ملخص: قد تنتابك حالة من التوتر والقلق عندما تلاحظ أن أداءك ينخفض وأن الآخرين يشاركونك وجهة النظر نفسها. ويعرض المؤلف في هذه المقالة خطوات عملية تتيح لك تحديد خطوتك التالية وتساعدك على تحقيق النمو بصفتك قائداً فاعلاً وكسب المصداقية تتمثّل في ممارسة التأمّل الذاتي، والتماس الدعم، وإجراء تقييم على دورك في الشركة.
لا يوجد قائد كامل، بل من المؤكد أن يرتكب قادة الفرق والمؤسسات بعض الأخطاء التي قد تكون فادحة أحياناً، وعلى الرغم من أن الكمال هو صفة بعيدة المنال، قد يخسر القادة مصداقيتهم عند ارتكاب كثير من الأخطاء الفادحة. وإذا كنت قائداً يعاني نقصاً في المصداقية، فقد يصعب عليك اكتسابها مجدداً، خاصة عندما تكوّن نظرة سلبية حول أدائك ويشاركك فريقك النظرة نفسها.
وإذا كنت بحاجة إلى كسب المصداقية مجدداً، فيمكنك تجربة هذه الخطوات:
1. مارس التأمّل الذاتي
قبل أن تحكم على نفسك وفق مقاييس الآخرين، فكّر من منظورك الشخصي أولاً، وحاول ألا تستسلم لاجترار الأفكار، بغض النظر عن مدى شعورك بالسوء تجاه أدائك، بل تعمّد إيقاف تلك المشاعر، فعلى الرغم من سهولة الانجرار وراء أسئلة "ماذا لو" والتفكير في الأحداث التي كان من المفترض أن تسير على نحو أفضل، لن تساعدك هذه الأفكار على اتخاذ القرارات وإجراء أي تغييرات على المدى الطويل، فاجترار الأفكار يجعل المشكلات تبدو أكبر وغير قابلة للحل. لذلك، ضع حداً زمنياً لأفكارك المتدفقة؛ وأوصي باستخدام مؤقّت هنا. قد يتأثر تقييمك الذاتي بما يقوله الآخرون عن أسلوب قيادتك وعملك، ما يؤثر على مدى فهمك للمشكلة. وعادة ما أدرّب العملاء على تخصيص 10 دقائق لاجترار الأفكار، وعندما يرنّ المؤقّت، يكون الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة العصف الذهني للحلول.
2. خصص وقتاً للتفكير أو للراحة
من المفيد أن تخصص بعض الوقت للتركيز العميق أحياناً، فإذا كان لديك وقت كافٍ لأخذ قسط من الراحة، فاذهب في رحلة سريعة لتصفية ذهنك، وإن لم يكن ذلك ممكناً، فجرّب المشي، وامشِ دون الاستماع إلى أي مدونة صوتية أو كتاب، وعادة ما أوصي عملائي بالمشي البطيء يومياً دون ضوضاء أو مشتتات. انظر إلى الأشجار أو المنازل في منطقتك أو أي مشاهد أخرى في طريقك، ودع عقلك يشرد وأفكارك تتدفق، قد تتوصّل إلى رؤى ثاقبة حول كيفية تحسين أسلوبك في القيادة وحول ماهية الإجراءات التي عليك اتخاذها. وتأكد من تدوين هذه الأفكار في أثناء المشي، فكلما كانت الفكرة أكثر تحديداً، زادت فعاليتها. على سبيل المثال، يمكنك تسجيل مذكرة صوتية تقول فيها: "سألتقي بمدراء المبيعات وأناقش إنجازاتهم وقضاياهم المحددة بحلول نهاية الأسبوع. ولن أسمح لأي شخص بإعادة جدولة الاجتماعات. وسأبلغ القيادة بقراراتي في اجتماعنا يوم الثلاثاء".
3. اجمع الحقائق
بمجرد أن تنتهي مرحلة التفكير العميق، تبدأ مرحلة جمع البيانات الخارجية بهدف تحديد مقاييس الأداء التي تحتاج إليها بصفتك قائداً، واستكشاف ما إذا كانت تقييمات فريقك السلبية عنك تستند إلى أسس وجيهة.
