"نحن مصدومون، مصدومون أنك فهمت الأمر يا صديقي" تبتسم الموظفة التي تتحدث عبر هاتف المؤتمر معتقدة أن مديرها على الطرف الآخر من الخط لا يمكنه سماعها. يتفاعل زملاؤها الجالسون حول الطاولة مع تعليقها من خلال الضحك بطريقة توحي بأنهم يفهمون ما قالته ويوافقون عليه. ولكن المزاج المرِح في الغرفة تبخّر كلياً عندما دخل موظف شاب وأخبرهم بأن زر كتم الصوت الموجود على هاتف المؤتمر لا يعمل، وأن مديرهم سمع كل ما قالوه. يتمتم أحد الزملاء قائلاً: "وداعاً للمكافآت". على الرغم من أن هذا المشهد جزء من إعلان تجاري لشركة زيروكس، فإن السياق حقيقي. لقد شعر الكثير منا بالحاجة إلى انتقاد مدرائهم في وقت ما.
لكن مهلاً، ماذا لو كنت الشخص الذي يتعرض للإهانة أو السخرية أمام فريقك؟ ما الذي يجب عليك فعله؟ كيف تُحسن من قدراتك القيادية؟ حسناً، ثمة أمران يجب تجنبهما:
أولاً، لا تبالغ في رد فعلك، ولا ترد على الإهانة بالمثل، لأن ذلك سيفاقم الموقف ويُنزل مستواك إلى مستوى مرؤوسيك المباشرين.
ثانياً، لا تتجاهل الموقف. فكّر في الموقف وفكر في خطواتك التالية. التفكير والتخطيط جانبان حاسمان في هذه العملية.
على وجه التحديد، ثمة 3 جوانب عليك فعلها:
انظر في سياق الموقف
ضع في اعتبارك ما يحدث في مكان العمل. هل يسير العمل بسلاسة، أم يشعر الموظفون بالارتباك والإرهاق؟ من الشائع أن يعبّر الموظفون عن إحباطهم تجاه مدرائهم عندما يشعرون بالتوتر بسبب العمل الإضافي أو الشعور بالعجز. ربما يكون أداء العمل سيئاً ويشعر الموظفون بالقلق والتوتر بشأن وضعهم. في مثل هذه المواقف، قد يصبح المدير هدفاً للموظفين للتنفيس عن إحباطاتهم.
فكّر في مصدر الإهانة
ليس كل الموظفين استثنائيين أو ذوي قيمة، فقد يكون الموظف الذي أهانك متذمراً أو شخصاً معروفاً بإبداء ملاحظات ساخرة. أو ربما يكون من أفضل موظفيك أداءً. فكر فيما قاله ولماذا قاله. يحق لك إجراء محادثة مع الموظف الذي أهانك لفهم وجهة نظره ودوافعه. إذا كان محقاً في شكواه، فعليك إجراء محادثة معه لإيجاد حل معاً.
تحدّث إلى فريقك حول الموقف
على الرغم من أن هذا الموقف صعب، فهو لا يعني بالضرورة نهاية مسيرتك المهنية الإدارية، حتى مع مرؤوسيك المباشرين الذين تديرهم. يمكنك تحويل لحظة النقد إلى فرصة للتعلم والتحسن. فكّر في الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لاستعادة ثقتهم. كن منفتحاً وصادقاً بشأن إخفاقاتك. اطلب منهم تعليقات واقتراحات لتحسين الوضع.
الأهم من ذلك، تحمّل مسؤولية المشكلة ومشاركتها مع فريقك
بمجرد اعترافك علناً بأخطائك وتحمّل المسؤولية عن المشكلة، تقع على عاتق أعضاء الفريق مسؤولية إظهار تحملهم للمسؤولية أيضاً. من السهل انتقاد الآخرين أو إلقاء اللوم عليهم، ولكن الأمر يصبح تحدياً عندما تكون أنت المسؤول عن حل المشكلات. بصفتك المدير، لديك الصلاحية لمطالبة أعضاء فريقك بتحمل المسؤولية، لذلك كن محدداً بشأن ما تتوقعه منهم وأوضح أنك ستحمّلهم المسؤولية عن النتائج. قد يتعين على أعضاء الفريق الذين لا يتحملون مسؤوليتهم مغادرة المؤسسة والبحث عن عمل في مكان آخر.
لا أحد منا فوق ارتكاب الأخطاء. الطريقة التي تتعامل من خلالها مع الأخطاء، حتى تلك التي قد تهدد مصداقيتك، هي مؤشر مهم على قدراتك القيادية، وتجاهل الموقف يُمثل إعطاء الإذن لفريقك ليفعل ما يريد دون التفكير في العواقب. القائد الجيد هو من يتحمل مسؤولية أخطائه ويعمل مع فريقه على إيجاد حل.