ملخص: بصفتك وافداً جديداً إلى قوة العمل، قد تشعر بأنك مضطر إلى اغتنام كل فرصة تواصل تأتي في طريقك. ومع ذلك، فإن تخصيص مواردك باستمرار للأفراد الخطأ يمكن أن يستنزف وقتك وطاقتك وتركيزك ويمنعك من التركيز على العمل الهادف. ثمة حالات من مصلحتك فيها رفض دعوة التعارف بلباقة. فيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه لها عند اتخاذ قرار بشأن قبول طلب التعارف: أن يكون الشخص مهتماً في المقام الأول ببيع منتج أو خدمة لك بدلاً من بناء علاقة مهنية حقيقية؛ أن يأتي الطلب من شخص سمعته مشكوك فيها ويتضمن أنشطة قد تعرّض نزاهتك للخطر؛ أن يطلب منك الشخص مساعدته قبل أن تتعرف إليه؛ أن تكون قد تعاملت مع الشخص من قبل وكانت لك معه تجربة سلبية.
لنفترض أنك حصلت مؤخراً على أول وظيفة لك بعد التخرج في الكلية ولم يمضِ على توليها سوى أسبوعين فقط عندما تلقيت أول طلب تعارف. رصد أحد زملائك السابقين بالجامعة وظيفة شاغرة في مؤسستك وأرسل إليك رسالة على لينكد إن. يريد أن يعرف:
- هل يمكنك إجراء محادثة سريعة معه؟
- هل ما يزال الإعلان عن الوظيفة قائماً؟
- هل يمكنك تقديمه إلى مدير التوظيف؟
- هل يمكنك اقتراح أسماء أخرى يمكنه التواصل معها؟
على الرغم من أنك شخص ودود وتحب مساعدة الآخرين، تشعر بالتردد في الاستجابة لهذا الطلب للأسباب التالية؛ أولاً، لا تعرف الكثير عن طبيعة عمله. ثانياً، لم تتواصل معه قط من قبل. ثالثاً، لا تزال تبني سمعتك المهنية وتتجنب تقديم توصية يُحتمل أن تكون خاطئة.
ما الذي يجب عليك فعله؟
بصفتنا مستشارين ومدربين تنفيذيين في مجال القيادة، كثيراً ما نواجه هذا السيناريو إذ نتلقى طلبات تعارف من أفراد بالكاد نعرفهم يتطلعون إلى دخول قطاعنا أو يسعون إلى التعرف على زملائنا وعملائنا. وعلى الرغم من أننا نقدّر الجوانب الإيجابية للتعارف، تعلمنا على مر السنين أن هناك قيمة مماثلة لحماية وقتنا والعلاقات التي بنيناها بشق الأنفس.
لذلك، نصيحتنا لك هي: اتبع حدسك عند اتخاذ قرار بشأن قبول طلب تعارف. ثمة حالات من مصلحتك فيها رفض الدعوة بلباقة، والموقف المذكور أعلاه هو أحدها.
لقد انتهك زميلك السابق مبدأ أساسياً من مبادئ التعارف: لا تسأل عما يمكن لشبكتك أن تفعله من أجلك، بل اسأل عما يمكنك فعله من أجل شبكتك. طلبه سابق لأوانه ويبدو أنه يخدم مصالحه الشخصية، وكيف ستعرف إذا ما كان مناسباً للوظيفة إذا لم تكن تعرف شيئاً عن جودة عمله؟ ولماذا ستخاطر بعلاقاتك مع زملائك من خلال تعريفهم إلى شخص لا تستطيع أن تضمن كفاءته؟ قد يضر ذلك بمصداقيتك في نهاية المطاف.
بصفتك وافداً جديداً إلى قوة العمل، قد تشعر بأنك مضطر إلى اغتنام كل فرصة تواصل تأتي في طريقك. ومع ذلك، فإن تخصيص مواردك باستمرار للأفراد الخطأ يمكن أن يستنزف وقتك وطاقتك وتركيزك ويمنعك من التركيز على العمل الهادف. كلما تعلمت هذا الدرس القيم مبكراً، ستصبح أكثر انتقائية في اختيار الأشخاص الذين تتعامل معهم، وبالتالي ستبني شبكة أقوى.
المثال السابق موقف من عدة مواقف قد تواجهها في أثناء تعاملك في هذا المجال. فيما يلي بعض العلامات التحذيرية الإضافية التي يجب الانتباه لها عندما تتلقى طلباً للتعارف.
العلامة التحذيرية الأولى: التركيز الأساسي للشخص هو بيع منتج أو خدمة لك بدلاً من بناء علاقة مهنية حقيقية. على سبيل المثال، إذا تلقيت طلب تواصل على لينكد إن لا يذكر شيئاً عنك أو نقاط مشتركة بينكما أو علاقات مشتركة، ويتضمن فقط معلومات حول ما يبيعه، فمن الأفضل رفض الطلب.
العلامة التحذيرية الثانية: يأتي الطلب من شخص لديه سمعة مشكوك فيها وينطوي على أنشطة قد تضر بسمعتك أو تتعارض مع أخلاقياتك. ارفض الطلب.
العلامة التحذيرية الثالثة: يطلب الشخص منك المساعدة (أو يتجاوز الحدود بطريقة أخرى) قبل أن تتعرف عليه. يجب ألا يكون التعارف فرضاً، بل فرصة لبناء علاقات حقيقية طويلة الأمد، لكن بناء هذه العلاقات يستغرق وقتاً، وبمجرد أن تنضج، قد تثمر عن فوائد مثل علاقات إضافية أو مشاريع أو فرص عمل جديدة. هذه هي النتائج الثانوية لبناء العلاقات، وأي شخص يطلب مساعدتك صراحة قبل أن يكسب ثقتك لا يستحق استجابة إيجابية.
العلامة التحذيرية الرابعة: تفاعلتَ مع الشخص من قبل وكانت لديك تجربة سلبية معه، أو لدى أشخاص آخرين في شبكتك تجربة سلبية معه. من المقبول تماماً أن ترفض شخصاً يجعلك تشعر بعدم الارتياح. علاوة على ذلك، إذا عبّر أفراد موثوقون في شبكتك عن تحفظاتهم بشأن هذا الشخص، فاعتبر ذلك معلومة قيّمة.
بالإضافة إلى العلامات التحذيرية التي قد يبديها الآخرون، هناك بعض العلامات التي يجب الانتباه لها لديك:
العلامة التحذيرية الخامسة: تجد نفسك توافق باستمرار على طلبات تعارف ليس لديك وقت للالتزام بها أو ينتهي بك الأمر إلى تجاهلها. إذا كنت تدير حالياً شبكة كبيرة ولا تستطيع التواصل بفعالية مع أشخاص إضافيين، أو كانت لديك شبكة صغيرة من المقربين ولا ترغب في توسيعها، فلا تتردد في الرفض، فإدارة الشبكة تتطلب جهداً، ومن الأفضل لك وللشخص الآخر رفض الطلب عندما لا تستطيع الاستثمار في العلاقة أو لا ترغب في ذلك حقاً.
العلامة التحذيرية السادسة: تتعامل مع كمّ كبير من طلبات التعارف إلى حد يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي. في هذه الحالة، من الضروري أن تعطي الأولوية لصحتيك النفسية والجسدية. يحتاج الجميع إلى وقت راحة، لذا اسمح لنفسك بأخذ هذا الوقت. إذا تلقيت طلباً للتعارف من شخص ما ترغب في مقابلته أو التواصل معه في وقت لاحق، يمكنك دائماً التعبير عن امتنانك لمبادرته، وتوضيح أنك تأخذ حالياً استراحة من التعارف، والتعبير عن حرصك على التواصل معه بعد انتهاء استراحتك.
العلامة التحذيرية السابعة: غالباً ما تلتقي بأشخاص ترغب حقاً في مساعدتهم، لكنهم يطرحون أسئلة لا يمكنك الإجابة عنها، وهذا يشير إلى أنك تضيع وقتك في الاستجابة لطلباتهم. النهج الأفضل هو تقديمهم إلى الأشخاص الذين تتوافق خبراتهم مع احتياجاتهم. إذا لم تتمكن من ذلك، فالأفضل أن تكون صادقاً معهم، فذلك سيوفر الوقت لك ولهم.
بافتراض أنك قررت رفض بعض طلبات التعارف، إليك بعض الطرق لفعل ذلك بطريقة لبقة ومحترمة وواضحة:
السيناريو الأول: لست مهتماً الآن بمقابلته، ولكن قد ترغب في التواصل معه في المستقبل وتقديم المساعدة.
شكراً لك على التواصل. في الوقت الحالي، أنا غير قادر على تخصيص وقت للمحادثة، لكنني لا أزال أرغب في المساعدة. مرفق بعض المقالات المتعلقة بالموضوع الذي ترغب في مناقشته. أنا أيضاً عضو في [اسم المؤسسة المهنية مع رابط موقعها الإلكتروني]، التي قد تفكر في الانضمام إليها لاكتساب المزيد من الأفكار حول هذا الموضوع. سأحضر الاجتماع السنوي في مايو/أيار. ربما يمكننا اللقاء حينها.
يمكنك أيضاً أن تعرض عليه تقديمه إلى معارف آخرين قد يكونون مفيدين له، ولكن فقط بعد أن تسأله إذا ما كان منفتحاً ومهتماً بذلك.
السيناريو الثاني: حددت إحدى العلامات التحذيرية المذكورة أعلاه وتريد أن ترفض بحزم.
شكراً لك على التواصل. لدي شبكة من الأشخاص الذين تربطني بهم علاقات وطيدة. في الوقت الحالي، لا أرغب في توسيع شبكتي، ولكنني أقدّر طلبك.
إذا شعرت بأنك مضطر إلى التوسع في الشرح أكثر أو فعل المزيد، فضع في اعتبارك أن وقتك وطاقتك ومواردك محدودة، ومن الأفضل توجيهها للعلاقات التي ترغب في تعزيزها. يمكن أن يكون التعارف نقطة تحول جذرية في نموك الشخصي وأيضاً المهني. لذلك، لا تتردد في رفض طلبات التعارف التي لا تخدم مصلحتك أو مصلحة الطرف الآخر. ستشعر بالرضا عن قرارك في النهاية.