كيف تكتشف غطرستك وتعالجها؟

2 دقائق
shutterstock.com/Peshkova

الثقة بالنفس هي سمة يتعين على كل قائد اعتناقها وتعزيزها لدى الآخرين، لكنها قد تتحول إلى غطرسة، عند الإفراط في تبنيها. 

من السهل الإفراط في الثقة بالنفس. كتبَ جيمس كولينز (James Collins)، عن الجانب التنظيمي للغطرسة في كتابه الأخير بعنوان "كيف يسقط العظماء" (How the Mighty Fall): وأولى مراحل الفشل التنظيمي هي "الغطرسة الناتجة عن النجاح"، وهي تظهر عندما يصاب الأشخاص بالغرور ويعتبرون النجاح فعلياً استحقاقاً، ويتغاضون عن العوامل الأساسية الحقيقية التي أدت إلى النجاح في المقام الأول.

يحيد العديد من القادة إلى سلوكيات متغطرسة دون إدراك أوجه قصورهم. إذ قد تكون نوايانا حسنة، لكننا نعاني جميعاً من نقاط عمياء. لذا، كيف يعرف القادة أن ثقتهم بأنفسهم بلغت حد الغطرسة؟ فيما يلي بعض الإشارات التحذيرية:

تتخذ الكثير من القرارات بشكل مستقل. لا، التردد ليس مفيداً، لكن يجلب المدراء الذين يتخذون جميع القرارات بأنفسهم دون التشاور مع الفريق المشاكل لأنفسهم. إلى أي درجة تطلب مساهمات الآخرين؟

لا يمكنك تذكر المرة الأخيرة التي تحدثت فيها مع زبون. ليس الإخفاق في اكتشاف آراء الآخرين حول ما تقدمه متهوراً فقط، لكنه يُفضي إلى الفشل في المستقبل. إذا كنت تعتقد أنك "مشغول جداً" لتتواصل مع الزبائن، فهذه إشارة تحذيرية.

تتناول الغداء مع نفس الأشخاص دائماً. يعزلك التعاطي مع أقران محددين فقط عن الناس الذين قد يقدمون وجهات نظر بديلة.

يبدو أن فريقك يتفق معك في الرأي دائماً. إذا لم يعارضك أحد منذ وقت طويل، فقد تكون قد أوجدتَ دون قصد ثقافة خالية من الأنباء السيئة، كما أن إحاطة نفسك بأشخاص يستطيعون القيام بأمر واحد فقط، وهو الإيماء برؤوسهم إيجاباً، هو دعوة إلى وقوع الكارثة.

عندما يحدث خطب ما، فالسؤال الأول الذي تطرحه هو "من المسؤول؟". قد يكون هذا مؤشراً على مغالاتك في المساءلة على حساب حل المشاكل، الأمر الذي قد يعتبره فريقك على أنه توجيه للاتهامات.

إذا بدا أي مما سبق مألوفاً بالنسبة لك، فكّر في ما ينبغي عليك تغييره. ما الذي تستطيع فعله؟

ابدأ من خلال مطالبة الأشخاص بالرد. يجب أن يكون الموظفون قادرين على إخبار مدرائهم بما يفكرون فيه حقاً، إذ يجلب المدراء الذين يجعلون الأشخاص غير مرتاحين إزاء قول الحقيقة المشاكل لأنفسهم، وينتهي بهم الحال برفض الواقع.

لذا، اذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وأصِرّ على الصراحة. اعتنق الرومان القدماء مبدأ البساطة المتمثل في الصراحة. يدين كل مدير لموظفيه بالحديث الصريح حول أدائهم فضلاً عن أداء الفريق والشركة. يمكن للصراحة أن تكون مريحة للنفس إذ إنها تُزيل غشاوة "الخداع والزيف" التي تميل المؤسسات إلى إيجادها.

خصص الوقت لتجوب القاعات وتتحدث إلى الزبائن والموردين، واحصل على المعلومات الصريحة حول طريقة أداء الشركة. لا تأخذ التقارير الداخلية على محمل الجد. إذ تُعَدّ التقارير أحياناً لتحمي المذنب من المساءلة. استخدم أسلوب الرقابة الخاص بك لتكتشف الحقيقة.

أخيراً، تذكر أنه من واجبك الإصغاء، بمجرد أن تبدأ الأطراف المعنية بالتكلم بمزيد من الانفتاح.

غالباً ما تكون الثقة فضيلة، ودون الثقة بالنفس، ينتظر المدير قيام شخص آخر بخطوة تقدمية. يجب أن يتمتع القادة بالثقة بالنفس كي يمتلكوا روح المبادرة ليتولوا القيادة، ويجب أن ينشروا تلك الثقة بالنفس في جميع أنحاء مؤسساتهم، ويجب أن يعرف كل موظف أن مديره لا يؤمن بنفسه فحسب، بل بقدرة الفريق على تحقيق أهدافه أيضاً.

لكن، كما شهدنا في كثير من الأحيان، تُعتبر الثقة الزائدة مشروباً ساماً يؤدي إلى آثار ثمالة طويلة جداً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي