بعد تفكير عميق، ودراسة متأنية للآثار المحتملة حول غياب دعم الزملاء لك، وبعد تأمل الأمر بهدوء، تقرر قبول الوظيفة الجديدة أو إطلاق شركتك الناشئة أو ترك العمل مؤقتاً لتقضي بعض الوقت مع أولادك، عندها ستكون متأكداً من قرارك، ولكن يبدو أن مديرك وفريق عملك غير مقتنعين بذلك. فماذا عليك أن تفعل حينما يخالف الناس الذين تحترمهم رأيك بخصوص قراراتك؟
كيفية التعامل مع غياب دعم الزملاء
خذ الخيارات التي يطرحونها بعين الاعتبار
يعتبر هذا الموقف هو الوقت المناسب للتمييز بين صديقك وعدوك الذي يتظاهر بالمحبة ولديه مآربه الخاصة، حيث كتب لي أحد طلاب الجامعة رسالة يطلب فيها النصح، إذ آثر الانسحاب من المادة في نهاية الفصل الدراسي لإنشاء شركته الخاصة به في مجال التواصل الاجتماعي، لكنه كان يواجه ردود أفعال سلبية من أقرانه. فمعظمهم كان يعتقد بأنه يساعد في إنقاذ صديقه من الوقوع في الفخ من خلال ردعه عن قراره، لكن قراره هذا سبّب طرح أسئلة غير مريحة لمستقبلهم، وقيمة التعليم الباهظ التكلفة الذي يتلقونه. وعلى المنوال ذاته، يجب أخذ النصائح من قبل أصدقائك بشيء من الحذر، وخاصة إذا كانت هذه النصائح تعبّر عن خياراتهم نوعاً ما، أكثر من تعبيرها عن خياراتك أنت. لأن قرارك بأخذ إجازة طويلة لإنهاء كتاب تعكف على تأليفه، على سبيل المثال، يمكن أن يوقظ لدى صديقتك طموحاتها الأدبية الكامنة بطريقة غير مسبوقة.
اقرأ أيضاً: هل تحب حياتك المهنية؟
تفهّم مخاوفهم
قد يكون زملاؤك محقون بالشك في قراراتك، فمعظم الشركات الجديدة تفشل، والكثير من النساء اللواتي يقرّرن أخذ إجازة طويلة من العمل لتربية الأطفال يواجهن صعوبة في العودة لاستئناف مساراتهن المهنية. ويمكن أن تكون استثناء لهذه القاعدة، لكن أصدقاءك على حق في التعبير عن بعض المخاوف. ومن أجل تحويلهم إلى حلفاء لك، خذ رأيهم على محمل الجد من خلال الإصغاء إلى مخاوفهم بإمعان عوضاً عن وضع افتراضات جازمة. والنظر إلى حديثك مع ذلك الزميل المثير للشكوك بوصفه تمريناً يهدف إلى معرفة كل الأشياء التي لا تسير على ما يُرام مستقبلاً لكي تكون متحسّباً لها سلفاً.
تحوّط ضد المخاطر السلبية
يمكّنك فهم المخاطر المحتملة من تحسين تحوّطك ضدها، إذا كنت تخطط لافتتاح شركة ناشئة، فقد يكون زملاؤك عبّروا عن مخاوفهم نحو مهاراتك في مجال المالية. في تلك الحالة، يكون التسجيل ضمن دورة في الإدارة المالية قبل مغادرة وظيفتك النهارية، أو الاستعانة بمدير مالي ذي خبرة كبيرة، خطوة جيدة يمكن أن تسهم في التخفيف من مخاوفهم وزيادة احتمالية نجاح شركتك.
بوسعك أيضاً بناء سور للحماية ينقذك من الوقوع في فخ المجازفات غير الضرورية. لأنك إذا كنت من الأشخاص الذين يضعون كل البيض في سلة واحدة، فإن حلفاءك يخشون تبديد كل مدخراتك في مشروع متعثّر. عوضاً عن ذلك، يمكنك وضع قاعدة مسبقة تكون مكتوبة ويعرفها أعضاء مجلس الإدارة وزوجك وكبار الموظفين، وتنصّ على أنك لن تستمر في الالتزام بتقديم مواردك الشخصية إذا لم تحقق الشركة مؤشرات نمو محددة. وإلا ستحتاج الاعتماد على مستثمرين خارجيين أو إغلاق الشركة. وبوجود معايير واضحة لقياس التقدّم، يمكّنك أنت وأصحابك الأساسيون من قياس ما تفعلونه.
اقرأ أيضاً: مواجهة أزمة منتصف الحياة المهنية
شدّد على أهمية التجريب لتجاوز مشكلة غياب دعم الزملاء
حينما يتعلق الأمر بالمسار المهني، فهذا قرار يخصك أنت وحدك، ربما يشعر الآخرون بالقلق تجاهك، لكن في النهاية أنت من سيتحمل تبعات تصرفاته. عندما كتبت ممرضة متخصصة بالعمل مع أشخاص يُحتضرون ويعيشون اللحظات الأخيرة من حياتهم كتاباً قبل بضع سنوات، حول أكثر الأمور التي يندم عليها هؤلاء الأشخاص وهم يُحتضرون، جاء في صدارة القائمة "الفشل في عيش الحياة وفق شروطي أنا". حيث قالوا إنهم حققوا أماني الآخرين عوضاً عن تحقيق أمانيهم الذاتية. فإذا درست الخيارات بعناية، وأصبحت جاهزاً لتجريب شيء جديد، يكون من المفيد الإصغاء إلى آراء الآخرين وأسئلتهم وشكوكهم. ولكن قبل السماح للناس بتغيير رأيك، فكر فيما إذا كنت ستندم في النهاية لأنك لم تجرب.
اقرأ أيضاً: مهارات التعامل مع الناس في بداية الحياة المهنية
كم هو جميل لو كان كل الناس الموجودين في حياتك يدعمون جميع قراراتك، لكن هذا الأمر مثالي وغير وارد الحصول بسبب غياب دعم الزملاء بشكل مستمر. وعليه، ستواجه على الأرجح مقاومة بين فترة وأخرى من أشخاص يؤمنون بحق بأنهم يريدون لك كل الخير ويحرصون على مصالحك. وبالتالي تخصيصك للوقت الكافي لفهم دوافعهم ومخاوفهم، وإظهار خططك الدقيقة التي تبيّن فيها كيف ستخفف من المخاطر، وإبداء مدى أهمية القرارلك، سيجعلك تكسب احترامهم على الأقل، إن لم تكن ستكسب دعمهم أيضاً.
اقرأ أيضاً: ماذا تفعل عندما يحصل صدام بين التزاماتك الشخصية والمهنية؟