كيف تستجيب لطلب موظفك بالاستقالة؟

4 دقائق
استقالة

ملخص: إن تلقيك إشعاراً من موظفك برغبته في الاستقالة لا يعني نهاية العالم أو نهاية العلاقة. ويعرض المؤلف في هذه المقالة نصائح حول كيفية الاستجابة بطريقة بناءة ومهنية لطلب أحد موظفيك بالاستقالة. أولاً، اقتطع دقائق من وقتك لتقبّل الخبر. لا مانع في أن تُبدي اندهاشك أو أن تقول شيئاً مثل: "لم أكن أتوقع ذلك". وتجنّب أن تُبدي رد فعل اندفاعي وأن تتفوه بكلمات تترك انطباعاً سلبياً عنك وعن المؤسسة وتجعلك تندم على قولها في النهاية. وراقب أي ردود فعل حالية وحاول إدارتها ولا تأخذ طلب الاستقالة على محمل شخصي. ومن المهم أيضاً أن تُظهر دعمك واهتمامك الحقيقي بشأن سبب رغبة الموظف في الاستقالة وما ينوي فعله بعد ترك العمل. تأكد أيضاً من مواءمة احتياجاته مع احتياجاتك قبل تركه العمل لضمان أن تكون عملية انتقاله سلسة. قد يشمل ذلك ممارسة الأخذ والعطاء أو الانتهاء من مشروع معين أو مجموعة من المهام، أو تدريب الآخرين على تولي مسؤوليات الموظف الذي يرغب في الاستقالة لتقليل الاضطراب الحاصل في سير العمل، أو حتى تعيين بديل عنه. وقد يفيد استخدام هذه الاستراتيجيات جميع الأطراف في المضي قدماً بطريقة إيجابية.

 

مع استقالة أكثر من 4 ملايين شخص من وظائفهم كل شهر خلال الربع الأول من عام 2022 وسعي نسبة 44% من العمال إلى البحث عن وظائف جديدة حالياً، فمن المحتمل تماماً أن يقدّم أحد أعضاء فريقك استقالته على المدى القريب أيضاً. وقد لا يكون مقدّم الاستقالة هو الموظف الذي اعتقدت أنه سيستقيل عن قريب، أو ذلك الذي كنت تأمل أن يستقيل بالفعل، بل قد تتفاجأ من هوية مقدمها، فقد يكون مساهماً رئيساً في فريقك، أو شخصاً تستمتع بالعمل معه ويتمتع بإمكانات كبيرة في مؤسستك. فكيف تستجيب عندما يقدم مثل ذلك الموظف إشعاراً بالاستقالة؟

يوجد العديد من الأمور التي يجب عليك تجنبها، كأخذ الأمر على محمل شخصي، أو التقليل من قيمة فرصته الجديدة، أو انتقاده (إلى جانب أمور أخرى)؛ من جهة أخرى، هناك 6 خطوات أساسية تضمن أن يكون ردّك بنّاءً ومهنياً في أثناء التعامل مع الأخبار المفاجئة.

خذ استراحة قصيرة

أولاً، اقتطع دقائق من وقتك لتقبّل الخبر. لا مانع في أن تُبدي اندهاشك أو أن تقول شيئاً مثل: "لم أكن أتوقع ذلك". وتجنّب أن تُبدي رد فعل اندفاعي وأن تتفوه بكلمات تترك انطباعاً سلبياً عنك وعن المؤسسة وتجعلك تندم على قولها في النهاية.

راقب أي ردود فعل حالية وحاول إدارتها

خذ نفساً عميقاً خلال فترة الاستراحة تلك وحاول أن تميز ماهية مشاعرك بدقة. تقول مؤلفة كتاب "الرشاقة العاطفية" (Emotional Agility)، سوزان ديفيد، إن تسمية مشاعرنا هي الخطوة الأولى في إدارتها. لذلك، حاول أن تكون واضحاً ودقيقاً قدر الإمكان. قد تشعر بالإضافة إلى الدهشة بالإحباط أو اليأس أو الأسى أو عدم الثقة أو الخيانة أو الغضب أو الإهانة أو الانزعاج أو بخيبة أمل شديدة أو مجرد حزن جلي. ويوجد في الواقع العديد من الأنواع للمشاعر السلبية، وقد يساعدك تحليل المشاعر التي تنتابك على تعزيز وعيك الذاتي ويمكّنك من التحكم بمشاعرك بشكل أكثر فاعلية والاستجابة لها بطريقة بنّاءة.

في حين قد يؤدي عدم إدراكنا لتلك المشاعر السلبية إلى ظهورها على نحو غير متوقع، ما يدفعنا إلى تقديم ملاحظات أو ممارسة سلوكيات غير بنّاءة أو انعكاسية نندم عليها فيما بعد، كالانتقاد أو الإهانة أو الإدلاء بتعليق ساخر. حاول ألا تُفصح عن شعورك بالخيانة أو الغضب، حتى لو كانت تلك المشاعر حقيقية، بل يُعتبر التعقّل أفضل من الشجاعة في مثل تلك المواقف. وحتى إذا كنت حزيناً أو محبطاً بالفعل، لا بأس أن تقول: "يؤسفني سماع أنك ستترك العمل، لكن تبدو الفرصة التي حصلت عليها رائعة بالفعل. وسنفتقد وجودك معنا".

