5 طرق للاعتماد أكثر على حدسك من منصبك القيادي

4 دقيقة
حدسك
إيلينا بوبوفا/غيتي إميدجيز

ملخص: من المحبط أن نفقد القدرة على الاعتماد على حدسنا، لكن ماذا تفعل إن كنت قائداً خذله حدسه؟ تستعرض مؤلفتا هذا المقال 5 استراتيجيات تساعدك على تقوية حدسك: 1) فوّض أعضاء فريقك باتخاذ بعض القرارات. 2) خصص وقتاً خلال يومك للتفكير بهدوء. 3) توقف عن العمل على أكثر من مهمة معاً. 4) اتخذ قرارات صغيرة. 5) لا تسعَ إلى الكمال.

يتخذ القادة عدداً هائلاً من القرارات يومياً، ويتضمن بعضها اختيارات صعبة مثل خفض التكاليف، أو تحديد هوية الموظف الذي يجب ترقيته، أو المشاريع الجديدة التي يجب الموافقة عليها، ويعتمدون على البيانات لمساعدتهم في اتخاذ تلك القرارات بالطبع. لكن لسوء الحظ، لا تكون البيانات متاحة دائماً، خاصة في الحالات غير الواضحة أو التي تتطلب سرعة في الاستجابة، فيلجؤون إلى الحدس أو تقديرهم الشخصي الذي اكتسبوه بالخبرة.

لكن ماذا تفعل إن كنت قائداً خذله حدسه؟ شهدَت المؤلفة آن مثل هذه الحالة في عملها بصفتها مدربة تنفيذية، كما شهدَتها المؤلفة دوري أيضاً في عملها استشارية في مجال الشركات ومتحدثة رئيسية. وهو وضع مثير للقلق بالفعل بالنسبة للقادة الذين اعتادوا وجود "حاسة سادسة" تساعدهم في اتخاذ القرارات في الحالات المعقدة، فالحدس مهم، إذ تشير الدراسات إلى أن اقتران الحدس بالتفكير التحليلي يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل وأدق وأسرع، ويمنحك ثقة أكبر في اختياراتك مقارنة بالاعتماد على التفكير وحده، لا سيّما عندما تفرط في التفكير أو عند عدم وجود خيار محدد وواضح.

وقد يخذلك حدسك لأسباب عدة أولها شعورك بالتعب أو الإجهاد في العمل، ما يستنزف مواردك العقلية. وعندما تُدرك أن حدسك أصبح غير صائب، يزداد شعورك بالقلق وتصبح أكثر وعياً تجاه تفكيرك، ما يعوق قدرتك على تمييز الأنماط. لذا حددنا 5 استراتيجيات تساعدك في الاعتماد على حدسك مجدداً باعتباره إحدى الأدوات التي تتيح لك اتخاذ قرارات أفضل.

فوّض أعضاء فريقك باتخاذ بعض القرارات

ستُدرك عندما يخذلك حدسك بأنه ليس من الضروري أن تكون الشخص الذي يتخذ جميع القرارات دائماً، بل جرب أن تتأنى وتتيح لفريقك اتخاذ القرارات المتعلقة بالإدارة بدلاً عنك، فالحصول على استراحة من اتخاذ القرارات الكبيرة ينطوي على فائدتين رئيسيتين بالفعل، أولاهما أنها تتيح لك أخذ قسط من الراحة، وثانيتهما والأهم أنها تتيح لأعضاء فريقك فرصة المشاركة في تنظيم العمل واتخاذ القرارات، ما يمكّنهم من تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم، في حين أن اتخاذك جميع القرارات بمفردك يؤثر تأثيراً سلبياً عليك وعلى الإدارة. ولتفويض القرارات نتائج إيجابية أيضاً، فهو يوسّع نطاق تفكيرك ليشمل مسؤوليات أوسع من مجرد إدارة فريقك الحالي.

خصص وقتاً للتفكير بهدوء

الحدس مهارة خفية بطبيعته، ولهذا السبب يقلّ تأثيره عندما تكون تحت وطأة ضغط ما. ولتتمكن من الاعتماد على حدسك مجدداً، خصص وقتاً للتفكير بهدوء خلال اليوم. وتُدربُ آن عملاءها بالفعل على تخصيص وقت في جداول مواعيدهم للتفكير بهدوء وبحرية دون التقيد بجدول عمل أو توقع نتائج معينة. قد تفترض بداية أن هذه الخطوة "مضيعة للوقت"، لكن هذا الوقت الخالي من الالتزامات يتيح لعقلك التفكير بروية والتوصل إلى أفكار جديدة كانت لتفوتك خلاف ذلك.

توقف عن العمل على أكثر من مهمة معاً

لطالما نُصحنا بعدم العمل على أكثر من مهمة في الوقت نفسه، لكن يبدو ألا أحد يلتزم بهذه النصيحة. والعمل على أكثر من مهمة في الواقع هو السبب الرئيسي لتخطئ في حدسك، فعندما يحاول دماغك أداء العديد من المهام في الوقت نفسه، سيصعب عليك التركيز على حدسك وتحييد الأنماط المتكررة في الأحداث والمواقف؛ لكن غالباً ما يكون لدى القادة التزامات كثيرة، كالاجتماعات المتتالية، والأشخاص الذين ينتظرون خارج مكاتبهم، والعروض التي يجب كتابتها، فضلاً عن الالتزامات العائلية.

وإذا شعرت أن حدسك غير صائب، فحاول التقليل من مسؤولياتك في أقرب وقت؛ فوّض بعض المهام أو ألغِ بعضاً منها. راجعت آن جدول مواعيد أحد عملائها لتحديد الاجتماعات التي يمكن إلغاؤها أو تخطّيها، وتمكّن عميلها نتيجة لذلك من وقف العمل على أكثر من مهمة في الوقت نفسه، كالعمل على علامات التبويب المفتوحة في أثناء "المشاركة" في اجتماع على زووم، أو محاولة أداء مهام أخرى عن طريق التواصل مع زميل له عبر رسائل الدردشة. وأسهمت هذه الإجراءات الصغيرة في شعوره بالارتياح، ما أتاح له الاعتماد على حدسه مجدداً.

اتخذ قرارات صغيرة

من الاستراتيجيات الأخرى استخدام حدسك في اتخاذ قرارات صغيرة وغير مرتبطة بمخاطر كبيرة. أدرك أحد العملاء السابقين الذي شعر بأن حدسه لم يعد صائباً أنه كان يعتمد على البيانات اعتماداً كبيراً، لا سيما فيما يتعلق ببعض البرامج الجديدة التي طوّرتها إدارته؛ وكان يحب العمل على البيانات والنماذج التي يُعدّها فريقه، لكنها كانت غير مكتملة بسبب العديد من العوامل المجهولة. فجرّب استراتيجية بسيطة ليقوي حدسه تمثّلت في تقييم أفكاره واستراتيجياته قبل النظر في البيانات، ليكون لديه مرجع يعتمد عليه، وتتاح له فرصة اختبار قدرته على تقدير الأمور دون الاعتماد على البيانات.

ويمكنك الاعتماد على حدسك فيما يتعلق بالتوصيات التي تقدمها أيضاً، فإذا كان لديك 3 سيناريوهات تتعلق بميزانية العميل مثلاً، يمكنك أن تثق بحدسك وتختار السيناريو الذي تظن أن العميل سيوافق عليه وتقدّمه له. إذا كانت علاقتك مع العميل قوية بالفعل، فسيقدّر رأيك وخبرتك المهنية، فمعظمنا يواجه عدداً كبيراً من القرارات في العديد من القضايا، منها ما هو مهم ومنها ما هو بسيط، وقد يكون إلغاء بعض الخيارات وتقليل عبء اتخاذ القرارات للآخرين خدمة مفيدة لهم.

لا تسعَ إلى الكمال

بحسب المقولة الشهيرة لثيودور روزفيلت: "عندما تجد نفسك في موقف يتطلب اتخاذ قرار ما، فعليك أن تسعى لاتخاذ القرار الصحيح، وإذا فشلت في ذلك، فسيكون اتخاذ قرار خاطئ أفضل بكثير من عدم اتخاذ أي قرار على الإطلاق". وبالتالي، حتى إذا خذلك حدسك، فمن المهم في مرحلة ما أن تتخذ قراراً وتنفذه، فاتخاذ قرار ما أفضل من انتظار الوقت المناسب لاتخاذ قرار أفضل. لكن تذكّر أنك قادر دائماً على تغيير قرارك ورأيك بناءً على البيانات والمعلومات التي تكتسبها. وستحظى باتخاذك إجراءً ما بالوضوح الذي تحتاج إليه وفريقك لمواصلة التقدم، ما يقوي بدوره حدسك.

على سبيل المثال، كان أحد العملاء يخصص وقتاً معيناً لاتخاذ قرارات بشأن المسائل غير المهمة، فيمنح نفسه 15 دقيقة فقط لاتخاذ القرار، وعلى الرغم من أنه لم يتخذ قرارات مثالية دائماً، تعلّم كيفية اتخاذ إجراءات سريعة والوثوق بقراراته التي اتخذها بناءً على المعلومات المتاحة لديه.

من المحبط أن نفقد القدرة على الاعتماد على حدسنا، لكن وجدنا بحسب خبرتنا إمكانية تقوية الحدس والاعتماد عليه، لا سيما إذا اتبعت الخطوات المذكورة أعلاه، وأتحت لفريقك تولي بعض المسؤولية لترتاح وتُعيد ترتيب أفكارك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي