ما هي أفضل إجابة عن سؤال “حدثني عن سيرتك الذاتية”؟

أسرع طريقة ليعرف مسؤول التوظيف إن كنت تمتلك المهارات والخبرة اللازمة لوظيفة ما هي طرح السؤال: "هلا حدثتني عما يرد في سيرتك الذاتية؟" يبدو هذا سؤالاً سهلاً، ولكن لا تنخدع؛ فمسؤول التوظيف سيقيّم ملاءمتك للوظيفة وفقاً لإجابتك؛ فهو لا يريدك أن تسرد له قائمة طويلة من الإنجازات أو المسؤوليات، بل أن تسلط الضوء على الأسباب التي تجعلك الشخص المثالي للدور الجديد. لكن المشكلة الخفية هي أن عليك تقديم الإجابة في أقل من دقيقتين بغض النظر عن عدد الوظائف التي عملت فيها وعدد سنوات خبرتك، وإلا فقد تخاطر بأن يفقد المسؤول عن التوظيف انتباهه.

سنتحدث فيما يلي عن ثلاث خطوات تضمن أن تترك إجابتك عن هذا السؤال المهم جداً انطباعاً دائماً.

1. سلّط الضوء على ما يتعلق بالوظيفة الجديدة في خبرتك

حدد الإنجازات التي حققتها في كل وظيفة سابقة والمهارات والقدرات التي اكتسبتها والتي ترتبط مباشرة بالمتطلبات الأساسية للوصف الوظيفي للوظيفة الجديدة. لا تكرر المسؤوليات نفسها في أكثر من وظيفة؛ فالهدف هو إبراز التقدم الوظيفي الذي يتوافق مع الدور الجديد الذي تسعى إلى أدائه. على سبيل المثال، يتضمن الوصف الوظيفي لدور مدير الإعلانات المدفوعة عبارات مثل "القدرة على إدارة علاقات العملاء بالكامل، وإنشاء استراتيجية تخطيط الإعلانات من بيانات منصات متعددة. يجب أن يتمتع المرشّح بإلمام بوسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني ومنصات جانب الطلب (Demand-Side Platforms). ويجب أن يتمتع المرشح بمهارات ممتازة في الكتابة وإعداد التقارير وإدارة المشروعات".

إذا أراد مرشح يتمتع بخبرة 7 سنوات في تخطيط الإعلانات في وظيفتين مختلفتين التوفيق بين خبرته والوصف الوظيفي، فعليه أن يبدأ الحديث من وظيفته الأولى بعد الدراسة وصولاً إلى منصبه الحالي بقول ما يلي:

بدأت مساري المهني بصفتي مخطط إعلانات مشارك في [اسم الشركة]، حيث أتقنت مهارات إدارة المشروعات مع دعم 10 مدراء. أجريت بحوثاً وتحاليل عن الفئات المستهدفة، وأعددت التقارير عن الحملات الإعلانية عبر المنصات، وكتبت الخطط الاستراتيجية المعتمدة على البيانات وقدّمتها مباشرة للعملاء. في غضون عامين، حصلت على ترقية لتولي مسؤولية حسابات العملاء وإدارتها بالكامل، وبنيت علاقات قوية مع [اسم العميل الأول] و[اسم العميل الثاني]. تمكنت من خلال قدرتي العالية على تطوير الاستراتيجيات من زيادة الوعي بالعلامة التجارية بنسبة 20% لـ [اسم العميل الأول] في غضون 6 أشهر من خلال حملة تخطيط إعلامي استراتيجي على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التواصل الرقمية، كما حققت زيادة بنسبة 22% في الوعي بالعلامة التجارية لـ [اسم العميل الثاني] في غضون 3 أشهر من خلال الحملات الإعلانية البرمجية على إحدى منصات جانب الطلب، حيث استهدفت شرائح محددة لتحسين مواضع الإعلانات بهدف زيادة الوصول والمشاركة للحد الأقصى.

يغطي هذا السرد 5 سنوات من العمل، ويتضمن كل ما يجب أن يقوله المرشح لشرح مهاراته الأساسية التي اكتسبها من أول وظيفتين. يثبت ذكر الترقية أنه يتعلم بسرعة ويستطيع إبراز أثر مهاراته، ما يرتبط مباشرة بالوظيفة الجديدة.

2. وضح الانتقالات بين الوظائف

عند شرح الانتقالات الوظيفية، من الضروري أن توفر سياقاً يوضح أن الانتقالات كانت هادفة وتتوافق مع نموك المهني. سلط الضوء على أسباب كل انتقال. هل كنت تسعى إلى تطوير مهارات محددة أصبحت ضرورية للوظيفة التي تتقدم لها؟ هل عيّنك مدير أو زميل سابق لأنه يقدّر خبرتك؟ يسلّط ذكر ذلك الضوء على سمعتك المهنية. إذا غيّرت قطاع العمل أو المسار المهني، فاشرح كيف كان الانتقال خطوة استراتيجية حضّرتك لتولي مسؤوليات المنصب الذي تسعى إليه. في استمرار للمثال السابق، يمكن أن يقول المرشّح ما يلي:

بعد 5 سنوات من العمل في [اسم الوكالة]، عيّنني مدير سابق في [اسم الشركة الجديدة] بصفتي كبير مسؤولي تخطيط الإعلانات الدوليين، ما أتاح لي الاستفادة من خبرتي في التخطيط للحملات المتعددة القنوات وتنفيذها لصالح علامات تجارية عالمية.

أو:

بعد 5 سنوات من العمل في [اسم الوكالة]، أردت تنمية مهاراتي وفهمي لحملات الإعلانات الدولية، لذا قبلت منصباً في [اسم الشركة الجديدة] حيث عملت على الحملات العالمية. تمكنت في هذه الشركة من تنمية خبرتي في أبحاث الجمهور المتنوع، واستراتيجيات الإعلانات العابرة للثقافات، وشراء الوسائط العالمية والتفاوض عليها، ما أدى إلى زيادة بنسبة 30% في حركة الزبائن على الموقع الإلكتروني لأحد عملائي وتحسّن بنسبة 25% في توليد العملاء المحتملين خلال الربع الأول من العام.

إذا كنت تنتقل من وظيفة إلى أخرى كل سنة أو سنتين، يجب أن يكون تفسيرك لتغيير الوظائف منطقياً، كما عليك أن تقدمه بثقة. إذا أُنهيت خدمتك في تسريح جماعي، يمكنك ذكر أن الشركة غيّرت استراتيجيتها أو قطعت تمويل بعض البرامج، ما أثّر في وظيفتك. إذا فُصلت بسبب أدائك، فانظر إلى إنهاء خدمتك من خلال منظورك الإيجابي واستخدم ذلك على أنه سرد انتقالي. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول ما يلي:

كنت أعمل 60 ساعة أسبوعياً في [الشركة السابقة]، ما لم يوفر لي وقتاً للتركيز على البحث عن وظيفة تساعدني على اكتساب خبرة دولية في العمل مع العلامات التجارية العالمية. تركت الوظيفة لقضاء بعض الوقت في البحث عن فرصة تالية من هذا النوع، ووجهني أحد زملائي السابقين إلى دور في [الشركة الجديدة] في غضون 5 أشهر.

أكمل الحديث بقول جملة واحدة عن إنجازاتك في الشركة الجديدة التي تتعلق بالوظيفة المحتملة. مجدداً، يوضح ذلك أن زملاءك قدّروا عملك، حتى لو فصلتك شركتك السابقة.

السر هو أن تتبع نهجاً استباقياً وتبرر الفجوات في سيرتك المهنية قبل أن يطلب مسؤول التوظيف منك ذلك. لا ضير في أن تقول إنك توقفت عن العمل مؤقتاً لتربية أطفالك، ولكن عليك أن تذكر كيف حافظت على مهاراتك خلال ذلك الوقت. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "خلال المدة التي توقفت فيها مؤقتاً عن العمل لتربية أطفالي، حضرت العديد من المؤتمرات للحفاظ على مهاراتي، مثل مؤتمر محترفي التسويق الذي تجريه الرابطة الوطنية للجهات المعلِنة (ANA Masters of Marketing) ومؤتمر عالم محتوى التسويق (Content Marketing World) ومؤتمر القمة الرقمية (Digital Summit). كما حصلت على شهادة شراء الوسائط الرقمية والتخطيط لها التي يقدمها مكتب الإعلان التفاعلي (IAB Digital Media Buying and Planning) لأضمن الحفاظ على مهاراتي".

لا ضير أيضاً في ذكر أنك أخذت إجازة للسفر حول العالم. سيشعر معظم الناس بالغيرة منك! على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "بعد 5 سنوات في [اسم الوكالة]، أخذت إجازة للسفر حول العالم. ليست هناك طريقة أكثر فعالية للتعلم عن الثقافات وأساليب التواصل المختلفة من الانخراط الكامل فيها. أدت هذه التجربة دوراً مهماً جدياً في حصولي على الوظيفة التالية بصفتي مخطط إعلانات دولياً في [اسم الشركة الجديدة]، لأنني درست الاختلافات الثقافية واختبرتها مباشرة. منحني الاختبار المباشر لطرق استهلاك الإعلانات في مختلف مناطق العالم والتفاعل مع العلامات التجارية والاستجابة للإعلانات منظوراً فريداً أتاح لي إنشاء حملات لقيت صدى حقيقياً لدى الجماهير العالمية".

يجب ألا تركز على الجوانب السلبية، مثل المرور بحالة احتراق وظيفي أو الشعور بالحاجة إلى أخذ إجازة لتحسين صحتك النفسية، أو مشاعر الكره تجاه مديرك. إذا لم تكن علاقتك مع مسؤول التوظيف عميقة، فقد تدفعه هذه المعلومات للشك في قدرتك على النجاح في الوظيفة في ظل الظروف غير المثالية، علماً أنه لا توجد وظيفة مثالية.

3. احرص على إبراز قيمتك الفريدة

حدد السمات التي تميزك عن المرشحين الآخرين واذكرها في سردك لأدوارك السابقة. سلط الضوء على المهارات أو الخبرات أو وجهات النظر المحددة التي تمنح الدور الذي تسعى إليه قيمة فريدة. على سبيل المثال، إذا كانت لديك خبرة في مجال الماليات، فاحرص على أن تبرِز كيف زودتك هذه الخبرة بنهج معتمد على البيانات يمكن تطبيقه في بعض الجوانب من الدور الجديد. إذا كنت تنتقل من مجال إبداعي مثل الصحافة إلى التسويق، فركّز على المهارات القابلة للتطبيق في الدور الجديد التي ستؤدي إلى نتائج إيجابية. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول ما يلي:

بصفتي صحفياً حائزاً جوائز، طورت مهارات استثنائية في سرد ​​القصص وإشراك الجمهور، ما أدى دوراً مهماً في منح منصبي التسويقي الحالي قيمة فريدة. في منصبي بصفتي مدير تسويق في [اسم الشركة]، صغت حملات مقنعة عبر التلفزيون والويب ووسائل التواصل الاجتماعي زادت مشاركة العلامة التجارية بنسبة 40%. تمكنني قدرتي على فهم الجماهير المتنوعة والتواصل بفعالية من إنشاء محتوى يتردد صداه على نطاق واسع ويؤدي إلى نتائج قابلة للقياس، وهي مهارات أتوق إلى الاستفادة منها في شركتك.

يجب أن توضح تماماً الروابط بين مهاراتك الفريدة والدور الذي تُجري المقابلة للحصول عليه، وعليك أن تُظهر كيف تمكّنك خبرتك من تقديم قيمة استثنائية تتجاوز ما يقدمه المرشحون الآخرون. ومن خلال ربط خبرتك بالوظيفة التي تسعى للحصول عليها وإبراز طرق اكتسابك المهارات تدريجياً خلال مسارك المهني في قصة موجزة، ستقنع مسؤول التوظيف بقدرتك على النجاح في الدور الجديد. إن تسليط الضوء على مهاراتك الفريدة هو إضافة جيدة تميّزك عن المنافسين وتجعلك خياراً أبرز وأكثر إقناعاً.