هل يجب أن يخضع الموظف المثالي للأوامر الإدارية ليلاً ونهاراً، وهل يقاس ولاؤه وإنتاجيته، بمقدار تخليه حتى عن هواياته الخاصة خارج العمل ليكون كامل ولائه للشركة؟ هذه المفاهيم يغيّرها العلم الإداري وتثبت الدراسات أن انعكاسها على الإنتاجية يتعارض مع الفكرة السائدة.
ما يقدمه العدد الجديد من مجلة "هارفارد بزنس ريفيو" العربية، عبر دراسات ومقالات ومقابلات يعيد رسم خريطة العمل الإداري وقيادة الفريق.
في مقالة "إدارة الضغط الكبير في الشركات"، نكتشف مآل التوجه الذي يتوقع من موظفي العمل المستمر الالتزام التام بمصلحة العمل باعتبارها أولوية. ويحفل العدد بتجارب أخرى لإعادة هيكلة العمل وطريق عمل الموظفين وإدارة فرق العمل، ومنها مقال "أسرار العمل الجماعي الناجح"، حيث يكشف أن فرق العمل أصبحت أكثر تنوعاً وتوزعاً ورقمية وديناميكية، وهنا يأتي دور المدراء للعمل على تمكين الفرق من الازدهار من خلال الجمع بين الرؤى المختلفة. وتكتمل الإجابة في مقال آخر بعنوان "كيف تقود الفريق الذي ورثته"؟ حيث يتبين أنك عندما تقود فريقاً جديداً عليك أن تدير إعادة تشكيل العضوية في الفريق، والاتجاه نحو الهدف.
ثم يبرز سؤال جوهري يواجه قادة العمل، يعالجه مقال بعنوان "كيف تستبق الخلافات ضمن الفريق؟" ذلك أن الخلاف الجيد يمكن أن يعزز النقاش البنّاء، ويحدث الخلاف السيئ عندما لا يستطيع أعضاء الفريق تجاوز اختلافاتهم. إلى أن نصل في مقال آخر ضمن هذا العدد عن "حل المشكلات المستعصية". وعبر هذه المقالة وماسبقها، يتشكل مفهوم متكامل لدى قادة الشركات ومديري الأقسام والفروع في الشركات لإعادة هيكلة الفرق، وإدارتها بإسلوب عصري، يحقق أهداف المؤسسة، ويحافظ علي مساحة الإبداع لدى العاملين.