لا تقع في هذا الخطأ عندما يُسدي لك زميلك معروفاً

3 دقيقة
من يطلب صنيعاً
shutterstock.com/Thx4Stock team
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ساعدت خلال فصل الخريف صديقاً شاباً من أصدقاء العائلة، يدعى عدنان، في كتابة مقالات طلبات القبول الجامعية، بمراجعتها، وتحريرها، وتزويده بملاحظات واقتراحات. وتوترتُ منشغلة البال على مصير طلبه. فقد تقدم بطلب للالتحاق المبكر بالكلية التي يُفضلها. أرسلت الجامعة قرارات القبول عبر البريد في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول؛ أي منذ شهر أو يزيد. أعلم أن مقالات عدنان أفضل صياغةً من نصوص الخطب التي ألقاها الرئيس جون كينيدي، لكنه لم يخبرني بمصير طلب القبول الذي قدّمه.

كتبت في الأسبوع الماضي منشوراً عن خطوات ثلاث أساسية ينبغي أن يتبعها من يطلب صنيعاً من أحد. هناك خطوة رابعة، لا تقل أهمية، يحين دورها بعد أن تطلب ذلك الصنيع؛ ألا وهي تعريف صاحب الصنيع أو المعروف بنتيجة مساعدته.

فكّر بتمعن في سيناريوهين إضافيين. كيف سيكون شعورك، إذا:

  • طلب منك صديقك الوفي، شادي، أن تعرّفه على ابنة عمك سوسن، التي تعمل مديرةً للتسويق في إحدى الشركات المدرجة في قائمة فورتشن 100. وحققت له مراده عبر رسالة بريد إلكتروني. ومضت أشهر. لكنك أدركت، قبل أسبوع من سفرك إلى لوس أنجلوس للقاء سوسن، أن شادي لم يخبرك قط بما آل إليه لقاؤهما، دعك من احتمال عدم تحققه من الأساس.
  • طلبت منك لين، وهي زميلة محترمة، أن تعرفها على أحد عملائك. فترحب بذلك. فترسل لك لين على مدار الأسابيع الستة التالية ما لا يقل عن ثلاث رسائل إلكترونية لتعرّفك بما وصلت إليها علاقتها مع العميل، وفي ختامها تشكرك على دورك في بناء تلك العلاقة (لقد ساعدتها في إتمام اتفاق مع عميل جديد!).

حين تنظر إلى تلك المواقف الآن، يتضح لك تماماً أن عدنان وشادي لم يوفّقا عندما تجاهلا (أو ربما نسيا) تعريفي بما جرى بعد المعروف الذي أسديته إليهما. ومع سهولة التغاضي عن الأمر وتبرير ذلك بأنه محض إخفاق حسَن النية، سأفكر ملياً وأتردد في تقديم معروف آخر لأي منهما، إن طلبا مني المساعدة في المستقبل المنظور.

الدرس المستفاد هنا: لا تتجاهل التواصل مع من ساعدك، ولا تتركه في حيرة بشأن نتيجة مساعدته. هذا تصرف فظ وغير محمود، وربما يؤدي إلى تبعات سلبية.

هناك طريقة صحيحة وبسيطة لتسوية مسألة كهذه؛ ألا وهي الحرص على تعريف صاحب المعروف بنتيجة مساعدته، سواء أكانت جيدة أو سيئة. لنتخيل أن عدنان سوّى المسألة على النحو الآتي:

  • مرحباً، جودي. أرجو أن تكوني بخير. أردت أن أبشرك بقبولي في جامعة هارفارد، وأعرّفك أنني سعيد للغاية. شكراً جزيلاً على مساعدتك، فقد جنينا ثمار هذا العمل الشاق! سوف أحرص على أن أرسل إليكِ قميصاً قطنياً من بوسطن في الخريف المقبل. مع أطيب التمنيات، عدنان.
  • كيف حالك يا جودي؟ أردت أن أتصل بكِ لأعرفك أنني تلقيت، لسوء الحظ، خطاباً من هارفارد في الأسبوع الماضي، يفيد برفضهم طلبي. ولا أنكر أنني أصبت بخيبة أمل، مع كل تقديري وامتناني لمساعدتك في هذا المسعى. سوف أنتهي هذا الأسبوع من بقية طلبات القبول وسوف أعرفك بمستجداتها خلال الربيع. أجدد شكري لكِ مع أطيب التمنيات بعام جديد سعيد. عدنان.

لم تكن لي أي مصلحة مهنية في نتيجة طلب القبول الذي تقدم به، عدنان لكن الموقف مختلف تمام الاختلاف مع شادي فقد خاطرت حتى أعرفه على سوسن. لذلك، شعرت بأنه أساء إليّ عندما لم يتابع معي ويعرفني بنتيجة اللقاء، بل تركني في حيرة تامة: فهل أبادر بشكر سوسن على تكرمها بتخصيص وقت للقاء بكل سخاء، أم ألتزم الصمت؟ أم أعتذر عن عدم متابعة شادي معي؟ كان مجرد تنبيه آلي بسيط في تقويم بريده الإلكتروني كافٍ لدفعه إلى مراسلتي وتعريفي بالمستجدات بعد عدة أسابيع.

بصرف النظر عن النتيجة، كان من السهل على شادي أن يوافيني بالمستجدات:

    • شكراً جزيلاً لكِ يا جودي على تواصلك مع سوسن. تحدثت إليها الأسبوع الماضي وكانت خير معين لي بالفعل. ولمعرفتي بمدى انشغالها، فإنني ممتن للغاية لمخاطرتك من أجلي. سوف أحرص على أن نتناول القهوة معاً عندما أصل إلى لوس أنجلوس الشهر المقبل، لأخبرك بمستجدات الأمور. إلى لقاء قريب، شادي.
    • أجدد شكري لكِ يا جودي لموافقتك على ترتيب موعد للاتصال بسوسن. لكن الحظ لم يحالفني في الاتصال بها بسبب تعارض المواعيد. على أي حال، أقدّر هذه الفرصة وسوف أبقيك على اطلاع إذا تمكّنا من الاتصال مستقبلاً. شادي.

ما أقصده هو أن الناس يثمّنون الاهتمام بهم وتقديرهم بالمتابعة معهم. فرسالة بسيطة ترسلها لتغلق بها موضوعاً هي الفارق بين تعزيز علاقة متبادلة ناجحة وإفساد علاقة كانت جيدة. لست مضطراً بكل تأكيد إلى أن تبالغ في التعبير عن الامتنان، فتهدي صاحب المعروف علبة حلوى أو بسكويت من مخبز فاخر، كما فعلت لين معي، مثلاً. لكن، تذكّر أن زيادة الخير خير.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .