ماذا تفعل عندما لا تحصل على وظيفة أحلامك؟

3 دقائق

لا يوجد مهني لديه سجل مثالي، ففي مرحلة ما سوف تتقدم بطلب للحصول على وظيفة تبدو وكأنها وظيفة أحلامك، لكن الشركة سوف ترفضك. ومن الطبيعي أن تمر بعد ذلك بوقت تشعر بأنك تتخبط فيه ولا تدري ما الذي عليك فعله، لكنك سوف تجد نفسك لاحقاً وتمضي قدماً. هذا لا يعني التخلي عن حلمك، بل يعني إجراء نوع من إعادة الضبط. إليك 4 استراتيجيات يمكنك الاستعانة بها بغية التغلب على خيبة أملك واتخاذ إجراءات الفحص النافي للجهالة.

ضع الرفض في السياق الصحيح.

قد يبدو الأمر في تلك اللحظة كما لو أن الرفض الذي تلقيته لفرصة أنت اخترتها هو بمثابة الحكم عليك، ولن تكون قادراً على تحقيق أهدافك في الحياة. لكن هذا نادراً ما يحدث، ومجرد إدراك الأمر ذهنياً لن يساعدك في تلك الأوقات. لهذا السبب، فإن إحدى الخطوات الناجعة هي النظر في تاريخك المهني والجهود التي باءت بالفشل، والتفكير في كيفية مساهمتها في جعل الأمور الأخرى ممكنة بالنسبة إليك. في مثل حالتي، منحني فقدان وظيفتي في الموجة الأولى من تسريح الصحفيين في العام 2001 الكثير من الوقت لإعادة ابتكار نفسي مهنياً.

توجيه الإحباط الذي شعرت به إلى دافع.

في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية، وضعت زميلتي هدفاً لنفسها بأن تصبح طبيبة، وألصقت رسائل الرفض التي تلقتها من مختلف كليات الطب على باب غرفتها، ليراها الجميع. حافظ تحديها العلني ذاك على تركيزها، وانضمت أخيراً إلى القوات العسكرية، ودُربت أثناء خدمتها بصفة طبيبة، وهي اليوم تمارس الطب الباطني. في حال جرى رفضك بسبب افتقارك إلى بعض المهارات أو الخبرة، فهذه هي الفرصة المناسبة لتسخير شعورك بالسخط بطريقة مثمرة. قد يكون تعلم لغة برمجة جديدة أو حيازة شهادة معينة أمراً شاقاً ومحبطاً، لكن غضبك يمكن أن يجعلك تمضي قدماً، إذ لن يرفضك أحد أبداً مرة أخرى بسبب عدم امتلاكك للمؤهلات المناسبة.

إذا بدأت تشعر بالحزن بسبب الرفض المتكرر، فقد تحاول الاستعانة باستراتيجية غير سائدة ومخالفة للحدس، تلك الاستراتيجية التي قدمتها الباحثتان لورين إسكريس-وينكلر وأيليت فيشباخ، وقد وجدتا أن تقديم المشورة للآخرين الذين يواجهون الموقف نفسه الذي أنت فيه يساعدك على تعزيز دافعك الخاص، لذلك قد يشجعك ذلك أكثر على استعادة الدافع بعد تقديم المشورة لزميل باحث عن عمل.

تحديد وسائل بديلة لتحقيق هدفك.

بعد أن أكملت درجة الماجستير، قررت الحصول على درجة الدكتوراه وبناء حياتي المهنية في الأوساط الأكاديمية، وشعرت بالإحباط عندما رفضت في جميع برامج الدكتوراه التي تقدمت إليها. اعتقدت أن تلك اللحظات تمثل نهاية تطلعاتي في مجال التدريس الجامعي، لكن بعد أقل من 4 سنوات، شققت طريقي وأصبحت مدرسة مساعدة في جامعة محلية بارزة، وبدأت في تدريس المهارات التنفيذية خلال عقد من الزمن. أياً كان الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، هنالك مسارات بديلة محتملة ستناسبك، وربما تكون أفضل من الهدف السابق. اطرح على نفسك ما يلي:

