شعرت بالانزعاج قبل سنوات بعد أن شهدت انفصالاً عاطفياً مؤلماً؛ لم يكن طلاقاً بين زوجين، بل كان انفصالاً بين صديقين، وما زاد المشكلة تعقيداً هو حقيقة أن الشخصين المعنيين كانا مديراً ومرؤوساً تابعاً له، كانا قريبين جداً لدرجة أن المدير، عدنان (ليس اسمه الحقيقي)، والموظف، يوسف (ليس اسمه الحقيقي أيضاً)، قضيا إجازاتهما العائلية معاً. وبما أنهما كانا يتوجهان إلى المكتب صباحاً معاً ويغادرانه معاً أيضاً، أدركنا أن يوسف يتمتّع بحرية التواصل مع مديرنا ويمتلك سلطة أعلى نتيجة لذلك.

لكنه أصبح يهيم في ممرات المكتب الآن على أمل أن يلتقيه صدفة في طريقه إلى المنزل وأن يعرض عليه عدنان إيصاله معه. لم نعرف قطّ سبب تدهور العلاقة بينهما، لكن ما عرفناه حق المعرفة أن ذلك الانفصال كان سيئاً لهما وللشركة. وأصبحت علاقتهما رسمية جداً، إذ أُعيد تنظيم التسلسل الإداري تحت ستار عملية إعادة الهيكلة، إلى أن ترك يوسف العمل في الشركة في النهاية، ما جعل عدنان يشعر ببعض الارتياح.