في فترة معينة من حياتك الدراسية، ستتخذ أنت وزملاؤك في المدرسة أحد أهم القرارات المصيرية: ما هي الجامعة التي ستلتحقون بها بعد إنهاء الدراسة الثانوية؟ لكنّ ثمة سؤالاً آخر مهماً إلى جانب السؤال عن اسم الجامعة، وهو: متى ستلتحقون بها؟
من خلال مقابلاتي مع طلاب أخذوا عام التفرُّغ، وأبحاثي التي ضمّنتها في كتابي حول أخذ إجازات طويلة، توصلت إلى أن القرار التلقائي بالالتحاق بالجامعة مباشرة بعد المدرسة الثانوية غالباً ما يكون قراراً خاطئاً؛ فالتسرع في اتخاذ الخطوة التالية في الحياة قد يؤدي إلى تفاقم الإنهاك في المدى المنظور وقد يحول دون عيش حياة تعبر عن أهدافك وأحلامك الحقيقية ويدفعك إلى العمل على تحقيق أحلام رسمها الآخرون لحياتك نيابة عنك؛ وبالتالي يجدر بك استكشاف فوائد عام التفرُّغ.
فوائد عام التفرُّغ
يظل السعي للحصول على شهادة جامعية قراراً سليماً بكل المقاييس، وهذا أمرٌ لا خلاف عليه، لكن توقيت الالتحاق بالجامعة محل خلاف؛ إذ يرى الكثيرون أن أخذ عام التفرُّغ، ويُعرَّف عادةً بأنه استراحة مدة عام دراسي بين المدرسة الثانوية والجامعة، يساعد على الحد من التوتر والإنهاك وتحسين المستوى الدراسي، إلى جانب فوائده في العثور على الغاية.
الحد من التوتر والإنهاك.
مرّ قرابة 25 عاماً منذ أن كتب أعضاء مجلس القبول في جامعة هارفارد مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز يعربون فيه عن قلقهم إزاء ارتفاع مستوى التوتر باستمرار بين طلابهم وينصحون الطلاب المستجدين بالحصول على "وقت مستقطع". وفي إشارة إلى الزيادة الكبيرة في خدمات استشارات القبول الجامعي والضغط المتزايد على طلاب المدارس الثانوية للمشاركة في العديد من الأنشطة خارج إطار المناهج التعليمية، شجعوا طلاب المدارس الثانوية على التوقف مؤقتاً وأخذ استراحة قبل أن يصبح "الإنهاك سمة مميزة لجيلهم". (تنويه: هذا ما حدث بالفعل!).
أكدت الأبحاث الحديثة حول الأمراض النفسية بين الطلاب المستجدين في الجامعة صحة هذه الملاحظات؛ فقد توصلت دراسة أُجريت عام 2018 إلى أن أكثر من ثلث الطلاب المستجدين يعانون متاعب في الصحة النفسية (وكان هذا قبل أن يؤدي تفشي فيروس كوفيد-19 إلى الدراسة عن بُعد). وتوصلت الدراسة نفسها أيضاً إلى أن متاعب الصحة النفسية ترتبط بتراجع مستوى التحصيل الدراسي وارتفاع معدلات التسرب من التعليم، في حين يعود الطلاب الحاصلون على عام التفرُّغ ويلتحقون بالجامعة بحماس أكبر وقدرة تحصيلية أفضل من أقرانهم، وفقاً لدراسة منفصلة، كما أنهم ينحّون بهذه الوسيلة ضغوط الحياة الدراسية المعتادة جانباً بصورة مؤقتة نظير الحصول على "المرح والاستمتاع والبحث عن السعادة".
تحسين مستوى التحصيل الدراسي والأداء القيادي.
