ما الذي عليك فعله لو انتقل مديرك لشركة أخرى: هل تتبعه أم تبقى في منصبك؟

5 دقيقة
عندما ينتقل مديرك إلى شركة أخرى
فريق هارفارد بزنس ريفيو/أنسبلاش
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: عندما ينتقل مديرك إلى شركة أخرى قد تشعر بالرغبة في اللحاق به، وبخاصة عندما تكون علاقتك به قوية ومبنية على الثقة. لكن هل هذه الفكرة صائبة؟ تعرض المؤلفة في هذه المقالة نصائح قدمتها كل من الأستاذة الجامعية في الإدارة ونائبة عميد كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، نانسي روثبارد، ومستشارة تطوير القدرات القيادية ورئيسة شركة بيرسينغ استراتيجيز ومؤسِّستها أريكا بيرس وليامز. تضع الخبيرتان 5 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك عندما تفكر في الانتقال: 1) هل أعرف لماذا قرر مديري المغادرة؟ 2) ما أهمية مديري لنجاحي؟ 3) ما مدى قلقي بشأن مستقبل المؤسسة التي أعمل فيها حالياً؟ 4) هل أستطيع المغادرة، وهل هذا ما أرغب فيه حقاً؟ 5) هل عرض عليّ مديري فرصة عمل صراحة؟

تُثار في نفسك أسئلة عدة عندما يحصل مديرك على وظيفة جديدة في مؤسسة أخرى؛ قد تفكر في أهدافك وشعورك بالولاء وإذا ما كانت حياتك المهنية تسير في الاتجاه الصحيح، ولعل الأهم من ذلك أن مغادرته تثير في نفسك سؤالاً: هل عليك أن تتبعه؟

من الطبيعي أن تشعر بالقلق أو عدم الارتياح بشأن مستقبلك في الحالتين، وذلك وفقاً للأستاذة الجامعية في الإدارة ونائبة عميد كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا نانسي روثبارد، إذ تقول: “يطغى الخوف على نفسيات كثير من الموظفين عندما يغادر مدراؤهم العمل. فيتساءل الموظف: ماذا سيحدث لي إن بقيت وماذا سيحدث إن غادرت؟” يتطلب قرار اللحاق بمديرك دراسة متأنية. في الواقع، أنت لن تغيّر مكان عملك فحسب، عليك أن تفكر في أولوياتك ومبادئك وأين ترى نفسك في المستقبل.

القرار لك في النهاية، كما تقول مستشارة تطوير القدرات القيادية ورئيسة شركة بيرسينغ استراتيجيز (Piercing Strategies) ومؤسِّستها، أريكا بيرس وليامز: “عليك أن تتولى مسؤولية حياتك المهنية. ولمديرك أن يؤثر في مسارها لا أن يتحكم بها”. تقدم روثبارد ووليامز 5 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك قبل أن تلحق بمديرك للحصول على فرصة جديدة.

1. هل أعرف لماذا اختار مديري المغادرة؟

ينتقل الموظفون لأسباب عديدة، منها انتقال مدرائهم، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أنهم غير راضين عن وظائفهم الحالية أو يعتقدون أن شركاتهم محكوم عليها بالفشل. تقول وليامز: “قد يرغبون براتب أفضل أو التقدم في المسار الوظيفي أو تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، أو مجرد الحصول على فرصة العمل في وظيفة جديدة ومختلفة”.

من المستحيل أن تعرف بدقة ما الذي دفع مديرك إلى اتخاذ هذا القرار، لكن من المفيد محاولة فهم دوافع مديرك عندما تفكر في اللحاق به. توصي وليامز بأن تطلب من مديرك إجراء محادثة ثنائية وجهاً لوجه وليس عبر الإنترنت، لأنه من المرجح أن يحدّثك بصدق أكبر في الجلسات الخاصة بخلاف الجلسات العلنية مع الفريق. وتقول: “حاول أن تعرف ماذا ستقدم له المؤسسة أو الفرصة الجديدة والذي تفتقر إليه مؤسسته الحالية.

ستساعدك معرفة هذه المعلومات على اتخاذ قرار مستنير بشأن مسارك المهني، وقد تدفعك إلى التمعن في وظيفتك ومؤسستك وتقييم توافقهما مع أهدافك الشخصية والمهنية.

2. ما أهمية مديري في نجاحي؟

قد يكون لرحيل مديرك تأثير عميق في حال كنت لا تراه مديراً فحسب، بل مرشداً لك أيضاً. تقول روثبارد: “قد تخشى أن يتأثر نموك المهني دون توجيهاته، أو أن تتأثر مكانتك في الشركة دون دعمه.

قد يترك رحيله ثغرة في شبكة دعمك داخل المؤسسة”.

توصي روثبارد بتقييم نطاق علاقاتك في العمل، أو ما تسميه “منظومة الداعمين” الشخصية. فكر في السبل المحتملة للنمو والتقدم، وفي حال كان لديك مرشدون وداعمون آخرون ولمست سبلاً ممكنة للارتقاء في الشركة دون دعم مباشر من مديرك، فقد تكون مغادرته بوابة لاستكشاف فرص جديدة، بل قد تكون فرصة للخروج من تحت عباءته.

تقول روثبارد: “لكن إذا لم يكن لديك داعمون آخرون ولا ترى سبلاً للنمو دون دعم مديرك، فحينها عليك أن تقلق بشأن مستقبلك في الشركة”.

