سؤال من قارئ: يقلقني أثر الانتقال إلى العمل من المنزل على إنتاجية الموظفين. فمن الواضح أنه سيؤثر إلى حد ما نظراً لتغيير مناطق العمل، لكن كيف سأتمكن من قياس أداء الموظفين الذين يعملون من المنزل؟ لا يقلقني تأثير التغيير على العمليات فحسب، بل وعلى تقييم الموظفين أيضاً.
سؤالي هو:
كيف سأقيم أداء الموظف في هذه الأوقات الغريبة؟
يجيب عن هذا السؤال كل من:
دان ماغّين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
تسيدال نيلي: أستاذة في كلية "هارفارد للأعمال".
تسيدال نيلي: في الأوقات العادية، لا ينخفض الأداء في العمل عن بعد. والحقيقة هي أن كثيراً من الأدلة تبين أن الإنتاجية تزيد فعلياً عندما يعمل الموظف من المنزل. لأنه يتخلص من المواصلات ومشتتات الانتباه التي يتعرض لها في المكتب. لكن الاختلاف يكمن الآن في الضغط الكبير والغموض الشديد والتغير واسع النطاق على المشهد الاقتصادي. لذا، يجب علينا أن نفكر حالياً بالقواعد التي تفرضها الجائحة العالمية، ويجب الاتفاق من جديد على المطلوب من الموظفين وما يجب عليهم تقديمه حالياً، لأني لا أتخيل أن الموظفين سيكون بإمكانهم تقديم ما نطالبهم به كما نتوقع. أرى أن علينا إعادة النظر فيما يعمل عليه الموظفون والأولويات وما نطلبه بناء على نتائج الموظفين وما يمكنهم القيام به فعلاً في هذه الفترة. نحن نرى ذلك في كثير من الجامعات، إذ تمدد ساعات العمل وتغير المواعيد النهائية.
دان ماغّين: لدي ولدان في الجامعة، وقامت كلّيتهما بتغيير معايير كل شيء في هذا الفصل الدراسي لتصبح إما نجاحاً أو رسوباً. ليس من المناسب أن ندعو لجعل نظام تقييم الأداء لدى كل الشركات قائماً على نفس المبدأ، النجاح أو الفشل.
تسيدال نيلي: لا أرى أن الوقت مناسب للقلق بشأن تقييم الموظفين ومراجعات الأداء الآن. بل أرى أن على صاحب السؤال التكيف مع التغييرات وتغيير التوقعات، والسعي في نفس الوقت لإعداد الموظفين وتعليمهم وتدريبهم كي يتمكنوا من العمل عن بعد بكفاءة. وهذا يعني أيضاً أن عليه تطوير نفسه وأهليته كمدير لموظفين يعملون عن بعد كي يكون مدرباً وقائداً أفضل. لذا يجب عليه أن يقرأ مزيداً من الأبحاث ويعمل على تحسين أسلوبه في الإدارة.
دان ماغّين: إذا كان صاحب السؤال مشغولاً فعلاً بشأن تقييمات الأداء، التي تجرى عادة في نهاية العام، فأنا أهنئه على عمله في شركة جيدة ومستقرة فعلاً، لأن معظم الشركات مشغولة بالنجاة والاستمرار في الأشهر القليلة المقبلة فحسب. من الرائع أن يفكر بالأمر في وقت مبكر جداً، لكن فيما يتعلق بالأولويات الحالية، يجدر به التفكير بالتدفق النقدي والطرق المبتكرة لضمان استمرار العائدات وبنية التكاليف. أعتقد أن كثيراً من المدراء سيضعون تقييم الموظفين في نهاية قائمة الأولويات حالياً، فهو أمر لا أفضّل تضييع كثير من الوقت في التفكير به.
أليسون بيرد: ربما كان بإمكانه الآن التفكير بقياس الإنتاجية، لكن من ناحية تعزيزها ومحاولة تهدئة مخاوف الموظفين والحرص على أن يشعروا أنهم يحظون بالدعم، وأن يحاول إتاحة مزيد من المرونة والتأكيد على غاية المؤسسة ومحاولة توضيح أهداف العمل. يجب أن يركز على القيام بكل هذه الأمور التي تجعله مديراً جيداً. فالاختلاف في العمل عن بعد يكمن في ضرورة أن يؤكد المدير على هذه الأمور، وضرورة أن يجعل موظفيه يشعرون بدعم أكبر ويفهمون غايتهم أكثر.
تسيدال نيلي: آمل أن يؤخذ هذا الأمر على محمل الجد. لكن من المهم أيضاً إعداد الموظفين ومساعدتهم على فهم طريقة العمل عن بعد على نحو منتج، وذلك من لكي يتمكن المدراء من قياس وتقييم أداء العاملين عن بعد بشكل فعال.