قيمة الفشل

2 دقائق
الفشل بداية النجاح

يقبل معظمنا حقيقة أن الفشل بداية النجاح وهو جزء حتمي منه. على سبيل المثال، عندما تتعلم كيفية التزلج، عليك أن تسقط عدة مرات قبل أن تتمكن من النزول إلى أسفل الجبل بنجاح.

هل يكون الفشل دائما بداية النجاح؟

هناك حالات لا يكون فيها الفشل أمراً جيداً، مثل الحالة التي تكون مضطراً فيها للالتزام بمهلة نهائية تخص أحد الزبائن أو ضمان مستوى منافس من الجودة. للأسف، لا يميز الكثير من المدراء بين الحالة التي يكون الفشل فيها محفزاً مهماً وقيّماً للتعلم، والحالات التي يكون الفشل فيها مؤذياً فعلاً، ما يجعل الموظف في حيرة متى يجازف ويجرّب ومتى يلجأ إلى الخيارات الآمنة.

فيما يخص المدراء والموظفين، فإن مفتاح التمييز الصحيح بين الحالتين هو فهم ما إذا كانت المؤسسة في وضع يستدعي التنفيذ أو الابتكار.

تذكرت دائماً هذا الفرق خلال دراستي في وادي السيليكون العام الماضي. كما يعلم الجميع، تمتلئ المنطقة الواقعة بين مدينة سان فرانسيسكو وسان خوزيه بآلاف الشركات الناشئة، إضافة إلى عشرات "المكاتب" المتخصصة بالابتكار والتي أسستها شركات راسخة من جميع أنحاء العالم. من خلال حديثي مع الأشخاص المعنيين بهذه الجهود الابتكارية فإن أكثر ما يدهشني وهو ليس توصيفاتهم للنجاح، وإنما توصيفهم لحالات الفشل التي ساعدتهم وكانت عوناً لهم طوال رحلتهم العملية.

اقرأ أيضاً: رواد الأعمال والاحتفاء بالفشل

في وادي السيليكون (وغير ذلك من الأماكن المليئة بالابتكار)، يعد الفشل وسام شرف على صدور الناس وشرطاً أساسياً لنجاحهم – وليس أمراً مخجلاً بحقهم. تتطلب الشركة الناجحة والحياة المهنية الناجحة، لهؤلاء المبتكرين سلسلة متواصلة من التجارب والاختبارات والفرضيات السريعة – ما يعني أنه لا أحد يحصل على النتيجة الصحيحة من المرة الأولى (أو حتى الثانية أو الثالثة). نتيجة لذلك، فإن الفشل يحظى بتقدير كبير.

وبالمقابل، فإن الشركات الراسخة التي قضيت معظم حياتي المهنية أعمل بها تركز على تطبيق الأشياء التي تعرف كيف تنفذها أصلاً عوضاً عن ابتكار شيء جديد. وعندما يحصل الفشل في حال كانت الشركة تركز على التنفيذ، فإنه قد يؤذي النتائج أو السمعة أو قد يخلق مخاطر لا لزوم لها. لذلك حتى عندما يقول الرؤساء التنفيذيون الذين يركزون جهودهم على التنفيذ بأن لا مانع من الفشل، فإنهم عملياً لا يعنون ما يقولون.

الاستفادة من الفشل

التحدي الحقيقي للقادة ليس في قبولهم للفشل أو رفضهم له، وإنما فيما إذا كانوا في حالة تنفيذ أو حالة ابتكار. فعندما تكون الشركة في حالة تنفيذ فإن ذلك يعني بأن الممارسات التشغيلية القياسية قد طُورت ويجب تنفيذها بأقل انحراف ممكن. بالتأكيد يمكن إدخال بعض التحسينات، لكن هذه التحسينات يجب أن تتم بعناية وبوضوح وضمن شروط مضبوطة، بحيث لا تتأثر العمليات الأساسية. في هذه الحالة، يجب التقليل من الفشل وحتى منعه تماماً.

فيما يتعلق بحالة الابتكار، من جهة أخرى، فإن المعايير لا تكون موجودة بعد، كما أن أفضل الممارسات تكون قيد الاكتشاف والاختبار. وفي هذا النوع من الحالات، من المهم تجريب الأفكار والصيغ والعمليات الجديدة – مع السماح بقدر كبير من الفشل – من أجل معرفة ما ينفع وما لا ينفع. وعندما يصبح التركيز واضحاً، يمكن للمدراء أن يخبروا غيرهم بسهولة أكبر ما هو الموقف المناسب تجاه الفشل.

إن السبب وراء معاناة العديد من الشركات الراسخة مع الابتكار هو أنها تعتنق ذهنية التنفيذ، وبالتالي تثبّط الفشل الضروري لتطوير منتجات أو خدمات أو عمليات جديدة.

لذا نعم الفشل بداية النجاح، والفشل أمر أساسي من أجل التعلم والنمو واكتشاف ما هو المفيد. ولكن قبل الاحتفال بالفشل أو معاقبته، تأكدوا من معرفتكم ما تحاولون تحقيقه بفعلكم هذا.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي