تدخل "هافارد بزنس ريفيو" الأسواق العربية بخبرة عمرها نحو قرن من الزمن. واليوم، تحمل هذه المجلة العريقة المستندة إلى عراقة كلية "هارفارد للأعمال"، الهوية العربية مع ولادة "هارفارد بزنس ريفيو العربية".
يأتي دخول هذه المجلة التي ترافق رجال الأعمال ورواد الشركات الناشئة والعاملين في قطاع الأعمال، لتضفي على المحتوى العربي في قطاع الإدارة والقيادة غنى نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى. فالدول العربية تعيد مراجعة هيكلياتها الإدارية والاقتصادية، استجابة لما فرضته ظروف التحولات في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فمنها ما يسعى للملمة جراحه، ومنها من خرج سليماً معافى ويبغي الحفاظ على النمو أو يلتمس تحويل الفرص إلى تحديات، ومنها ما يصبو إلى الانتقال من عالم الاقتصاد النفطي إلى الاقتصاد متعدد الحوامل، وهؤلاء جميعاً يبحثون عن كلمة مرور واحدة هي "الإدارة".
بداية "هارفارد بزنس ريفيو العربية" تنطلق مع عدد جديد يحمل باقة من المقالات التي كتبها خبراء المجلة الأم، استناداً إلى أبحاث ودراسات علمية ميدانية. ويبدو أن هذا العدد متوافق في موضوعه مع حاجة ملحة في المنطقة العربية ومناسبٌ في توقيته. فريادة الأعمال والمقاربات الجديدة للتفكير مثل "التفكير التصميمي" والبحث عن الموردين مثل "التوريد الجماعي" ودمج التكنولوجيا لتحقيق ابتكار مزعزع في الخدمات والمنتجات، كلها مواضيع مفيدة لكل من يبحث عن تحقيق النمو وتوسيع النشاط واستعادة حيوية الاقتصاد.
ويسلط هذا العدد الضوء على "الريادة طويلة المدى"، حيث يبحث في "الشركات الناشئة الرشيقة" ويدرس الجدل القائم في الشركات الناشئة الفتية حول المزاوجة بين الحاجة إلى الرشاقة والبعد عن الروتين ومتطلبات السرعة في الحركة، وبين الحاجة إلى استراتيجيات بعيدة المدى. ويقدم مقالاً عن "الشركات الناشئة التي تعمّر طويلاً"، ويعرض تحليلاً مفصلاً وطروحات علمية تساعد في استدامة النمو والانتقال إلى مرحلة النضوج والتوسّع. وتغذي "هارفارد بزنس ريفيو العربية" هذه الحزمة من المقالات بعرض تجربة عربية، لرائد الأعمال العربي فادي غندور الذي يعرض تجربته في الانتقال بشركة "أرامكس" من مشروع ريادي صغير إلى شركة دولية تضاهي مثيلاتها في العالم.
ويناقش هذا العدد أيضاً ترابط التكنولوجيا ومعطيات الإنترنت وتطبيقات الإنترنت الذكية، ليقدم مقاربة عصرية لـ "الترويج للعلامات التجارية في عصر شبكات التواصل الاجتماعي"، ويضم العدد أيضاً مقالاً يطرح نتائج أبحاث علمية حديثة "كيف تسهم المنتجات الذكية المتصلة بالإنترنت في التحولات الحاصلة في الشركات"، حيث أصبحت قواعد بيانات الشركات واستخدامها عبر تطبيقات الإنترنت مفتاحاً لحلول كانت تستهلك عملاً طويلاً وتكلف أثماناً باهظة من قبل.
وفي عددها الجديد، تتوجه المجلة في بعض أبحاثها إلى قادة الشركات، منها "تعلم كيف تتعلم"، وهي دراسة تمنح المدراء مفاتيح لمقاومة التحيز وكسر الحواجز أمام مفاهيم إدارية جديدة ومعالجتها بطرق جديدة مبتكرة.