قيّم مراجعات أدائك واجتماعاتك الفردية، واسأل نفسك:
- ما المهارات التي عليّ تنميتها؟
- هل أحتاج إلى التركيز على مهارة ما بعينها لتحسينها؟
- هل بذلت جهوداً حثيثة لإجراء التغييرات التي اقترحتها القيادة؟
يتوقّف العديد من القادة عند هذه المرحلة عادة، فيقاومون إجراء التغييرات الصعبة ويؤجلونها إلى "المستقبل". حدد التغييرات التي قاومت إجراءها، واطرح كثيراً من الأسئلة على مديرك حتى تتمكن من دعم المجالات التي تحتاج إلى تحسين في مهاراتك، فإذا خضعت لتقييم أداء بطريقة 360 درجة، فاستخدم هذا المصدر لكسب مزيد من الفهم والوضوح، فالعمل الجاد يجب أن يرتكز على تعزيز المجالات التي تحتاج إلى تطوير؛ لذلك، ضع خطة محددة للغاية وسِر على خطاها، وذلك يعني تحديد كل مجال يحتاج إلى تحسين ووضع معايير لقياس النجاح بهدف تقييم مقدار التحسّن.
4. قيّم مدى توافقك مع ثقافة الشركة
لعلّ الصدام الثقافي هو السبب وراء ضعف أدائك القيادي، هل يتوافق أسلوبك في الإدارة مع ما تحتاج إليه الشركة؟ على سبيل المثال، إذا كنت تعمل في ثقافة تقدّر السرعة في إنجاز الأعمال وتتهاون مع الأخطاء بدلاً من التفكير ملياً في كل قضية، فتنطوي مهمتك حينها على إنجاز العمل والتخلّي عن مرحلة التحليل والتفكير. وإذا كان أسلوبك في العمل مختلفاً، فلا بدّ لك أن تتكيّف مع ثقافة الشركة وقيم عملها المحددة، لكن عندما تصرّ على ممارسة أسلوبك في العمل، فلن تتمكن من إجراء التغييرات المنشودة حينها، بل لا بدّ أن تتقبل فكرة التكيّف أحياناً، سواء أعجبك ذلك أم لا.
5. وسّع دائرة نفوذك
قيّم المجالات التي عليك تحسينها للتأثير على زملائك وبناء روابط قوية معهم، لا سيّما مرؤوسيك المباشرين. اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- ما هي المجالات التي يمكنني اتخاذ قرارات أفضل فيها للمجموعة؟
- هل أحضّر للاجتماعات قبل عقدها؟
- هل أطرح أسئلة مزعجة أو صعبة؟
- هل طورت علاقات مع أقراني وغيرهم من الزملاء الذين "أكنّ لهم التقدير" ومع أقران يصعب التأثير عليهم على حد سواء؟
كلما وسّعت نطاق تأثيرك، حظيت بتقدير الآخرين وإعجابهم بأسلوب قيادتك، وهو ما يتيح لك فهم ديناميات الشخصية المؤثرة في مكان عملك ويعزز قدرتك على تقييم الملاحظات التي تتلقاها من الآخرين.
6. التمس دعماً خارجياً
بعد أن تنتهي من تنفيذ الخطوات السابقة والتماس الدعم والمساعدة من داخل مؤسستك لتعزيز أسلوبك في القيادة، تبدأ مرحلة التماس الدعم الخارجي. هل لديك مرشد يمكنك الاعتماد عليه للتعلم والمشورة؟ إذا لم يخطر ببالك أحد، فابحث في ملفك الشخصي على لينكد إن عن شخص قادر على تقديم أفكار وحلول صريحة وغير متحيّزة لك.
7. قيّم مدى ملاءمتك للمنصب
لسوء الحظ، قد لا يكون التوافق بينك وبين مؤسستك صحيحاً، حتى بعد اتخاذ خطوات مخصصة لتحسين أدائك، وذلك يعني أن الوقت قد حان للبحث عن فرصة جديدة، لكنه قرار يتطلّب كثيراً من التفكير والعمل الجاد، فهو ليس بخيار سهل على الإطلاق، لذلك، خذ وقتك ولا تتسرّع، اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل هذه المؤسسة مناسبة لي؟
- هل أطمح حقاً إلى أن أكون قائداً في هذه المؤسسة؟
- هل أنا سعيد في عملي؟
- هل أرغب فعلاً في التعامل مع هذه المشكلات وحلها؟
قد تنتابك حالة من التوتر والقلق عندما تلاحظ أن أداءك ينخفض وعندما يشاركك الآخرون وجهة النظر نفسها. وتتمثّل أهم الإجراءات التي يمكنك اتخاذها في وقف وابل الأفكار التي تدور في عقلك، ومن ثم اتباع عدة خطوات تساعدك على النمو بصفتك قائداً فاعلاً، كممارسة التأمّل الذاتي، والتماس الدعم، وإجراء تحليل على دورك في الشركة.