  • هل هنالك شركة منافسة تستقطب موظفين لشغل وظائف مماثلة؟ على سبيل المثال، قد لا ترغب شركة "كوكا كولا" في توظيفك في قسم التسويق التابع لها، لكن شركة "بيبسي" قد ترغب في ذلك.
  • هل هنالك أدوار مشابهة ومناسبة لك؟ هل ستكون منفتحاً على شغل وظيفة في قسم المبيعات أو التواصل أو العلاقات مع وكلاء التوزيع؟
  • هل هنالك موردون أو شركات مزودة للخدمة أو شركات ذات صلة يمكنك العمل فيها؟ ربما يمكنك الحصول على وظيفة في وكالة إعلانات تتولى شراء الوسائط لشركتك المنشودة.
  • هل هنالك أدوار "فرعية" يمكنك التفكير فيها؟ يمكنك النظر في الملفات الشخصية على موقع "لينكد إن" للأشخاص الذين يشغلون الوظيفة التي تريدها. ما كان شكل مسار حياتهم المهنية؟ انظر فيما إذا كان بمقدورك الحصول على الوظائف التي شغلوها قبل وظائفهم الحالية.

ابحث عن طرق تبقيك على اطلاع بما يجري في الشركة.

ما لا يعرفه الجميع هو أنه في غضون عامين، اُعتبر ما يقرب من نصف المراحل الانتقالية على المستوى التنفيذي مخيباً للآمال أو بمثابة إخفاقات مطلقة، بالتالي، فإن الشخص الذي حصل على الوظيفة قد يختار المغادرة أو قد يُطلب منه ذلك.

يمكنك البدء مبكراً في تطبيق هذه الاستراتيجية، فعندما يعلمونك بأنك لم تحصل على الوظيفة، يمكنك إرسال ملاحظة لطيفة تشكرهم من خلالها على هذه الفرصة وتخبرهم بأنك لا تزال مهتماً جداً بالشركة. يمكنك أيضاً إضافة أنك منفتح على إجراء نقاشات حول الوظائف الأخرى التي قد تتوفر، إذا رؤوا بأن هذا سيكون مناسباً.

يمكنك أيضاً ضبط تنبيه خاص بالشركة على متصفح "جوجل" (الخدمة التي تخبرك عن أي تغيير في المحتوى)، بحيث يمكنك تتبع التطورات، فإذا كانت الشركة تفتح مكتباً فرعياً جديداً أو برنامجاً في مجال معين، فقد تذكر حاجتها إلى موظفين جدد. تابع حساب الشركة على موقع "لينكد إن" للوصول إلى آخر مستجدات التوظيف، وابحث عن طرق للبقاء على اتصال مع المدير المكلف بالتعيين. على سبيل المثال، قد تعلم في أثناء إجرائه للمقابلة معك، أو من خلال الملف الشخصي الخاص به على موقع "لينكد إن"، بأنه منخرط في نقابة مهنية معينة. إنها خطوة شاقة بعض الشيء، ولكن إذا كنت ترغب في العمل في الشركة وتريد الحفاظ على التواصل الدائم، فيمكنك الحرص على حضور فعالياتها بصورة دورية، ذلك لضمان الحصول على فرصة لإجراء محادثة عفوية وحقيقية. بهذه الطريقة، وعندما تتوفر وظيفة أخرى، سواء كان ذلك في غضون 6 أشهر أو 3 سنوات، سيتذكرك ذلك المدير بوضوح، وتكون لك الأفضلية.

من الطبيعي أن نأمل كثيراً في الحصول على فرصة مهنية تبدو مثالية لنا، وأن نشعر بالهزيمة نوعاً ما عندما لا يتحقق ذلك، لكن باتباع هذه الاستراتيجيات، يمكنك تسخير ذلك الرفض للحصول على فرص أفضل والمضي قدماً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي