لماذا عليك أن تكون مديراً سعيداً؟

2 دقائق
السعادة

انتبهوا أيها المدراء: السعادة معدية؛ يمكن أن تنتقل من شخص لآخر، حتى من الغرباء.

كشفت دراسة رائدة أجراها باحثون في جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا سان دييغو أن "العواطف ليست تجربة فردية فحسب، بل هي تجربة جماعية أيضاً" على حد تعبير الدكتور في الطب، نيكولاس كريستاكيس، الذي قال لصحيفة نيويورك تايمز إن سعادة المرء لا تتأثر فقط بخياراته وأفعاله، ولكن أيضاً بخيارات حتى الأشخاص الذين قد لا يعرفهم وأفعالهم، الذين يرتبط بهم عبر الشبكات الاجتماعية.

ما يعنيه هذا للمدراء أن تصرفاتهم، إيجابية كانت أو سلبية، يمكن أن تؤثر في الصحة العاطفية لمن حولهم. ربما تخبرنا الفطرة السليمة بذلك، لكن هذه الدراسة تؤكد هذا المفهوم بصفته مبدأً أساسياً في مجال البحث التنظيمي الإيجابي، وتسلط الضوء تحديداً على أن السعادة في الواقع يمكن أن تكون معدية. لتوقيت هذا الاكتشاف أهمية خاصة. مع الصعوبات الاقتصادية الحالية التي تحبط حتى أكثر المدراء تفاؤلاً، يمكن أن يوفر هذا البحث حافزاً للمدراء الذين يرغبون في اتخاذ إجراءات لتحسين معنويات فرقهم. إليك كيف يمكنك فعل ذلك:

اتخذ قراراً واعياً بالحفاظ على أجواء إيجابية

مهمة القائد غرس الثقة في فريقه، والتفاؤل جانب بالغ الأهمية في هذا الصدد. على الرغم من أننا لا نملك السيطرة على ظروف العمل الخارجية، لكن يمكننا التأثير فيما يحدث داخل مؤسساتنا. لذلك، يتحمل المدراء مسؤولية الحفاظ على نظرة إيجابية لصالح فريقهم، كلما أمكن ذلك، ولكن ليس بطريقة ساذجة أو غير واقعية، بل بتصميم وفهم واقعي للموقف. لكن التفاؤل ليس ذريعة لتجاهل المشكلات، بل صفة ضرورية للقيادة الفعالة.

اختر الوقت المناسب لإظهار التفاؤل والبهجة

قد يبدو الإفراط في التفاؤل والإيجابية، خصوصاً في أعقاب عمليات التسريح أو فترات الركود، تهوراً، وفي الواقع، قد يُنظر إليه على أنه تصرف أحمق أو غير حكيم. لهذا السبب يتعين على المدير اختيار متى يظهِر التفاؤل والإيجابية بعناية. بالطبع، ليس من المناسب إظهار هذه المشاعر عند الإعلان عن تسريح العاملين أو نشر تقارير ضعيفة للأرباح، وبدلاً من ذلك، يجب إظهار التفاؤل والإيجابية عندما تعتقد أن الموظفين في فريقك يحتاجون إلى دفعة إضافية من التشجيع والدعم.

استمر في الحفاظ على موقف إيجابي

تسلط القصة المعروفة جيداً لرحلة المستكشف إرنست شاكلتون البطولية إلى القطب الجنوبي الضوء على قدرته على إنقاذ أفراد طاقمه جميعهم، لكن الجانب الأقل شهرة في قيادة شاكلتون كان الاهتمام الكبير الذي أولاه للحفاظ على معنويات طاقمه في أثناء الأوقات العصيبة التي واجهوها؛ إذ شارك طعامه مع أفراد الطاقم المرضى، وحرص على حصول الجميع على ملابس مناسبة، ونشر الثقة بينهم قدر استطاعته. الجزء المفضل لدي من قصة شاكلتون كان ذهابه متزلجاً فوق الجليد لجلب الشاي الساخن لأفراد الطاقم الذين كانوا عائدين من رحلة إمداد دورية إلى سفينتهم التي تقطعت بها السبل، إندورانس.

علاوة على ذلك، قد تكون هناك ميزة عملية للشركات في تعزيز السعادة. يقول المؤلف المشارك في الدراسة، جيمس فولر، لصحيفة التايمز: "يمكن أن يكون لسعادة صديق الصديق تأثير أكبر في سعادة الفرد من الحصول على مكافأة مالية ضخمة". في أوقات الركود، يجب أن تكون هذه المعلومات مشجعة لأي مدير يبحث عن طرق لتحسين معنويات أعضاء فريقه. في حين أن السعادة لا يمكن أن تعوض عن الأجر غير الكافي، فإن مكان العمل السعيد والإيجابي، كما أثبت الباحثون على مدى سنوات عديدة، يمكن أن يجعل تجربة القدوم إلى العمل أكثر متعة، وذلك يعزز بدوره الإنتاجية والمشاركة أيضاً.

السعادة وحدها لا تكفي لإنقاذ مؤسسة فاشلة. سيتطلب ذلك روح المبادرة والعزيمة، بالإضافة إلى خطة عمل مدروسة جيداً ومنتجات وخدمات قابلة للتسويق. مع ذلك، فإن لمسة من البهجة الإدارية يمكن أن تكون عاملاً منشطاً يحافظ على الروح المعنوية الإيجابية في المؤسسة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي