كانت نظرية فيثاغورس من أوائل دروس الهندسة التي تعلمتها في المدرسة، وقد أذهلتني بمنطقها البسيط والمقنع. لقد تعلمت من فيثاغورس أيضاً أحد دروسي الأولى في دوري مديراً. ما زلت أتذكر الحكمة العميقة لعبارته: “تتطلب أقدم الكلمات وأقصرها؛ (نعم) و(لا)، أكبر قدر من التفكير”.

لقد واجه الكثير منا صعوبة كبيرة في كيفية قول “لا” بطريقة صحيحة. بصفتنا قادة، نتعلم توخي الحذر عند تقديم استجابات سلبية لتجنب إحباط مبادرة مَن نقودهم أو إضعاف معنوياتهم أو عرقلة فرصة تحقيق إنجازات محتملة.

ومع ذلك، ننسى في الغالب أن ثمة طرقاً لقول “نعم” يمكن أن تؤدي إلى النتائج المدمرة نفسها. إليك 3 أمثلة على ذلك:

“نعم، أعرف”، عندما يقول الأطفال ذلك، فإنه يجعلهم يشعرون بالنضج، ولكن عندما تأتي هذه الكلمات من أحد المدراء، فإنها تعني رسالة مفادها: “لست بحاجة إلى رأيك، أعرف كل شيء”. هذه طريقة مؤكدة لتنفير زملائك وتفويت رؤاهم القيّمة.

على العكس من ذلك، كثيراً ما أستخدم عبارة: “لا، لا أعرف”. قد تفاجئك قدرة هذه العبارة على تنمية ثقافة مؤسسية تشاركية.

“حسناً، نعم ولا”، تبدو هذه العبارة كأنها تعكس وجهة نظر متوازنة، لكنها غالباً ما تؤدي إلى الارتباك بسبب غموضها. يجب على القائد إظهار الإيجابية والحزم من أجل القيادة بفعالية. في إحدى المقالات، يدعو مستشار تطوير القدرات القيادية، سكوت إيدنجر، إلى الحزم، ويقول موضحاً: “ليس لأن الحزم سمة رائعة في حد ذاتها، ولكن لقدرته على تعزيز العديد من مواطن القوة القيادية الأخرى”.

أتفق تماماً مع وجهة نظر إيدنجر. الحزم، الذي يختلف تماماً عن العدوانية، هو الترياق لأسلوب المدير المتردد بين “نعم” و”لا”.

“نعم، ولكن” تعني مثلما أفهمها أن هناك خطأ ما، ولكن المتحدث سيقدم أسباباً أو أعذاراً متعددة لتبرير الموقف.

في أيامي الأولى بصفتي رئيساً تنفيذياً لشركة آتش سي إل (HCL)، كلما اقترحت تغييرات كبيرة، واجهت العديد من المدراء الذين يقولون “نعم، ولكن”، إذ كانوا يعترضون باستمرار على الأفكار الجديدة ويقدمون العديد من الأسباب لعدم نجاح الأفكار المقترحة. يخنق مثل هؤلاء الأشخاص الابتكار، وهم ليسوا مستعدين لتحمل المخاطر لتغيير الوضع الراهن، ولا يثقون في الحلول التي يقترحها زملاؤهم.

على الرغم من أن هذه الطرق الثلاث الإشكالية لقول “نعم” لا تغطي جميع القضايا المتعلقة بالردود الإيجابية، لكنها أساسية للتردد الذي غالباً ما نشهده في قيادة اليوم. هل توافق على ذلك؟