في عام 2012، أجرى عميد كلية ميدلبورى (Middlebury College) لشؤون القبول في ولاية فيرمونت آنذاك، روبرت كلاغيت، أكثر دراسة صارمة حول أثر أعوام التفرُّغ على مستوى التحصيل الدراسي في الولايات المتحدة. ورغبة من كلاغيت في فهم أثرها بين طلابه بصورة أدق، صمّم نموذجاً للتنبؤ بالنجاح الدراسي والأنشطة خارج إطار المناهج التعليمية. واكتشف من خلال نهجه القائم على تحليل طلبات الطلاب وبيانات درجاتهم الأكاديمية لأعوام عدة أن المعدل التراكمي لدرجات الخريجين الحاصلين على أعوام التفرُّغ كان أعلى بكثير مما كان متوقعاً في عامهم الأول بالكلية، واستمر هذا الأثر طوال فترة دراستهم بها، كما شغل الخريجون الحاصلون على أعوام التفرُّغ عدداً أكبر بكثير من المناصب القيادية في الحرم الجامعي للكلية.
ومن المثير للاهتمام أن هذا الأثر كان ذا مفعول أقوى بين الطلاب الذين حققوا درجات منخفضة نسبياً في المدرسة الثانوية؛ ففي عام 2010، افترض عالم النفس الأسترالي أندرو مارتن أن "عام التفرُّغ قد يكون إحدى الوسائل لمعالجة الصعوبات التحفيزية"، وتعزيز الدافعية الدراسية.
أما بالنسبة لتخوفات والديك بشأن احتمالية عدم قبولك بالجامعة أو تأثُّر مستوى تحصيلك الدراسي؛ فقد أثبتت الدراسات عدم وجود فارق في معدلات القبول أو التخرج بين الطلاب الذين أخذوا عام تفرُّغ وأقرانهم الذين التحقوا بالجامعة مباشرة، بل أشارت إلى ارتفاع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب الذين أخذوا عام تفرُّغ. قد يكون السبب في ذلك هو أن اختيار التخصص الرئيسي في الجامعة بناءً على عوامل جوهريّة، مثل الخبرة الشخصية واكتشاف الاهتمامات، يحفّز الطالب على الاجتهاد في تخصصه الدراسي بجدية أكبر من اختياره استجابةً لضغوط أو توجهات خارجية، مثل رغبة الوالدين.
العثور على غايتك.
إن العمل الجاد وتحمُّل الديون في سبيل تحقيق غاية تتوافق مع هويتك وقيمك الشخصية يختلف تمام الاختلاف عن إهدار سنوات شبابك الخالية من المسؤوليات في سبيل تحقيق رؤية شخص آخر أو الانسياق وراء ثقافة شعبية لا تعبر عن شغفك.
يعتبر المؤلف والأستاذ السابق في جامعة ييل، ويليام ديريزيويتز، هذه الظاهرة حديثة جداً في كتابه "الأغنام الممتازة" (Excellent Sheep)، قائلاً: "صحيحٌ أن نظامنا التعليمي النخبوي يخرّج شباباً أذكياء وموهوبين ومتحمسين، لكنهم أيضاً قلقون وخجولون وتائهون، يفتقرون إلى الفضول الفكري ووضوح الغاية؛ إنهم بارعون فيما يفعلونه، لكنهم لا يدركون سبب فعلهم له". وعلى الرغم من تدريسه في جامعة ييل لعقد من الزمان، يعتقد ديريزيويتز أن قضاء عام بعيداً عن الدراسة قد يكون أفضل طريقة لطلاب المرحلة الثانوية المتجهين إلى الجامعة للخروج عن القطيع، "لتطوير الشعور بالغاية واكتشاف أن ثمة حياة خارج إطار التعليم النظامي".
في كتاب "عام التفرُّغ: كيف يؤدي تأجيل الدراسة الجامعية إلى إحداث تغييرات إيجابية في حياة الإنسان" (Gap Year: How Delaying College Changes People in Ways the World Needs)، وجد نائب رئيس جامعة ولاية فلوريدا للشؤون الأكاديمية وعميدها، جو أوشاي، أن الخريجين الحاصلين على أعوام التفرُّغ يدخلون الجامعة بمستوى أعلى من الثقة بالنفس ووعي أفضل بذواتهم وبالعالم من حولهم، ويكونون عموماً أكثر استعداداً للخطوات المقبلة في حياتهم.
قد يكون السبب في ذلك أن عام التفرُّغ يساعدك على تحديد ما تريد تحقيقه في الحياة وتعلُّم اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيقه. تدرس الدكتورة مارشا باكستر ماغولدا فترة الانتقال إلى سن الرشد، وتشير في كتاب أوشاي إلى الجامعة بوصفها "مفترق طرق" في عملية تشكيل الذات. وترى أن "الجامعات تُقدم للطلاب صيغاً جاهزة للنجاح بسهولة مبالغ فيها، لذلك لا يضطرون إلى تطوير طرقهم الخاصة والمستقلة لاكتساب المعرفة". بعبارة أخرى، قد يكون اختيار الالتحاق بالجامعة مباشرة أشبه بعبور جسر عابر، لا مفترق طرق. ما الذي نفتقده عندما لا نتوقف للتفكير في طرق أخرى؟
كيف تأخذ عام التفرُّغ؟
يصف الحاصلون على عام التفرُّغ الذين تحدثت إليهم في إطار أبحاثي المرات التي لم يلتزموا فيها بالقواعد المألوفة بأنها كانت "نقطة حاسمة" و"محورية" في حياتهم "غيرت فكرتهم عن التعليم" بصورة جذرية. ووصف أحد الأشخاص التجربة بأنها غيرت قيمه الأساسية ومساره في الحياة، قائلاً: "عندما التحقت بالجامعة لم تكن لديّ الافتراضات نفسها حول النجاح"، وقال شخص آخر: "أكسبتني التجربة القدرة على الاختيار، وبفضلها أصبحت أقوى، لم أعد أخاف شيئاً، وأصبحت هويتي وقيمي هما مصدر تصرفاتي".
إذاً، إذا كنت تعتقد أن هذا هو الخيار الأنسب لك، فكيف تستعد لأخذ عام تفرُّغ؟ عليك أن تبدأ بمرحلتين: العثور على الإلهام والحصول على التشجيع الضمني، ثم بحث الجوانب المرتبطة بالخدمات اللوجستية ووضع خطة عمل واضحة.
العثور على الإلهام والتشجيع الضمني.
يحتاج البشر إلى الدعم النفسي عندما يفكرون في اتخاذ خطوة استثنائية، ولا يقتصر هذا الدعم على الإلهام فحسب، بل يشمل أيضاً التشجيع الضمني الذي يحفزهم على اتخاذ هذه الخطوة، خاصة إذا بدت وكأنها تتعارض مع معايير النجاح في المجتمع.
درس الباحثان ديل شنك وماريا دي بينيديتو بجامعة كارولاينا الشمالية (University of North Carolina) الدور الحاسم الذي يلعبه وجود قدوة، المعروفة في لغة البحث العلمي باسم "المثل الأعلى" في مساعدة الإنسان على تغيير حياته. وتوصلت نتائج أبحاثهما إلى أننا نشعر بالتمكين والتحفيز من خلال مراقبة سلوكياتنا ومقارنتها بسلوكيات الآخرين حتى إن كانوا غرباء. وفي حين أن معظم الناس على دراية بمفهوم عام التفرُّغ، فإن الكثيرين لا يعرفون كيفية التخطيط له وتنفيذه بأسلوب عملي، لذلك فالتحدي الذي تواجهه في البحث عن الإلهام والتشجيع الضمني هو العثور على شخص سبق له أن أخذ عام تفرُّغ فعلياً والتعلم منه. يمكنك البحث عن هذا الشخص عبر كتابة منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أو سؤال الأصدقاء وأفراد الأسرة عما إذا كانوا يعرفون أي شخص يمكنك التحدث إليه في هذا الشأن. سيمكّنك هذا من تعلم الدروس المستفادة والتعرف إلى أفضل الممارسات التي يمكن اتباعها، وستكتشف الفرص التي قد تظهر عندما تخرج عن المسار الروتيني مدة عام واحد.
بالإضافة إلى سؤال خريجي عام التفرُّغ عن التغيُّرات التي طرأت عليهم بعد الانقطاع عن الدراسة الأكاديمية عاماً كاملاً، اسألهم عن شعورهم قبل عام التفرُّغ. قد يكون من الصعب على مَن حصدوا فوائد تجربة إيجابية أن يتذكروا التحديات والمخاوف التي واجهوها في البداية عندما كان عليهم اتخاذ مسارات غير معتادة.
بحث الجوانب اللوجستية.
بينما تتحدث مع الآخرين عن تجاربهم في عام التفرُّغ، عليك أيضاً أن تبدأ استكشاف ما هو متاح لك من الناحية اللوجستية.
عليك أولاً أن تعرف خيارات إذن التغيُّب والتأجيل المتاحة في جامعتك. قد تخشى أن يؤدي تأجيل قبولك إلى الإضرار بمكانتك قبل أن تطأ قدماك الحرم الجامعي، ولكن العكس هو الصحيح. في الواقع، تقدم الكليات والجامعات في 39 ولاية أميركية مختلفة تسهيلات لتأجيل السنة الأولى، وبدأت جامعات مثل جامعة كارولاينا الشمالية في مدينة تشابل هيل وجامعة برينستون في تقديم برامج عام التفرُّغ الممولة بالكامل لبعض الطلاب المقبولين بهما.
حتى الجامعات التي لا تقدم برنامجاً صريحاً لعام التفرُّغ قد تؤجل القبول أو تتيح تقديم إذن التغيُّب بعد استيفاء معايير معينة. وأخذ عام التفرُّغ تحت مظلة الانضمام إلى مؤسسة رسمية هو أفضل طريقة لتأمين الموافقة على التأجيل؛ على سبيل المثال، حصل أكثر من نصف خريجي برنامج غلوبال سيتيزن يير (Global Citizen Year) على ساعات دراسية معتمدة مقابل الأنشطة التي أدوها خلال عام التفرُّغ. وتعد منظمة غاب يير أسوسيشن (Gap Year Association) أيضاً مورداً موثوقاً يوفر الاعتماد لبرامج عام التفرُّغ. ومع ذلك، إذا كنت ستتولى بنفسك تنظيم أنشطة عام التفرُّغ، فعليك أن تعتني بالتفاصيل وحُسن التخطيط.
وضع خطة عمل.
إذا قررت أن عام التفرُّغ مناسب لك ويمكن تنفيذه من الناحية اللوجستية، فهناك 3 عناصر رئيسية تجب مراعاتها في خطتك: ميزانيتك، ومستوى الاستقلال الذي تريده، وإذا ما كنت ستسافر أم ستبقى في الوطن.
ستحدد ميزانيتك مدة إجازتك ومدى احتياجك إلى العمل مقابل أجر خلال عام التفرُّغ. قد تكون هذه هي المرة الأولى التي تدفع فيها تكاليف الإيجار والطعام بنفسك؛ لذلك يمكنك اعتبار خطط وجبات الجامعة ورسوم السكن الجامعي حداً أعلى لميزانيتك، مع استخدام الموارد والمنتديات الإلكترونية المهتمة ببرامج عام التفرُّغ، مثل ريديت (Reddit)، للحصول على معلومات دقيقة حول تكلفة المعيشة في المنطقة المستهدفة. على سبيل المثال، تقدِّم منظمة غاب يير أسوسيشن قائمة بفرص المساعدات المالية، بينما تقدم مؤسسات مثل غو آبرود (GoAbroad) نماذج إعداد الميزانية المصممة خصيصاً لتسهل على الطلاب المسافرين وضع ميزانية مدروسة بعناية.
تتيح 6 دول لمواطني الولايات المتحدة الحصول على تأشيرات عطلة العمل التي يمكن استخدامها لدفع تكاليف إجازتك من خلال العمل القانوني.
على سبيل المثال، يعد العمل في مزرعة عضوية من خلال الانضمام إلى برنامج دبليو دبليو أوه أوه إف (WWOOF) العالمي، أو ما يُعرف باسم ووفنغ WWOOFing، طريقة شائعة للعمل مقابل الإقامة والطعام وراتب بسيط للمساعدة في تدبير مصروفات السفر. يمكن للمؤسسات غير الربحية أو غيرها من الجهات أن ترعى تأشيرات السفر لدول أجنبية مقابل العمل التطوعي فترة زمنية محددة. وضع في اعتبارك أن الدخل المكتسب خلال هذه الفترة قد يكون له أثر إيجابي على طلبات المساعدات المالية في المستقبل؛ لأنه يساعد على التمييز بين دخلك المنخفض ودخل أسرتك، ولكن استشر متخصصاً في الضرائب أو المساعدات المالية، إما في بلدك أو في مكان دراستك المستهدف، لفهم الآثار المترتبة على هذه الخطوة بصورة أفضل.
في حين يفضل بعض مَن يخططون لأخذ عام تفرُّغ إدارة تجربتهم بأنفسهم للحصول على المرونة الكاملة في اختيار أنشطتهم، يفضل الكثيرون الانضمام إلى برنامج يدير هذه الفترة بأسلوب محدَّد؛ إذ تساعد المؤسسات الرسمية لإدارة عام التفرُّغ على توفير الدعم في الخدمات اللوجستية وتتيح للطالب فرصة الانضمام إلى مجتمع من الطلاب ذوي الاهتمامات المماثلة. وقرار اختيار برنامج معين يعتمد على الشخص نفسه، حيث يمكن للطالب أن يختار بين شركة تعليمية كبيرة تقدم برامج منظمة ولكن بتكاليف مرتفعة، مثل إديوكيشن فرست (Education First)، أو شركة ناشئة طموحة مثل مؤسسة ذا فلايت سكول (The Flight School) الجديدة غير الربحية لرائدة الأعمال الاجتماعية المتسلسلة، آبي فاليك، التي تهدف إلى توفير تجارب مخصصة مجاناً.
وعلى الرغم من إشارة بعض الأبحاث إلى فوائد السفر إلى الخارج خلال عام التفرُّغ، فلا يعني ذلك بالضرورة قضاءها بعيداً عن أرض الوطن؛ فبالنسبة للطلاب الأميركيين هناك العديد من الفرص المحلية في الولايات المتحدة، بدءاً من المدرسة الوطنية للقيادة في الهواء الطلق (NOLS)، وصولاً إلى وكالة أميريكوربس (AmeriCorps). تُعد المنصات التجميعية (Aggregators) والمؤسسات غير الربحية، مثل سيرفس يير ألاينس (Service Year Alliance) مورداً جيداً لمقارنة الخيارات المتعلقة بعام التفرُّغ، سواء كانت محلية أو دولية، مدفوعة الأجر أو تطوعية، وغيرها من القرارات المهمة. وبالنسبة للطلاب غير الأميركيين، فهناك الكثير من الفرص للتطوع أو التدريب، ولكن العثور على المؤسسات المناسبة قد يتطلب بذل جهد أكبر. يمكنك اتباع استراتيجيات عديدة، مثل التركيز على نوع معين من الأنشطة، ثم البحث عبر الإنترنت وبناء شبكة علاقات مع أشخاص أو مؤسسات تهتم بهذا النشاط. على سبيل المثال، لدى مؤسسة تيتش فور أول (Teach for All)، التي انبثقت من مؤسسة تيتش فور أميركا (Teach for America) في الولايات المتحدة، مؤسسات غير ربحية شريكة في أكثر من 70 دولة يمكنك التواصل معها للمشاركة في العمل التطوعي ضمن مجتمعك المحلي.
تبدأ عملية اختيار مجال عملنا المستقبلي منذ التحاقنا بالجامعة التي نلتقي فيها بأصدقاء العمر، بل وشركاء حياتنا أحياناً. ثمة العديد من الأسباب التي تضفي أهمية على التعليم ما بعد الثانوي، لكن الجامعة أضحت على نحو متزايد بيئة مليئة بالضغوط والإنهاك، ما يدفع الطلاب إلى اختيار مسارات مهنية لا تعكس اهتماماتهم أو شغفهم الحقيقي، علاوة على تحمُّل ديون تعليمية تُثقل كواهلهم عقوداً من الزمن. يشير خريجو عام التفرُّغ والأبحاث المتعلقة بالإجازة الطويلة إلى أن إحدى أفضل الاستراتيجيات للانتقال من المدرسة الثانوية إلى الجامعة قد تكون التوقف المؤقت عن هذا الروتين فترة من الزمن. من خلال أخذ عام تفرُّغ يمكنك التركيز أولاً على معرفة نفسك قبل المضي قُدُماً لاتخاذ أهم القرارات المصيرية في حياتك.