3. ما مدى قلقي بشأن مستقبل المؤسسة التي أعمل فيها حالياً؟

لمغادرة مديرك تأثير في مسارك المهني، لكن تأثيرها يمتد إلى المؤسسة أيضاً. تقول روثبارد: “عليك ألا تفكر فقط في تأثير مغادرته في مسيرتك المهنية، بل في الشركة وما سيحدث فيها نتيجة لها”.

وبخاصة في حال كنت منسجماً مع مديرك في الرؤية وأسلوب القيادة. وتقول: “إذا كنت تعتقد أن وجود مديرك ضروري جداً لمستقبل المؤسسة يجب أن تقلقك مغادرته بدرجة كبيرة”.

تقترح روثبارد إلقاء نظرة فاحصة على الخلفاء المحتملين لمديرك مع افتراض أنك لست منهم، وفكر في مدى ثقتك بهؤلاء القادة المحتملين لتوجيه المؤسسة بطريقة تتناسب مع قيمك، ومدى خشيتك أن يوجهوها في اتجاه يقلقك.

تضيف وليامز أن هذا هو الوقت المناسب لإجراء محادثة مع مدير مديرك حول مستقبلك، قد لا تكون مستعداً لتولي منصب مديرك لكن قد تكون هناك فرصة لتولي بعض مسؤولياته. وتقول: “إنها اللحظة المناسبة للتفكير في فجوات مهاراتك التقنية والقيادية. عليك أن تعرف بوضوح المهارات التي تحتاج إلى تحسين والخطوات التي يجب إنجازها لكي تُعتبر جاهزاً للتقدم إلى منصب أعلى”.

4. هل أستطيع المغادرة، وهل هذا ما أرغب فيه حقاً؟

قد يكون التفكير في هذه المواضيع سابق لأوانه، على الأقل على المدى القريب، وذلك في حال لم يكن لديك عرض صريح من مديرك أو فرصة أخرى متاحة كما تشير روثبارد، إذ تقول: “القدرة على مغادرة الوظيفة رفاهية لا يتمتع بها الجميع، فمن الصعب أن تتصرف بمثالية بشأن مسارك المهني دون بديل متاح يتوافق مع قيمك”.

في هذه الحالة، عليك التمسك بوظيفتك، وليس ذلك تصرفاً سيئاً بالضرورة. ربما يثير إعلان مديرك لديك انفعالاً عاطفياً ومخاوف في بادئ الأمر، ولكن الأمور ستنحو إلى الاستقرار مع مرور الوقت. قد تكتشف أن مسارك المهني يمكن أن يتقدم دون دعم مديرك، وأن الشركة قادرة على الاستمرار في العمل من دونه.

وتقول: “لدينا ردود فعل غريزية تجاه المواقف، وأحياناً نكون مخطئين، وقد نحتاج إلى تجنب الانطباعات السلبية المسبّقة”.

ترى وليامز أن الافتقار إلى مخرج مباشر هو أيضاً فرصة لقليل من البحث عن الذات، فالتغيير صعب، وخوفك من الاضطرار إلى البدء من الصفر مع مدير جديد مبرر. وتضيف: “يشعر المرء أحياناً أنه يبدأ العمل في وظيفته من جديد عندما يُعين مدير جديد، وميلك إلى التشبث بالمألوف ليس خطوة مهنية حكيمة. سيساعدك وجود شخص تثق به، مثل مدرب أو مرشد مهني أو صديق، على تجاوز هذه المشاعر والحصول على نصائح موضوعية”.

5. هل عرض عليّ مديري فرصة عمل صراحة؟

على الموظفين المبتدئين ألا يشعروا بالاستهانة بهم إن لم يطلب منهم مدراؤهم اللحاق بهم. تقول روثبارد: “ربما لم يخطر ببالهم فعل ذلك، وربما لا يفكرون بهذه الطريقة.

ولكن إن كنت مقرّباً من مديرك وتعطي أهمية كبيرة لعلاقتكما المهنية، فمن المفيد البحث في هذا الاحتمال”. تشير روثبارد إلى أنه قد يكون من المفيد للطرفين أن يفكر مديرك في اصطحابك معه. وتستشهد بأبحاث تشير إلى أن توظيف مجموعات عالية الأداء من الأشخاص الذين يعملون معاً على نحو جيد يسرّع اندماجهم في العمل بمؤسسات جديدة. إذ تسمح لهم علاقاتهم وثقتهم المتينة ببدء العمل وإحداث تأثير فوري.

لا داعي إلى الإلحاح أو الاستجداء. تقول روثبارد: “ما عليك سوى أن تسأل مديرك عن إمكانية عملك في المؤسسة الجديدة. قد لا تحصل على الوظيفة مباشرة؛ قد يكون ذلك بعد شهرين أو حتى في المستقبل. لكن من الجيد إبقاء هذا الحوار مفتوحاً”.

وتحذّر وليامز من أن تستعجل وتفترض أن مديرك يعرف الأفضل دائماً، وتقول: “تواصل مع من قد يصبحون زملاءك حتى تتمكن من فهم ماهية الفرصة وثقافة المؤسسة، قد تكون وظيفتك في الشركة الجديدة مختلفة تماماً عن وظيفتك الحالية”.

من الجميل أن يكون لديك مدير تثق به في حياتك المهنية، لكن لا تنسَ أن المدراء بشر أيضاً، “وقد يتصرفون بأنانية”، كما تقول وليامز. “فقد يرغب مديرك باصطحابك معه لأن ذلك يسهل عمله”.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .