نصائح عملية لتقييم عروض العمل بعيداً عن الراتب

9 دقيقة
الاختيار بين عروض العمل
unsplash.com/Scott Graham

ملخص: يمثل الراتب أحد أهم العوامل التي يضعها الموظفون في اعتبارهم عند المقارنة بين عروض العمل المختلفة. لكن بصرف النظر عن الراتب الأساسي (المهم جداً بالطبع)، كيف تقيّم إن كان عرض العمل الشامل يلبّي احتياجاتك وتوقعاتك، بما في ذلك الامتيازات الإضافية والمزايا؟ يميل معظمنا إلى التركيز على الراتب الأساسي فقط عند اتخاذ قرار بشأن عروض العمل، لكن من المهم أن نتذكر أنه ليس الجانب الوحيد الذي يجب وضعه في الاعتبار؛ بل من المهم تقييم حزمة التعويضات الكاملة والمزايا المقدمة، واتخاذ قرار يدعم الأولويات الحالية والمستقبلية لأقصى درجة. قد تكون حزمة التعويضات الإجمالية، بما فيها الراتب والمزايا، أكثر قيمة من وظيفة تقدم راتباً أساسياً أعلى لكن مع مزايا أقل. كما أن المبالغ التي تدفعها الشركة مقابل المزايا التي تقدمها لك (مثل التأمين الصحي وخطط التقاعد) يجري خصمها من راتبك قبل احتساب الضرائب، ما يتيح لك توفير مبالغ أكبر.

هل ستقبل عرض عمل من شركة تقدم لك خدمة التنظيف الجاف للملابس مجاناً؟ لا تستغرب، فهذه ميزة حقيقية كانت تُقدمها بعض الشركات، مثل ميتا وجوجل. وعلى الرغم من أنها تبدو ميزة جذابة (فمن منا لا يحب العودة إلى المنزل بملابس نظيفة)، لكنها ليست عاملاً حاسماً في اتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى المؤسسة.

بصفتي مؤسِّسة شركة كارير يونيكورنز (Career Unicorns) وأول مديرة لقسم التواصل مع الشركات في كلية الحقوق بجامعة بيركلي، أختص في تدريب الأفراد من المجتمعات المهمشة، ودربت بالفعل أكثر من ألف شخص مهني في المستويات المهنية كافة؛ حيث أساعدهم على كيفية التفاوض على عروض العمل بما يتناسب مع أولوياتهم والحصول عليها. يتلقى بعض عملائي أكثر من عرض عمل واحد بتعويضات متشابهة أحياناً، ويتلقى آخرون منهم عرضاً واحداً لتقييمه دون إمكانية مقارنته بخيارات أخرى. وفي كلتا الحالتين، يتلخّص قرار قبول وظيفة ما في تقييم المزايا المقدمة بعيداً الراتب الأساسي. ببساطة، لا يمكن التقليل من أهمية حزمة المزايا القيّمة عند تقييم قيمة العرض.

إليك بعض النصائح المستندة إلى خبرتي والتي تساعدك على اتخاذ قرار حاسم عندما تجد نفسك في موقف مشابه.

أولاً، افهم الأنواع المتعددة للمزايا

يمثل الراتب بحسب مؤسسة غالوب (Gallup) أحد أهم العوامل التي يضعها الموظفون في اعتبارهم عند المقارنة بين عروض الوظائف المختلفة. لكن بصرف النظر عن الراتب الأساسي (المهم جداً بالطبع)، كيف تقيّم إن كان عرض العمل الشامل يلبي احتياجاتك وتوقعاتك، بما في ذلك الامتيازات الإضافية والمزايا؟

إذا كنت تقيّم عروض العمل للمرة الأولى، فقد تجد صعوبة في تحديد مدى أهمية المزايا المختلفة التي تقدمها الشركات. لذا، قسّمتُ المزايا الشائعة إلى 5 فئات عامة لمساعدتك على فهمها وهي المزايا الصحية، والمزايا المالية، ومزايا النمو، ومزايا التوازن بين العمل والحياة، و"مزايا أخرى".

المزايا الصحية: الرعاية الصحية، فحوص البصر، علاج الأسنان، الوصفات الطبية والمستحضرات الصيدلانية، حسابات التوفير المرنة (FSA)، تغطية علاجات الخصوبة (مثل التلقيح الصناعي أو تجميد البويضات)، مساعدة في عمليات التبني، برامج مساعدة الموظفين (مثل الاستشارات القانونية والمالية)، مزايا الصحة النفسية (مثل الجلسات العلاجية المخصصة للأزواج، العلاج بالكلام، العلاج بإزالة الحساسية، إعادة المعالجة عن طريق حركة العين (EMDR)).

المزايا المالية: المساعدة في سداد القروض الطلابية، مزايا التقاعد -مثل خطة التقاعد الأميركية 401 (k)، أو خطة التقاعد الأميركية 401 (k) مع مساهمة مطابقة من الشركة (401 (k) match)، أو خطة المعاشات المعفاة من الضرائب (403 (b))، الرواتب التقاعدية- الأسهم، خيارات الأسهم، الأسهم المقيّدة (RSUs)، تقاسم الأرباح، مكافآت الأداء، مكافآت الاستبقاء، المساعدة في الانتقال والإسكان، تأمين العجز، التأمين على الحياة.

مزايا النمو: التطوير والتدريب المهنيان، التدريب الوظيفي، تغطية تكاليف الانضمام إلى الجمعيات المهنية ورسوم الترخيص، استرداد الرسوم الدراسية.

مزايا التوازن بين العمل والحياة: الإجازات المدفوعة، ساعات العمل المرنة، هيكل عمل مرن (مثل العمل عن بُعد أو العمل الهجين)، أيام إجازة شخصية، أيام تطوع، عطلات، إجازة سنوية مستحقة أو غير محدودة، إجازة الحداد، إجازة الأبوة أو الأمومة، إجازة رعاية الأسرة، برامج الاهتمام بالصحة والعافية (مثل الندوات حول اليقظة الذهنية ودروس اللياقة البدنية في الشركة)، رعاية الأطفال في مكان العمل، بدل نفقات رعاية الأطفال الطارئة.

مزايا أخرى: بدل نفقات حيز العمل في المنزل ومعدات الشركة (مثل مكتب، كمبيوتر محمول، هاتف محمول، إنترنت، جهاز لوحي، سماعات، كاميرا)، جلسات تدليك، خدمات تصفيف الشعر، البرامج الترفيهية، التنظيف الجاف للملابس، تعبئة الوقود في مكان العمل، الشحن المجاني للسيارات الكهربائية، وجبات غداء مجانية، وجبات خفيفة وعصائر مجانية.

على الرغم من طول القائمة، قد لا تقدم الشركات فئات المزايا كلها، بل ستختار تلك التي تتناسب مع احتياجاتها وتكون ضمن حدود ميزانيتها المخصصة. وقد تتضمن عروض العمل المختلفة التي تتلقاها حزم مزايا مختلفة تماماً أيضاً، ما يجعل مهمة اتخاذ القرار الأمثل صعبة.

قيّم خياراتك بصورة استراتيجية

يقع عملائي عادة في فخ تقييم عرض العمل بناءً على الراتب فقط. ولا يأخذ معظمهم في الاعتبار أثر الوظيفة في حياتهم اليومية وأهدافهم المستقبلية (حتى بعد 4 إلى 5 سنوات)، ما يؤدي إلى شعورهم بعدم الرضا عن الوظيفة التي يختارونها في النهاية. ولمساعدتهم على عيش حياة سعيدة ومستدامة، سواء من الناحية المهنية أو الشخصية، أطلبُ منهم التفكير بعمق في مدى توافق الوظيفة مع حياتهم اليومية وطموحاتهم الطويلة الأمد.

في الواقع، تتغير قيمنا وأولوياتنا بناءً على المرحلة التي وصلنا إليها في حياتنا. على سبيل المثال، قد يجد شخص تخرج حديثاً ولا يزال أعزباً متعة في السفر ضمن وظيفته، لكنه قد يصبح أباً جديداً بعد مرور عقد من الزمن أو يضطر إلى رعاية أحد أفراد أسرته الطاعن في السن، ما يؤثر في رغبته أو قدرته على السفر للعمل كما في السابق. لذلك، فإن التركيز على الراتب عند اختيار الوظيفة أمر محفوف بالمخاطر.

وجدتُ من خلال عملي أن هذه الأسئلة الثلاثة مفيدة في مساعدة الناس على تحديد أولوياتهم الحالية والمستقبلية. ويمكنهم بمجرد أن يجيبوا عن هذه الأسئلة تقييم مدى تناسب العرض مع قيمهم الحالية وأهدافهم المستقبلية.

  • ما هي أهم أولوياتي في الحياة والعمل حالياً؟
  • ما هي الجوانب الأساسية التي لا يمكنني التنازل عنها والجوانب التي لا يمكنني القبول بها؟
  • ما الذي آمل تحقيقه في حياتي الشخصية وكذلك حياتي المهنية خلال السنوات الخمس المقبلة؟

لنتأمل مثال عميلين* ساعدتهما على تحديد عرض العمل المناسب لهما بناءً على هذه الأسئلة. يعكس كل سيناريو التحديات التي تواجه الأفراد في بداية مساراتهم المهنية ويتضمن نصائح حول كيفية التعامل مع هذه التحديات إذا واجهتك.

الحالة 1: الاختيار بين البقاء في منطقة السكن أو الانتقال إلى مكان آخر

كانت عميلتي كوثر في منتصف العشرينيات من عمرها، وتعيش في بلدة صغيرة مع والدتها التي ربتها بمفردها. قضت كوثر معظم مسارها المهني في العمل لساعات طويلة في مؤسسات غير ربحية. وعلى الرغم من حبها للسفر، لم تتوافر لها فرصة السفر إلى أي مكان بسبب انخفاض الراتب وساعات العمل الطويلة.

واجهت كوثر بعد اجتياز عملية التقديم صعوبة في الاختيار بين عرضين وظيفيين قدّم كلاهما مزايا السفر من أجل الترفيه وأداء العمل في المجال الذي تستمتع به. كان العرض الأول من شركة ناشئة قدّمت لها راتباً أساسياً قدره 114,000 دولار، وكان العمل عن بُعد بالكامل، ويوفر إجازة غير محدودة، لكنه لم يقدم مزايا صحية. وكان العرض الآخر من شركة متوسطة الحجم قدمت لها راتباً أساسياً قدره 120,000 دولار، وكان يتطلب العمل في مكتب الشركة في نيويورك 3 أيام في الأسبوع، ويوفر سياسة إجازة مدة أسبوعين، إضافة إلى مزايا صحية شاملة تشمل التأمين الطبي، وفحوص البصر، والعناية بصحة الأسنان.

عندما بدأنا العمل معاً، كانت كوثر تعتقد أن العمل في شركة ذات سمعة طيبة والحصول على راتب أساسي عالٍ هما الجانبان الأهم بالنسبة لها. لكنها أدركت عندما تعمقنا في أولوياتها أن البقاء في بلدتها الصغيرة كان عاملاً مهماً لها لأنها تفضّل العيش بالقرب من والدتها. كما توقعت عائلتها منها أن تعتني بوالدتها المسنة تمثّل الجانب الأساسي الذي لا يمكن لكوثر التنازل عنه في تحقيق توازن بين العمل والحياة، في حين تمثّل الجانب الذي لا يمكنها القبول به في وجود مدير أو فريق يتوقع منها أن تكون متاحة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. وكانت تبحث عن وظيفة توفر لها مرونة في العمل والتنقل. وكانت تطمح خلال 5 سنوات إلى الحصول على ترقية إلى منصب مديرة والسفر إلى مدن جديدة حول العالم.

وعلى الرغم من أن الشركة المتوسطة الحجم قدمت راتباً أعلى ومزايا صحية كاملة، اختارت كوثر العمل مع شركة التكنولوجيا الناشئة. وبما أن العمل كان عن بُعد بالكامل، لم تكن بحاجة إلى مغادرة منزلها أو الانتقال إلى مكان آخر. كما بدا لها أن الشركة ملتزمة بدعم التوازن بين العمل والحياة لموظفيها. وكانت سياسة الإجازات مناسبة جداً لكوثر أيضاً، فقد أتاحت لها فرصة السفر بحرية من خلال الاستفادة من سياسة الإجازة غير المحدودة وعطلة الشتاء التي تدوم أسبوعين. ولأنها كانت شركة ناشئة سريعة النمو، تمكنت كوثر من التفاوض على لقب وظيفي أعلى، (مديرة)، وتلقّت وعداً بالحصول على ترقية فورية في حال قدمت أداءً جيداً.

فضّلت كوثر راتب الشركة الناشئة على الرغم من أنه كان أقل بمقدار 6,000 دولار ولم يتضمن مزايا صحية، ويعود السبب في ذلك إلى قدرتها على توفير المال من خلال العيش في منزلها بدلاً من استئجار شقة في مدينة كبيرة. كما أنه بفضل سياسة الإجازات السخية، كانت أجرتها لكل ساعة عمل أعلى عملياً، وأدركت كوثر أن التكاليف الصحية التي ستتكبدها لن تكون مرتفعة للغاية بما أنها ما تزال شابة وتتمتع بصحة جيدة، وقدّرتها بمتوسط 419 دولاراً شهرياً أو 5,028 دولاراً سنوياً، وفقاً لموقع فوربس أدفايزر (Forbes Advisor)، كما وجدت أن متوسط زمن التنقل اليومي للشخص الأميركي (ساعة و20 دقيقة) سيكلّفها 10,831.74 دولاراً سنوياً؛ وبما أن العمل في الشركة الناشئة كان عن بُعد، فلن تحتاج إلى إنفاق المال على وسائل النقل، ما يساعد في تعويض الفرق بين الراتب والتكاليف الصحية.

المغزى: من المهم عند المقارنة بين عرضَي عمل أن تقاوم الرغبة في اختيار العرض الذي يقدم راتباً أعلى، بل حدد احتياجاتك، ثم اتخذ قراراً يدعم أهدافك وأولوياتك في العمل والحياة، ويتماشى مع وضعك المالي. ومن المهم أن تحسب أيضاً مقدار المدّخرات التي ستوفرها لك هذه الامتيازات الإضافية إلى جانب الراتب الأساسي، على الرغم من أنها قد لا تتوضح لك على الفور. تمكنت كوثر بالفعل من توفير المال والحصول على أجر أعلى لكل ساعة بفضل عملها من منزلها وعدم حاجتها إلى تكبّد تكاليف التنقل، إلى جانب سياسة الإجازات السخية.

الحالة 2: ترتيب الاحتياجات والقيم بحسب الأولوية

كانت منال في أواخر العشرينيات من عمرها، تقطن في مدينة كبيرة بمفردها، وتقضي 3 ساعات يومياً في التنقل. وكانت تعاني الاكتئاب الذي بدأ معها في فترة الجامعة وتفاقم خلال الجائحة. تطلبت منها وظيفتها الحالية أن تكون متاحة على مدار الساعة، ما زاد من شعورها بالاحتراق الوظيفي.

أخبرتني منال عندما قابلتها بأن أهم أولوياتها كان تقليل الوقت الطويل الذي تقضيه في التنقل، وتمثّل الجانب الذي لا يمكنها التنازل عنه في الحصول على مزايا تساعدها في تقليل مستوى التوتر وتتيح لها التركيز على صحتها النفسية بصورة أساسية. في حين تمثّل الجانب الذي لا يمكنها القبول به في العمل الكامل عن بُعد، إذ إنها كانت تفضّل العمل في المكتب وبين الموظفين للتخلص من حالة الاكتئاب التي تعانيها. أعربت منال في أثناء محادثاتنا أيضاً عن رغبتها في زيادة مزايا التقاعد خلال السنوات الخمس المقبلة.

وعلى الرغم من أنها حصلت على بعض العروض المقنعة التي قدمت خططاً متماثلة أو متشابهة للرواتب، فالمزايا كانت متفاوتة، فقَلَّصت خياراتها أولاً إلى عرضَين فقط ناسبا احتياجاتها من حيث تقليل وقت التنقل والحصول على مزايا صحية أفضل. كانت الشركة الأولى شركة ناشئة تقع على بُعد 15 دقيقة سيراً على الأقدام من منزلها وتوفر لها مزايا صحية كاملة تشمل الرعاية الطبية والسنية والبصرية، لكنها لا تغطي تكاليف العلاج النفسي. أما العرض الثاني فكان من شركة عالمية كبيرة تتطلب التنقل بالسيارة مدة 45 دقيقة، وكانت تقدم مزايا صحية كاملة تغطي العلاج النفسي، وخدمة التوصيل من العمل وإليه، ووجبات مجانية في المكتب.

وقبلت منال أخيراً عرض الشركة العالمية الكبيرة لأنها قدمت لها أفضل المزايا الطبية والصيدلانية، إضافة إلى إمكانية التواصل مع معالجين وأطباء نفسيين بتكلفة 10 دولارات فقط لكل زيارة. وستتمكن بفضل هذه المزايا الصحية من توفير 12,480 دولاراً في السنة. كما قدمت لها الشركة مزايا تقاعد تشمل خطة التقاعد الأميركية 401 (k) إلى جانب مساهمة مطابقة من الشركة بنسبة 3% (وهي أموال سهلة حرفياً).

وكانت الشركة تتبع سياسة العمل من المكتب 4 أيام في الأسبوع، وهي ميزة فضّلتها لأنها توفر لها فرصة التفاعل مع الآخرين. كما فضّلت أيضاً خيار العمل المرن لأنه سيساعدها في التخطيط ليوم عملها بما يتناسب مع مواعيدها الطبية عند الحاجة. وعلى الرغم من أن مدة التنقل إلى العمل ستكون أطول، أدركت أنها تقدر المزايا الأخرى الرائعة التي تقدمها الشركة (خدمة التوصيل، والوجبات المجانية، وصالة الألعاب الرياضية) لأنها ستساعدها على توفير الوقت والمال. وأدركت أيضاً أنها ستوفر وقتاً أكثر من مدة الـ 45 دقيقة التي ستقضيها في التنقل لأنها لن تضطر إلى طهي وجبات الفطور والغداء والعشاء. وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن هذه المزايا الإضافية غير ضرورية، فقد كانت مهمة في حالة منال الصحية لأنها جعلت حياتها اليومية أسهل وساعدتها على توفير طاقتها للتركيز على تعافيها.

المغزى: على الرغم من أن العمل عن بُعد ميزة مرغوبة، فمن المهم أن تأخذ احتياجاتك وأهدافك بعين الاعتبار. كان العمل في المكتب في حالة منال أكثر ملاءمة لاحتياجاتها الشخصية. وأدركت بعد التفكير ملياً أن أحد مطالبها الرئيسية المتمثّل في تقليل وقت التنقل لم يكن ذا أولوية كبيرة مقارنة بصحتها النفسية. لذا، تعلم من تجربتها، وتأنَّ عند المقارنة بين الامتيازات الإضافية التي تقدمها الشركات وكيفية توافقها مع الجوانب المختلفة والمتغيرة في حياتك. لا يتوافر عرض عمل مثالي، لذلك، حدد الأولويات والاحتياجات الأهم بالنسبة لك وركز على تلبيتها في الوقت الحالي لتعيش نمط حياة سعيد وصحي.

باختصار، قد تميل إلى التركيز على الراتب فقط عند اتخاذ قرار بشأن عرض العمل، لكن تذكّر أنه ليس الجانب الوحيد الذي يجب وضعه في الاعتبار؛ بل من المهم أن تقيّم حزمة التعويضات الكاملة والمزايا المقدمة، وأن تتخذ قراراً يدعم أولوياتك الحالية والمستقبلية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من العرض. قد تكون حزمة التعويضات الإجمالية، بما فيها الراتب والمزايا، أكثر قيمة من وظيفة تقدم راتباً أساسياً أعلى لكن مع مزايا أقل. كما أن المبالغ التي تدفعها الشركة مقابل المزايا التي تقدمها لك يجري خصمها من راتبك قبل احتساب الضرائب، ما يتيح لك توفير مبالغ أكبر.

ملحوظة المحرر: جرى تعديل المعلومات الشخصية للحفاظ على سرية العملاء وخصوصياتهم.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي