ملخص: "الجمود الوظيفي" مصطلح يصف مسيرة مهنية روتينية خالية من التعلم المستمر والتحديّات المهنية، وقد يقع الإنسان في فخ هذه الرتابة سواء بسبب الوظيفة نفسها التي تنتمي لقطاع بطيء التحرك والتطوّر، مثل وظيفة سائق تاكسي، أو بسبب عقلية الشخص نفسه الذي ركن لمنطقة راحته لسنوات طويلة. يكمن التحدّي في كيفية تفسير هذا الجمود أمام مُدير التوظيف عندما تسعى لتغيير مهنتك أو ببساطة عندما تُسأل من قبل أي جهة توظيف تطلّع على سيرتك الذاتية. يقدم الكاتب مجموعة من الطرق تساعدك في الحديث عن هذه الفترة بأسلوب لائق يعكس استعدادك للتقدم والنمو ويُبيّن جدارتك بالوظيفة التي تقدمت لها: 1. ركّز على فوائد الاستمرارية في العمل على مشروع لفترة طويلة، 2. جهّز قصّة تبيّن تطوّر مهاراتك. 3. جهِّز إجابة مقنعة عن سؤال "لماذا لم تُسرع باتخاذ خطوة إيجابية لتغيير الوضع القائم؟".
يتمسك الناس بوظائفهم فترات طويلة جداً من الزمن لأسباب مختلفة. يرجع السبب في بعض الأحيان إلى الولاء لزملاء العمل في شركة لم تعد ملائمة لإمكاناتك المهنية، أو ربما انتظرت طويلاً معتقداً أنك على وشك الحصول على ترقية، لكن دون أن تنالها مطلقاً، أو ربما كانت حياتك الشخصية حافلة بالكثير من الاضطرابات وتستمد الشعور بالاستقرار من وظيفتك المملة إلى حدٍّ ما، كما يفضّل الكثيرون البقاء في وظائفهم أياً كانت خلال فترات الركود الاقتصادي، معتقدين أن أي وظيفة أفضل من معاناة شبح البطالة.
أياً كان السبب، إذا بقيت في وظيفة معينة فترة طويلة من الزمن بعد توقف مسيرة نموك وتعلُّمك في هذه الوظيفة، فأنت بحاجة إلى خطة لعرض تجربتك على وكالات التوظيف ومدراء التعيينات بالشكل اللائق. إذا أخذت سيرتك الذاتية طابع الجمود، وبدا العقد الأخير من حياتك المهنية كأنه عام واحد يتكرر 10 مرات بالطريقة نفسها، فسوف تواجه أسئلة صعبة عند بحثك عن وظيفة جديدة. عند السؤال عن تعلُّمك والتحديات التي واجهتها وخطتك المهنية، فلن تخرج إجاباتك عن قول: "فضلتُ سلوك الطريق الآمن" أو شيء من هذا القبيل.
كيف توضّح نموك؟
ثمة طرق لجعل الخيارات المبنية على التردد والخوف تبدو أقل سلبية أو انهزامية. على سبيل المثال، يمكنك التركيز على فوائد الاستمرارية والأشياء التي تعلمتها من مواصلة تنفيذ مشاريع بعينها خلال فترة طويلة من الزمن. أطلع المسؤول عن إجراء المقابلة الشخصية على التغيرات التي طرأت على وظيفتك، حتى إن لم يتغير مسماك الوظيفي؛ فقد سرَّحت شركات كثيرة بعض موظفيها خلال فترة الركود الاقتصادي وأعادت توزيع أعمالهم على زملائهم الناجين من مقصلة التسريح، لكن دون ترقيتهم؛ إذا كان هذا الوضع ينطبق عليك، فتحدث عن المسؤوليات الإضافية التي تحملتها (دون التحقير طبعاً من الشركة أو المؤسسة التي تعمل بها حالياً).
ابحث بجدية عن قصص جيدة تُظهِر تطوُّر مهاراتك، واعلم أن صعوبة العثور على الأدلة لا تعني استحالة الوصول إليها؛ إذ تستلزم وظائف عديدة اليوم ضرورة إتقان مهارات رقمية لم تكن موجودة قبل بضع سنوات، فهل كان عليك أن تتعلم مهارات فنية أو برمجيات جديدة؟
إذا كنت تعاني البطالة المقنعة فترة من الزمن، فخذ خطوات فورية لتنشيط أجندة تعلُّمك الشخصي وتعزيز مهاراتك. ابحث عن فرص الندب لوظيفة أخرى وفرص التدريب الجديدة، وحاول إجراء مقابلات استشارية لتحديث معرفتك بالقطاع الذي تعمل به، واستعرض إنجازاتك السابقة كلها لتسليط الضوء على المحطات التي واجهت فيها تحديات وتلك التي استطعت فيها فرض سيطرتك على مجريات الأحداث.
استعرض الأحداث التي مرت بك على أساس أنها خيارات واعية ("قررتُ أنه من الأفضل أن أبقى في هذه الوظيفة ريثما أرى كيف أطوّرها" أو "كان من حسن حظي أن واجهت تلك العثرة في واقع الأمر؛ لأنها كانت تعني ضرورة العثور على حل بديل").
إذا استطعت تحقيق نتائج جيدة في سوق متدهورة في ظل توافر موارد ضئيلة، فتحدث عن ذلك، لكن احرص أيضاً على عرض قصص توضح قدرتك على إدارة النمو.
وإذا عانيت تدني مستوى التحديات خلال العام الماضي أو العامين الماضيين، فعليك أن تبحث بجدية عن دليل على إنجازاتك الأخيرة. حقق أقصى استفادة ممكنة من مشاريعك ونجاحاتك الأخيرة، وأوضح كيف واظبت على صقل مهاراتك وتحديث معرفتك بالقطاع الذي تعمل به.
جهِّز إجابة مقنعة ومختصرة وباعثة على التفاؤل عن السؤال الآتي: "لماذا لم تُسرع باتخاذ خطوة إيجابية لتغيير الوضع القائم؟" ناقش الأسباب الوجيهة، مثل الرغبة في إكمال مشروع معين حتى نهايته، والولاء لفريق العمل، واختيار الوقت المناسب لإجراء تغيير مهني. أظهر أنك تبسط سيطرتك على مسيرتك المهنية وأنها ليست ريشة في مهب الريح تحركها الأحداث كيفما تشاء.
الأهم من ذلك، إذا كانت مسيرتك المهنية متوقفة عن النمو، فلا تلقِ باللائمة على الظروف الاقتصادية. الجميع يفعل ذلك، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الفشل في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الصعوبات؛ إذ تتميز المؤسسات الناشئة بصغر حجمها ومرونتها واتباعها أسلوب الإدارة الأفقية، ومطالبة الموظفين باستخدام مزيج من التفكير الإبداعي والثقة بالنفس لإنجاز مهامهم بأقل الموارد المتاحة. وإذا كانت استراتيجيتك المهنية الحالية توحي بأنك تنحني للريح عند مواجهة الأزمات، فسيفترض صاحب العمل أن هذا هو أسلوب عملك الطبيعي.