3 طرق لتُظهر تواضعك في العمل وتُلهم الآخرين

2 دقائق
التواضع
shutterstock.com/Andrii Yalanskyi

هل تريد أن تثبت امتلاكك صفات القائد الفعال وأن يتبع موظفوك توجيهاتك؟

كن متواضعاً.

تعلمت هذا الدرس عندما كنت أقرأ مقالاً لديفيد بروكس في صحيفة نيويورك تايمز، يصف فيه تسجيلاً من أرشيف برنامج "أداء القادة"، الإذاعي المنوّع الذي بُث في يوم النصر على اليابان. تحدث في البرنامج الكثير من المشاهير، لكن وفقاً لبروكس، "كانت السمة الأبرز في البرنامج نبرة التواضع وإنكار الذات"، واحتفلوا بالنصر لكن بكل لباقة واحترام.

على القادة الذين يرغبون في إلهام موظفيهم، وأنا أستخدم كلمة "إلهام" عمداً، ألا يظهروا إنجازاتهم فحسب، بل أخلاقهم أيضاً. لك الحق في الفخر بإنجازاتك، ولكن بوسعك استثمارها لحشد جهود الموظفين ليحققوا إنجازات أفضل، مثل زيادة المبيعات أو تحسين الجودة أو إنقاذ الكوكب. سخّر قيادتك لتحقيق أهداف أسمى من تعظيم الذات.

من الضروري أن يتمتع القائد بالتواضع لأنه بذلك يثبت إنسانيته، فالبشر مخلوقات ضعيفة وغير معصومة من الخطأ. وإدراكنا لما نجيد فعله وما لا نجيده ضروري لتحقيق الوعي الذاتي وبالغ الأهمية لإظهار التواضع، إليك بعض الطرائق لإظهار التواضع في مكان العمل.

استخدم سلطتك باعتدال

المنصب يعطيك السلطة، لكن لا تستحوذ عليها لنفسك. بوسعك منح موظفيك الصلاحيات وتحميلهم المسؤولية من أجل تشجيعهم على صنع القرارات؛ شجّع موظفيك على وضع أهداف لأدائهم وللفريق، دعهم يصنعون القرارات، أما سلطتك فتتجسد في فرض النظام والانضباط.

اسعَ إلى ترقية موظفيك

يشير ماركوس باكنغهام وكيرت كوفمان في كتابهما البارز "ابدأ بكسر كل القواعد" (First, Break All the Rules)، إلى أن إحدى سمات المدراء الناجحين تتجلى في قدرتهم على ترقية موظفيهم، وأحياناً إلى مناصب أعلى من مناصبهم، فهؤلاء المدراء يرعون المواهب، وهم الذين يعتمد نجاح المؤسسة على قيادتهم.

اعترف بإنجازات موظفيك

يعبّر المدرب الأسطوري لفريق ألاباما لكرة القدم الأميركية بول بريانت الشهير بلقب "بير" عن هذه الفكرة بطريقة رائعة: "إذا حدث خطأ ما فأنا مَن أخطأ؛ وإذا سارت الأمور على نحو مقبول فقد عملنا معاً؛ وإذا تحقق الإنجاز، فأنت من حققه؛ هذا كل ما يلزمك لكي تدفع اللاعبين ليحققوا لك النصر في مباريات كرة القدم". تبنَّ هذا السلوك دائماً، وبخاصة في الظروف الصعبة، وسيتكاتف أعضاء الفريق لأنهم يريدون لك النجاح. باختصار، التواضع يولد التواضع.

هل من الصائب أن نبالغ بتواضعنا في مكان العمل؟ الإجابة نعم. إذا فشلت في تقديم نفسك، وبالأحرى أفكارك، فلن تجذب انتباه أحد وستضيّع فرص الترقية، والأسوأ من ذلك أنك لن تقنع أحداً بأن يؤمن بمقدراتك. لن يصبح الجميع قادة، ولكن الذين يسعون إلى التأثير والتغيير والتوجيه والقيادة في مؤسساتهم يحتاجون إلى طرق لجذب الانتباه إليهم، وهنا يأتي دور التواضع؛ أي أنك إذا أشدت بفريقك أولاً ثم بنفسك، سيلاحظ من حولك ما حققته أنت وفريقك.

ولنعد مرة أخرى إلى مقال بروك الذي يذكر فيه كلمات إرني بايل الذي قُتل في معارك المحيط الهادئ قبل أشهر من النصر، إذ قال متوقعاً النصر: "لقد انتصرنا في هذه الحرب لأن رجالنا شجعان ولعوامل أخرى كثيرة، مثل قتال روسيا وإنجلترا والصين إلى جانبنا وعامل الزمن وهبة الموارد الطبيعية. ولم ننتصر لأننا خُلقنا أفضل من باقي الشعوب".

في لغة الشركات الحديثة، قد نقول إننا انتصرنا بفضل فريقنا المتنوع الذي يتمتع بموارد وافرة، ونحن ممتنون لامتلاك فرصة المنافسة. لكنني أفضل كلمة إرني بايل الختامية التي قال فيها: "أتمنى أن يكون امتناننا أكبر من فخرنا".

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي