يمكن للشركات العائلية أن تكون مؤسسات مسيّسة ومليئة بالألاعيب والمشاحنات العائلية، وبالتالي يتعين على المدراء التنفيذيين غير العائليين معرفة السياسة التي يجب عليهم اتباعها سواء في إدارة العمل بحد ذاته أو في المنطقة الرمادية الخطرة الفاصلة بين العمل والعائلة.
بعد مراجعة شاملة للعمل الذي قام به مكتبنا مع أكثر من 200 شركة عائلية حول العالم، حددنا بعض المناورات التي يمكن للمدراء التنفيذيين من خارج العائلة اللجوء إليها:
• لا تلعب إلا في "غرفتك": نحاول دائماً أن نشرح لزبائننا، سواء كانوا ينتمون إلى العائلة أم لا، أن الشركات العائلية تشبه المنزل: فالنقاشات المختلفة يجب أن تدور في غرف مختلفة. والمدراء التنفيذيون من خارج العائلة ويظلون طويلاً في الشركة ويزدهرون فيها هم إما أولئك الذين يعرفون بحدسهم أو يتعلمون بخبرتهم كيف يفصلون الشركة إلى غرف مختلفة: هي غرفة الإدارة، وغرفة المالكين، وغرفة العائلة، وغرفة مجلس الإدارة. والقادة الذين لا ينتمون إلى أفراد العائلة والذين ينجحون هم أولئك الذين يلتزمون غرفة الإدارة. فهم يفهمون أنه عندما يتعلق الأمر بغرفة العائلة، فإن العائلة هي من يمتلك كل الصلاحيات، ويعلمون بأن الأمر لن يكون منصفاً أبداً في هذا الخصوص.
• كن شديد السرية والكفاءة: إن حصرك لنفوذك ضمن غرفة الإدارة لا يعني بأنك مدير تنفيذي غير كفء من خارج الأسرة. فالأمر أبعد من ذلك بكثير. وبحكم موقعك في الشركة، فأنت بالتأكيد قادر على الوصول إلى كم هائل من المعلومات الخاصة غير المتاحة للكثير من الناس، وكما تعلم، تمنحك المعلومات القوة والسلطة. لكن ويل للمدير الذي لا يحفظ الأسرار. فإذا خسرت ثقة أفراد العائلة بك فإن مسيرتك المهنية ستتدهور مهما كنت جيداً وذكياً في تناولك للقضايا الأخرى في الشركة، ومهما كنت بارعاً في أداء دورك ضمن اللعبة السياسية للعائلة.
• تجنب الحروب بالوكالة: انحيازك إلى أحد أفراد الأسرة أو أحد أجنحتها أمر خطير للغاية، لأن العائلات يمكن أن تلعب لعبة المنافسة العائلية من خلال طرد المدير التنفيذي الذي لا ينتمي إلى العائلة ويعتبر مقرّباً من أحد أفرادها أو محسوباً عليه. صحيح أن الحروب بالوكالة لا تقتصر على الشركات العائلية، إلا أن هذا النوع من الحروب يمكن أن يكون أكثر استعاراً في العائلات بسبب الطبيعة المتقلبة للعلاقات ضمن هكذا مجموعة.
• انسب الإنجازات إلى أفراد العائلة ولا تنسَ ذكر فضل كبارها: بحسب تجربتنا، فإن المدراء التنفيذيين الذين لا ينتمون إلى العائلة ويظلون لأطول وقت ممكن في مناصبهم ضمن الشركات العائلية هم من يعرفون فطرياً كيف ينقلون فضل الإنجاز من أنفسهم إلى أفراد العائلة. صحيحٌ أن هذا الأمر مهمٌ للنجاح المهني في جميع أنواع الشركات والمكاتب، إلا أن هذا التكتيك يكتسب أهمية أكبر بكثير في الشركات العائلية. حاول أن تجعل الابن يبدو مهماً أمام أبيه، وسوف تكسب ولاءه في العائلة مدى الحياة.
• استفد من الأشخاص الخارجيين النزيهين: قد يكون تقديم الآراء إلى المدراء التنفيذيين حول أدائهم مشكلة ضمن شركة عائلية، حيث يمكن للشقيق أو ابن العم الذي تقيّم أداءه اليوم أن يصبح في يوم ما هو المدير. شجع أصحاب الشركة على إجراء مراجعة شاملة عبر الاستعانة بجهة خارجية. أو حاول العثور على وسيط نزيه، مثل عضو مجلس إدارة خارجي موثوق به، يمكنه تقديم النقد البناء دون تعريض منصبه الوظيفي للخطر.
• اعرف حدودك الوراثية: أخيراً، لتكون ناجحاً في شركة عائلية، يجب أن تتحلى بالواقعية بخصوص مآل رحلتك المهنية. فحتى أكثر الأشخاص نجاحاً في التعامل مع السياسات والألاعيب التي تسود في إدارات الشركات العائلية لن يتبوأ المنصب الأعلى إذا كان هناك أحد أفراد الأسرة الذي ينتظر دوره على سلم القيادة وسيرتقي في النهاية ليتولى منصب الرئيس التنفيذي. لا تأخذ هذا الأمر على محمل شخصي، فالأمر لا يتعلق بك أنت. فعدم انتمائك البيولوجي إلى الأسرة هو أمر ليس في صالحك ويجب أن تكون ذكياً بما يكفي لتعي هذه الحقيقة. فكر دائماً في شجرة العائلة والآليات التي تسود في العائلة عندما تدرس مسارك الشخصي في ارتقاء السلم المهني.
في أي شركة عائلية، التعامل الناجح مع السياسات العائلية في إدارة الشركة يعني امتلاكك التواضع والذكاء السياسي الكافي لمعرفة أن مصالح الأسرة لها الأولوية، وأن العائلة تأتي أولاً.