك النجاح دون إتقان مهارات معينة (مثل البيع أو كتابة خطة عمل أو تنظيم حدث صحفي)، فامض قدماً وفوّض ما يمكنك تفويضه وخصص وقتك وطاقتك للمهام والمشاريع التي تبرع فيها وتلهمك وتثير حماستك.
- ابحث عن وظيفة جديدة: إذا كانت فكرة إتقان المهارات التي تحتاج إليها للتفوق في وظيفتك الحالية تؤرقك، فقد لا يكون عملك الحالي مناسباً لك. وإذا كنت لا ترى أنك ستحقق أهدافك المهنية بالاعتماد على مواهبك الفطرية أو بالاستفادة من قدرتك على التعلم، فقد حان الوقت للتفكير في استراتيجية الخروج من هذا المجال؛ فالحياة أقصر من أن تكتفي بالعيش فقط. فكّر في مواطن قوتك والقطاعات أو الأدوار التي قد تنجح فيها، ثم ابدأ بالتواصل مع الأصدقاء والزملاء للتخطيط لانتقالك إلى مهنة أكثر إرضاءً.
في نهاية المطاف، الوعي الذاتي هو أفضل صديق لنا. إذا استمعنا إلى حدسنا ووثقنا فيه وبذلنا الجهد اللازم، فسنتمكن من الاستفادة من إمكاناتنا الكاملة.