لا تأخذ استقالة الموظف على محمل شخصي

قد نشعر بالأسى أو الخيانة عند ترك مثل أولئك الموظفين العمل لأننا عادة ما نأخذ تلك الأخبار على محمل شخصي. وحتى لو كنت قادراً على تحسين أدائك كمدير (وجميعنا قادرون بالفعل على إيجاد طرق نحسّن أداءنا من خلالها)، لا يُعتبر تركهم العمل بياناً حول قيمتك الشخصية أو مدى روعتك كشخص، لذلك فمن الأفضل أن تضع أناك جانباً وتتحكم بأي مشاعر قوية أو جارحة تنتابك. قد يستقيل بعض الموظفين بحثاً عن فرص عمل أفضل أو سعياً وراء تعويضات أفضل أو لأسباب شخصية أو كل ما سبق. وقد يتمثّل أفضل مسار للتطوير الوظيفي بالنسبة لهم في ترك العمل بالمؤسسة واكتساب الخبرة من مكان آخر. وذلك مسارهم الوظيفي، ومن واجبك احترامهم لأنهم اتخذوا الخيار الأفضل لأنفسهم و/أو مسارهم المهني و/أو أسرهم، وهو الخيار الذي قد تتخذه لنفسك أنت أيضاً. وهم بذلك يظهرون الولاء لأنفسهم، وليس الخيانة لك.

كن فضولياً وتبنّى عقلية النمو

أبدِ اهتمامك وفضولك لمعرفة سبب تركهم العمل وما ينوون فعله بعد الاستقالة. ما الذي يمكنك تعلمه والذي سيفيدك ويفيد المؤسسة والموظفين الآخرين في المستقبل؟ يمكنك أن تسأل: "ما الذي يمكننا فعله لحثك على مواصلة العمل؟" قد لا يكون للإجابة عن ذلك السؤال أي معنى في الوقت الحالي لأن الموظف قبل منصباً آخر بالفعل. لكن أخبرت إحدى عميلاتي مديرها عند إرسالها إشعار الاستقالة أن أحد منافسي الشركة قدم لها عرضاً لشغل منصب أعلى مع أجر أعلى بكثير، وهي قضية كانت مؤسستها تتوانى عنها وأهملتها منذ مدة. وكانت المفاجأة أن قدمت لها المؤسسة في غضون أيام قليلة عرضاً أفضل أقنعها بالبقاء في النهاية.

وعلى الرغم من أن هذا السيناريو قد يكون استثناءً، لا يزال من المهم طرح السؤال أعلاه، الذي يمكن صياغته على هذا النحو أيضاً: "ما الذي يمكننا فعله أيضاً لاستبقائك؟" أو "ما الذي شجعك على قبول تلك الوظيفة الجديدة؟" قد تكون استجابتهم مرتبطة برغبتهم في تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية، أو القدرة على العمل عن بُعد، أو وجود ثقافة أكثر شمولاً، أو تولي تحديات جديدة ومثيرة مع مزيد من المسؤوليات، أو القدرة على اتخاذ القرارات. وقد تكون تلك التقييمات مفيدة لك وللمؤسسة بحيث تتيح لك معالجة تلك المجالات للموظفين الحاليين والمستقبليين، حتى لو فات الأوان لاتخاذ أي خطوة حيال موظف ما بعينه.

أظهر دعمك لهم

يُعد الحفاظ على علاقات عمل إيجابية مع الموظفين الذين يرغبون في الاستقالة أمراً مهماً، بغض النظر عن المدة التي عملت فيها معهم، ومن المهم بالتالي أن تظهر دعمك لقراراتهم وأن تساعدهم على ترك العمل بعلاقة طيبة، فقد تحتاج إلى رسالة توصية إيجابية منهم يوماً ما.

علاوة على ذلك، لا يزالون بصفتهم موظفين سابقين سفراء للعلامة التجارية للشركة وقد يصبحون زبائنها في المستقبل أو عملاءها أو مصدر إحالة للشركة والموظفين الآخرين. وعندما تُبدي دعمك وحماسك لفرصهم الجديدة، فإنك بذلك تبقي الباب مفتوحاً لهم للعودة إلى المؤسسة يوماً ما، مهما كنت محبطاً. احتفل لذلك بمساهماتهم ومساعيهم التالية، وقدم لهم المساعدة في الانتقال إلى منصابهم الجديدة.

اطلب ما تحتاج إليه بصراحة

عندما يقدم موظف ما إشعاراً بترك العمل، فمن المحتمل أن يضع تاريخاً لآخر يوم عمل له في المؤسسة. وقد يرغب في أخذ قسط من الراحة قبل بدء رحلة الوظيفة الجديدة. لذلك تأكد من مواءمة احتياجاته مع احتياجاتك قبل تركه العمل لضمان أن تكون عملية انتقاله سلسة. قد يشمل ذلك ممارسة الأخذ والعطاء أو الانتهاء من مشروع معين أو مجموعة من المهام، أو تدريب الآخرين على تولي مسؤوليات الموظف الذي يرغب في الاستقالة لتقليل الاضطراب الحاصل في سير العمل، أو حتى تعيين بديل عنه.

إن تلقيك إشعاراً من موظفك برغبته في الاستقالة لا يعني نهاية العالم أو نهاية العلاقة. صحيح أن ذلك الخبر سيكون مفاجئاً لك، إلا أن استخدام الاستراتيجيات الست المذكورة أعلاه يمكن أن يساعدك على الاستجابة بطريقة بنّاءة تعزز العلاقة وتساعد جميع الأطراف على المضي قدماً بطريقة إيجابية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي